أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
23 يناير 2022 11:24 ص
-
صعوبة وفاء بعض منتجي "أوبك +" بالزيادة المقررة فبراير 2022 بسبب نقص الاستثمارا ت

صعوبة وفاء بعض منتجي "أوبك +"  بالزيادة المقررة  فبراير 2022  بسبب نقص الاستثمارا ت

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

يكبح المكاسب النفطية زيادة المعروض شهريا من جانب تحالف المنتجين في "أوبك +" بنحو 400 ألف برميل يوميا علاوة على ترقب الإفراج عن الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية في الولايات المتحدة وعدد من دول الاستهلاك الرئيسة.

 حيث توقع محللون نفطيون، أن تواصل أسعار الخام مكاسبها خلال الأسبوع الثاني بعد ارتفاعات سابقة بنحو 5 % لخامي القياس الأمريكي وبرنت نتيجة تقلص المخاوف من تأثير متغير أوميكرون في الطلب العالمي، إضافة إلى تصاعد الاضطرابات السياسية في كازاخستان وانقطاعات الإنتاج في ليبيا.

وارتفعت أسعار النفط للأسبوع الثالث على التوالي، حيث ظل الطلب مرنا مع تجاوز المخاوف المفرطة السابقة المتعلقة بمتغير أوميكرون مع صعوبة وفاء بعض منتجي "أوبك +" بحصص الزيادة المقررة في فبراير2022  بسبب نقص الاستثمارات وبعض الصعوبات الفنية والإنتاجية الأخرى.

وأشار محللون إلى انخفاض الإنتاج النفطي في ليبيا العضو في "أوبك" بنحو 30 % وسط اضطرابات أمنية، بينما أخفقت روسيا في تحقيق زيادة الإنتاج في الشهر الماضي ما يعني استمرار تقلص العرض وزيادة فرص صعود الأسعار في الأسبوع الثاني من يناير والأسابيع اللاحقة.

ـ توقعات لارتفاع الاسعار :

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، إن مكاسب أسعار النفط الخام التي تجاوزت 5 % في الأسبوع الاول من يناير 2022  مرشحة للزيادة خلال الأسبوع الثاني بعد خفض أكبر شركة منتجة للنفط في كازاخستان لمستوى الإنتاج في حقل تنكيز العملاق بسبب الاحتجاجات والصدامات الواسعة بين القوى السياسية في البلاد الذي تزامن أيضا مع تقلص الإنتاج النفطي الليبي.

ولفت إلى أن سوق النفط الخام لن تستمر على وتيرة واحدة من المكاسب حيث ما زالت المخاوف من تعثر الطلب قائمة خاصة في ظل القيود المفروضة على ارتياد المطاعم والأنشطة الرياضية في العديد من دول أوروبا وآسيا وهو ما يعكس عدم انتهاء المخاوف المتعلقة بمتغير أوميكرون وبقدرته على كبح الطلب.

من جانبه، أوضح دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة " تكنيك جروب" الدولية، أن معنويات السوق تتجه إلى التحسن المستمر، حيث إن المعروض النفطي ما زال ضيقا وليست كل دول "أوبك +" قادرة في المرحلة الراهنة على إضافة المزيد من الإمدادات ولكن تجار الطاقة بشكل عام قلقون من أن القيود في جميع أنحاء أوروبا وآسيا قد تهدد توقعات الطلب على المدى القصير.

ولفت إلى أن عدة مخاطر جيوسياسية ظهرت في التوقيت نفسه كان لها أثر كبير في استقرار سوق النفط، حيث انخفض الإنتاج في ليبيا وسط اضطرابات أمنية، في حين لم تتمكن روسيا أيضا من زيادة الكميات الإنتاجية المطلوبة في ديسمبر 2021 ، كما تعاني نيجيريا من اضطرابات في منشآت التحميل ويضاف إلى كل ذلك الأزمة المتصاعدة في كازاخستان.

بدروه يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن العقود الآجلة للنفط في اتجاه صعودي ما يشير إلى تزايد ضيق المعروض، موضحا أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط كان مدعوما من جانب العرض، خاصة تعطل التدفقات النفطية في كندا وشمال الولايات المتحدة وتسجيل انخفاضات مؤثرة في إنتاج كل من "أوبك" والبرازيل وروسيا.

وأشار إلى أن تراجع المعروض النفطي تزامن أيضا مع تقلص مخزونات النفط الخام الأمريكية التي تنخفض أسبوعيا منذ نوفمبر  2021، موضحا أن التوقعات لا تزال عرضة لمخاطر متعددة على جبهتي العرض والطلب، لافتا إلى أن متغير أوميكرون تسبب في ارتفاع الإصابات بالوباء في جميع أنحاء العالم، إلا أن معدلات الاستشفاء حتى الآن لا تزال تحت السيطرة ويبدو أن حدوث المرض الشديد أقل احتمالا من المتغيرات السابقة.

من جهتها تقول أرفي ناهار المختصة في شؤون النفط والغاز في شركة " أفريكان ليدرشيب " الدولية، إن التجمد الشديد في كندا وشمال الولايات المتحدة أدى إلى تعطيل تدفقات النفط، ما تسبب في ارتفاع الأسعار في الوقت الذي تنخفض فيه المخزونات النفطية الأمريكية بمعدلات جيدة وتفوق التقديرات السابقة.

وذكرت أن صعود أسعار النفط يغذيه الطلب الذي يصمد بشكل جيد في مواجهة اتساع إصابات متغير أوميكرون، إضافة إلى تعطل الإمدادات وصعوبة إجراء جميع أعضاء "أوبك +" للزيادة المطلوبة، لان توقعات لبنوك استثمارية تشير إلى استعداد الأسعار للانفجار في الاتجاه الصعودي.

ـ تراجع أسعار النفط الخام:

 من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الاول من يناير، تراجعت أسعار النفط الخام عند التسوية 14 يناير حيث تأثرت السوق بمخاوف حول الإمدادات بفعل اضطرابات كازاخستان وانقطاعات الإنتاج في ليبيا بجانب صدور تقرير التوظيف الأمريكي الذي جاء دون التوقعات وتأثيره المحتمل على سياسة المجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وتراجع إنتاج ليبيا إلى 729 ألف برميل يوميا، من إنتاج مرتفع بلغ 1.3 مليون برميل يوميا 2021، فيما يرجع جزئيا إلى أعمال صيانة خط أنابيب.

وارتفع المؤشران دولارا في وقت سابق من الجلسة، لكن سوق النفط، إلى جانب أسواق الأسهم ومؤشر الدولار، تعرضت لضغوط بعد أن جاءت أرقام التوظيف الأمريكية أقل مما كان متوقعا.

وارتفع إنتاج "أوبك" في ديسمبر  70 ألف برميل يوميا عن نوفمبر، وهو ما يقل كثيرا عن الزيادة المسموح بها بموجب اتفاق "أوبك +" البالغة 253 ألف برميل يوميا، الذي أعاد الإنتاج الذي تم خفضه في 2020 عندما انهار الطلب في ظل إغلاقات كورونا.

ـ منصات الحفر:

من جانب آخر، ارتفع عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 2   الأسبوع الثاني من يناير  ما أبقى إجمالي عدد الحفارات عند 588 حيث ظلت أسعار النفط قوية على الرغم من الموجة الجديدة من حالات كوفيد - 19 التي جلبها البديل الجديد من فيروس كورونا وسط العديد من الاضطرابات النفطية حول العالم بما في ذلك ليبيا والإكوادور وكازاخستان.

وذكر تقرير بيكر هيوز الأمريكي الأسبوعي عن أنشطة الحفر أن عدد الحفارات في   لم يتغير وهو 586  . ولفت التقرير إلى أن إجمالي عدد الحفارات النشطة كان 228 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021 مشيرا إلى ارتفاع عدد الحفارات التي تعمل بالنفط بمقدار 1 إلى 481 بينما ارتفعت الحفارات التي تعمل بالغاز بنسبة 1 إلى 107.

ونوه التقرير إلى تسجيل إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأسبوع الاول من يناير - الأسبوع الأخير من 2021 - 11.8 مليون برميل يوميا للأسبوع الثاني على التوالي وفقا لإدارة معلومات الطاقة ما يمثل ارتفاعا من 11 مليون برميل يوميا في بداية 2021.

وذكر التقرير أنه لا يزال الإنتاج الأمريكي في اتجاه تصاعدي حيث يظل المنقبون عن النفط حذرين في خطط نمو الإنتاج الخاصة بهم وأكثر تركيزا على إعادة الأموال النقدية إلى المستثمرين. وأشار التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض برميان بمقدار 1 مرة أخرى هذا الأسبوع بينما لم يشهد عدد الحفارات في ثاني أكبر حوض في البلاد، إيجل فورد، أي تغيير في عدد الحفارات النشطة للأسبوع الثاني على التوالي فيما يبلغ إجمالي عدد الحفارات في برميان الآن 292، مع إجمالي 44 منصة في إيجل فورد.

 

 



التعليقات