أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
5 أبريل 2021 1:48 م
-
الاجتماع الـ 28 للجنة مراقبة خفض الإنتاج في"أوبك +" وقرار الانضباط بشأن الإمدادات .

الاجتماع الـ 28  للجنة مراقبة خفض الإنتاج في"أوبك +" وقرار الانضباط بشأن الإمدادات .

اعداد ـ فاطيمة طيبي

اجتمعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، فيما يعرف باسم مجموعة "أوبك +"، في الواحد والثلاثين من شهر مارس 2021  عقب شهر تراجعت فيه أسعار النفط بفعل مخاوف حيال تمديد إجراءات العزل العام الهادفة لمكافحة الجائحة في أوروبا، وبطء توزيع اللقاحات وارتفاع الإصابات بكوفيد – 19 في الهند والبرازيل، في تعارض مع نمو التفاؤل حيال النمو في الولايات المتحدة. وفاجأت "أوبك +"  في شهر افبراير السوق بالاتفاق على تمديد قيود الإمدادات، مع استثناء محدود لروسيا وكازاخستان، في الوقت الذي بدا فيه أن الطلب على الوقود يتعافى.

ـ رئاسة اعمال المجتمع:

ترأس الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة وألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي أعمال الاجتماع الوزاري الـ28  للجنة مراقبة خفض الإنتاج في تحالف "أوبك +" التي عقدت افتراضيا عبر الإنترنت. وشارك في الاجتماع الوزاري من الرياض إحسان عبدالجبار وزير النفط العراقي الذي يزور السعودية في وفد رسمي برفقة رئيس الوزراء، حيث تعد العراق من الدول المنتجة التي تقوم بتعويضات إنتاجية عن زيادات سابقة في الإنتاج..

ـ مناقشات وتقارير :

وناقشت لجنة مراقبة الإنتاج التي تجتمع شهريا مدى امتثال المنتجين لحصص خفض الإنتاج الذي سجلت نسبته 102 % في شهر فبراير 2021. كما استعرضت المجموعة تقرير اللجنة الفنية ومستجدات العرض والطلب والمخزونات في ضوء تطورات جائحة كورونا بعد تجدد الإصابات وعودة الإغلاق.

وكشف تقرير من اجتماع لجنة خبراء تابعة لـ"أوبك +" أن المجموعة خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2021 بمقدار 300 ألف برميل يوميا، ما يشير إلى مخاوف بشأن تعافي السوق في ظل موجة جديدة من إجراءات العزل العام لمكافحة فيروس كورونا.كما اجتمعت اللجنة الفنية المشتركة، قبيل اجتماع وزاري نهاية مارس ، لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج  .

وقالت اللجنة، التي تسدي النصح لمجموعة الدول المنتجة للنفط والتي تشمل السعودية وروسيا، في التقرير "رغم التخلص المستمر من المخزونات التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإنها لا تزال أعلى من متوسط 2015 - 2019، مع الاعتراف بأن التقلبات السائدة في هيكل السوق تمثل مؤشرا على أوضاع السوق الهشة".


ـ توقعات :

 بموجب تصور أساسي، تتوقع اللجنة الآن أن ينمو الطلب على النفط 5.6 مليون برميل يوميا في 2021 ، بانخفاض 300 ألف برميل يوميا عن توقعها السابق. كما رفعت توقعها لنمو الإمدادات العالمية 200 ألف برميل يوميا إلى 1.6 مليون برميل يوميا. ونتيجة لذلك، تتوقع الآن أن تنخفض مخزونات النفط في الدول الصناعية دون متوسط 2015 - 2019 في  شهر أغسطس ، وهو موعد يبعد شهرا عما توقعته في السابق.

وتخفض "أوبك" ومنتجون حلفاء، المجموعة المعروفة باسم "أوبك +"، الإنتاج حاليا بما يزيد قليلا على سبعة ملايين برميل يوميا في مسعى لدعم الأسعار وتقليص فائض الإمدادات. وتضيف السعودية إلى تلك التخفيضات مليون برميل يوميا.

 قال  مصدر مطلع سابقا إن السعودية مستعدة لدعم تمديد تخفيضات النفط وأيضا لتمديد تخفيضاتها الطوعية. كما قال بنك جيه. بي مورجان في مذكرة بحثية إنه يعتقد أن "أوبك +" ستتوخى الحذر بأن تمدد إلى حد كبير معظم تخفيضاتها الإنتاجية حتى نهاية مايو2021 ، وإن السعودية ستمدد خفضها الطوعي حتى نهاية  يونيو من نفس السنة . مضيفا  "نتوقع أن يبدأ التحالف بإضافة إنتاج عبر زيادات قدرها 500 ألف برميل يوميا تبدأ في شهر يونيو  وتستمر في أغسطس2021.

وقال فيفيك دهار محلل السلع الأولية لدى بنك الكومنولث "التوقعات هو أن تبدي "أوبك +" انضباطا بشأن الإمدادات". انه وبموجب القيود الحالية، تخفض "أوبك"، بقيادة السعودية، والمنتجون غير الأعضاء في المنظمة، بقيادة روسيا، ما يزيد عن سبعة ملايين برميل يوميا، بينما تنفذ السعودية خفضا إضافيا طوعيا مليون برميل يوميا.وقال مصدر مطلع إن المملكة مستعدة لدعم تمديد تخفيضات الإمدادات حتى شهر يونيو 2021  ، ولا سيما خفضها الطوعي، لدعم الأسعار.

وتعززت وجهة النظر التي تشير إلى أنه يتعين على المنتجين كبح المعروض بفعل بيانات نشرها معهد البترول الأمريكي في التاسع والهشرين من شهر مارس 2021 ، أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 3.9 مليون برميل في الأسبوع الرابع من مارس بالتحديد  في 26   مارس ، ما يزيد عن توقعات المحللين في استطلاع  لزيادة بنحو 100 ألف برميل.

ـ    مساهمة السعودية المهمة في جهود العالم لمكافحة تغير المناخ:

رحبت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بمبادرتين جديدتين من السعودية تهدفان إلى تقليل الانبعاثات والبصمة البيئية للمنطقة. وأشار محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك إلى أن "المبادرة السعودية الخضراء" و "مبادرة الشرق الأوسط الخضراء" تمثلان مساهمة مهمة في جهودنا العالمية لمكافحة تغير المناخ.


وذكر تقرير لمنظمة أوبك أن هذه المبادرات التي تم الإعلان عنها أخيرا تأتي في الوقت المناسب وتشكل جزءا مهما من جهود السعودية لمواجهة التحديات البيئية وتغير المناخ. كما قال الأمين العام "إن السعودية تواصل من خلال هذه المبادرات توجيه مشاركتها العالمية في سياسات الطاقة والبيئة من خلال مبدأ "المسؤوليات المشتركة، لكن المتباينة".

ولفت التقرير إلى ارتباط منظمة أوبك والدول الأعضاء فيها - إلى جانب التزامها باستقرار سوق النفط المستدام - ارتباطا وثيقا بالحلول الشاملة لمعالجة القضايا ذات الاهتمام العالمي، بما في ذلك التنمية المستدامة والمبادرات البيئية وتغير المناخ والقضاء على فقر الطاقة، مشيرا إلى توقيع الدول الـ13 الأعضاء في منظمة أوبك على اتفاقية باريس وصدقت عليها معظمها.

وحث الأمين العام جميع الدول الأعضاء على التصديق على الاتفاقية قبل مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 لتغير المناخ للأطراف COP26 المقرر عقده في جلاسكو في اسكتلندا في الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر 2021، عادا هذا من شأنه أن  يثبت التزام المنظمة المستمر بالبيئة، ويؤكد سعينا لتحقيق التنمية المستدامة . ولفت إلى أنه تم الإعلان عن مبادرتين للمملكة العربية السعودية في 27 من شهر  مارس  من قبل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، حيث شددت السعودية على أنها ستعمل مع شركاء إقليميين - كثير منهم من الدول الأعضاء في "أوبك" - لنقل المعرفة وتبادل الخبرات.

ونوه التقرير بأن السعودية دعمت من خلال رئاستها مجموعة العشرين اقتصاد الكربون الدائري وتقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير والإزالة للكربون، باعتبار ذلك واحدا من الحلول الشاملة والمتوازنة لتحدي المناخ، كما احتضنت التقنيات المتقدمة كجزء من أجندة الطاقة العالمية. حيث شدد على أهمية أن تكون "أوبك" وصناعة النفط والغاز جزءا من حل مشكلة تغير المناخ، لافتا إلى أن الدول الأعضاء تمتلك موارد وخبرات مهمة يمكن أن تساعد على تدشين مستقبل عالمي خال من الكربون.

 

 

 

 



التعليقات