تحليلات


كتب إدارة التحرير
26 أبريل 2020 2:08 م
-
ماذا ينتظر الاقتصاد العالمى بعد انهيار النفط ؟

ماذا ينتظر الاقتصاد العالمى بعد انهيار النفط ؟

 

 في 3 أبريل، ارتفع سعر النفط الخام إلى 28.34 دولارًا للبرميل بعد أن أشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أن السعودية وروسيا ستجريان تخفيضات هائلة في الإنتاج، وبعد أن وافقت أوبك بلس في النهاية على تلك التخفيضات، شكر ترامب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تسوية حرب الأسعار الأخيرة بينهما.

 

 ومع ذلك، جدد النفط الخام عمليات البيع في الأيام الأخيرة الي أن انخفض بنسبة 36٪ منذ ذروة 3 أبريل، ومنذ أن وصل إلى 63.27 دولارًا للبرميل في أوائل يناير، فقد الخام الأمريكي 71٪ من قيمته المذهلة، واستمر هذا الانخفاض بشكل عنيف الي أن انهار سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، الاثنين، 20 ابريل 2020، ليصل سعر البرميل إلى أقل من سالب 37 دولار، وذلك لأول مرة في التاريخ.

الولايات المتحدة تسجل أدنى قيمة للخام منذ 18 عامًا:

في يوم الجمعة، 17 ابريل 2020، تراجعت أسعار النفط الأمريكي بنسبة 8٪ لتنهي عند أدنى مستوى لها في 18 عامًا عند 18.27 دولارًا للبرميل، وقد انخفض سعر خام النفط في مرحلة ما إلى 17.33 دولارًا للبرميل، وهو أضعف سعر منذ نوفمبر 2001، ويعكس هذا الانهيار المتسارع في سوق النفط ضعف الاجراءات بشأن تخفيضات إنتاج أوبك بلس القياسية، وان هذه التخفيضات ليست كافية تقريبًا لتعويض الانهيار الملحمي في الطلب الناجم عن أزمة فيروس كورونا.

جدير بالذكر أن انخفاض عقود شهر أبريل للنفط الأمريكي، لم يؤثر على عقود مايو والتي صمدت بشكل جيد، ومن المتوقع بحسب مراقبين للسوق، أن تستمر هذه الفجوة الواسعة بين العقود طوال العام، لأن العالم سيعتمد سريعًا على مساحة التخزين التقليدية للنفط، وهذا سيجبر شركات النفط على تكديس البراميل في أماكن أكثر تكلفة، بما في ذلك على السفن، وكلما اتسع الانتشار، زادت خيارات التخزين البديلة اقتصاديًا، وتتراكم البراميل بوتيرة غير مسبوقة، مما يزيد من خطر نفاد المساحات العالمية لتخزينها قريبًا بالكامل.

وفي تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن عدد براميل النفط في المخازن التجارية ارتفع أبريل الجارىبأكبر عدد على الإطلاق، ورغم توصل أوبك بلس إلى اتفاق تاريخي، إلا أن آثار حرب أسعار النفط لا تزال قائمة، وتستمر البراميل في التدفق إلى الولايات المتحدة، وتغرق السوق.

ووفقًا لكليبر داتا، ارتفع متوسط ​​الصادرات المتدفقة لمدة سبعة أيام من دول أوبك الأساسية وروسيا بمقدار 3.5 مليون برميل يوميًا في أبريل مقارنة بشهر مارس، وفي الوقت نفسه، انخفض الطلب بشكل كبير. وأدت المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي إلى إلغاء العديد من رحلات الركاب وأجبرت الناس على العمل من المنزل وأغلقت المصانع. وهذا يعني أن هناك شهية أقل لبنزين المحركات ووقود الطائرات ومنتجات النفط الأخرى.

انهيار عقود غرب تكساس للسالب لأول مرة في التاريخ:


في انهيار وصف بـ "التاريخي"، تراجعت أسعار النفط الأمريكي بطريقة غير مسبوقة في يوم واحد، إذ تدهورت أسعار الخام الأمريكي المدرج في بورصة نيويورك إلى ما دون الصفر عند انتهاء جلسة التداولات الاثنين، 20 ابريل 2020، ليصل سعر البرميل إلى أقل من سالب 37.63 دولار لأول مرة في التاريخ منذ بدء بيع العقود الآجلة عام 1983، أي عند ناقص 37.63 دولار للبرميل، مع إقبال المتعاملين على البيع بكثافة بسبب امتلاء سريع لمنشآت التخزين في المركز الرئيسي للتسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما.

ونظراً إلى أن مهلة عقود مايو تنقضي الثلاثاء، تعيّن على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن. لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للناس للعثور على مشترين ما تسبب ببلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 37,63 دولارا تحت الصفر مع انتهاء التعاملات. وقال مات سميث من مركز كليبر داتا إنه "عقد لمادة (النفط) لا يريد أحد شراءها".

ويأتي انهيار يوم الاثنين بعد انخفاض النفط الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ 18 عاماً الأسبوع الماضي، بينما أدركت الأسواق أن تخفيضات الإنتاج القياسية من أوبك بلس ليست كافية لتعويض الخسارة في الطلب، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.6٪ لتبلغ 27.63 دولار للبرميل.

وكتب ستيفن إينيس، كبير استراتيجي الأسواق العالمية في AxiCorp في مذكرة بحثية يوم الاثنين، إنه "لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يدرك السوق أن صفقة أوبك بلس لن تكون، بشكلها الحالي، كافية لموازنة أسواق النفط"، مضيفاً أن روسيا والمملكة العربية السعودية ألمحتا إلى احتمالية فرض المزيد من تخفيضات الإنتاج، ما قد يدعم الأسعار.

ويرجح البعض ان هذا التدهور غير المسبوق في اسعار النفط الامريكي جاء نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، اضافة الي حرب الاسعار بين روسيا والسعودية، إذ أدت هذه الحرب في الاسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية، وهو ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وكانت أوبك أعلنت الأسبوع الماضي التوصّل لاتفاق بين المنظمة وشركائها لخفض الإنتاج بنحو عشرة مليارات برميل يومياً اعتباراً من مايو، لكن ذلك لم يكن كافياً، وقال جون كيلداف من مركز "أغين كابيتال" إنّ "الطلب على البنزين ووقود الديزل معدوم"، مضيفاً "لقد تبخّر الطلب". بيد أن مات سميث من مركز كليبر داتا اعتبر أنّ تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر هو ردّ فعل على قلّة إمكانات التخزين قبل انقضاء مهلة عقود مايو الثلاثاء، مؤكّداً أنّه بمجرد انقضاء تلك المهلة ستعود الأسعار إلى فوق مستوى الصفر، وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول رد فعل له على هذه التطورات، أن زيادة المخزون الاستراتيجي من النفط بمقدار 75 مليون برميل.

استمرار التراجع في اسعار النفط بعد انهيار الخام الأمريكي:


تستمر أسعار النفط في الانخفاض، بعد الانهيار التاريخي لسوق النفط هذا الأسبوع، مع اختفاء الطلب على النفط الخام، وخلال تعاملات الأربعاء، 22 ابريل 2020، انخفضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي بحوالي 11٪ لتصل 10.26 دولار للبرميل، عاكسة الارتفاع خلال ساعات التداول الآسيوية المبكرة. وكان آخر انخفاض لها بنسبة 3.3٪ حين وصلت 11.16 دولار. واستقر سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط المقرر تسليمه في يونيو يوم الثلاثاء عند 11.57 دولار، رغم انخفاضه إلى 6.50 دولار.

وانخفض المؤشر العالمي لخام برنت الي أدنى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً، ليصل إلى 16.60 دولار للبرميل، خلال تعاملات الاربعاء، أي بخسارة نحو 16٪ من قيمته، في إشارة أخرى على قلة ثقة التجار بأن تخمة المعروض ستخف في أي وقت قريب، وأظهر هذا الانهيار التاريخي في اسعار النفط الامريكي فائض حجم الضخ مقارنة بالطلب الذي وصلت له أسعار النفط في ظل تفشي فيروس كورونا، وسط مخاوف من أن يجد العالم نفسه غير قادر على إيجاد أماكن لتخزين براميل النفط، في الوقت الذي يدفع فيه المنتجون المال للتخلص من البراميل التي لديهم.

وبالرغم من الاتفاق السعودي – الروسي مؤخرا مع منتجين آخرين لخفض العرض بمقدار قياسي، إذ اتفق الجانبان على خفض الإمدادات بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، إلا أن ذلك لم يساعد في تخفيف المخاوف بشكل كبير.

انعكاس انهيار اسعار النفط الأمريكي على أسعار محطات الوقود:


رُغم الانهيار التاريخي الذي شهدته اسواق النفط يوم الاثنين، إلا أن هذا الانهيار لا يعني بالضرورة أن محطات الوقود ستدفع أمولا لأصحاب السيارات مقابل ملئهم خزانات مركباتهم في أي وقت قريب، وذلك لأن أسعار النفط الخام لها تأثير غير مباشر فقط على سعر التجزئة لغالون من البنزين.

وقد أدى الانخفاض الكبير في استهلاك البنزين في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، بسبب تعليمات البقاء في المنزل تزامنًا مع تفشي فيروس كورونا، إلى انخفاض أسعار النفط والبنزين، نظرًا لوجود فائض في المعروض على حد سواء، بالإضافة الي أن المساحة اللازمة لتخزين هذا المعروض الفائض في طريقها للنفاد، وهو سبب من الأسباب التي أدت إلى سعر النفط السلبي يوم الاثنين.

وبلغ متوسط ​​سعر غالون البنزين يوم الاثنين 1.81 دولارًا، بانخفاض قيمته 5 سنتات للغالون عن الأسبوع الماضي، و36 سنتًا للغالون عن قيمة كانت الأسعار قبل شهر، حيث كانت أوامر البقاء في المنزل قد بدأ تطبيقها.

كان السعر السلبي للخام يوم الاثنين نتيجة بعض الديناميكيات غير العادية في سوق النفط. وجاء الإغلاق القياسي المنخفض في عقود مايو لشركة West Texas Intermediate على حجم تداول ضعيف جدًا قبل انتهائه يوم الثلاثاء.

ونظرا لوجود مخاوف من احتمالية عدم وجود مكان لتخزين تلك البراميل التي يتم تسليمها في مايو، لكن عقود يونيو انخفض بنسبة 10٪ فقط إلى 22 دولارًا للبرميل. وهبط خام برنت، المؤشر العالمي، 5٪ فقط، أي 26.50 دولارًا للبرميل. ومع ذلك، فإن عقود النفط تتدحرج كل شهر ولا تتعطل عادة لتصل إلى أدنى مستوياتها.

ولا يعد النفط أفضل مؤشر على سعر البنزين المُباع بالتجزئة، وإنما أسعار البنزين بالجملة. ولم تشهد العقود الآجلة للبنزين نفس التأرجح الحاد يوم الاثنين، حيث أغلقت فقط بضعة سنتات عند حوالي 67 سنتًا للغالون. هذا في الواقع يقترب من ضعف السعر الذي كان يتم التداول به في الأسبوع الماضي فقط.

وفي هذا الصدد، اوضح قال المتحدث باسم الرابطة الوطنية للمتاجر، جيف لينارد: "إن العقود الآجلة للبنزين بالجملة وعقود النفط الآجلة مرتبطة ببعضها بالتأكيد، لكنها لا تنعكس على بعضها البعض بالضرورة في أي يوم معين"، وحتى العقود الآجلة للبنزين بسعر الجملة لا تحدد بشكل كامل السعر الذي ستدفعه محطة الوقود لمنتجها، فمعظمها لديها عقود تحدد السعر، وإن كان ذلك مع مراعاة الأسعار المستقبلية في غضون ذلك.

وتقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنه في 2019، عندما بلغ متوسط ​​العام بأكمله 2.60 دولار للغالون، كان متوسط ​​تكلفة النقل والتسويق حوالي 39 سنتًا للغالون الواحد من البنزين. وأضافت تكاليف التكرير والأرباح 34 سنتًا أخرى في المتوسط، ومع انخفاض حجم ضخ البنزين بمقدار النصف أو أكثر، يقوم العديد من أصحاب المحطات بزيادة هامش الربح الذي يفرضونه على كل غالون ببضع سنتات لتعويض الانخفاض الحاد في الطلب.

وهناك ضرائب البنزين الفيدرالية التي تكلف سائقي السيارات 18 سنتًا للغالون، وتختلف الضرائب على نطاق واسع من ولاية أمريكية إلى أخرى، من حوالي 14 سنتًا للغالون في ألاسكا إلى حوالي 60 سنتًا للغالون في كاليفورنيا، ولكن في المتوسط ​، تضيف الضرائب 36 سنتًا للغالون، وبذلك يصل متوسط ​​الضرائب على غالون من البنزين إلى حوالي 54 سنتًا على مستوى أمريكا، ولذا فانه، وبالرغم من انه كان في مقدور المواطن الامريكي الحصول على برميل كامل من النفط الخام بدون مقابل يوم الاثنين، إلا أن غالونًا واحدًا من البنزين سيكلفه شيئًا كثيرا.

تداعيات انهيار أسعار النفط على شركات صناعة النفط الأمريكي:


 بعد الانهيار الكبير في أسعار النفط يوم الاثنين، تواجه شركات صناعة النفط الأمريكي سيناريو مخيف، فنتيجة لانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، انخفض الطلب على النفط بسرعة كبيرة لدرجة أن سعة تخزين البراميل في العالم بدأت تنفد. وفي الوقت نفسه، غمرت روسيا والمملكة العربية السعودية العالم بإمدادات زائدة، مما أدى إلى انهيار أسعار النفط إلى مستويات تجعل من المستحيل على شركات النفط الصخري الأمريكية كسب المال.

وقد شهد يوم الاثنين، تحول سعر الخام الأمريكي لشهر مايو إلى سلبي، وهو أمر لم يحدث قط منذ بدء تداول العقود الآجلة للنفط في بورصة نيويورك في 1983. وقد كان هذا الأمر أسوأ يوم في سوق النفط على الإطلاق، ولا يزال تداول الخام الأمريكي تسليم يونيو حزيران أعلى من 20 دولارًا للبرميل، ولكن حتى هذا يعتبر كارثيًا.

ومن اللافت ان هذا الانخفاض القياسي في أسعار النفط جاء بعد أن وافقت روسيا والمملكة العربية السعودية على إنهاء حرب الأسعار الملحمية بعد تدخل الرئيس دونالد ترامب، ووافقت مجموعة أوبك بلس على خفض إنتاج النفط بمقدار قياسي، وقال ترامب إن اتفاقية أوبك بلس ستوفر وظائف لا تعد ولا تحصى واستقرارًا في حاجة ماسة إلى التصحيح النفطي، وتوجه الي الرئيسين، الروسي والسعودي، قائلا: "أود أن أشكر وأهنئ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز".

ومع ذلك، استمر خام النفط في الانهيار، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تخفيضات الإنتاج لن تبدأ قبل حلول مايو أيار المقبل. في حين اختفى الطلب على النفط لأن الطائرات والسيارات والمصانع همشتها جائحة الفيروس التاجي.

ويعتبر النفط الذي يقل عن 20 دولارًا كابوسًا لشركات النفط الصخري الأمريكية عالية التكلفة، خاصة تلك التي تحملت قدرًا كبيرًا من الديون لدفعها لمشاريع الحفر التي أصبحت الآن غير اقتصادية. وسيضطر الكثيرون إلى إيقاف الإنتاج، مما وجه ضربة قوية لازدهار النفط الأمريكي.

ووفقا لتقديرات شركة "Rystad Energy"، فان 140 منتجًا للنفط في الولايات المتحدة قد يتقدمون بطلب إفلاس هذا العام إذا ظل النفط عند 20 دولارًا للبرميل، يليها 400 أخرى في عام 2021. وسيتسبب ذلك في اختفاء وظائف لا حصر لها.

وقال رئيس أبحاث النفط الصخري في RystadEnergy، أرتام أبراموف، "إن 30 دولارًا للبرميل سيئة بالفعل، ولكن بمجرد أن تصل إلى 20 دولارًا أو حتى 10 دولارات، يصبح كابوسًا كاملاً"، وخلال الأوقات الجيدة، تتحمل شركات النفط الكثير من الديون. ما يعني أن بعضها لن يتمكن من النجاة من هذا الانكماش التاريخي، وتقدر الشركة أنه عندما يكون سعر البرميل 10 دولارات، سيكون هناك أكثر من 1100 حالة إفلاس.   

وأدى انهيار النفط إلى ممارسة لعبة التخمين بشأن الشركات التي ستخضع للإفلاس أولا. لا شك هي تلك التي تكدست عليها الكثير من الديون، وتواجه استحقاقات الديون التي تلوح في الأفق ولا يمكنها تحقيق أي تدفق نقدي حتى لتسديد مدفوعات فوائدها.

مساعي ترامب لإنقاذ شركات النفط الامريكية:


 في ظل استمرار الهبوط الحاد في اسعار الخام الامريكي، يسعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جاهدا للحيلولة دون وقوع موجة الإفلاس وعمليات التسريح الجماعي للعمال التي تلوح في أفق صناعة النفط الأمريكي، إذ نشر ترامب تغريده على حسابه في تويتر، يوم الثلاثاء، 21 ابريل 2020، ذكر فيها أنه أصدر تعليماته لأمناء وزارتي الطاقة والخزانة لصياغة خطة لتوفير الأموال  ومساعدة شركات النفط والغاز، مضيفاً: "لن نخذل صناعة النفط والغاز الأمريكية الكبرى أبداً".

ورغم أن ترامب لم يعلن عن أي تفاصيل إضافية، إلّا أنه قال إن الهدف هو ضمان تأمين هذه الشركات والوظائف المهمة للغاية لفترة طويلة في المستقبل، ويأتي هذا الوعد بعد يوم واحد من انهيار أسعار النفط في الولايات المتحدة إلى السالب للمرة الأولى على الإطلاق، وهو أقوى دليل حتى الآن على وفرة العروض التي تطغى على السوق خلال تفشي جائحة فيروس كورونا.

وبرغم احتمالية أن يتسبب النفط الرخيص في إفلاس المئات من شركات النفط الأمريكية، لا سيما الشركات الصغيرة التي تحملت الكثير من الديون، إلا أن ترامب قلل من هول انخفاض سعر النفط إلى السالب، مشيراً إلى أن العقود الآجلة المؤرخة للشهور المقبلة لا تزال بأمان وفي المنطقة الإيجابية. برغم أن معايير النفط الأخرى تشير إلى ضيق شديد أيضاً، إذ انخفض عقد يونيو، الذي يتم تداوله بكثرة، بنسبة 25٪ إلى 15 دولاراً للبرميل، بينما انخفض خام برنت القياسي العالمي بنسبة 20٪ إلى 20 دولاراً للبرميل، وهذه الاسعار تعتبر منخفضة للغاية لتحقق شركات النفط الصخري الأمريكية الربح، ما سيدفع الكثير منها إلى إيقاف الإنتاج وتسريح العمال، بينما بعضها لن تنجو على الإطلاق.

جدير بالذكر ان السناتور الجمهوري، كيفين كريمر، كان قد حث الرئيس ترامب، يوم الاثنين، 20 ابريل، على منع ناقلات النفط السعودية من التفريغ في الولايات المتحدة، ليشير ترامب إلى أنه منفتح تماما على الفكرة، وخلال مؤتمر صحفي عقد في اليوم ذاته، قال ترامب: "لدينا بالتأكيد الكثير من النفط. لذا سألقي نظرة على الأمر"، لكن محللي الطاقة ومسؤولي الصناعة حذروا من أن استبعاد النفط الأجنبي قد يتسبب بنتائج عكسية، وذلك لعدم قدرة المصافي الأمريكية علي العمل على النفط الصخري الأمريكي فقط، وإنما تتطلب جرعة من النفط الثقيل، ومعظمه من الخارج، لإنتاج وقود الطائرات وبنزين المحركات والديزل بشكل مربح.



التعليقات