أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
10 نوفمبر 2020 12:06 م
-
قطاع الطاقة و المناخ أهم الملفات على طاولة الإدارة الأمريكية الجديدة

قطاع الطاقة و المناخ أهم الملفات على طاولة  الإدارة الأمريكية الجديدة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

يواصل الانتشار السريع لجائحة كورونا ممارسة ضغوط هائلة على الطلب العالمي على النفط الخام، ويكبح تحقيق مستويات سعرية أفضل في ضوء تنامي المخزونات وزيادة الإمدادات النفطية من ليبيا.

هذا وقد ارتفعت أسعار النفط الخام في الثالث من شهر نوفمبر 2020، بفعل ترقب نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، إضافة إلى توقعات بأن تبقي دول "أوبك +" على مستوى التخفيضات الإنتاجية الحالي إلى العام 2021 دون تغيير.

ـ تفاءل من تطور السوق الى الافضل :

قال مختصون ومحللون نفطيون "إن الأسواق تلقت دعما من تفاؤل نسبي باحتمال تطور وضع السوق إلى الأفضل، خاصة في ضوء توقع اقتراب "أوبك +" من تأخير تخفيف القيود المخطط لتخفيضات الإنتاج، إضافة إلى عودة بعض شهية المستثمرين إلى المخاطرة، خاصة مع احتمال تغير الإدارة الأمريكية"، وفق استطلاعات الرأى العام الأخيرة.

وأوضح المحللون أن ملفات ساخنة في انتظار الإدارة الأمريكية الجديدة في قطاع الطاقة تتصدرها قضايا الكربون والمناخ، فيما أسهم التفاؤل النسبي في السوق في ارتفاع العقود الآجلة في نيويورك، خاصة مع ارتفاع الأسهم الدولية قبيل الانتخابات الأمريكية، لافتين إلى أن أسعار النفط تلقت دعما جيدا أيضا من تراجع الدولار، ما دعم أسعار النفط وفق العلاقة العكسية وعزز المعنويات الإيجابية في سوق النفط الخام.

وأكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية للطاقة أن "أوبك +" تقود تحركات السوق على نحو جيد وبما يدعم استعادة التوازن، ولذا وفي ظل وفرة المعروض الحالية تتجه الأنظار إلى اجتماع نهاية نوفمبر الجاري كي تواصل الإجراءات السابقة في تقييد المعروض وتقليل الفجوة بين العرض والطلب وتسريع خطوات استعادة التوازن.

ولفت إلى أهمية المؤشرات الصادرة عن روسيا التي تؤكد أنها تبحث جديا تأجيل تخفيف تخفيضات الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر، مبينا أن توافق كبار المنتجين بقيادة السعودية وروسيا سيسهل إجراء هذه الخطوة المهمة لامتصاص فائض المعروض النفطي، اضف اليه  تأجيل ضخ نحو مليوني برميل يوميا من الإمدادات بدءا من شهر  يناير2021  يعد خطوة حاسمة وشجاعة للتفاعل مع تباطؤ الطلب العالمي بسبب الجائحة.


ـ اثار الانتحابات الامريكية على سوق النفط:

من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات "إن نتائج الانتخابات الأمريكية الرئاسية ستكون لها آثار سريعة ومباشرة في سوق النفط الخام، خاصة إذا تولت إدارة جديدة لها توجهات مختلفة في قضايا الخام الصخري والكربون ومكافحة تغير المناخ وفي ملفات أخرى" .

وأشار إلى أن وضع الطلب الآسيوي أفضل بكثير من الطلبين الأمريكي والأوروبي وهناك تعاف جيد وملحوظ حيث لا تزال الصين هي النقطة المضيئة للطلب العالمي حيث رفعت السلطات حصة استخدام النفط من قبل كيانات غير حكومية في العام المقبل ما يزيد عن 20 % وهو ما سيكون له مردود جيد على انتعاش الواردات النفطية إلى الصين.

من ناحيته، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" الدولية لأبحاث النفط والغاز أن كل الأنظار تتجه إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مبينا أن استمرار إدارة الرئيس ترمب سيكون بمنزلة دفعة للوقود الأحفوري وهو ما يعزز الاستثمار والوظائف في مواجهة ضغوط هائلة ناجمة عن انتشار الوباء في الولايات المتحدة.

وأضاف أن "الزيادات السريعة في الإنتاج الليبي المعفى من قيود خفض الإنتاج وضعت السوق في دائرة مخاوف تجدد تخمة المعروض وهو ما سيدفع على الأرجح تحالف "أوبك +" إلى تأجيل خطط زيادة الإنتاج المقرر لها العام المقبل 2021  وفقا للجدول الزمني لاتفاق شهر مايو الماضي 2020 ، موضحا أن تباطؤ الطلب بعد توسع الاقتصادات الأوروبية في الإغلاق سيجعل تأجيل دخول نحو مليوني مليون برميل يوميا إضافية إلى السوق في بداية شهر  يناير  المقبل 2021 مصدر ارتياح لجميع أطراف السوق.


ـ مخاوف لما بعد الانتخابات الامريكية :

بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية "إن كثيرا من شركات النفط العالمية يحبس الأنفاس مع نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث تتخوف من أن يؤدي فوز بايدن الذي تتوقع أن يقضي على صناعة النفط والغاز الأمريكية بحسب ما دلت عليه المناظرات الرئاسية"، لافتة إلى أن هذه الانتخابات تأتي في توقيت حرج وفي ظروف استثنائية في عمر الاقتصاد العالمي بسبب تصاعد ضغوط الجائحة وانتشار ضربات الإرهاب في أوروبا والعالم.

وأضافت أن "أوبك +" ستركز في اجتماعاتها المقبلة على الأرجح على سبل تفادي تخمة المعروض، خاصة في ضوء عودة الإنتاج الليبي وارتفاع إنتاج منظمة "أوبك" بشكل إجمالي وبالتحديد مع تراخي بعض المنتجين في الامتثال لقيود الإنتاج المطلوبة وفقا لاتفاق شهر (مايو) الماضي 2020".

وفيما يخص الأسعار، واصل النفط ارتفاعه بفضل الانتخابات الأمريكية  ، في ظل حالة من التعافي في الأسواق المالية  ، لكن المخاوف حيال ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم تكبح تحقيق الخام مزيدا من المكاسب.

كما ارتفع الخامان القياسيان، خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي اللذان انخفضا بشدة على مدى الأسبوع االاخير من شهر اكتوبر ، لفترة وجيزة في الثاني من شهر نوفمبر 2020 بعد أن أجرى وزير النفط الروسي محادثات مع شركات النفط المحلية بشأن تمديد محتمل للقيود على إنتاج النفط في الربع الأول من 2021.

ـ تحفظ "أوبك +":

تخفض منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك +" إنتاج النفط منذ شهرمايو2020  لدعم الأسعار وقلصت الخفض إلى 7.7 مليون برميل يوميا في شهر أغسطس . ومن المقرر أن تقلص المجموعة التخفيضات مليوني برميل يوميا في  شهر  يناير 2021 .

وقال كومرتس بنك "الأمل الآن في أن التخفيضات المستمرة عند مستوياتها الحالية ستكون جسرا ضروريا خلال الموجة الثانية من كوفيد - 19 لحين توزيع اللقاحات خلال النصف الأول من 2021".

ويثير ارتفاع إنتاج ليبيا أيضا قلق "أوبك +". والإنتاج في طريقه إلى بلوغ مليون برميل يوميا في الأسابيع المقبلة من 100 ألف برميل يوميا فقط في أوائل شهر  سبتمبر  2020 .

من ناحية أخرى، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 35.89 دولار للبرميل في الثاني من شهر نوفمبر 2020 مقابل 36.50 دولار للبرميل في اليوم الذي قبله. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" ، في الثاني من شهر نوفمبر إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع انخفاض له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الاخير من شهر اكتوبر ، الذي سجلت فيه 39.22 دولار للبرميل".

 

 



التعليقات