أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
26 أكتوبر 2021 12:43 م
-
نتائج ورشة العمل الثامنة المشتركة بين الوكالة الدولية للطاقة ومنتدى الطاقة الدولي ومنظمة أوبك

نتائج ورشة العمل الثامنة المشتركة بين الوكالة الدولية للطاقة ومنتدى الطاقة الدولي ومنظمة أوبك

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أوضح تقرير حديث وكالة بلاتس نقلا عن محللين دوليين، أن علامات تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة العالمية وعودة القيود الوبائية في روسيا أضافت حالة من عدم اليقين إلى توقعات الطلب على النفط على المدى القريب، على الرغم من أن التوقعات طويلة الأجل لا تزال متفائلة.

وسجلت أسعار النفط الخام خلال تعاملاتها الأسبوعية مكاسب جديدة، حيث حافظ خام برنت على مستوى فوق 85 دولارا للبرميل وربح 1 % ليسجل سابع مكسب الاسبوع الثالث من اكتوبر على التوالي، بينما ربح الخام الأمريكي 1.5 % وسجل تاسع مكسب أسبوعي.

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن ارتفاع أسعار الخام يأتي عقب تباطؤها في وقت سابق نسبيا بعدما خيمت توقعات الطلب على المدى القريب بسبب تباطؤ نمو التصنيع في الولايات المتحدة وأوروبا. حيث تسببت أزمة الغاز الطبيعي وتسارع وتيرة إحلال النفط الخام بديلا للغاز في دعم انتعاش الطلب العالمي على النفط بشكل واسع، مع استمرار قيود المعروض سواء من مجموعة "أوبك+" أو خارجها.

واكدت شركة تي دي سيكيوريتيز أن أسواق الطاقة تتعرض لضغوط، ما يعكس اضطراب توقعات الطلب، بينما يظل مقياس مخاطر إمدادات الطاقة ثابتا، مشيرا إلى إعلان الحكومة الروسية في الواحد والعشرين من شهر اكتوبر 2021 أنه سيتم تنفيذ قيود مشددة ضد الوباء في العاصمة موسكو، في ظل ارتفاع أعداد حالات الإصابة والوفيات هناك.

وأوضح التقرير نقلا عن المحللين أن التوقعات على المدى المتوسط لأسعار النفط جيدة ولا تزال صعودية بشكل أساسي، لكن ربما نشهد تراجعا قليلا خلال الأسبوع الاحير من اكتوبر.

وأبرز التقرير توقعات الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي بأن يجيء شتاء هذا العام أكثر اعتدالا في أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة، ما يحد من استهلاك الطاقة، كما أدى تراجع أسعار الفحم والغاز إلى زيادة ضغط البيع، ما تسبب في انخفاض طفيف في أسعار النفط في التعاملات اليومية.

ـ تراجع سوق الفحم:

ولفت إلى تراجع سوق الفحم أيضا في أعقاب إعلان الصين تدابير لمكافحة ارتفاع أسعار الطاقة، ما قد يبطئ من تحول الوقود إلى النفط، كما أنه في الوقت نفسه من المتوقع أن يشهد إنتاج النفط الخام الأمريكي دفعة في الأسابيع المقبلة، بسبب إعادة التشغيل المعلقة لمنشأة "شل" في خليج المكسيك، كما أعلنت "شل" أنها تتوقع استئناف العمليات في المنشأة في أوائل نوفمبر 2021، قبل توقعات السوق لإعادة التشغيل في ديسمبر من نفس السنة .

وأوضح أن المنشأة تعرضت لأضرار من إعصار إيدا الذي وصل إلى اليابسة في جنوب شرق لويزيانا في 29 أغسطس  2021  كإعصار من الفئة الرابعة، منبها إلى أن أحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تظهر أن متوسط إنتاج النفط الخام الأمريكي بلغ 11.3 مليون برميل يوميا في 15  أكتوبر الجاري ولا يزال أقل من مستويات ما قبل إعصار إيدا بنحو 200 ألف برميل يوميا.

ونقل التقرير عن "كومرتس بنك" تأكيده حقيقة أن وضع الإمدادات النفطية لا يزال ضيقا ويقاوم أي انخفاض إضافي في الأسعار في سوق النفط، موضحا أن استمرار وتيرة سحب المخزونات السريعة وتحفظ دول "أوبك+" بشأن زيادة الإنتاج سيجعلان أسعار خام برنت تحافظ على مستوى 85 دولارا للبرميل حتى نهاية 2021.

ـ نتائج ورشة العمل الثامنة المشتركة و اهمية دور النفط والغاز للطاقة العالمية:

من جانب آخر، ذكرت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، أن النفط والغاز سيستمران في لعب دور مهم في إمدادات الطاقة العالمية على المديين المتوسط والطويل، وأن تلبية متطلبات الطاقة المتزايدة ستعتمد على التدفق المستمر للاستثمار الصناعي.

وقال التقرير الصادر عن نتائج ورشة العمل الثامنة المشتركة بين الوكالة الدولية للطاقة IEA ومنتدى الطاقة الدولي IEF ومنظمة أوبك عبر الفيديو حول التفاعلات بين أسواق الطاقة المادية والمالية  ، "إن الاستثمار الصناعي سيكون أيضا ضروريا للنهوض بالابتكار والتكنولوجيا التي ستكون مفيدة في زيادة تحسين البصمة البيئية وتقليل الانبعاثات".

ولفت التقرير إلى ترؤس ورشة العمل رفيعة المستوى محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك، إلى جانب جوزيف ماكمونيجل الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، وكيسوكي ساداموري مدير مكتب أسواق الطاقة والأمن في الوكالة الدولية للطاقة، وقد شارك في ورشة العمل أكثر من 110 مشاركين.

وأوضح باركيندو أن:

ـ  المرحلة الراهنة تتطلب مزيدا من التعاون الوثيق بين الهيئات الدولية الثلاث في الأسابيع والأشهر المقبلة، حيث تستمر هذه الصناعة في الارتقاء إلى مستوى التحدي المتمثل في التكيف مع التحولات النموذجية التي تجري حاليا.

ـ  لم يتبق سوى أيام على انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP26 في جلاسكو، معتبرا الاستثمار سيكون أحد القضايا الحاسمة للصناعة في الأعوام المقبلة.

من جانبه، حذر أمين عام منتدى الطاقة الدولي من:

ـ  المخاوف بشأن الاستثمار في الطاقة، مشيرا إلى أن الطلب العالمي ينتعش بعد وباء كورونا، لكن استثمارات القطاع الخاص لم تستجب بشكل كاف حتى الآن.

ـ هذا  الوضع قد يؤدي إلى تقلبات الأسعار التي ستؤثر في استقرار السوق وتعرقل التعافي المستدام والشامل من الوباء.

ـ  تم فهم ديناميكيات سوق الطاقة المادية والمالية المعقدة بشكل أفضل وتنظيمها بشكل أكثر شفافية وكفاءة منذ أن أطلقت المنظمات الثلاث الحوار، استجابة للأزمة المالية العالمية منذ أكثر من عقد من الزمان.

ـ    مناقشات برنامج العمل للمنظمات الثلاث قدم نظرة ثاقبة أكبر لديناميكيات السوق وسيساعد المنتجين والمستهلكين على تقييم إذا ما كان هناك ما يبرر اتخاذ مزيد من الإجراءات المتضافرة .

من ناحيته، أكد كيسوكي ساداموري المسؤول في وكالة الطاقة الدولية أن:

ـ العالم لا يستثمر ما يكفي لتلبية احتياجاته المستقبلية من الطاقة، وانتعاش الإنفاق المرتبط بانتقال الطاقة تدريجيا لا يزال أقل بكثير مما هو مطلوب لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الطاقة بطريقة مستدامة.

ـ  ما يتم إنفاقه حاليا على النفط موجه نحو عالم يتسم بالركود أو انخفاض الطلب، حيث توفر زيادة الإنفاق على تحولات الطاقة النظيفة الطريق إلى الأمام، لكن يجب أن يحدث هذا بسرعة حيث من المرجح أن تكون أسواق الطاقة العالمية متقلبة لأعوام مقبلة.

ـ  الانتقال الفعال والمنظم سيكون أمرا بالغ الأهمية ليس فقط للوصول إلى الأهداف المناخية الدولية، لكن أيضا لمنع الاضطرابات الخطيرة في الإمدادات وتقلب الأسعار المزعزع للاستقرار على طول الطريق .

ـ تقرير "أوبك" أن جلسات ورشة العمل الثامنة:

 ذكر تقرير "أوبك" أن جلسات ورشة العمل الثامنة ركزت على:

ـ  فرص الاستثمار في صناعة النفط في ضوء الاتجاهات الحديثة في الاقتصاد العالمي والأسواق المالية التي قدمت لمحة عامة عن كيفية تعامل المستثمرين عبر فئات الأصول المختلفة مع الاستثمار في الطاقة، وكيف يترجم ذلك إلى آفاق أسواق النفط.

ـ بحثت الورشة  أيضا تأثير التوجه المتسارع نحو الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ESG في الاستثمار في نشاط الاستكشاف والإنتاج، كما أن ورشة العمل المشتركة هي جزء من برنامج العمل الذي وضعته المنظمات الثلاث وأقره وزراء الطاقة في منتدى الطاقة الدولي الـ12 في كانكون في المكسيك في مارس  2010.

ـ تقرير "بيكر هيوز" وشتاء أكثر دفئا في امريكا:

من المتوقع أن يكون الشتاء في معظم أنحاء الولايات المتحدة أكثر دفئا من المتوسط، وفقا لتوقعات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. كما تعزز وضع الخام الأمريكي   الأسبوع الثالث من اكتوبر  مع تطلع المستثمرين إلى انخفاض مخزونات الخام في مركز كاشينج لتخزين النفط في ولاية أوكلاهوما.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاض مخزونات الخام في كاشينج إلى 31.2 مليون برميل، وهو أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2018.

من جانب آخر، أشار تقرير "بيكر هيوز" حول أنشطة الحفر الأمريكية إلى انخفاض عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة حيث يبلغ إجمالي عدد الحفارات حاليا 542 بزيادة 255 عن هذا الوقت من العام 2020، لكن لا يزال أقل من 790 منصة نشطة اعتبارا من مارس 2020.

كما لفت التقرير إلى انخفاض عدد منصات النفط الأمريكية إلى 443 - انخفاض بمقدار منصتين - بعد ستة أسابيع متتالية من الإضافات، وقد زاد عدد منصات الغاز بمقدار منصة، وظلت الحفارات المتنوعة على حالها.

ونوه التقرير بتراجع تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة في 15 أكتوبر 100 ألف برميل يوميا إلى 11.3 مليون برميل يوميا بعد ارتفاعها خمسة أسابيع من الأسابيع الخمسة السابقة.

وأضاف أنه "تم رصد تراجع في إجمالي عدد الحفارات في كندا بمقدار أربعة، حيث وصل عدد الحفارات النشطة للنفط والغاز في كندا الآن إلى 164 بزيادة 85 عن العام الماضي2020 .

وذكر التقرير أنه حدث ارتفاع في عدد الحفارات في حوض بيرميان مرة أخرى بمقدار حفار، بينما بقي عدد الحفارات في إيجل فورد على حاله، موضحا أن إجمالي عدد منصات الحفر في برميان يزيد الآن على 135 منصة عما كان عليه في هذا الوقت في 2020 .

 



التعليقات