أبحاث

اعداد ـ فاطيمة طيبي

  أكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن سوق النفط العالمية ستنتقل من عجز إلى فائض في العرض في  ديسمبر  2021 ، ولهذا السبب يتعين على المنظمة وحلفائها المضي قدما في قرارات سياسة قيود الإنتاج.

ـ فائض في العرض في السوق:

 أوضح باركيندو في تصريحات له على هامش مؤتمر أديبك، أن الفائض في العرض متوقع بقوة في شهر ديسمبر 2021  مستشهدا ببيانات من الولايات المتحدة أظهرت ارتفاع مخزونات النفط في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال باركيندو إن هذه مجرد إشارات وعلينا أن نكون حذرين للغاية، موضحا أن التوقعات على مدار العام المقبل تشير إلى أنه قد يكون هناك فائض في العرض في السوق، معتبرا أن هذا كاف كسبب لوجوب توخي الحذر الشديد عند بلورة القرارات التي تتخذها "أوبك +" كل شهر.

وأشار باركيندو إلى أن "أوبك" وعشرة من حلفائها يعملون على زيادة حصص الإنتاج تدريجيا بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر لتقليص تخفيضات الإنتاج القياسية التي بدأت خلال انهيار السوق الناجم عن الوباء في عام 2020، مشيرا إلى قناعة المنتجين بعدم الاستجابة لضغوط من عديد من الدول المستهلكة الرئيسية بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان والهند لإطلاق كميات أكبر من أجل تهدئة ارتفاع أسعار النفط.

وقال باركيندو: "لدينا مصلحة راسخة في التأكد من استمرار التعافي الاقتصادي العالمي، على الرغم من الشكوك الراهنة، مضيفا: "نعتقد أننا نسير على مسار التعافي وبالنسبة إلينا في "أوبك"، سنواصل القيام بكل ما هو ضروري حتى لا يتعثر هذا التعافي". وأكد باركيندو، أن وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك +" سيلتقون مطلع الشهر المقبل لتحديد مستوى الإمدادات لشهر  يناير2022 ، قائلا: "عندما نلتقي .. ننظر ونراجع بيانات السوق وستكون قراراتنا مدفوعة بالبيانات". وأشار إلى أنه يعود الفضل في تخفيضات "أوبك +" إلى حد كبير، إلى إنقاذ أسعار النفط الخام مع انتقال خام برنت من أدنى مستوى في 21 عاما عند نحو 13 دولارا للبرميل في  شهر  أبريل  2020، إلى أكثر من 80 دولارا للبرميل الآن. ولفت باركيندو إلى اتفاق وزراء الطاقة في السعودية والإمارات والكويت في مؤتمر أديبك، على أنهم لا يرون حاجة لتحالف "أوبك +" لتغيير خطط مواصلة زيادات الإنتاج 400 ألف برميل في يوميا.

ومن المعروف أن "أوبك" في أحدث توقعاتها الشهرية لسوق النفط    لنوفمبر ، خفضت توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2021 بمقدار 160 ألف برميل يوميا، مستشهدة بالعوامل الاقتصادية الأضعف في الصين والهند، لكنها أشارت إلى أن السوق ستظل ضيقة حتى نهاية العام. وقدرت "أوبك"، أن الطلب على خامها سيبلغ متوسطه 29.57 مليون برميل يوميا خلال الربع الرابع، ثم ينخفض إلى 26.81 مليون برميل يوميا في الربع الأول 2022، مقارنة بـ 27.45 مليون برميل يوميا التي ضختها في أكتوبر .

من جانب آخر، خفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الإثنين الماضي    لنوفمبر ، من تقديرها لطلب النفط الخام من "أوبك" إلى 28.3 مليون برميل يوميا في الربع الرابع، و27.5 مليون برميل يوميا في الربع الأول 2022، موضحة أن هذا يرجع جزئيا إلى تجدد نشاط النفط الصخري الأمريكي.

ـ تخفيف محتمل لضيق سوق النفط:

 أشار تقرير وكالة الطاقة، إلى تخفيف محتمل لضيق سوق النفط، حيث توقع أن يرتفع العرض العالمي بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا في نوفمبرو  ديسمبر ، على خلفية انتعاش الإنتاج الأمريكي، كما سلط الضوء على التعافي من صيانة المصافي. وأوضح التقرير الشهري عن سوق النفط، أن الأسعار المرتفعة مدفوعة جزئيا بسياسات دول "أوبك +"، حيث تعمل على "تهدئة" الانتعاش في الطلب على النفط وتحفيز إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.

ورفع التقرير تقديرات وكالة الطاقة الدولية لنمو الطلب في 2022 بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 3.4 مليون برميل يوميا، موضحا أن الطلب كان مدعوما باستهلاك البنزين القوي وزيادة السفر الدولي، لكنه أضاف أن موجات كورونا الجديدة في أوروبا أدت إلى ضعف النشاط الصناعي، كما أن ارتفاع أسعار النفط سيخفف من المكاسب.

وعلى صعيد العرض، عدل تقرير الوكالة تقديراته للإمدادات في الربع الأخير من العام   ، لتصل إلى 330 ألف برميل يوميا، مشيرا إلى أن المعروض بحلول نهاية العام سيصل إلى 99.2 مليون برميل يوميا، بزيادة 6.4 مليون برميل في اليوم على أساس سنوي.

ـ قطاع التكريرو أسعار النفط المرتفعة :

 في قطاع التكرير أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية، إلى عودة تأثيرات الصيانة الرئيسة، موضحا أن الإنتاجية على مستوى العالم سترتفع بنحو ثلاثة ملايين برميل يوميا بين  أكتوبرو ديسمبر ، قبل "التوقف المؤقت" في النصف الأول 2022. وتوقع التقرير مساهمة تجدد نشاط النفط الصخري في الولايات المتحدة، في خفض وكالة الطاقة الدولية تقديراتها على المدى القريب للطلب على خام أوبك بنحو 200 ألف برميل في اليوم للربع الرابع 2021، والربع الأول 2022 إلى 28.3 مليون برميل في اليوم، و27.5 مليون برميل في اليوم على التوالي.

وذكر التقرير، أن أسعار النفط المرتفعة تؤدي إلى إطلاق التدفقات المتزايدة من رقعة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، خاصة في حوض بيرميان الحيوي، حيث تتوقع زيادة 710 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف خلال الربع الرابع 2021، مقارنة بالعام الماضي2020، و710 ألف برميل يوميا في 2022، مقابل هذا العام 2021 ، مشيرة إلى ارتفاع أعداد الحفارات في قطاع النفط الصخري. ولفت التقرير إلى بيانات صادرة عن وكالة معلومات الطاقة الأمريكية، تشير إلى زيادة مخزونات النفط الأمريكية من 420.9 مليون برميل اعتبارا من 1  أكتوبر  إلى 435.1 مليون برميل في 5  نوفمبر .

ـ المكاسب السعرية عادت لتغلب على السوق:

وفى سياق متصل، يقول مختصون ومحللون نفطيون، إن أسعار النفط الخام عادت إلى الارتفاع بعد أنباء عن تأجيل إعلان إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن لقرار السحب من احتياطيات النفط الخام الاستراتيجية الأمريكية، إضافة إلى استمرار تعافي الطلب العالمي وانتعاش حركة السفر.

وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن المكاسب السعرية عادت لتغلب على السوق، ولكن قد لا تستمر على الوتيرة نفسها في ضوء احتمال اتخاذ قرار السحب من المخزونات الأمريكية، علاوة على زيادة الإنتاج الشهرية في "أوبك +"، وتوقعات الحكومة الأمريكية أن النفط الصخري في البلاد سيرتفع 85 ألف برميل يوميا في  ديسمبر  2021.

من جانبه، أوضح روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أن تمسك "أوبك +" بالحذر في زيادة الإنتاج، يعني استمرار قيود الإنتاج حتى أبريل2022  أو ما بعد ذلك، خاصة بعد تعثر عديد من المنتجين في الوفاء بالحصص المقررة والبالغة إجمالا 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري.

بدوره، يؤكد ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن الطريق ممهدة أمام أسعار النفط الخام لتحقيق المزيد من المكاسب، لافتا إلى أن الأسعار حققت بالفعل أعلى مستوياتها في عدة أعوام بتأثير من التقدم في التعافي الاقتصادي، ومن أزمة الطاقة العالمية خاصة نقص الغاز ما قاد إلى زيادة الطلب بقوة على كل موارد الوقود الأحفوري.

من جهتها، تقول جولميرا رازيفا كبيرة محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن تجدد الإصابات القياسية بوباء كورونا يضيف مزيدا من الأعباء على الطلب العالمي خاصة في أوروبا، ويدفع الأسعار نحو تقلبات متلاحقة، لافتة إلى تقارير دولية تتوقع أن إطلاق احتياطيات النفط الاستراتيجية الأمريكية، لن يثبط السوق أو يغير الأمور بشكل أساسي من حيث الأسعار. وارتفعت أسعار النفط بدعم من انخفاض المخزونات، رغم أن التفاؤل كان محدودا بسبب مخاوف بشأن الطلب بعد ارتفاع إصابات كوفيد - 19 في أوروبا.

وقال توني نونان كبير مديري المخاطر لدى "ميتسوبيشي كورب": "لدينا مستويات منخفضة للغاية من المخزونات، وإذا جاء الشتاء شديد البرودة واستمر تباطؤ زيادة الإمدادات، فقد يرفع هذا أسعار النفط". غير أن المخاوف من انهيار الطلب بسبب جائحة كوفيد - 19 أثرت في الأسعار أيضا.

وأصبحت أوروبا مرة أخرى مركز جائحة كوفيد - 19، ما دفع بعض الحكومات إلى دراسة إعادة فرض الإغلاق العام، في الوقت الذي تكافح فيه الصين أكبر تفش نتيجة السلالة دلتا. وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 80.84 دولار للبرميل الاسبوع الثاني  مقابل 81.64 دولار للبرميل 

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث تراجع له على التوالي، وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 82.34 دولار للبرميل.

أخبار مرتبطة

منذ 19 ساعةتوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 202325 مارس 2024 12:20 معقود مشروعات لإزالة المخلفات بتكلفة 565 مليون جنيه23 مارس 2024 1:51 مالمالية: نستهدف دورا أكبر للقطاع الخاص فى منظومة التأمين الصحي الشامل