أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
28 أكتوبر 2020 2:23 م
-
القمة العالمية للحكومات دعوة لمستقبل التعاون الرقمي والتعليم والعمل

القمة العالمية للحكومات دعوة لمستقبل التعاون الرقمي والتعليم والعمل

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 

ناقشت القمة العالمية للحكومات في جلسات حوارية افتراضية شارك فيها مسؤولون إماراتيون ودوليون وخبراء عالميون مستقبل التعاون الرقمي.


وتطرقت القمة  لفرص التعليم والعمل للأجيال القادمة، والعمل المناخي من أجل مستقبل البشرية، وذلك ضمن الحوار العالمي رفيع المستوى الذي نظمته بعنوان "75 دقيقة من أجل التعاون الدولي"، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، وفي إطار مبادرة" UN 75 "، التي أطلقتها المنظمة في ذكرى تأسيسها الخامسة والسبعين بعنوان "المستقبل الذي نريد.. الأمم المتحدة التي نحتاج" .

وتضمن الحوار العالمي، جلسة ركزت على تعزيز العمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات ووضع الأولويات التنموية، وضرورة إشراك كافة الفئات المجتمعية والمؤسسات، وتعزيز دور المرأة والشباب في صناعة المستقبل.

وينظم الحوار العالمي برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وشارك فيه أكثر من 5 آلاف شخصية من مختلف دول العالم.

ـ تعزيز الشراكة:

وانطلق الحوار العالمي بكلمة افتتاحية لمحمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي رئيس القمة العالمية للحكومات، وكلمة رئيسية لأنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة. وأكد المسؤولان، أهمية تعزيز أطر الشراكة الدولية في صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتناولا عدداً من التحديات والفرص المستقبلية في القطاعات الأكثر مساساً بحياة الإنسان.

كما شهد الحوار العالمي، مشاركة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي، وشخصيات مقيمة على أرض دولة الإمارات من مختلف الأديان في رسالة تسامح عالمية، داعية لتعزيز الشراكة والتعاون الدولي لمصلحة الإنسان، ومعبرة عن قصة نجاح نموذج الدولة في تعزيز السلام والتعايش، وبناء منظومة قيم ترتكز على الاحترام والحوار في مجتمع يضم أكثر من 200 جنسية.

وأكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل بالإمارات، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات،  اان العالم واجه خلال العام الحالي، جائحة فيروس كورونا المستجد التي مثلت أحد أهم التحديات اذ انعكست على عمل الحكومات، والنمو الاقتصادي والنسيج المجتمعي، لكنها أسهمت في تسريع التنمية وتطوير أنظمة ومنهجيات جديدة تدعم جهود المنظمات الدولية، والعمل الإنساني.  كما أن تمكين المرأة يمثّل ركيزة لدعم التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي وصنع القرار، خصوصاً أن النساء يشكلن 50% من سكان العالم، وكان لهن الدور الأكبر في الجهود العالمية لمواجهة التحديات.

 ـ تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك مع منظمة الأمم المتحدة:

أكد فابريزيو هوخشيلد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمستشار الخاص للأمين العام، أهمية تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك مع منظمة الأمم المتحدة لمواجهة التحديات العالمية ووضع أولويات تنموية بعيدة المدى تلبي تطلعات المجتمعات، بما يضمن مستقبلا أفضل للإنسانية .

وأشار إلى أهمية :

ـ دعم أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة وحماية الأجيال المستقبلية.

ـ  تعزيز الوعي بضرورة حماية المناخ والبيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية كالماء والغذاء.

ـ الحد من الهدر وخفض الانبعاثات الكربونية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بالشكل الأمثل لخير البشرية.

ـ تحسين عمليات اتخاذ القرار المدعوم بالبيانات والتفكير بشكل أعمق بالقرارات التي يتم اتخاذها وتأثيراتها المستقبلية .

ـ تعزيز الوعي بقيم حقوق الإنسان والطفولة وتمكين النساء في مختلف المجالات لخدمة الإنسانية.

 ـ  تجديات في وضع رؤية جديدة للتعاون العالمي، ما يتطلب التوجه أكثر نحو الأولويات التي يفكر بها الناس. 

ـ  التحديات فرضت  تعزيز الاهتمام بالبيانات والاعتماد على البراهين والأدلة لوضع آليات جديدة وتوظيفها في تطوير نماذج تنموية جديدة وصياغة رؤى مستقبلية وخطط عمل لمختلف القطاعات الحيوية تساهم في تحويل التحديات إلى فرص نوعيّة، وتمكين الشباب ودعم تطلعاتهم للمستقبل  .

ـ التعاون الرقمي لتمكين الأجيال والمجتمعات:


 تناولت جلسة رئيسية بعنوان "التعاون الرقمي لتمكين الأجيال والمجتمعات"، شارك فيها عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وهنرييتا فور المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أهمية الشراكات الدولية وتعزيز التعددية من أجل تحقيق السلام والازدهار في العالم. واستعرض عمر سلطان العلماء وهنريتا فور أبرز التغيرات التي يشهدها العالم نحو التحول الرقمي الذي يعد من أولويات العصر الحالي وأحد مقومات المستقبل.

وأكدا على :

ـ أهمية التركيز على الاستثمار في بناء القدرات لتعزيز التعاون الرقمي على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

ـ  تطوير مهارات رأس المال البشري كونه جزءا لا يتجزأ من منظومة البنية التحتية الرقمية في العالم.

ـ القمة العالمية للحكومات تقدم منصة شاملة لتعزيز دور الشراكات الدولية في وضع خطط مستقبلية متكاملة ترتكز على توظيف التقنيات الحديثة 

 ـ  التحديات العالمية   بسبب جائحة كورونا المستجد  احدثت تفاوتا في قدرة الدول على تلبية متطلبات التحول الرقمي، وأكدت أهمية تطوير بنيتها التحتية بسرعة لتعزيز قدرة أفراد مجتمعاتها على مواكبة التغيرات الجذرية  في مختلف القطاعات وأسواق العمل.

واستعرض عمر سلطان العلماء عددا من تحديات تسريع التحول الرقمي العالمي مثل:

ـ  الأمن والخصوصية.

ـ  كيفية تعزيز إشراك المرأة في العالم الرقمي عبر إطلاق مبادرات وطنية وعالمية وتعزيز الإنفاق الحكومي.

ـ أهمية التوظيف الإيجابي للتكنولوجيا الحديثة والاستفادة من الفرص المتنوعة التي تتيحها لدعم مسيرة التنمية الشاملة.

ـ "يونيسف" ودعم الطفولة :


  أكدت هنرييتا فور المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن:

ـ تطلعات الأطفال حول العالم ترتكز على جودة التعليم وتوفير الاتصال مع العالم الرقمي لتطوير مهاراتهم ومعارفهم.

ـ التكنولوجيا الحديثة وفرت فرصة عظيمة للعالم لإعادة تصميم القطاعات الحيوية وتعزيز دورها في النهوض بالمجتمعات ودعم الطفولة بشكل عام.

ـ مجموعة من المبادرات التي تشرف عليها "اليونيسف" في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والتعليم والصحة والمساعدات الإنسانية والإغاثة وتوفير اللقاحات والأدوية ودعم المدارس والمراكز التعليمية.

ـ أهمية التعاون الرقمي لتعزيز وتسهيل العملية التعليمية لجميع الأطفال حول العالم وذلك من خلال مشروع اليونيسف لربط كل مدرسة بالإنترنت ودعت قادة العالم للعمل لدعم أجيال المستقبل عبر ضمان توفير التعليم المناسب.

ـ ضرورة تعزيز البنية التحتية في مجال تكنولوجيا والخدمات الرقمية في جميع دول العالم من أجل ضمان حصول المجتمعات الأقل حظا على الدعم اللازم لإنشاء جيل قادر على صناعة مستقبل أفضل.

واستعرضت مجموعة من التجارب الدولية الناجحة في كازاخستان ورواندا والهند لتطوير منظومة التعليم وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة المجتمع. كما أكدت في نهاية حديثها ضرورة قيام الحكومات بتطوير مناهجها الدراسية ومنظومتها التعليمية لتمكين الأطفال بالمهارات الأكثر طلباً في المستقبل وتشجيعه على توظيف هذه المهارات للدخول في عالم ريادة الأعمال.

ـ الأمم المتحدة: استدامة البيئة أكبر تحد للبشرية:

وفي جلسة حوارية بعنوان "التحرك البيئي من أجل البشرية"، شاركت ماريا فرنانديز اسبينوزا رئيس الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، رؤاها لأهمية تعزيز نموذج التعاون المتعدد العالمي لتشكيل التوجهات المشتركة لمواجهة التحدي البيئي.

 وقالت اسبينوزا أن: 

ـ  استدامة البيئة أكبر تحد للبشرية، وإن لم نتحرك اليوم فإن تبعات التحدي البيئي ستنعكس على الإنسان من خلال تصاعد الصراعات وتزايد حركات النزوح البشري وتوسع رقعة الفقر.

 ـ  تصاعد مستويات انبعاثات الغازات بنسبة 1.5% سنوياً خلال العقد الماضي، رغم التحذيرات العلمية، وتأكيد الدول التزامها بجهود الحد من انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة.

 ـ  أهمية بذل المزيد من الجهود المشتركة، لان مبادرة الأمم المتحدة 75 تمثل فرصة لإعادة البناء وتشكيل التوجهات.

ـ  تخفيض البصمة الكربونية للاقتصاد ات وبناء نموذج اقتصادي جديد، وأن التعافي من جائحة فيروس كورونا المستجد لا يقتصر على النهوض الاقتصادي وتوفير فرص العمل فقط.

 ـ  الالتزام بدعم المنظمات الدولية والمؤسسات العالمية التي تجمع الدول تحت مظلتها، وإعادة التفكير في دورها المهم لتحفيز الناس على المشاركة في جهد عالمي تعددي موحد، من خلال توفير المساحات للحوار 

ـ  أكدت أهمية ربط التغيرات المناخية بالتوجهات والقرارات السياسية.

ـ  أن الجائحة رغم ما تنطوي عليه من تحد للبشرية، تمثل فرصة لمواجهة النزعات الفردية والأنانية وبناء عالم جديد والاتفاق على عقد اجتماعي جديد.

ـ التحرك لمواجهة التحديات الحالية يجب أن يكون شاملا لجميع الفئات المجتمعية والقطاعات والمؤسسات، ويتطلب إرادة سياسية، وأن حماية البيئة يجب أن تكون في مقدمة الخطوات والجهود لمواجهة جائحة كورونا.

ـ نموذج التعاون التعددي العالمي وفي قلبه الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة، لا يمكن أن ينجح بدون إشراك الجميع والتركيز على تمكين الشباب والمرأة وتعزيز مشاركتهم، لدينا 1.8 مليار شاب سيدخلون سوق العمل خلال العقد المقبل، 400 مليون منهم سيجدون وظائف.

 ـ الاستثمار في طاقات الشباب وأفكارهم، الجيل الشاب لا حدود له من كافة النواحي العلمية والاجتماعية والمعرفية.

ـ كما أن تمكين المرأة عنصر أساسي للمستقبل، لأن غياب المرأة عن صناعة القرار يؤثر بشكل مباشر على مستوى الثقة بقراراتنا وخطواتنا، النساء عنصر أساسي في إحداث التحول المطلوب، والقضاء على الفجوة بين الجنسين في مختلف مجالات العمل .

ـ فرص التعليم والعمل لأجيال المستقبل:


كما استضاف الحوار العالمي جلسة رئيسية بعنوان " فرص التعليم والعمل لأجيال المستقبل" شارك فيها دين كامين المخترع وخبير التكنولوجيا ومؤسس "فيرست جلوبال"، وخلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.

وركزت الجلسة على أهمية:

ـ  الاستثمار في الشباب وإعدادهم لقيادة المستقبل، وتمكينهم من مواصلة مسيرة التنمية والتطوير العالمية، وبناء مجتمعات مستدامة، عبر تعزيز المنظومة التعليمية بالتركيز على تطوير آليات التعلم مدى الحياة، وخلق فرص عمل تواكب احتياجاتهم المستقبلية.

ـ أكد خلفان بلهول على:

ـ أهمية تكثيف الجهود والشراكات الدولية لتطوير مهارات أجيال المستقبل في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار، وتشجيعهم على تبني ثقافة ريادة الأعمال في سن مبكرة.

ـ أكد على أهمية تطوير المناهج التعليمية في المدارس والجامعات وإدراج أساليب مبتكرة تشجع الطلاب على التفكير الإبداعي وتوظيف مهاراتهم في تطوير حلول ومنتجات وخدمات قائمة على تقنيات المستقبل.

ويعكس الحوار التوجهات المشتركة للأمم المتحدة والقمة العالمية للحكومات في تعزيز التكامل والتعاون العالمي لتنمية المجتمعات، وإشراك كافة فئات المجتمع في وضع أجندة عمل الحكومات، وابتكار الحلول للتحديات التي تواجهها لصناعة مستقبل أفضل.

 

 



التعليقات