دراسات


كتب فاطيمة طيبى
7 سبتمبر 2021 2:34 م
-
اقتصاد جنوب شرق آسيا.. العمل على تقليل انبعاثات الكربون يجنبها خسارة 28 تريليون دولار

اقتصاد جنوب شرق آسيا.. العمل على تقليل انبعاثات الكربون يجنبها  خسارة 28 تريليون دولار

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

وجد تقرير لشركة ديلويت أن اقتصاد دول جنوب شرق آسيا قد يخسر تريليونات الدولارات على مدى الخمسين عاما القادمة إذا لم تعمل المنطقة على تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير.

وقال التقرير إن المنطقة عند نقطة تحول، ويمكن أن تحول التكلفة الباهظة إلى فرصة. إذا كثفت جهودها بشأن تغير المناخ وخفضت الانبعاثات بسرعة، فقد تحقق مكاسب اقتصادية قدرها 12.5 تريليون دولار من حيث القيمة الحالية، بمتوسط نمو إجمالي للناتج المحلي يبلغ 3.5% كل عام على مدى الخمسين عاما القادمة، وفقا للشركة الاستشارية.

 وأضافت في مذكرة: "هذا المستقبل المحتمل لا يتجنب فقط أسوأ آثار تغير المناخ، بل إنه يخلق أيضا نموا اقتصاديا مزدهرا طويل الأجل لجنوب شرق آسيا والعالم"  .

ومع ذلك، قد يؤدي عدم القيام بذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 3 درجات مئوية بحلول عام 2070، وفقا لنموذج ديلويت. وقد يكلف هذا المنطقة خسائر اقتصادية تبلغ حوالي 28 تريليون دولار من حيث القيمة الحالية في الخمسين عاما القادمة، ويقلل نمو الناتج المحلي الإجمالي بمتوسط 7.5% كل عام في نفس الفترة، وفقا لتوقعات Deloitte.

 

ويبلغ عدد سكان جنوب شرق آسيا نصف مليار شخص ويبلغ إجمالي الناتج المحلي 3 تريليونات دولار، وفقا لشركة Deloitte.

وشهدت المنطقة التي تضم دول بروناي،  كمبوديا،  إندونيسيا،  لاوس،  ماليزيا،  ميانمار،  الفلبين،  سنغافورة،  فيتنام،  تيمور الشرقية،  وتايلاند، نموا بنسبة 5% إلى 12% في متوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي سنويا خلال 100 عام.

وقال ديلويت: "إن تغير المناخ غير المخفف يهدد بمحو عقود من النمو الاقتصادي بشق الأنفس في جنوب شرق آسيا".

ـ الصناعات المهددة بالخسارة بحلول عام 2070:

ـ صناعة الخدمات يمكن أن تخسر 9 تريليون دولار.

ـ قطاع التصنيع يواجه خسائر بقيمة 7 تريليونات دولار.

ـ  يمكن أن تخسر تجارة التجزئة والسياحة مجتمعة 5 تريليونات دولار.

وقالت ديلويت إن هذه القطاعات، إلى جانب البناء والتعدين والغاز، تشكل 83% من الناتج الاقتصادي للمنطقة. وذكر التقرير أن "تأثيرات تغير المناخ ستظهر في دول وصناعات جنوب شرق آسيا، حيث يتحمل البعض العبء الاقتصادي أكثر من البعض الآخر".

ـ لا مجال للتكاسل :

بدورها، حذرت الأمم المتحدة من أن إبقاء الاحترار العالمي بالقرب من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة "سيكون بعيد المنال" في العقدين المقبلين ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية للحد من انبعاثات الكربون.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ديلويت لمنطقة جنوب شرق آسيا، فيليب يوين، هناك حاجة ملحة للدول والحكومات للتحرك بسرعة - في غضون السنوات العشر القادمة - للالتفاف على الضرر الذي لا يمكن إصلاحه من تغير المناخ". ويرى التقرير أن المبلغ الذي تنفقه الدول على إزالة الكربون من شأنه أن "يقابله على الفور عوائد إيجابية في رأس المال والتكنولوجيا".

ـ الانتشار السريع لمشاريع احتجاز الكربون بسبب العائد التجاري:   

 مشاريع احتجاز الكربون شقّت طريقها ببطء خلال العقد الماضي، لكنها آخذة بالتزايد سريعا مع توافر المزيد من التقنيات المجدية تجاريا لاستخدام الكربون.  وأكبر معمل لاحتجاز الكربون في العالم، معمل  Century  للغاز غرب ولاية تكساس، وهو مملوك لشركة النفط Occidental.  ويحتجز هذا المصنع 8.4 مليون طن سنويا من ثاني أكسيد الكربون، ليتم ضخها عبر أنبوب بطول 160 كيلومترا إلى الآبار في حوض Permian لتعزيز استخلاص النفط منها.هذا وبلغت تكلفة المشروع 1.1 مليار دولار، وبدأ الإنتاج منه عام 2010، وتمت توسعة المشروع عام 2012.

ـ دول دخلت مجال احتجاز الكربون:

من بين هذه الدول :

ـ السعودية:

 دخلت السعودية مجال احتجاز الكربون، من خلال أول مشروع تجريبي تقيمه أرامكو في معمل الغاز في الحوية بطاقة 0.8 مليون طن سنويا من ثاني أكسيد الكربون.

وهذه الكميات من الـ CO2 يتم نقلها عبر خط أنابيب بطول 85 كيلومترا لتحقن في حقل العثمانية لتعزيز استخلاص النفط. وأسهم هذا المشروع بالفعل في مضاعفة معدل الإنتاج في أربع آبار منذ عام 2015.

ـ الإماراتالعربية المتحدة :

الإمارات كانت أول من بدأ بمشاريع احتجاز الكربون في المنطقة، من خلال مصنع "الريادة" الذي أنشأته شركة أدنوك في أبوظبي لالتقاط ثاني أكسيد الكربون الذي تصدره مصانع الحديد والصلب وتخزينه، وحقنه في حقول النفط.

 يستهدف المشروع التقاط 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون من شركة حديد الإمارات ومن المخطط رفع القدرة إلى 5 ملايين طن سنويا بحلول 2030.


ـ  تراجع الانبعاثات الكربونية بنسبة 8.8 % :

كشفت دراسة حديثة أن القيود المرتبطة باحتواء جائحة كورونا أدت إلى تراجع الانبعاثات الكربونية بنسبة 8.8 في % في النصف الأول من عام 2020 على مستوى العالم، وفقا لـ"الألمانية".

وذكر معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، في الرابع عشر من شهر اكتوبر 2020، أن الإجراءات التي فرضتها حكومات الدول، التي تضمنت إغلاق الحدود وحظر التجول والقيود الأخرى على الحركة، تسببت في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.6 مليار طن في الفترة من    يناير  حتى يونيو 2020  مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

وقال تشو ليو من جامعة تسينج - هوا الصينية، المعد الرئيس للدراسة، "إن البحث أظهر وجود علاقة بين تدابير الإغلاق في بعض الدول وانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون". وأظهرت الدراسة - التي اعتمدت على بيانات من موقع "كربون مونيتور"، وهو موقع إلكتروني يتتبع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون اليومية - أنه في شهرأبريل 2020 ، وهو الشهر الذي فرض فيه عديد من الدول إجراءات الإغلاق لأول مرة، وصل انخفاض ثاني أكسيد الكربون إلى نسبة 16.9% ، مقارنة بالعام السابق 2019 .

وأشارت الدراسة، التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكسشنز"، إلى أن أكبر التأثيرات في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يمكن رصدها في حركة المرور، ومع ذلك، عاد معظم الدول الاقتصادية إلى مستوياته المعتادة من ثاني أكسيد الكربون في عديد من المناطق بعد انتهاء القيود المشددة.

وأوضحت أنه حتى إذا استمرت هذه الانبعاثات عند المستويات الدنيا، فلن يكون لذلك تأثير يذكر في تركيز ثاني أكسيد الكربون طويل المدى في الغلاف الجوي، ولذلك يؤكد الباحثون ضرورة أن يخفض القطاع الاقتصادي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وكان البرلمان الألماني قد قرر في احدى جلساته لعام 2020  رفع تسعيرة الانبعاثات الكربونية الصادرة عن حركة المرور والمباني بدءا من 2021، في محاولة لخفض الانبعاثات وتقليلها، وفقا لـ"الألمانية" .

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 6 ساعاتنصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات