أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
30 نوفمبر 2021 1:56 م
-
"أوميكرون" يفرض سيناريوهات جديدة على الاقتصاد العالمي

"أوميكرون" يفرض سيناريوهات جديدة على الاقتصاد العالمي

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

 في وقت تكثف فيه منظمة الصحة العالمية جهودها لتقديم معلومات وافية حول خطورة المتحور  لا تريد الاقتصادات حول العالم العودة مجددا إلى عمليات الغلق الكلية التي كانت مفروضة على كافة الدول خلال 2020 .

 ـ خطورة المتحور.

وبناء على التصريحات المرتقبة لمنظمة الصحة العالمية، يترقب الاقتصاد العالمي تبني واحد من السيناريوهات التي كان أعدها على فترات خلال غلق كلي وجزئي دام لقرابة 18 شهرا.

1 ـ سيناريو الإبقاء: وباستثناء سيناريو الإبقاء على الوضع الحالي  فتح كامل مع إجراءات وقائية  فإن بقية السيناريوهات لن تكون في صالح الاقتصادات التي لم تتعاف بعد من تبعات الفيروس.

2 ـ السيناريو الثاني:  يتمثل في فرض تباعد اجتماعي على مختلف المرافق العامة المغلقة، مع تقليص السعة الاستيعابية لها، لتحقيق أفضل تباعد ممكن بين الأفراد، مع تشديد الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية.

 3 ـ السيناريو الثالث:  يتمثل في غلق بعض المرافق العامة، كالمطاعم وقاعات المؤتمرات ومنع التجمعات لأكثر من عدد معين تحدده لجان الوقاية الصحية في كل بلد، ما قد يخلق ضغوطا سلبية على بعض القطاعات.

وستتأثر صناعة  السياحة العالمية من التبعات السلبية التي قد تنشأ من هذا السيناريو، خصوصا أنه قد يتسبب في إبطاء التعافي لصناعة السياحة الأجنبية الوافدة.

كما قالت منظمة السياحة العالمية إن عدد السياح الدوليين الوافدين ارتفع بنسبة 58% خلال الربع الثالث من 2021 على أساس سنوي، بفضل انتعاش السياحة خلال موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي خصوصا في أوروبا.

وأوضحت المنظمة في تقرير لها أن عدد السياح الوافدين خلال الربع الثالث من 2021 لا يزالون أقل بنسبة 64% عن مستويات عام 2019، ما يعني أن التعافي لم يصل إلى 100%.

4 ـ السيناريو الرابع : سيكون من خلال غلق مناطق كاملة داخل الدول التي تسجل إصابات مرتفعة، إلى جانب إعادة فتح مراكز الحجر الصحي للمصابين بالفيروس، وتشديد الرقابة على تتبع الإصابات.

وقد يشمل هذا السيناريو غلق الحدود أمام الرحلات السياحية العالمية، واقتصارها على سفر وعودة المواطنين وحركة التجارة العابرة، إلى جانب تشديد القيود على المعابر الجوية والبرية والبحرية، وإلزامية الحجر لكل مسافر لمدة 14 يوما.

في هذا السيناريو، ستتأثر سلاسل الإمدادات بين الشرق والغرب، وسط مخاوف من تراجع الطلب العالمي على الاستهلاك، وإعادة إعداد خطط صرف حزم إنقاذ عالمية.

5 ـ السيناريو الخامس:   وهو الأسوأ على الاقتصاد العالمي كاملا، هو إعادة الغلق الكامل للأسواق المحلية، وغلق الحدود البرية والبحرية والجوية، مع إلزامية فرض قيود على حركة الأفراد.

ـ "أوميكرون" يعصف بالأسواق: وانخفاض حاد للأسهم الأمريكية:

وتراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية بشدة، في جلسة الجمعة،26  نوفمبر حيث تكبد المؤشران "داو جونز الصناعي"، و"ستاندرد آند بورز 500"، أكبر خسارة يومية بالنقاط المئوية منذ شهور، وانخفضت بشدة القطاعات التي كانت قد استفادت من إعادة فتح الاقتصادات، بفعل أنباء اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا قد تكون مقاومة للقاحات.

وتحركت السلطات حول العالم بقلق بالغ، بعد أنباء اكتشاف السلالة الجديدة في جنوب أفريقيا، وكان الاتحاد الأوروبي وبريطانيا من بين المناطق التي شددت إجراءات السفر إليها بينما سعى الباحثون لمعرفة ما إذا كانت تحورات السلالة الجديدة مقاومة للقاحات.

وكانت عمليات بيع الأسهم واسعة النطاق، حيث سجلت خسائر كبيرة في القطاعات الأحد عشر الرئيسية على المؤشر "ستاندرد آند بورز"، باستثناء قطاع الرعاية الصحية، الذي تقلصت خسائره بفضل مكاسب قوية لشركات فايزر ومودرنا المنتجة للقاحات كورونا.

وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 905.04 نقطة، أو 2.53% عند الإغلاق إلى 34899.34 نقطة. وانخفص المؤشر" ستاندرد آند بورز 500 "القياسي 106.74 نقطة، أو 2.27%، إلى 4594.72 نقطة. في حين هبط المؤشر "ناسداك المجمع"، 353.57 نقطة، أو 2.23%، إلى 15491.66 نقطة.

ـ أسهم أوروبا:

تراجعت الأسهم الأوروبية تراجعا حادا، في جلسة 26 نوفمبر وسط عمليات بيع واسعة النطاق، بعد تقرير عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا قد تكون مقاومة للقاحات، الأمر الذي عزز المخاوف من ضربة جديدة للاقتصاد العالمي وأبعد المستثمرين عن الأصول المحفوفة بالمخاطر. وانخفض المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 3.6%، وتراجع المؤشر داكس الألماني 4.2%، كما نزل المؤشر كاك 40 الفرنسي 4.8%. وهوت أسهم قطاع السفر والترفيه، بنسبة 8.85%، في أكبر خسارة يومية لها منذ مار 2020.

وأعلنت بريطانيا فرض حظر مؤقت على رحلات الطيران من جنوب أفريقيا، وعدة بلدان مجاورة بدءا من الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش 26 من نوفمبر  وهوى قطاع السفر 13.6%، خلال الأسبوع  الثالث من نوفمبر وكان الأسوأ أداء. ودفعت المخاوف من زيادة إصابات "كوفيد-19"، أسواق الأسهم الأوروبية للهبوط من مستويات قياسية مرتفعة الأسبوع الماضي وسط مخاوف من فرض مزيد من القيود. وخسرت أسهم قطاع النفط والغاز نسبة 5.8% من قيمتها، بينما تراجعت أسهم التعدين 5%، مع هبوط أسعار النفط والمعادن بفعل مخاوف من التباطؤ الاقتصادي بسبب السلالة الجديدة.

ـ النفط يتراجع 10 دولارات:

خسرت أسعار النفط، 10 دولارات، في تعاملات، 26 نوفمبر ، مسجلة أكبر تراجع في يوم واحد منذ أبريل  2020، بعدما أثار اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا قلق المستثمرين وعزز المخاوف من تضخم فائض المعروض العالمي في الربع الأول من العام 2022.  وتراجع النفط مع أسواق الأسهم العالمية بفعل مخاوف من أن تؤدي السلالة الجديدة، إلى تقويض النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.

وفرضت دول من بينها الإمارات، السعودية، مصر، الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، جواتيمالا، ودول أوروبية، قيودا على السفر من جنوب القارة الأفريقية، حيث تم رصد السلالة. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 9.50 دولار بما يعادل 11.6% إلى 72.72 دولار للبرميل عند التسوية، لتسجل تراجعا أسبوعيا بأكثر من 8%  وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 10.24 دولار أو 13.1%، إلى 68.15 دولار للبرميل بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة كما بلغت خسائر الخام الأمريكي خلال الأسبوع أكثر من 10.4%.

ـ الذهب الرابح الوحيد:

استقرت أسعار الذهب، في 26 نوفمبر ، بعدما ارتفعت أكثر من 1% مدعومة بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، وسط مخاوف من سلالة جديدة من فيروس كورونا.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية، بنسبة 0.25 إلى 1791.97 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 18:49 بتوقيت جرينتش، بعدما ارتفع إلى 1518.26 دولار في وقت سابق. كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب، بنسبة 0.1%، عند التسوية إلى 1785.5 دولار.

غير أنه بعد صعود المعدن النفيس بدعم جاذبيته كملاذ آمن، تأثر الذهب أيضا بموجة التراجع التي طالت السلع الأولية بوجه عام، وفق ما ذكره جيم ويكوف كبير المحللين لدى كيتكو ميتالز. وأضاف أن رد فعل السوق ربما كان مبالغا فيه. ومما دعم الذهب، بل وخفف من تراجعه في نهاية المطاف، الانخفاض الحاد في الدولار وهبوط عوائد الخزانة الأمريكية.

ولا يزال الذهب يتجه نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ منتصف يونيو2021 ، منخفضا 2.9% حتى الآن، تحت ضغط توقعات بأن يعجل مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع أسعار الفائدة.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية، بنسبة 1.9% إلى 23.14 دولار للأوقية. كما تراجع البلاتين، بنسبة 4.3% إلى 952.77 دولار، وتراجع البلاديوم، بنسبة 6% إلى 1747.95 دولار في طريقهما لتسجيل انخفاض أسبوعي كبير.

ولا تتوفر معلومات تذكر بشأن السلالة الجديدة المكتشفة في جنوب أفريقيا، بوتسوانا، وهونج كونج، لكن علماء قالوا إن بها مزيجا غير مألوف من المتحورات، وقد تكون مقاومة للقاحات، أو أكثر نشرا للعدوى. وصنفت منظمة الصحة العالمية السلالة الجديدة بأنها "مقلقة" وأطلقت عليها اسم "أوميكرون".

 

 



التعليقات