أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
9 سبتمبر 2020 1:38 م
-
النمو السكاني والكوارث الطبيعية اكثر الاسباب وراء خطر نزوح مليار شخص في 2050

النمو السكاني والكوارث الطبيعية اكثر الاسباب وراء خطر نزوح مليار شخص في 2050

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

 آثار اجتماعية وسياسية كبيرة ليس فقط في العالم النامي وانما أيضا في البلدان المتقدمة سيؤدي  اليها النزوح الجماعي من تدفقات الاجئين إلى البلدان الأكثر تقدما .


 يعود ذلك الى الأمن الغذائي وندرة المياه والنمو السكاني من جهة والى ،  الكوارث الطبيعية كالفيضانات والجفاف والأعاصير وارتفاع مستوىات البحر وزيادة درجات الحرارة من جهة اخرى.


ـ الذروة في العدد:

 الأبحاث الجديدة التي تم نشرها في يوليو2020  في مجلة "ذا لانسيت" تتنبأ بأن استمرار النمو "خلال هذا القرن لم يعد المسار الأكثر احتمالية بالنسبة إلى عدد سكان العالم"، حيث من المرجح أن يصل عدد سكان العالم إلى ذروته عام 2064 أي 9.7 مليار شخص قبل أن ينخفض إلى 8.8 مليار بحلول عام 2100. 

يتوقع المؤلفون أن عدد السكان في 23 دولة - خاصة اليابان، تايلاند، إسبانيا، وأوكرانيا - سيكون في الغالب بحلول عام 2100 نصف حجم السكان في تلك الدول في عام 2017، بينما من المحتمل أن ينخفض عدد السكان في 34 دولة أخرى بـ25 إلى 50 %، و الصين التي من المتوقع أن تشهد انخفاضا بـ 48 %.


على النقيض من ذلك، بحسب ما يرصده تقرير جويل إي، أستاذ السكان في جامعة روكفلر وجامعة كولومبيا، مؤلف كتاب "كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم دعم الأرض؟" فإن من المتوقع أن ينمو عدد السكان في نيجيريا 3.8 ضعف بين عامي 2017 و2100 على الرغم من توقع انخفاض متوسط معدل الخصوبة من 5.1 إلى 1.7 أي أقل من مستوى الاستبدال وأقل من متوسط معدل الخصوبة في السويد "1.8 طفل لكل إمرأة".

 لقد كانت نيجيريا الدولة الوحيدة في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى من بين أكثر عشر دول على مستوى العالم اكتظاظا بالسكان عام 2017 وبحلول عام 2100 من المتوقع أن تشمل القائمة جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وتنزانيا.


ومن بين الدول الأربع الأكثر اكتظاظا بالسكان بعد الصين، من المتوقع أن تشهد الهند وإندونيسيا انخفاضا في عدد السكان، بينما من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان نموا في عدد السكان، وإن كان ذلك لأسباب مختلفة. ستكون الهجرة العامل الذي يحرك الزيادة في عدد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعوض الانخفاض في معدل الخصوبة من 1.8 إلى 1.5، وفي باكستان يتوقع المؤلفون أن يكون الدافع إلى نمو السكان معدل خصوبة أعلى، وإن كانوا يتوقعون انخفاضه من 3.4 إلى 1.3 بحلول عام 2100، أقل من المعدل الحالي أو المتوقع في الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن التحفظات الاعتيادية تنطبق على الطرح أعلاه، فالتنبؤات التي تختص بكل دولة على حدة تكون غير مؤكدة بشكل أكبر من التنبؤات العالمية، وكما أشار المؤلفون فإن التوجهات السكانية يمكن أن تكون أكثر أو أقل دراماتيكية من المتوقع، وإضافة إلى ذلك، فإن "إطار النمذجة" لا يتضمن متغيرات مهمة مثل تأثيرات التغير المناخي أو مخاطر حصول جوائح مثل جائحة كوفيد - 19.

إضافة إلى ذلك، فإن السجل الحافل للتنبؤات السكانية لا يوحي بالثقة، ففي 1798 تنبأ توماس روبرت مالثوس الاقتصادي الإنجليزي بأن النمو السكاني سيتجاوز في نهاية المطاف النمو في إنتاج الغذاء، ما سيتسبب في مجاعة على نطاق واسع، وبعد ذلك أثناء الركود العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، اعتقد عديد من الناس أن عدد سكان العالم سينخفض بشكل دائم، لكن بحلول خمسينيات وستينيات القرن الماضي كان الخوف الجديد - الذي تعكسه مصطلحات مثل "القنبلة السكانية" و"مجاعة 1975" - هو أن استمرار النمو السكاني السريع سيدمر البشرية والكوكب، لقد كانت كل تلك التوقعات الثلاثة خاطئة. إن الحقيقة هي أنه ليس في استطاعتنا أن نعرف على وجه الدقة، كم طفلا سيولد خلال بقية القرن؟، لكن الذي نستطيع أن نفعله هو بذل مزيد من الجهود لتحسين التغذية والصحة والإسكان والتعليم والازدهار والسلام والأمن ومساواة الفرص وجودة البيئة واستقرار المناخ والحرية لجميع الناس.

 إن مستقبل ولادة الأطفال وتربيتهم وصحة السكان وبقائهم وتوجهات الهجرة والاندماج الاجتماعي سيعتمد على الاستثمارات والالتزامات التي ستقوم بها الدول الآن وفي العقود المقبلة. إن القيادة السياسية الناجحة والدعم للتعليم العام عالي الجودة هي ذات أهمية قصوى مثل أهمية التغذية الأساسية والرعاية الصحية والعلاقات الدولية البناءة.

إن دراسة "لانسيت" هي ليست أول دراسة تتنبأ بتوقف محتمل لنمو سكان العالم قبل 2100، لكن المؤلفين قدموا مساهمة قيمة فريدة، من خلال مقترحات أصلية عدة من أجل تحسين التوقعات السكانية بشكل عام. إن الجانب الأكثر أهمية هو أن الأبحاث الجديدة تستخدم العوامل الخارجية لتوقع معدلات الولادة والوفاة والهجرة المستقبلية. إن توقعات الخصوبة على سبيل المثال تعتمد على الالتزامات المستقبلية المتعلقة بالتعليم، وبالمثل فإن توقعات الهجرة قد وضعت في الحسبان نصيب الفرد من الدخل والتعليم والخصوبة والوفيات نتيجة للصراع والكوارث الطبيعية وغيرها من المتغيرات.

ـ توقعات قسم السكان التابع للأمم المتحدة:

يبقى أن نرى إذا ما كانت تلك العوامل الخارجية - وهي عوامل غير مؤكدة - ستؤدي إلى تحسين دقة التوقعات السكانية مقارنة بتلك التوقعات التي يصدرها قسم السكان التابع للأمم المتحدة، المبنية على أساس الاستقراء السكاني والأحكام المهنية، وخلال الـ50 عاما الماضية أثبتت توقعات قسم السكان التابع للأمم المتحدة أنها دقيقة إلى حد ما بالنسبة إلى سكان العالم وإن كانت أقل دقة بالنسبة إلى كل دولة على حدة.


على الرغم من أن التوقعات السكانية من وكالات مختلفة تختلف فيما يتعلق بالكيفية والزمان المرتبطين بوقف النمو السكاني العالمي، فإن هناك بضع نقاط يتفق عليها الجميع تقريبا، فالجميع يتوقع أنه بحلول عام 2100 فإن متوسط عدد الأطفال الذين ستنجبهم كل امرأة خلال حياتها سينخفض على مستوى العالم، والجدل يتعلق بالعدد والمكان وسرعة حدوث ذلك.

إن من المفهوم أن مسارات السكان المستقبلية ستكون مهمة جدا في تحديد الخصوبة المستقبلية، نحن متأكدون بشكل معقول أن نسبة أكبر بكثير من سكان العالم في المستقبل ستعيش في المدن وفي الدول الفقيرة حاليا، وستكون نسبة أكبر بكثير من سكان العالم من كبار السن عمريا، لكن ليس بالضرورة من الناحية الوظيفية أو العقلية. إن حصة الناس في سن العمل وهي تقليديا من سن 15 إلى 64 عاما ستتقلص بشكل دراماتيكي، وتعريف "سن العمل" من المرجح أن يتغير.

أخيرا، ستكون نسبة أعلى بكثير من سكان العالم من أصول إفريقية مقارنة بالسكان من أصول أوروبية أو أمريكية أو من أصول تنتمي إلى شرق أو جنوب آسيا، ونتيجة للهجرة، فإن عديدا من المجتمعات سيكون أقل تجانسا بكثير في الأصول واللغة والدين والعادات والتقاليد والتوقعات، لكن بغض النظر عن أعداد البشر التي ستكون موجودة، فإنه يجب علينا أن نتعلم كيف نعيش في سلام معا، أو لن نعيش على الاطلاق.

ـ   اشخاص مهددون بسبب البحار بحلول 2050

  هذا وأكدت دراسة،  في 2019 أن ارتفاع مناسيب البحار المتسارع يهدد عديدا من المدن الساحلية، ما يجعل نحو نصف مليار من البشر حول العالم مهددين بترك منازلهم. وأوضحت الدراسة التي نشرت في دورية "ناتشرول كوميونيكيشن" العلمية الأمريكية، أن هذه الكارثة ستحدث خلال العقود الثلاثة المقبلة.


وأشارت إلى أنه مع تفاقم أزمة التغير المناخي، يتوقع أن ترتفع مناسيب البحار عالميا بين 0.6 - 2.1 متر وربما أكثر، خلال الأعوام الـ30 المقبلة.

واعتمدت الدراسة على الذكاء الاصطناعي، وبيانات جديدة ضاعفت إلى ثلاث مرات المساحة المتوقعة وعدد السكان المعرضين لخطر ارتفاع مناسيب البحار.

وقالت إنه بحلول عام 2050، فإن هناك أراض يسكنها ما يزيد على 480 مليون إنسان ستنخفض إلى ما دون مستوى الفيضان الساحلي الذي يحدث سنويا، وهذا يعني أن هؤلاء سيواجهون خطر فيضانات مرة واحدة على الأقل في العام.

أما بحلول عام 2100، فستكون أغلبية الأراضي التي يعيش فوقها 200 مليون شخص، تحت سطح خط المد العالي، أي الذي تصل إليه مياه البحر على الشواطئ. وقال بنجامين ستراوس أحد المشاركين في الدراسة، إن النتائج تظهر أن عدد الأشخاص والأراضي المعرضة للخطر أكبر مما كان يعتقد في السابق. وأشار إلى أن الأمر يمكن أن يؤدي إلى القضاء على مدن بأكملها، إذا لم تتخذ إجراءات مناسبة لدرء منسوب المياه. وأضاف أنه يجب على المناطق التي يعتقد أنها ستضرر من الفيضانات السنوية، اتخاذ إجراءات قوية لمواجهة الكارثة التي وصفها بـ"الوشيكة".

وبحسب الدراسة، فإن المناطق التي ستتعرض لهذه الأخطار، سواحل في الهند وفيتنام والصين وبنجلادش وتايلاند والفلبين واليابان، ويطول الأمر مناطق في البرازيل والمملكة المتحدة.




التعليقات