تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
30 أبريل 2021 11:33 ص
-
لارس فلد: كل الخطط الاقتصادية لن تكون صالحة مع موجة كورونا الثالثة

لارس فلد: كل الخطط الاقتصادية لن تكون صالحة مع موجة كورونا الثالثة

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

هناك  اعتقاد  بوجود مخاطر كبيرة تهدد التطورالاقتصادي في البلاد،مما تقلل من نسبة  الآمال، التي تعقدها الشركات على خطط الفتح، هذا ما  أعرب عنه  لارس فلد، رئيس مجلس "حكماء الاقتصاد الألماني"  وفقا لـ"الألمانية".

 يعد مجلس الخبراء الاقتصاديين المسؤول عن تقديم المشورات الاقتصادية للحكومة الألمانية يطلق عليه اسم "حكماء الاقتصاد"، ويضم خمسة خبراء. وفي مقابلة مع وكالة "الألمانية"، قال فلد: "يمكن إعداد كل الخطط المحتملة لكن عندما تأتي الموجة الثالثة فستصبح هذه الخطط غير صالحة".

ووصف فلد طفرات فيروس كورونا بأنها تمثل حالة عامة من عدم اليقين ذات تأثير اقتصادي أيضا، معلنا أن مجلسه سيقلل من توقعاته لأداء الاقتصاد الألماني للعام الحالي، وكان المجلس قد توقع في تقريره الصادر في     نوفمبر  2020 أن يحقق الاقتصاد نموا 3.7 %، في 2021

  وأوضح فلد: "في الوقت الراهن لا يمكننا أن نكون على درجة التفاؤل نفسها، التي كنا عليها في    نوفمبر  الماضي ، مشيرا إلى أنه من الممكن لنسبة النمو أن تصل إلى 3 %، إذا أمكن تفادي حدوث مزيد من الإجراءات الرقابية على الحدود مع عودة الفتح التدريجي بعد الإغلاق"، وعندئذ يمكن حدوث نمو قوي بدءا من الربع الثاني. وقال فلد إنه لا يزال يرى مخاطر كبيرة على التطور الاقتصادي، وإذا تواصل انتشار طفرات فيروس كورونا وحدثت موجة ثالثة فستصبح كل التوقعات عديمة القيمة، وطالب بالتمهل لمتابعة مدى نجاح سير حملة التطعيمات.

وخفضت الحكومة الألمانية من توقعاتها لنمو الاقتصاد الوطني في العام 2021 إلى 3 %، وكان أكبر اقتصاد أوروبي قد سجل تراجعا 5 %، في العام 2020 . وقال فلد إنه يستطيع أن يتفهم جيدا بطبيعة الحال يأس بعض الشركات بسبب طول مدة الإغلاق وغياب الرؤية المستقبلية "هناك نطاق هائل في الاقتصاد بشكل عام لكن القطاعات المتضررة بقوة تأتي في المقدمة".

وأكد أن الصناعات التحويلية والبناء يسيران في الوقت الراهن بشكل جيد نسبيا، وهناك خطر لقطع سلاسل القيمة المضافة بسبب إجراءات الرقابة على الحدود مع المناطق، التي بها طفرات للفيروس، وهذا سيؤثر بقوة في الصناعات التحويلية.

ـ  الاغلاق من شأنه تأخير الانتعاش الاقتصادي:.

حذر المعهد الألماني لأبحاث سوق العمل والتوظيف من تأثيرات تمديد محتمل للإغلاق على خلفية مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، وقال برند فيتسنبرجر رئيس المعهد لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية في تصريحات نشرتها على موقعها الإلكتروني: "إذا كان القيام بتمديد آخر للإغلاق أمرا ضروريا من منظور علم الأوبئة، فإن ذلك من شأنه تأخير الانتعاش الاقتصادي".

وأشار فيتسنبرجر إلى استطلاع بين شركات أجراه المعهد أظهر أن "نحو 25 %، من الشركات ذكرت أن السيولة لديها تكفي لمدة تصل إلى أربعة أسابيع فحسب"، وأضاف أن 25 %، أخرى من الشركات لا تكفي لديها السيولة سوى لشهرين فحسب.

وصرح رئيس المعهد بأنه على الرغم من أنه لا يتوقع موجة إفلاس، فإنه يتوقع أنه من الممكن أن تحدث زيادة في حالات الإغلاق والتعثر في الدفع والسداد لدى الشركات، لأن تحورات فيروس كورونا تمثل أيضا بالنسبة للأوساط الاقتصادية عامل اضطراب.

وأضاف أنه بمجرد أن تتراجع حالات العدوى وتسفر التطعيمات عن مفعولها، بحيث يمكن تخفيف إجراءات مواجهة الفيروس، سنرى انتعاشا اقتصاديا قويا، وبحسب تصريحات فيتسنبرجر، لا يؤثر الإغلاق الثاني بقوة في سوق العمل مثل الإغلاق الأول في مارس من 2020، وأوضح أن البطالة تراجعت بشكل طفيف أخيرا، بعد حساب التغيرات الموسمية.

وقال مدير المعهد الألماني: "سوق العمل تظهر حاليا بشكل قادر جدا على المقاومة"، موضحا أن ذلك يرجع من ناحية لتطبيق نظام العمل بساعات مختصرة وإلى أن هناك شركات تتمسك بقواها العاملة، ومن ناحية أخرى إلى أن الأوساط الصناعية تتضررت بشكل أقوى في الإغلاق الأول بسبب الاختناقات في سلاسل التوريد وتوقف الإنتاج وإغلاق مصانع.

بدوره، دعا رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا لاتباع حلول براجماتية من أجل الإسراع من حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في ألمانيا. وقال رالف برينكهاوس لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية في  ، "يتعين علينا فحص إذا ما كان من الممكن أيضا تضمين أطباء الأسنان وبعد ذلك أطباء الشركات في التطعيم على مستوى الدولة .. لذا يتعين علينا الاستفادة من كل المصادر، التي لدينا من أجل تطعيم الناس سريعا". وحذر برينكهاوس من اتخاذ خطوات فتح متعجلة، وأشار إلى أن حالات الوفاة في ألمانيا لا تزال مرتفعة للغاية، فضلا عن تحورات الفيروس، التي تعد أكثر قدرة على العدوى.

 يذكر أن رؤساء حكومات الولايات الألمانية اتفقوا   مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على تمديد فترة الإغلاق  . وإذا تراجع ما يسمى بمعدل حدوث العدوى لكل سبعة أيام - أي عدد الإصابات الجديدة لكل 100 ألف شخص في غضون أسبوع - عن 35، فمن المقرر تخفيف القيود بشكل تدريجي من جانب الولايات، بحيث تشمل في البداية عدة أماكن عامة من بينها تجارة التجزئة والمتاحف، بحسب الاتفاق.

ومن جهة أخرى، أعلن مطار "برلين- براندنبورج" الدولي الجديد بألمانيا أنه من المقرر أن يغلق المطار الذي تم افتتاحه حديثا في برلين مبنى 5  كرد فعل على الانخفاض الحاد في حركة الركاب بسبب تفشي وباء كورونا. وقال هانس شتفان هونمان، المتحدث باسم المطار: "سنغلق المبنى في الوقت الحالي لمدة عام، ثم نقرر بعد ذلك، إذا سارت الأمور بشكل جيد، سنعيد افتتاحه"، وبذلك يكون من المحتمل ألا يتم فتح المبنى مجددا.

 



التعليقات