أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
14 فبراير 2021 12:51 م
-
وكالة الطاقة الدولية: استمرارفائض الإمدادات في سوق النفط رغم تراجع الأسعار

وكالة الطاقة الدولية: استمرارفائض الإمدادات في سوق النفط  رغم تراجع  الأسعار

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

قالت وكالة الطاقة الدولية "إن سوق النفط  ما زالت تشهد فائضا في الإمدادات" رغم انخفاض أسعار النفط ، لتتراجع أكثر عن أعلى مستوى في عام بعد أن خفضت "أوبك" مجددا توقعاتها للطلب.  وارتفعت أسعار النفط على مدى الأسابيع القليلة الماضية، مع خفض "أوبك" ومنتجون آخرون في مجموعة "أوبك+" الإنتاج، بينما تعهدت السعودية بخفض أحادي الجانب للإنتاج بدأ في فبراير2021 

وأوضحت "كابيتال إيكونوميكس"، "من المرجح انخفاض إنتاج "أوبك" هذا الشهر بقيادة تراجعات في السعودية وليبيا، ومن شأن هذا تعميق عجز السوق العالمية ودعم الأسعار".

وقالت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن الطلب على النفط في أنحاء العالم في 2021 سيتعافى بوتيرة أكثر تباطؤا عما كان يعتقد في السابق"، بينما ذكرت وكالة الطاقة الدولية، أن إمدادات النفط ما زالت تفوق الطلب العالمي، بيد أنه من المتوقع أن يسهم توزيع لقاحات مضادة لكوفيد - 19 في تعافي الطلب.

ـ تراجع مخزونات النفط الخام الامريكي :

 بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، انخفضت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة على غير المتوقع في الأسبوع الاول من فبراير 2021 ، ليتراجع عن ما يزيد عن 6 ملايين برميل إذ زادت المصافي الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة.

كما أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية  تراجع المخزونات التجارية في البلاد بنحو 6.6 مليون برميل، في 5  فبراير ، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي، لتتجاوز توقعات السوق تراجعا بنحو 0.9 مليون برميل. وانخفض إجمالي المخزونات التجارية في الولايات المتحدة إلى نحو 469 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 27  مارس  2020، في علامة إيجابية لمستويات الطلب المحلي في أكبر مستهلك للوقود في العالم. وبالنسبة إلى الإنتاج الأمريكي زاد الأسبوع الاول من فبراير  بنحو 100 ألف برميل، ليرتفع إجمالي الإنتاج إلى 11.0 مليون برميل يوميا، والولايات المتحدة حاليا هي أكبر منتج للنفط في العالم.

وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى "أواندا" في نيويورك في تصريحات سابقة، "أسعار الخام تتوقف لبرهة بعد أن صعدت بها موجة    فبراير  إلى مستويات كان بعض المحللين يرونها ليست في المتناول لعامين من الآن".

وقالت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن انتعاش الطلب العالمي على النفط في 2021 سيكون أبطأ من التقديرات السابقة"، فيما ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن معروض النفط العالمي ما زال يفوق الطلب، لكن لقاحات كوفيد - 19 ستساعد على تعافي الطلب. إلى ذلك تواجه احتياطيات النفط الإيرانية خطر تحولها إلى أصول عالقة ما لم تخفف الإدارة الأمريكية الجديدة العقوبات.

ويقول محللون "إنه في حال رفع العقوبات، فقد تزيد إيران الإنتاج الحالي من 2.1 مليون برميل يوميا إلى مستوى ما قبل العقوبات الذي كان يبلغ 3.8 مليون برميل يوميا في غضون أشهر". وتسبب اضطراب الإنتاج على مدى عقود في أن تواجه إيران صعوبات للحفاظ على طاقة الإنتاج القائمة.

ـ رفع المنتجين المنافسين إنتاجهم:

 تكشف بيانات من منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أنه "على مدى الـ20 عاما الماضية، رفع معظم المنتجين المنافسين في المنطقة إنتاجهم بمقدار يراوح بين مليون ومليوني برميل يوميا، كما أضافوا طاقة إنتاجية".

وحتى قبل فرض العقوبات الجديدة في 2018، ظل إنتاج النفط الإيراني أقل بكثير من 6 ملايين برميل يوميا كانت الدولة تنتجها قبل عام 1979. وهناك بالتأكيد فاقد طاقة إنتاج منذ منتصف 2018، إذ يحتاج تجاوز الإنتاج السابق المعتاد لإيران إلى مزيد من الوقت واستثمارات كبيرة.  


وأوضح مصدر في القطاع  أن شركات الطاقة الإيرانية اضطرت إلى خفض عدد آبار النفط التي تم حفرها في الآونة الأخيرة من 300 في 2018 إلى 100 في 2020 بفعل قلة التمويل وتراجع الصادرات، الأمر الذي يحد أكثر من إمكانات النمو. والخام الإيراني معظمه ثقيل وعالي الكبريت، أي أنه ينتج انبعاثات أكثر من الخامات الأخف، فضلا عن ارتفاع تكلفة معالجته كي يلبي المعايير البيئية التي سيجري تشديدها.

وقالت سارة فاخشوري مؤسسة ورئيسة "إس.في.بي إنرجي إنترناشونال"، "تتفوق السعودية وروسيا والولايات المتحدة وشركات الطاقة الكبيرة بالفعل على إيران في تأمين حصة كبيرة من سوق النفط في المديين المتوسط والطويل".

 ـ التعافي الوشيك للطلب على النفط:   

ارتفعت أسعار النفط ، لأعلى مستوياتها في عام، لتواصل تسجيل مكاسب قوية بفضل مؤشرات على نمو اقتصادي في الولايات المتحدة واستمرار تعهد منتجين بكبح إمدادات الخام، ليحقق خام برنت مكسب أسبوعي 8 % .  زيادة الثقة بتحسن الاقتصاد العالمي والتعافي الوشيك للطلب على النفط حافزان كبيران للخام." كما انه في الوقت الحالي، يعزز الشح المتزامن للإمدادات بسبب التخفيضات السعودية الإضافية الأجواء المواتية، ربما يكون برنت في طريقه صوب المستوى المهم البالغ 60 دولارا  هذا ما قالته فاندانا هاري محللة الطاقة لدى "فاندا إنسايتس " .

وتشجعت الأسواق بفضل طلبيات على السلع الأمريكية أقوى من المتوقع في   ديسمبر 2020 ، ما يشير إلى قوة قطاع الصناعات التحويلية، والآمال في موافقة سريعة من جانب المشرعين على خطة لتخفيف تداعيات كورونا يقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار

 وقال مايكل مكارثي كبير استراتيجيي السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس" "امتثال أوبك+ إيجابي حقا" في إشارة إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا وبين أن دعم التحالف لتخفيضات كبيرة للإمدادات ساهم في خفض مخزونات النفط العالمية المتضخمة، كما انه بعد ذلك حين نرى مؤشرات على نمو اقتصادي أفضل، فإن الأسعار سترتفع وتنطلق".

وأبقت "أوبك+" على سياستها لإنتاج النفط في اجتماعها الدوري لمتابعة تطورات السوق، وذلك في مؤشر على رضا المنتجين حيال إسهام تخفيضاتهم الكبيرة في تقليص المخزونات على الرغم من عدم وضوح توقعات تعافي الطلب مع استمرار الجائحة. وقال بيان صدر عن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ"أوبك+" في اجتماعها الـ26 عن بعد، إن اللجنة "متفائلة حيال تحقيق تعاف في 2021"، مؤكدة دور المساهمات الإيجابية المستمرة للتحالف في دعم إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية عقب اندلاع جائحة كورونا.

وأشادت اللجنة مع التقدير، بتعديل الإنتاج الطوعي المهم الذي قامت به السعودية، الذي بدأ في 1 فبراير  ويستمر لمدة شهرين، الذي يجسد الدور القيادي للمملكة في سوق النفط، ويؤكد الحاجة إلى نهج استباقي مرن يتبناه جميع أعضاء إعلان التعاون. وأضاف البيان "أنه على الرغم من استمرار الضبابية، التي تكتنف التوقعات الاقتصادية والطلب على النفط في الشهور المقبلة، فإن التوزيع التدريجي للقاحات في أنحاء العالم عامل إيجابي لما يتبقى من العام، إذ يدعم الاقتصاد العالمي والطلب على النفط".

وفي بيانات رسمية، أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 1.0 مليون برميل،   في 29 يناير ، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، لتتجاوز توقعات السوق انخفاضا بنحو 0.6 مليون برميل. وعلى حسب تلك البيانات، انخفض إجمالي المخزونات التجارية في الولايات المتحدة إلى نحو 475.6 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى في 27 آذار مارس 2020، في علامة إيجابية لمستويات الطلب المحلي في أكبر مستهلك للوقود في العالم.

ـ زيادة أسعار النفط قد تضر التعافي الاقتصادي بعد جائحة:

قال دارميندرا برادان، وزير النفط الهندي في وقت سابق، إن زيادة أسعار النفط قد تضر التعافي الاقتصادي في أعقاب جائحة كوفيد - 19، التي تسببت في تراجع  معظم الاقتصادات في العام 2020.

وزادت أسعار الخام العالمية إلى أعلى مستوياتها في نحو عام هذا الأسبوع، حيث أدت تخفيضات الإنتاج في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، إلى ميل التوازن في السوق نحو حدوث عجز، ما دفع أسعار البنزين إلى الارتفاع لمستويات قياسية في ثالث أكبر بلد مستهلك ومستورد للنفط في العالم.

وقال الوزير "على الرغم من أننا لا نحبذ تراجع الأسعار بشدة فإننا أيضا لا ندعم ارتفاع الأسعار بشكل كبير". وتستورد الهند نحو 85 %، من احتياجاتها النفطية ونصف الطلب على الغاز. وأضاف "إذا كان للعالم أن ينمو ككل، لا بد من وجود علاقة داعمة متبادلة بين المنتجين والمستهلكين، من مصلحة المنتجين أن تواصل الاقتصادات المعتمدة على النفط النمو بثبات".

وقال إن الهند تنوع مواردها من الطاقة وسط اعتماد على منتجي الشرق الأوسط في استيراد مصادر الطاقة، و أن البلد يرى "إمكانية ضخمة" لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، في الأساس في واردات الغاز الطبيعي المسال. وذكر أن الولايات المتحدة واحدة من بين أكبر عشرة موردين للخام إلى الهند.

 

 

 



التعليقات