تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
4 فبراير 2021 7:47 م
-
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: الوباء فرض ضغوطا غير مسبوقة على النظم الغذائية عالميا

منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: الوباء فرض ضغوطا غير مسبوقة على النظم الغذائية عالميا

اعداد ـ فاطيمة طيبي

قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "إن النظم الغذائية تواجه تحديا ثلاثيا، يشمل ضمان الأمن الغذائي وتغذية سكان العالم المتزايدين، وتحسين سبل عيش الملايين من المزارعين وغيرهم من العاملين في سلاسل الإمداد الغذائي في جميع أنحاء العالم، والقيام بذلك بطريقة مستدامة بيئيا".

وعلاوة على ذلك، ينبغي أن تصبح النظم الغذائية أكثر مرونة عبر هذه الأبعاد الثلاثة، وأن تكون أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكن كثيرا ما كان من الصعب وضع سياسات أفضل للنظم الغذائية. وتقول المنظمة في تقرير جديد، "إنه بالنظر إلى الروابط العميقة بين هذه الأهداف، يمكن للحكومات أن تفعل مزيدا لمراعاة أوجه التآزر والمفاضلات القائمة بين مختلف المجالات، فضلا عن التحديات التي تواجه وضع سياسة أكثر تماسكا. إضافة إلى هذه التحديات الطويلة الأجل، فرض وباء كوفيد - 19 ضغوطا غير مسبوقة على النظم الغذائية، فيما اضطرت سلاسل الإمدادات الغذائية إلى مواجهة الاختناقات في العمل الزراعي والتجهيز والنقل والخدمات، فضلا عن التحولات الكبيرة في الطلب. ومع تعطل سبل كسب العيش، واجهت أسر كثيرة صعوبات في الحصول على أغذية مأمونة وميسورة التكلفة.

 تقول المنظمة "إنه على الرغم من أن سلاسل إمدادات الأغذية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تكيفت بسرعة نسبيا، فإن هذا الوباء يؤكد أهمية زيادة تعزيز القدرة على الصمود". ويجمع التقرير الذي جاء تحت عنوان "وضع سياسات أفضل للنظم الغذائية" بين عقود من البحوث وتوصيات السياسة العامة التي تقدمها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن النظم الغذائية.

كما يؤكد على سجل حافل طويل يوفر البيانات والأدلة والتوصيات المتعلقة بالسياسات بشأن مواضيع تراوح بين الإنتاجية الزراعية والتجارة والسمنة واستخدام المياه والتنمية الريفية وسلاسل القيمة العالمية. وتلاحظ المنظمة أن هذه المواضيع وغيرها كانت عادة ما يُنظر إليها في عزلة، وليس على أنها مكونات متماسكة ومتداخلة لسياسات أوسع نطاقا للنظم الغذائية.

ـ أهمية النظم الغذائية:

أدت أهمية النظم الغذائية لأهداف التنمية المستدامة إلى قيام الأمم المتحدة بالدعوة إلى عقد "قمة نظم الغذاء" في سبتمبر  2021. وتقول المنظمة "إن وضع "نهج جديد للنظم الغذائية"، قادر على إحراز تقدم في وقت متزامن بشأن الأبعاد الثلاثة للأمن الغذائي/التغذية، وسبل العيش، والاستدامة البيئية، لكن الأمر سيتطلب تنسيقا أفضل بين صانعي السياسات في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك الزراعة ومصائد الأسماك والبيئة والصحة العامة".

ويتطلب هذا النهج الجديد من واضعي السياسات أن يأخذوا نظرة شاملة بشأن أهداف النظام الغذائي، فضلا عن بذل جهود جديدة لتجنب السياسات غير المتماسكة، وهذا يعني، من الناحية العملية، أن صناع السياسات الزراعية ـ الذين يركزون تقليديا على الإنتاج الزراعي ـ سيركزون بشكل أكبر على الآثار المحتملة للسياسات الزراعية في النتائج الغذائية والبيئية. وبالمثل، حيثما كانت المشكلات البيئية المتصلة بالزراعة تعالج في الماضي من خلال سياسات زراعية - بيئية، فإن اتباع نهج للنظم الغذائية يتيح إمكانية استخدام أدوات أخرى، مثل تلك التي تشجع على إحداث تغييرات في سلوك المستهلك أو الشركات.

يعترف النهج القائم على النظم الغذائية بتعقيدات أوجه التآزر والمفاضلة المحتملة بين الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش والاستدامة البيئية، وقد تفيد المنتجين في الدول الفقيرة زيادة الطلب على بعض المنتجات الغذائية، بينما تؤدي في الوقت نفسه إلى عواقب بيئية سلبية. وتفيد التغييرات في أسعار الأغذية المنتجين بينما تضر بالمستهلكين الأكثر فقرا، وتتفاوت الظروف تفاوتا كبيرا بين صغار المزارعين في الدول النامية، وأولئك الذين يقومون بزراعة واسعة النطاق قائمة على الرعي ومزارعين ذوي تقنيات عالية في الاقتصادات المتقدمة.

هذا التعقيد سيتطلب وضع سياسات مصممة على نحو متعدد الأبعاد، تستند إلى سياسات عملية قوية قائمة على الأدلة وشاملة. وتبرز المنظمة الحاجة إلى إصلاح السياسات الزراعية وسياسات دعم مصائد الأسماك التي تعدها أكثر السياسات تشويها، التي تترتب عليها آثار بيئية سلبية. علاوة على ذلك، فإن وضع سياسات أفضل للنظم الغذائية سيتطلب التغلب على الخلافات حول الحقائق والمصالح المتباينة والقيم المختلفة بين أصحاب المصلحة، وفقا للتقرير. وتقول المنظمة "إن الدراسات المتعلقة بقطاع البذور وقطاع الماشية المجترة وقطاع صناعة الأغذية توفر مناقشة عميقة لكيفية مساعدة كل منها على التصدي للتحدي الثلاثي، وأوجه التآزر والمفاضلة القائمة، فضلا عن تجارب العمليات السياسية المختلفة التي استخدمت في دول مختلفة".

ويركز التقرير على ثلاثة مجالات مترابطة، هي الأداء الفعلي للنظم الغذائية ودور السياسة العامة، وكيف يمكن لواضعي السياسات تصميم خطط النظم الغذائية مع مراعاة الأبعاد الثلاثة للأمن الغذائي "التغذية"، وسبل العيش، والاستدامة البيئية، والعوامل المشتركة التي تعقد الجهود الرامية إلى تصميم سياسات أفضل للنظام الغذائي، والحلول المحتملة.

 


أخبار مرتبطة
 
17 أبريل 2024 12:26 مالمشاط: نطالب المجتع الدولي بضرورة التوسع بأدوات التمويل المبتكرة ومبادلة الديون16 أبريل 2024 3:04 مواشنطن: المشاط تلتقي قيادات هيئة التعاون الدولي اليابانية "جايكا"15 أبريل 2024 4:37 ماقتصاد الهند.. الفيل الآسيوي الصاعد مثال للنمو الشامل والمستدام14 أبريل 2024 2:09 مبسبب ضبابية مستقبل أسعار الفائدة البنوك الأمريكية تجد صعوبة في التنبؤ بأرباحها7 أبريل 2024 2:28 مالأولويات الاقتصادية للمرحلة المقبلة في مصر2 أبريل 2024 12:12 متوقعات "جولدمان ساكس" باستمرار ارتفاع سعر الجنيه المصري وانخفاض التضخم31 مارس 2024 11:44 صمصر: النقد الدولي يوافق على برنامج قرض ممدد بقيمة 8 مليارات دولار25 مارس 2024 1:12 ملتعميق التصنيع المحلي مذكرة تفاهم بين المصرية للاتصالات وايتيدا وتيجاس الهندية23 مارس 2024 12:46 مسلسلة زيادات الفائدة للبنوك المركزية بالعالم قد تؤدي لتحولات ضخمة بهيكل الاقتصاد العالمي19 مارس 2024 12:58 م33 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة خلال 2024 وفائض تمويل يتخطى 26 مليار دولار

التعليقات