تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
8 مارس 2020 1:04 م
-
بلومبيرج .. تراجع القطاع الصناعي في الصين جراء كورونا في فبراير 2020

بلومبيرج .. تراجع القطاع الصناعي في الصين جراء كورونا في  فبراير 2020

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي   

اتخذت السلطات في الصين  تدابير بالغة الشدة لاحتواء انتشار وباء "كوفيد-19"، من ضمنها فرض قيود على حركة التنقل وإغلاق "مؤقت" لمصانع عبر البلد وفرض الحجر الصحي على مقاطعة هوبي (وسط) التي تعد مركزا صناعيا،  جاء هذا   حسب  الوكالة "الفرنسية"،  وما أعلن عنه  المكتب الوطني للإحصاءات ، في التاسع والعشرين من شهر فبراير2020

كما تراجع النشاط التصنيعي في الصين في شهر فبراير 2020 ، إلى أدنى مستوى يسجله حتى الآن لمثل هذا الشهر، في وقت يشهد فيه ثاني اقتصاد في العالم تباطؤا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. و  ظهر الفيروس في ديسمبر 2019 غير أن الحكومة شجعت الشركات على استئناف العمل تدريجيا في وقت يسجل تراجعا في عدد الإصابات اليومية الجديدة منذ عشرة أيام، ما يبرز مجددا التداعيات المدمرة لتفشي "كورونا"على الاقتصادين الصيني والعالمي.

وتدنى مؤشر مديري المشتريات في فبراير  إلى 35.7 نقطة، مقارنة بـ 50 نقطة في يناير ، بحسب أرقام مكتب الإحصاءات، وهو مؤشر يشير إلى توسع النشاط إن كان يتخطى 50.0 نقطة، وإلى تراجع إن كان أدنى من هذا الحد. وتعد هذه الأرقام أدنى من متوسط توقعات المحللين، الذين استطلعتهم وكالة  بلومبيرج للأنباء المالية، وبلغ 45 نقطة، والقطاعان الأكثر تضررا هما قطاعا السيارات والتجهيزات المتخصصة، لكن المكتب أبدى تفاؤله، موضحا أنه  إن كان الوباء قد انعكس بشكل أكبر مما كان متوقعا على الإنتاج وعمليات الشركات الصينية، فيبدو أنه بدأ يكون تحت السيطرة، والوطأة على الإنتاج تتقلص تدريجيا .

ويحذر أغلبية المحللين من أن النمو الاقتصادي الصيني سيتضرر كثيرا على الأرجح من جراء الأزمة الصحية خلال الفصل الأول، وتعطي تلك الأرقام لمحة أولية عن مدى الأضرار التي سيتكبدها القطاع الصناعي.

وقال شينج شاوبينج؛ الخبير الاقتصادي في مجموعة "أستراليا آند نيوزيلند بانكينج  المصرفية: يعزز التراجع الحاد في مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعة في الصين في فبراير وجهة نظرنا بأن عودة الأنشطة الاقتصادية إلى وضعها الطبيعي سيتأخر .مضيفا  ثمة فرصة ضئيلة في حدوث انتعاش قوي، حيث تستخدم السلطات المعونات المستهدفة، دون حزم التحفيز المالي، من أجل إنعاش الاقتصاد واستقراره، ومن شأن هذا أن يؤدي إلى قفزة تدريجية .

وأوضحت  بلومبيرج  أن الانهيار في الأنشطة الاقتصادية في الصين يعود بدرجة كبيرة إلى الإجراءات، التي لجأت إليها البلاد لكبح جماح الفيروس، التي جعلت من الصعب على العمال السفر والعودة إلى أعمالهم بعد انتهاء عطلة العام الصيني الجديد، وأدت هذه الإجراءات أيضا إلى تراجع كبير في المواد الخام اللازمة لاستئناف عمليات الإنتاج.

وترى الوكالة أن العامل الأساسي لأي تعاف اقتصادي في الصين في ظل هذه الظروف، هو مدى السرعة، التي تستطيع بها المصانع والشركات والمواطنون العودة إلى الوضع الطبيعي قبل تفشي الفيروس، ولكن سيتعين على الحكومة الصينية إحداث توازن بين ذلك وبين الحاجة الماسة للحيلولة دون ظهور حالات إصابة جديدة بالفيروس.

وذكرت  بلومبيرج  أنه حتى إذا استأنفت الشركات عملها، فلن يعني هذا عودتها بكامل طاقتها، أو أن نظام الخدمات اللوجستية في البلاد يعمل بشكل طبيعي، وقد تلقى قطاع الخدمات في الصين صفعة قوية، مثله في ذلك مثل جميع الأعمال، التي تعتمد على التفاعل البشري، الذي تحد منه القيود المفروضة على حرية التنقل داخل المدن وبين مدينة وأخرى. كما تراجع مؤشرا قطاعي التشييد والخدمات لأقل مستوى لهما منذ 2012، وتؤكد هذه البيانات المخاوف السيئة بشأن عملية توقف تشهد اهتزازا عنيفا في الاقتصاد الصيني في الربع الأول، مع تداعيات مهمة على المنطقة والعالم.

وسجل اقتصاد منطقة ماكاو الإدارية الصينية الخاصة أكبر تراجع خلال أربعة أعوام في الربع الأخير من العام الماضى، وانخفض إجمالي الناتج المحلي للمنطقة 8.1 % في الربع الأخير، عما كان عليه فى الفترة المماثلة من 2018، وهذا الانخفاض هو الأكبر منذ الأشهر الثلاثة الأولى من 2016، وكان هذا ضعف معدل الانخفاض المنقح بنسبة 4.4 % في الأشهر الثلاثة السابقة.


وتشهد الأسواق المالية أسوأ مراحلها منذ أزمة 2008 المالية العالمية بسبب الوباء، وفي ظل هذا السياق من عدم اليقين، تراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية، مسجلة خسائر تراوح بين 3 و5 %، وعرفت بورصة نيويورك أسبوعا أسود مع انخفاض مؤشر داو جونز 12 % خلال الأيام الخمسة الماضية.

وأرجأت واشنطن لأجل غير مسمى قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي كان مقررا عقدها في مارس في لاس فيجاس، خشية من الوباء.

وفي جنيف، أُلغي معرض السيارات، الذي كان مقررا من 5 إلى 15 مارس، كما المنتدى السنوي للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في لوزان، كذلك أُلغي في برلين المعرض الدولي للسياحة الذي كان مقررا بين 4 و8 مارس.

وفي كوريا الجنوبية، أطلقت السلطات حزمة إجراءات لتحفيز الاقتصاد، تتجاوز قيمتها 20 تريليون وون (16.5 مليار دولار) بهدف مواجهة تداعيات "كورونا"، على رابع أكبر اقتصاد آسيوي. وتضرر النشاط الاقتصادي والثقة بالاقتصاد في كوريا الجنوبية بشدة، بسبب انتشار "كورونا" في البلاد، التي أصبحت تضم أكبر عدد من المصابين به في العالم، بعد الصين. وحذر لي جو يول؛ محافظ بنك كوريا الجنوبية المركزي، من احتمال انكماش الاقتصاد الكوري الجنوبي خلال الربع الأول من العام الحالي. كما خفض البنك المركزي توقعاته لنمو الاقتصاد خلال العام الحالي من 2.3 %، إلى 2.1 %، ومن المتوقع انهيار الاستهلاك الخاص في كوريا الجنوبية على المدى القصير بسبب تفشي "كورونا".

وفي الفلبين، كشفت وزارة السياحة في الفلبين ، عن تأجيل موسم التخفيضات في المراكز التجارية، الذي كان مقررا أن يستمر طوال الشهر الحالي، وأشارت بيرناديت رومولو؛ وزيرة السياحة، في بيان "بقدر ما نريد تخفيف التأثير الاقتصادي، تظل سلامة مواطنينا ضمن أولوياتنا".

وفي إيطاليا، اتخذت السلطات تدابير جذرية لردع تفشي الوباء على أراضيها، من ضمنها إغلاق المدارس وإلغاء مناسبات رياضية وثقافية، وفرض الحجر الصحي على 11 بلدة في الشمال، الذي يعد الرئة الاقتصادية للبلد. وارتد الخوف المرتبط بانتشار فيروس كورونا المستجد سلبا على القطاع السياحي في روما التي تعد من الوجهات السياحية الرئيسة عالميا، على الرغم من ابتعادها عن البؤرة الرئيسة لتفشي الوباء في شمال البلاد. حيث يشكل القطاع السياحي نحو 13 % من مجمل الناتج المحلي الإيطالي، يثير إلغاء الحجوزات في المناطق الخالية أو شبه الخالية من الوباء حالة من اليأس لدى القطاع الفندقي. وهذا ما ينطبق فعلا على روما، حيث تم إلغاء أكثر من 50 % من الحجوزات المسجلة حتى نهاية  مارس  . 

 

 


أخبار مرتبطة
 
17 أبريل 2024 12:26 مالمشاط: نطالب المجتع الدولي بضرورة التوسع بأدوات التمويل المبتكرة ومبادلة الديون16 أبريل 2024 3:04 مواشنطن: المشاط تلتقي قيادات هيئة التعاون الدولي اليابانية "جايكا"15 أبريل 2024 4:37 ماقتصاد الهند.. الفيل الآسيوي الصاعد مثال للنمو الشامل والمستدام14 أبريل 2024 2:09 مبسبب ضبابية مستقبل أسعار الفائدة البنوك الأمريكية تجد صعوبة في التنبؤ بأرباحها7 أبريل 2024 2:28 مالأولويات الاقتصادية للمرحلة المقبلة في مصر2 أبريل 2024 12:12 متوقعات "جولدمان ساكس" باستمرار ارتفاع سعر الجنيه المصري وانخفاض التضخم31 مارس 2024 11:44 صمصر: النقد الدولي يوافق على برنامج قرض ممدد بقيمة 8 مليارات دولار25 مارس 2024 1:12 ملتعميق التصنيع المحلي مذكرة تفاهم بين المصرية للاتصالات وايتيدا وتيجاس الهندية23 مارس 2024 12:46 مسلسلة زيادات الفائدة للبنوك المركزية بالعالم قد تؤدي لتحولات ضخمة بهيكل الاقتصاد العالمي19 مارس 2024 12:58 م33 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال 2024 وفائض تمويل يتخطى 26 مليار دولار

التعليقات