أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
31 يناير 2021 1:02 م
-
توقعات بتجاوز مصادر الطاقة المتجددة الفحم باعتبارها الوسيلة الأساسية لإنتاج الكهرباء بحلول 2025

توقعات بتجاوز مصادر الطاقة المتجددة الفحم باعتبارها الوسيلة الأساسية لإنتاج الكهرباء بحلول 2025

اعداد ـ فاطيمة طيبي   

ستصبح الطاقة المتجددة التي ازداد استخدامها بدرجة كبيرة هذا العام رغم الجائحة، المصدر الأول لتوليد الكهرباء في العالم عام 2025 أمام الفحم، حسب توقعات الوكالة الدولية للطاقة داعية إلى الإبقاء على المساعدات الحكومية في هذا المجال. وبحسب "الفرنسية"، قال فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة في التقرير الصادر في التاسع من شهر نوفمبر 2020 ، عن مصادر الطاقة المتجددة لعام 2020، إن هذه المصادر "قادرة على مقاومة أزمة كوفيد لكنها لن تقوى على مكامن الغموض السياسي".


واستحوذت مصادر الطاقة المتجددة على ما يقرب من 90 % من القدرات الإنتاجية الجديدة، بدفع خصوصا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمصادر الكهرومائية، بشكل خاص في الولايات المتحدة والصين. ومن المتوقع أن تبلغ هذه القدرات الجديدة مستوى قياسيا جديدا عند 200 جيجاواط. هذا وايضا من المتوقع أن تتسارع هذه الحركة في 2021 لتبلغ مستوى نمو غير مسبوق منذ 2019، وفق التقرير السنوي، خصوصا مع إنجاز مشاريع معلقة بسبب الجائحة. نجد ان هذا الارتفاع في القدرات الإنتاجية تقترب من 10 % عام 2021 وسيكون ذلك واضحا بشكل خاص في الاتحاد الأوروبي والهند، وفق ما جاء به  التقرير.

كما يتوقع ايضا أن تتخطى القدرات المتصلة بمصادر طاقة الرياح والألواح الضوئية تلك المتصلة بالغاز عام 2023، ثم على مصادر الفحم سنة 2024، وفق الوكالة التي تقدم استشارات لبلدان عدة على صعيد السياسة في مجال الطاقة. ولفت بيرول إلى أن مصادر الطاقة المتجددة ستصبح عام 2025 المصدر الرئيس للإنتاج الكهربائي في العالم، هذا ما يفسر انه سينهي خمسة عقود من السباق على موقع الصدارة في استخدام الفحم . و بذلك فهي ستوفر ثلث الإنتاج الكهربائي في العالم، مع قدرات توازي ضعف القدرات الصينية الحالية من كل المصادر مجتمعة. كذلك ستشهد الأعوام المقبلة خصوصا طفرة في مجال مصادر طاقة الرياح في البحر، بدفع خصوصا من التراجع السريع في تكاليف الإنتاج: ففي 2025، ستستحوذ مصادر الطاقة في البحر على خمس سوق طاقة الرياح، وفق الوكالة الدولية للطاقة.

وفي هذا العام، كان السباق على التجهيزات واضحا جدا في الولايات المتحدة والصين، حيث سعى المطورون إلى الإفادة من المساعدات الحكومية المقدمة حديثا. ودعت الوكالة الدولية للطاقة الحكومات إلى دعم الطفرة في مجال الطاقة المتجددة، مبدية القلق إزاء إنهاء تدابير الدعم في بعض الأسواق الرئيسة كما فعلت الصين على صعيد الألواح الضوئية.

ـ نمو في استخدام الطاقة المتجددة رغم هيمنة المصادرالأحفورية:

بعد خمس سنوات على اتفاق باريس المناخي، لا تزال المصادر الأحفورية تهيمن على مشهد الطاقة في العالم، غير أن أنواع الطاقة المتجددة تظهر الدينامية الأقوى، في منحى يبدو صامدا بوجه الجائحة الحالية وفقا للفرنسية.

-  طفرة الطاقة المتجددة:

يقول الباحث في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية نيكولا برغمانز إن مصادر الطاقة الأحفورية لا تزال مهيمنة غير أن الدينامية واضحة على صعيد مصادر الطاقة الكهربائية المتجددة. وسجلت طاقة الألواح الضوئية خصوصا نموا كبيرا في السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت قدرة المنشآت المقامة حول العالم من 217 جيجاواط في 2018 إلى 578 جيجاواط العام الماضي 2020 ، وفق الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وفي ظل التراجع الكبير في مصادر الطاقة الأحفورية هذا العام، استحوذت مصادر الطاقة المتجددة على نحو 90 % من القدرات الإنتاجية الجديدة، بدفع خصوصا من منشآت الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح والطاقة الكهرمائية، خصوصا في الولايات المتحدة والصين. ومن المتوقع أن تبلغ هذه القدرات مستوى قياسيا جديدا عند 200 جيجاواط، وفق الوكالة الدولية للطاقة. ومن المتوقع أن تصبح منشآت الطاقة المتجددة في 2025 المصدر الأول لتوليد الطاقة في العالم، أمام الفحم، بحسب الوكالة.

ويضيف نيكولا برجمانز: "لم نسجل أي انعطافات قوية خلال الأزمة على صعيد نمو مصادر الطاقة الكهربائية المتجددة ما قد يعزى إلى تراجع الكلفة الذي يعزز قدرتها التنافسية، وأيضا إلى الدعم الشعبي المستمر" الذي ازداد في بعض البلدان مع خطط إنعاش اقتصادي تسعى إلى إرفاق النمو مع تحسين الأداء البيئي.

 مصير صدارة النفط :

لا تزال مصادر الطاقة الأحفورية التي تتسبب بانبعاثات قوية لثاني أكسيد الكربون، تهمين بصورة كبيرة على مشهد الطاقة حول العالم، خصوصا النفط الذي حافظ على الصدارة بعدما استحوذ على 33 % من مزيج الطاقة في العالم العام الماضي. ويبقى النفط بلا منازع المصدر الأساسي للطاقة في مجال النقل، إضافة إلى استخداماته الصناعية الأخرى كتصنيع البلاستيك مثلا .غير أن أزمة كوفيد-19 التي أدت إلى تباطؤ في الحركة حول العالم وشلت النقل الجوي بصورة شبه تامة، تسببت بصدمة كبيرة في هذه السوق.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة تراجعا عالميا على الطلب بـ 8.8 ملايين برميل يوميا هذا العام ليبلغ 91.3 مليون برميل يوميا. كذلك تراجعت أسعار النفط، ما أدى إلى إنهاء بعض مشاريع التنقيب والإنتاج الباهظة التكلفة. وفيما يتوقع ارتفاع في الطلب خلال 2021، ينقسم الخبراء حيال آفاق النفط في المستقبل القريب. ويعتبر البعض أن المستوى الأقصى من الطلب بات وراءنا فيما ترى بعض البلدان المنتجة في منظمة "أوبك" أن الطلب سيستمر في الارتفاع حتى 2040، بدفع خصوصا من البلدان النامية.

ـ المنعطف الخطير :

يقول نيكولا برجمانز: "نحن أمام منعطف، لأننا نتوقع تحولات كبرى في قطاع النقل في السنوات العشر المقبلة". وتسجل المركبات الكهربائية نموا أيضا، مع تراجع سعر البطاريات لكن أيضا مع إجراءات مرتقبة لمنع بيع المركبات الكهربائية المزودة محركات حرارية في بعض البلدان. وكانت السيارات الكهربائية تمثل 2.6 من المبيعات العالمية و1% من أسطول المركبات في 2019، بارتفاع نسبته 40 % خلال عام وفق الوكالة الدولية للطاقة.

ـ الطلب على الغاز الطبيعي :

يبقى الفحم ثاني أهم مصادر للطاقة في العالم رغم تبعاته السلبية للغاية على صعيد المناخ وجودة الهواء. وهو يستخدم خصوصا على نطاق واسع في توليد الكهرباء. لكنه يواجه أيضا منحى تراجعيا. ففي هذا العام، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة تراجعا على الطلب بنسبة 7 % بسبب الأزمة. كما أن الارتفاع المتوقع خلال السنوات المقبلة لن يتيح لهذا المصدر العودة إلى مستويات العام الماضي، إذ إن المستوى الأقصى بات من الماضي.

في المقابل، يبدو الطلب على الغاز الطبيعي، وهو أقل تسببا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة مع النفط وخصوصا الفحم، في مسار تصاعدي على المدى المتوسط. وهو ما  يفيد خصوصا من ارتفاع الطلب في الصين والهند حيث يستخدم أحيانا كبديل عن الفحم. ورغم تراجع الطلب على الغاز هذا العام 2020 ، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة نموا سنويا بمعدل 1.5 % كل سنة خلال الفترة بين 2019 و2025.

ـ الطاقة المتجددة تستحوذ على 80% من نمو الكهرباء:

 الطاقة الشمسية الكهروضوئية هي الآن أرخص من محطات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالفحم أو الغاز في معظم البلدان توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يقود إنتاج الطاقة الشمسية زيادة إمدادات الكهرباء من المصادر المتجددة في العقد المقبل، إذ من المنتظر أن تشكل الطاقة المتجددة 80% من النمو في توليد الكهرباء على مستوى العالم في ظل الظروف الحالية   وفي توقعاتها السنوية للطاقة العالمية الثالث عشر من شهر اكتوبر 2020، قالت الوكالة في تصورها الرئيسي- الذي يعكس نوايا السياسات والأهداف المعلنة بالفعل- إن من المتوقع أن تتجاوز مصادر الطاقة المتجددة الفحم باعتبارها الوسيلة الأساسية لإنتاج الكهرباء بحلول 2025  

وأضافت أن الحصة المجمعة للطاقة الشمسية التي تعمل بالخلايا الكهروضوئية وطاقة الرياح في توليد الكهرباء عالميا سترتفع إلى ما يقرب من 30% عام 2030 من 8% في 2019، مع نمو قدرات الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمتوسط 12% سنويا. وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "أتوقع أن تصبح الطاقة الشمسية الملك الجديد لأسواق الكهرباء في العالم، استنادا إلى وضع السياسة الحالية، فإنها تسير على الطريق الصحيح لتسجيل مستويات قياسية جديدة سنويا بعد عام 2022 فيما يتعلق بالانتشار".

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن التكنولوجيا "الناضجة" وآليات الدعم خفضت تكاليف التمويل لمشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية الكبرى، مما ساعد على خفض تكاليف الإنتاج بشكل عام.  وأشارت إلى أن الطاقة الشمسية الكهروضوئية هي الآن أرخص من محطات الكهرباء الجديدة التي تعمل بالفحم أو الغاز في معظم البلدان. وأضافت الوكالة ايضا  التي تتخذ من باريس مقرا لها أن توليد الكهرباء من المصادر المتجددة هو المصدر الرئيسي الوحيد للطاقة الذي يواصل النمو في عام 2020

 

 



التعليقات