أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
13 يونيو 2022 12:51 م
-
امريكا: رجوع التضخم الى التسارع بكل القطاعات مسجلا رقما قياسيا منذ 40 عاما

امريكا: رجوع التضخم الى التسارع  بكل القطاعات مسجلا رقما قياسيا منذ 40 عاما

اعداد ـ فاطيمة طيبي

بلغ التضخم بالولايات المتحدة الامريكية  8.6 % بوتيرة سنوية مقابل 8.3 %، في شهر أبريل 2022 ، بحسب مؤشر أسعار الاستهلاك الذي أصدرته وزارة العمل بتاريخ العاشر من شهر يونيو الحالي، وبذلك تصل الزيادة في الأسعار مقارنة بالشهر الذي قبله إلى 1 %  ، بعدما سجلت + 0.3 %، في شهر أبريل الماضي .

 هذا ما يفسر ان رجوع مرة اخرى التضخم الى  التسارع  بالولايات المتحدة في شهرمايو ، بعدما تباطأ في شهر ابريل 2022 ، مسجلا رقما قياسيا منذ 40 عاما، وفقا لـ"الفرنسية".

وانعكست هذه الأرقام التي فاقت التوقعات على وول ستريت التي فتحت على تراجع كبير في 10 يونيو الحالي ، فيما ارتفع سعر الدولار مقابل اليورو.وشملت زيادة الأسعار في شهر ابريل الماضي كل القطاعات بما فيها السكن والبنزين وتذاكر السفر والمواد الغذائية والسيارات الجديدة والمستعملة، وصولا إلى الخدمات الصحية والملابس.

وسجلت أعلى زيادة سنوية في أسعار الطاقة والمواد الغذائية التي سجلت زيادة حادة منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا،  والتي بلغت 34.6 % للطاقة، وهي أعلى زيادة منذ شهر سبتمبر  2005، و10.1 % للمواد الغذائية، وهي الأعلى منذ   مارس  1981. وإذا ما استثنينا هاتين الفئتين، فإن التضخم الأساسي بقي مستقرا عند + 0.6 %   بوتيرة شهرية، وتباطأ بوتيرة سنوية مسجلا + 6.0 %.وتبدد هذه الأرقام الجديدة الآمال بتسجيل تباطؤ متواصل في التضخم بعدما تراجع بشكل طفيف في شهر  أبريل  محققا + 8.3 % بوتيرة سنوية.

وحذر جريجوري داكو رئيس قسم الاقتصاد في شركة "إي واي بارثينون" من أن هذا "يشير إلى أن تباطؤ التضخم حتى نهاية العام 2022  لن يكون سريعا، وأن تضخم مؤشر أسعار الاستهلاك سيكون على الأرجح أعلى من 6 % في ديسمبر

وأدلى الرئيس جو بايدن بتصريحات عن هذا الموضوع في العاشر من يونيو ، من مرفأ لوس أنجلوس حيث تصل الحاويات المحملة بالمنتجات المصنوعة في آسيا قبل توزيعها على المتاجر الأمريكية. وحض بايدن مجلس النواب على التحرك، إذ يصوت الأسبوع المقبل على نص أقره مجلس الشيوخ في مارس لمنع شركات الشحن البحري من زيادة أسعارها، إذ ينعكس ذلك لاحقا على المستهلكين.

ويشير النص إلى أن سعر الحاوية البالغ حجمها 40 قدما ازداد من نحو 1300 دولار قبل وباء كوفيد - 19 إلى 11 ألف دولار في سبتمبر  2021. وتسببت الصعوبات في سلاسل الإمداد العالمية في ارتفاع الأسعار في كل أنحاء العالم، غير أن هذه الأزمة ازدادت حدة في الولايات المتحدة، إذ اقترنت بنقص في اليد العاملة، في وقت أدت فيه المساعدات المالية الحكومية السخية إلى تحفيز الطلب.

ـ ارتفاع اسعار الوقود والمواد الغذائية :

ومع شن روسيا هجومها على أوكرانيا، ازدادت الظاهرة حدة وسجلت أسعار الوقود والمواد الغذائية ارتفاعا كبيرا. ويثير هذا التضخم المرتفع جدا مخاوف بايدن قبل أشهر قليلة من استحقاق انتخابي حاسم سيجدد قسما كبيرا من أعضاء الكونجرس. وتتهم المعارضة الجمهورية السياسة الاقتصادية التي انتهجها الرئيس الديمقراطي بالتسبب في هذا التضخم غير المسبوق منذ بداية الثمانينيات.

وحذرت روبيلا فاروقي رئيسة قسم الاقتصاد في شركة High Frequency Economics من أن "المخاطر المرتبطة بالتطورات الجيوسياسية ولا سيما بالنسبة إلى أسعار الطاقة والمواد الغذائية، تبقى مرتفعة". لكنها توقعت أن يؤدي نمو النشاط في قطاع الخدمات خلال الأشهر المقبلة على حساب مشتريات المنتجات إلى "إعطاء دفع" للاقتصاد وخفض الضغط على سلاسل الإمداد. ومن المتوقع أن تزيد الأرقام الجديدة الضغط على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليزيد مجددا معدلات فائدته الرئيسة الأسبوع االثالث من يونيو  خلال اجتماع لجنته النقدية.

فالبنك المركزي يملك ورقة رئيسة تمكنه من كبح طلب المستهلكين والشركات على السواء، من خلال زيادة معدلات فائدته الرئيسة. وسبق أن رفع هذه المعدلات مرتين بربع نقطة مئوية ثم بنصف نقطة مئوية لتراوح بين 0.75 و1.00 % .

وتساءل داكو "هل علينا أن نخشى تراجعا تضخميا. ؟"، أي فترة طويلة من النمو الضعيف والتضخم المرتفع، لكنه أضاف "لا، ليس في 2022، لكن المخاطر ستكون أكبر في 2023".

كما حذر البنك الدولي من مخاطر "التراجع تضخمي" على المستوى العالمي. ويصدر لاحقا هذا الشهر مؤشر آخر لقياس التضخم هو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الذي تنشره وزارة التجارة ويعتمده الاحتياطي الفيدرالي. وهو أيضا تباطأ في شهر  أبريل  مسجلا 6.3 % بوتيرة سنوية، وتصدر أرقام  مايو  في 30  من  يونيو .

ـ شراكة إقليمية :

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض في 10 يونيو ، "شراكة إقليمية" مع دول أمريكا اللاتينية بشأن الهجرة وذلك في ختام قمة الأمريكيتين في لوس أنجلوس التي طغت عليها توترات دبلوماسية.

وقالت مسؤولة كبيرة في البيت الأبيض في اتصال هاتفي مع صحافيين إن "الرئيس الأمريكي يطلب من كل الحكومات الواقعة على مسار الهجرة وضع أو تعزيز إجراءات طلبات اللجوء في دولها وحراسة حدودها بشكل أكثر فاعلية، وتحديد الأشخاص غير المؤهلين لحق اللجوء". لكنها لم تعط كثيرا من التفاصيل حول "إعلان لوس أنجلوس" هذا الذي سيرسي مبدأ "مسؤولية مشتركة" في مواجهة الهجرة. وأوضحت المسؤولة في البيت الأبيض أن واشنطن لا تتوقع أن توقع كل دول أمريكا اللاتينية الموجودة في القمة، على النص. وتعد مسألة الهجرة حساسة جدا سياسيا بالنسبة إلى جو بايدن.

وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال قمة الأمريكيتين التي انطلقت في التاسع من شهر يونيو وانتهت في لوس أنجلوس، على ضرورة التعاون من أجل تحقيق مزيد من الازدهار الاقتصادي، بينما يشهد اللقاء خلافات دبلوماسية عدة.

وخلال جلسة افتتاح القمة، وعلى وقع أغان ورسائل أطفال تتعلق بالعجائب الطبيعية لدول أمريكا اللاتينية، أكد بايدن أن الديمقراطيّة هي "المكون الأساس لمستقبل الأمريكيتين". وقال إن "منطقتنا كبيرة ومتنوعة، لا نتفق دائما على كل شيء"، مشيرا إلى أن الدول الديمقراطية بإمكانها تجاوز الخلافات بالاحترام المتبادل والحوار. وشدد بايدن على وجود وحدة خلال قمة الأمريكيتين فيما يتعلق بـ"مسائل جوهرية"، رغم انتقادات علنية وجهها زعيما الأرجنتين وبليز بسبب استبعاد ثلاثة زعماء يساريين من القمة.

ـ الهدف من قمة الامريكيتين:

وتهدف قمة الأمريكيتين إلى توضيح رغبة إدارة بايدن في إحياء العلاقة مع دول أمريكا اللاتينية وتجديدها في وقت تستثمر فيه الصين بكثافة في المنطقة.

وقال معهد الأبحاث الأمريكي مجلس العلاقات الخارجية "كاونسل أون فورين ريليشنز"، إن "أرقامه تدل على أن الرئيس الصيني شي جينبينغ زار أمريكا اللاتينية 11 مرة منذ توليه رئاسة بلاده في 2013. في المقابل، لم يزر بايدن أمريكا اللاتينية بعد منذ تسلمه منصبه الرئاسي في شهر  يناير  2021"، لكن واشنطن لا تنوي الرد على الصين بإعلانات مالية صارمة.

وأوضح جيك ساليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي "لم تعد الولايات المتحدة أبدا أن امتيازاتها في العالم تقضي بجمعها مبالغ هائلة من المال العام"، وأشار إلى أن الهدف الأمريكي سيكون "الإفراج عن مبالغ كبيرة من التمويل الخاص".

وتطرق بايدن أيضا إلى "مقاربة متكاملة" تهدف إلى "تقاسم المسؤولية" مع وصول عديد من المهاجرين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، عادا المشاركين في القمة سيقومون "بالتزام مشترك" لإيجاد "فرص للهجرة الآمنة والمنظمة" و"وقف الاتجار بالبشر".

وأعلنت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الثلاثاء الثامن من شهر يونيو الحالي  تخصيص 1.9 مليار دولار لدعم الوظائف في أمريكا الوسطى، على أمل خفض الهجرة.

 

 



التعليقات