أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
23 سبتمبر 2020 2:56 م
-
تدهورالعلاقات التجارية بين أمريكا والصين في عهد ترمب رغم توقيع المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية

تدهورالعلاقات التجارية بين أمريكا والصين في عهد ترمب رغم توقيع المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية

اعداد ـ فاطيمة طيبي

يستعد دونالد ترمب للجولة الأخيرة من السباق الرئاسي والذي يظهر بوضوح ان، هناك تناقض صارخ مع حملته لعام 2016 وهو صمته فيما يتعلق بالعجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين. وفي المؤتمر الجمهوري الذي اقامه هاجم ترمب الصين من  خلاله خاصة  فيما يتعلق بكل شيء، بدءا من مسؤوليتها عن فيروس كورونا إلى انتهاكات حقوق الإنسان ضد جماعة الأيجور في شينجيانج. لكن مع اقتراب موعد انتخابات نوفمبر ، أصبح الرئيس هادئا بشكل واضح فيما يتعلق بالتبادل التجاري.

ـ العجز التجاري وشعارات الحملة الاولى:

خلال حملته الرئاسية عام 2016، تعهد ترمب بأن يصبح أكثر صرامة بشأن التبادل التجاري مع الصين التي اتهمها باغتصاب الولايات المتحدة  بعد شن حرب تجارية على بكين، أبرم معها صفقة تجارية محدودة في  يناير. لكن تلك الاتفاقية تبدو متذبذبة والعجز التجاري لا يزال مرتفعا بعناد. في عام 2016 بلغ العجز التجاري للولايات المتحدة في السلع مع الصين 347 مليار دولار وفي 2019 انخفض بصورة هامشية إلى 345 مليار دولار.

قال رايان هاس، خبير الشؤون الصينية في معهد بروكينجز والمستشار غير الرسمي لحملة جو بايدن، خلال حملة عام 2016 تعهد ترمب بالتفاوض على صفقات تجارية أفضل للعاملين الأمريكيين وطلب من الناخبين استخدام حجم العجز بطاقة أداء. أضاف هاس:"سبب عدم رغبته في الحديث عن التبادل التجاري الآن هو أنه لا يريد أن تتولى وسائل الإعلام مهمة التشريح والتحليل".

بيتر نافارو، المستشار التجاري للبيت الأبيض، قال إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على الصادرات الصينية "ساعدت بشكل كبير على تقليل عجزنا التجاري في السلع وأن البيت الأبيض سيواصل قمع العدوان الاقتصادي الصيني. كما أشار نافارو إلى أن العجز قد بلغ ذروته في 2018 عند 418 مليار دولار، حينما بدأ ترمب فرض رسوم جمركية، ثم انخفض 18 %، أو 74 مليار دولار، في عام 2019. وفي النصف الأول من عام 2020 انخفض العجز 21 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2019 ، رغم أن ذلك يرجع جزئيا إلى تأثير الجائحة في التجارة العالمية.

ورفض نافارو التعليق على حقيقة أن العجز التجاري عام 2019 لم يتغير كثيرا عن 2016.

ـ ضعف الصفقة:

من جانبه، أبدى روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري للولايات المتحدة، نبرة متفائلة بشأن تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية بعد مكالمة مع نظيره الصيني، "ليو هي" .الا ان الصفقة تظهر بوادر ضعف. بعد ثمانية أشهر تسير الصين في طريق عدم تحقيق الأهداف الواردة في الاتفاقية التي تنص على أنه خلال عامين من عام 2020 ستشتري الصين 200 مليار دولار من السلع والخدمات الأمريكية أكثر مما فعلت عام 2017 قبل بدء الحرب التجارية.

وفقا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، بلغت الصادرات الأمريكية إلى الصين من المنتجات التي تغطيها الالتزامات 48.5 مليار دولار، مقارنة بالهدف النسبي البالغ 100.7 مليار دولار منذ بداية العام حتى الآن.

قال تشاد باون، من معهد بيترسون: "إن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تدهورت في عهد ترمب رغم التوقيع على المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية ولم يكن هناك معنى من اتخاذ خطوة فيما يتعلق بمعالجة المشكلات الهيكلية الأوسع.

في وقت سابق قال ترمب إن الصين كانت أكثر وفاء بالتزاماتها، ما دفع توني بلينكين، كبير مستشاري بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة، لاتهامه بمحاولة خداع الجمهور. وقال بلينكين: "الحكومة الصينية تفوقت على ترمب ببراعة في كل مرة. وبدلا من مطابقة حديثه الصارم بأفعال حقيقية، كان ترمب يتراجع مرارا وتكرارا".

يريد بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية أن يهاجم ترمب الصين فيما يتعلق بالتبادل التجاري في إطار حملة مكثفة تشمل كل شيء بداية من التكنولوجيا والتجسس إلى فرض الصين قانون الأمن القومي الصارم على هونج كونج. قال ويندي كاتلر، نائب رئيس معهد سياسات مجتمع آسيا وهو مسؤول تجاري كبير سابق: "يريد لايتهايزر أن يكون قادرا على دحر أي رافضين في البيت الأبيض يطعنون في هذه الصفقة ويشككون فيما إذا كان ينبغي البقاء فيها، خاصة في الفترة التي تسبق انتخابات نوفمبر.

في حين يصبح ترمب أكثر حزما تجاه بكين فيما يتعلق بالقضايا غير التجارية، يزعم بشكل متزايد أن بايدن سيكون ضعيفا لدرجة أن الصين ستمتلك بلادنا. مع ذلك، ترك أدلة قد تقوض حجته، بما في ذلك الإشادة بشي جينبينج في تعامله مع تفشي كوفيد - 19 في الأيام الأولى للجائحة.

 ـ طرح المشكلة دون حلها :

قالت كوري شاك، مسؤولة سابقة في إدارة بوش ومديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان إنتربرايز: "سيكون من الصعب للغاية تثبيت الاتهامات التي قد تجعل بايدن وحده السيئ، لأن ترمب نفسه هو المانع الأكبر لسياسة قوية ومتسقة تكبح السلوك السيئ للصين".

بول هاينلي، المستشار السابق للبيت الأبيض في الصين، يرى أن صقور الصين في الإدارة كانوا يستغلون البيئة المتساهلة للغاية التي أوجدها ترمب منذ أن ضربت الجائحة الولايات المتحدة. كما قال هاينلي، وهو الآن رئيس مركز كارنيجي - تسينجهوا للسياسة العالمية: "لقد سلطوا الضوء على المشكلات التي نواجهها مع الصين. لم يحاولوا حل هذه المشكلات. ولا يمكنني معرفة هدفهم. إنها أشبه بسلوك وليس سياسة. إنها أقرب إلى كونها عاطفة. ليس من الجيد للأمن القومي الأمريكي أن يكون لديه هذا النوع من السياسة".

ـ استمالة خارجية :

سارعت الإدارة إلى تسليط الضوء على بعض النجاحات، بما في ذلك إقناع المملكة المتحدة ودول حليفة أخرى بعدم استخدام معدات من شركة هواوي الصينية التي تقول واشنطن إنها تساعد الصين في أعمال التجسس.

وفي حديثه إلى مؤتمر الحزب الجمهور، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية، إن ترمب "أنهى الصفقات التجارية غير العادلة بشكل يبعث على السخرية عندما أزال الستار عن العدوان الوحشي للحزب الشيوعي الصيني". مع ذلك، في حين يأمل ترمب أن مهاجمة الصين والسماح للصقور في فريقه بمزيد من الحرية ستساعده على هزيمة بايدن في  نوفمبر ، إلا أن هناك بعض المؤشرات على أن الجمهور الأمريكي قد يحتاج إلى مزيد من الإقناع. وجد استطلاع أجرته مؤسسة جالوب أخيرا أن 57 % من المشاركين لم يوافقوا على الطريقة التي تعامل بها ترمب بشأن العلاقات مع الصين.

 

 

 

 



التعليقات