أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
24 مايو 2022 1:02 م
-
فعاليات اليوم الثاني من دافوس 2022.. الحرب والركود التضخمي على طاولة المحادثات

فعاليات اليوم الثاني من دافوس 2022.. الحرب والركود التضخمي على طاولة المحادثات

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

انطلقت فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والتي تتطرق إلى قضايا عدة أبرزها المناخ ومستقبل العمل. كما يشهد اليوم الثاني من المنتدى ، محادثات متنوعة بين قادة الأعمال والسياسة والصحفيين العالميين حول قضايا متنوعة منها الضرائب العالمية ومستقبل العمل وحتى الاقتصاد الرقمي والمناخ.

وسيشارك محمود محيي الدين، المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030، إلى حلقة نقاش حول التحول المناخي في الاقتصادات الناشئة هذا الصباح. ومن المقرر أن يلقي كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كلمة أمام المنتدى.

وتضم فعاليات اليوم الثاني من منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، جلسات عدة أبرزها جلسة بعنوان:

ـ  نشأ في الجائحة.

ـ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية العالمية من أجل المرونة العالمية.

ـ إنجاز تحدي المليار حياة.

ـ إطلاق العنان للابتكار الرقمي للوصول إلى صفر انبعاثات.

ـ  القيادة بالتعاطف في أوقات الأزمات.

كما تشمل أجندة أعمال اليوم الثاني من مؤتمر "دافوس" الاقتصادي العالمي جلسة بعنوان:

ـ  النظرة الاستراتيجية للاقتصاد الرقمي.

ـ جلسة أخرى باسم "نظام ضريبي عالمي معاد تصوره الاستجابة لتدفقات الهجرة الجديدة في أوروبا .

ويتخلل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، خلال يومه الثاني، مؤتمر صحفي: القوى العاملة العالمية: متمكنة لكنها منقسمة، يليه جلسة بعنوان "الصين في تحول الطاقة العالمي"، وجلسة "الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية العالمية من أجل المرونة العالمية"، و"من أين ستأتي وظائف الغد؟"، و"وجهات نظر الشباب حول القضايا العالمية"، والقيادة بالتعاطف في أوقات الأزمات"، ثم يعقد المؤتمر الصحفي: إطلاق مؤشر تنمية السياحة والسفر.

ـ بورجي براندي، رئيس منتدى دافوس، يؤكد أن الاجتماع السنوي للمنتدى، يأتي في أكثر اللحظات العالمية أهمية في العقود الثلاثة الماضية:


وأضاف رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) أن الاجتماع الذي بدأ 23 ويستمر حتى 26 مايور الجاري، يمثل تأكيدا قويا على أهمية التعاون، ويوفر منصة لا مثيل لها لمواجهة التحديات الملحة التي نواجهها، بوجود أكثر من 2000 قائد وخبير من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة،

وقال: "من الناحية الجيوسياسية، هناك تخوّف عام من أننا دخلنا بجدية فيما وصفته الأمم المتحدة قبل عامين، بأنه حقبة جديدة من الصراع والعنف، إلا أنه وفي مقابل ذلك، رأينا مؤخرا الفوائد التي يمكن تحقيقها عندما تتعاون الأطراف، حيث لم تكن السرعة القياسية التي تم بها تطوير لقاحات آمنة وفعالة خلال جائحة "كوفيد 19"، ممكنة إلا بسبب التنسيق بين الحكومات والشركات والمؤسسات البحثية.".

ـ تحديات سلاسل التوريد :

وأضاف: "من الناحية الجغرافية الاقتصادية ، هناك مخاوف جدية بشأن تحديات سلاسل التوريد العالمية وارتفاع مستويات التضخم، حيث حذر صندوق النقد الدولي من تباطؤ مستويات النمو من 6.1% العام الماضي 2021  إلى 3.6%هذا العام، أي أقل بمقدار 0.8 نقطة مئوية عما كان متوقعا في يناير الماضي 2022 ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الأوضاع الجيوسياسية، لكن في المقابل ، رأينا خلال الوباء ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون المؤسسات الاقتصادية، حيث كانت البنوك المركزية قادرة على درء أزمة مالية من خلال العمل معا لخفض أسعار الفائدة ومساعدة الأسواق المالية على العمل.

وردا على سؤال حول أهم المحاور التي سيتطرق إليها المنتدى، أوضح براندي أن اجتماع "دافوس" سيتطرق إلى 6 محاور رئيسة تتمثل في تعزيز التعاون الإقليمي والعالمي، وتأمين الانتعاش الاقتصادي وتشكيل عهد جديد من النمو، وبناء مجتمعات صحية وعادلة، وحماية المناخ والغذاء والطبيعة، وقيادة تحول الصناعة، وتسخير قوة الثورة الصناعية الرابعة.

وأشار إلى أن هذه المحاور مرتبطة مع بعضها البعض، نظرا لأن التحديات التي نواجهها تتطلب حلولا متكاملة ومتعددة الأوجه، فعلى سبيل المثال ، أوضح التقرير الأخير الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ التابع للأمم المتحدة، أن الوقت ينفد بسرعة لمنع درجات الحرارة العالمية من الارتفاع إلى ما بعد المستويات الأكثر خطورة، الأمر الذي سيتطلب تسريع التقدم في الوصول إلى الحياد الصفري، بتعاون أصحاب المصلحة المتعددين وبوجود الابتكار التكنولوجي وتحول الصناعة والاستثمار المنصف.

ولفت إلى أن المنتدى أطلق خلال العام الماضي2021  ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للمناخ "كوب 26"، تحالفا عالميا، والذي يعد مثالا على نهج متكامل لتوسيع نطاق العمل المناخي، حيث يتألف من مجموعة من الشركات ذات التفكير المستقبلي والتي تقدم التزامات بشأن السندات الخضراء، من أجل تحفيز الطلب على التقنيات الناشئة.

ـ نمو عالمي أكثر شمولا:

وحول أهم الفرص الاقتصادية ما بعد الجائحة، حدد رئيس "دافوس"، 3 أولويات رئيسة للاقتصاد العالمي، يتمثل:

1 ـ  الأولى : ضمان أن يكون النمو العالمي الاقتصادي أكثر شمولا، حيث يجب أن تكون الأولوية الأولى توجيه الاستثمار المستدام إلى الاقتصادات التي تعاني من نقص التمويل، مشيرا إلى تعافي نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر حول العالم بنسبة 77% في العام الماضي 2021، بالمقارنة مع مستويات ما قبل جائحة "كوفيد 19"، إلا أن استمرارية الجائحة والظروف الاقتصادية الصعبة قد تجعل عملية التعافي العالمية قابلة للتغير..

2 ـ الفرصة الثانية : تتمثل على المدى المتوسط في التركيز على توسيع الوصول الرقمي، حيث يتم إضافة المزيد من التقنيات الرائدة للاقتصادات العالمية، وهو تطور أطلق عليه المنتدى الاقتصادي العالمي بـ "الثورة الصناعية الرابعة"، حيث بحسب بعض التقديرات ستعتمد 70% من القيمة الجديدة للعقد الجاري على نماذج الأعمال التي تستخدم التطبيقات الرقمية.

وأشار إلى أنه بالرغم من التطور التقني، إلا أن أكثر من ثلث سكان العالم لم يستخدموا شبكة "الإنترنت" مطلقا، ولذلك جمع منتدى "دافوس" العام الماضي شركات التكنولوجيا والمالية الرائدة، جنبا إلى جنب مع الهيئات والمؤسسات الحكومية، لإطلاق تحالف "إيدسون" وهي مبادرة تعمل على توسيع الوصول الرقمي بأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2025.

ـ تسريع التحول الأخضر:

ولفت إلى أن..

3 ـ  الأولوية الثالثة:  تتمثل في تسريع التحول الأخضر، حيث تشير التقديرات إلى احتمالية مواجهة الاقتصاد العالمي لعواقب غير مسبوقة، ومنها التقلص بنسبة تصل إلى 18% في السنوات الثلاثين المقبلة، في حال عدم اتخاذ أي إجراء، وهو الأمر الذي يتطلب الوصول إلى  "الحياد الصفري" بحلول عام 2050، وإحداث تحول جذري في اقتصاداتنا، فالتحول الأخضر يمكن أن يضيف ملايين الوظائف وتريليونات الدولارات إلى الاقتصاد العالمي.

وبين أن مركز الطبيعة والمناخ التابع لمنتدى الاقتصاد العالمي "دافوس" يشترك مع أكثر من 150 شركة من الشركات الرائدة في العالم و 50 منظمة دولية ومع منظمات المجتمع المدني للاستفادة من فرص التحول الأخضر، كما يتم العمل مع الشركاء في الشرق الأوسط قبل عقد فعاليات القمة العالمية للمناخ "كوب27" خلال نوفمبر 2022  في مصر، و"كوب 28" في دولة الإمارات العام المقبل2023 .

وحول توقعاته بشأن متغيرات المشهد الاقتصادي العالمي، قال براندي: "على الرغم من المشهد الصعب الذي نعيش فيه ، إلا أنني متفائل. لأنني أرى كل يوم في المنتدى الاقتصادي العالمي أمثلة على الأعمال التجارية والحكومة والمجتمع المدني، والذي يعملون معا لتعزيز مصالحنا المشتركة، فالتحديات التي نواجهها، من تغير المناخ إلى الأوضاع الجيوسياسية إلى الوباء معقدة للغاية وكبيرة جدا، بحيث يتعذر على أي دولة أو شركة التعامل معها بمفردها، ونحن بحاجة إلى تعزيز الجهود لمضاعفة جهودنا التعاونية لأنها السبيل الوحيد نحو مستقبل أقوى.".

 

 



التعليقات