أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
23 يناير 2022 10:15 ص
-
"أوبك+" عززت إنتاج النفط للشهر السابع على التوالي وسط مخاوف متضائلة من أوميكرون

"أوبك+" عززت إنتاج النفط للشهر السابع على التوالي وسط مخاوف متضائلة من أوميكرون

اعداد ـ فاطيمة طيبي

سجل النفط مكاسب قوية في أول أسابيع العام الجديد 2022 وربح برنت وخام غرب تكساس القياس نحو 5 % في أعلى مستوى منذ نوفمبر  2021  بسبب المخاوف من عجز في الإمدادات بسبب اضطرابات كازاخستان وانقطاعات الإنتاج في ليبيا. كما استمرت أسعار النفط العالمية في الارتفاع فوق 80 دولارا للبرميل في ختام الأسبوع الاخير من ديسمبر 2021 بمساعدة الإجماع المتزايد في الأسواق على أن الطلب لا يزال مرنا بشكل مدهش للموجة الحالية، التي يقودها متغير أوميكرون من وباء كورونا.

يأتي ذلك رغم انخفاض الأسعار في آخر تداولات الأسبوع الاخير من شهر ديسمبر 2021 بفعل تقرير الوظائف الأمريكية الأضعف من المتوقع علاوة على استمرار زيادة الإمدادات من جانب تحالف المنتجين في "أوبك+" وترقب الإفراج عن الاحتياطيات النفطية الاستراتيجية في الولايات المتحدة وعدة اقتصادات رئيسة من كبار مستهلكي النفط الخام.

ـ حالة من التفاؤل تسود سوق النفط:

وفي هذا الإطار، أشار تقرير وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، إلى حالة من التفاؤل تسود سوق النفط الخام بعد تقرير لمنظمة الصحة العالمية يؤكد أن متغير أوميكرون الأكثر عدوى يبدو أنه ينتج مرضا أقل خطورة من متغير "دلتا" السابق، ما أدى إلى تعافي العقود الآجلة لخام برنت التي تم تداولها بالقرب من 83 دولارا للبرميل في وقت سابق، لافتا إلى تقلص عمليات البيع، التي حدثت في نهاية شهرنوفمبر  2021  بسبب مخاوف متغير أوميكرون الأولية.

وذكر التقرير أن مجموعة "أوبك+" عززت إنتاج النفط للشهر السابع على التوالي وسط مخاوف متضائلة من أن المتغير الجديد من شأنه أن يؤدي إلى عمليات إغلاق واسعة النطاق. وأضاف التقرير أن مؤشرات الطلب على النفط في معظم أكبر البلدان المستهلكة للنفط في العالم وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد الوباء بحلول أواخر  ديسمبر 2021، وذلك على الرغم من قيود التنقل الأولية في عديد من البلدان لإبطاء انتشار أوميكرون.

وعد التقرير أن قلق سوق النفط من عمليات الإغلاق انحسر كثيرا وأصبح أكثر استقرارا ولا يزال الاقتصاد العالمي ينمو على الرغم من المخاطر المستمرة والمستجدات المتلاحقة المحيطة بالسوق خاصة العوامل الجيوسياسية. وأوضح التقرير أنه على الرغم من انخفاض حركة التنقل العالمية في أكبر مستهلكي النفط في العالم بشكل حاد في نهاية العام الماضي 2021  والأيام الأولى من 2022، فإن التباطؤ يعكس تباطؤ فترة العطلات الموسمية، مشيرا إلى أن الهند تشهد احتفالات محدودة بالعام الجديد، ولذا تراجعت حركة التنقل من أعلى مستوياتها في أواخرديسمبر الماضي 2021، ولكن التنقل بشكل عام في ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم لا يزال أعلى من فترة ما قبل اندلاع الوباء.

ـ انتعاش:

أشار التقرير إلى عودة الاقتصاد العالمي إلى مستويات 2019 في الربع الثاني من 2021، حيث انتعش 5.7 % على مدار العام، مشيرا إلى أنه في بداية ديسمبرالماضي تم تقليص توقعات النمو لعام 2022 بشكل طفيف منخفضة من 4.4 % إلى 4.2 % بسبب مخاطر التضخم واستمرار تداعيات الجائحة.

ولفت التقرير إلى أن بعض مراقبي السوق متفائلون بحذر بأن الطلب سيستمر في التعافي بقوة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إذا لم تتمكن إمدادات النفط من مواكبة ذلك، مشيرا إلى بيانات صادرة عن بنك "جولدمان ساكس" تشير إلى أن أوميكرون يمثل خطرا قصير الأجل على الأسعار مع احتمال بقائه حتى نهاية العام المقبل 2023 ، لافتا إلى أن الجميع على قناعة بأننا نجتاز سوقا صاعدة هيكليا مدعومة بحقيقة أن الاقتصاد العالمي أصبح أكثر مرونة في مواجهة الأزمة. وذكر التقرير أنه كان هناك بالفعل طلب قياسي مرتفع قبل هذا البديل الجديد وقد تأثر سلبا الطلب على وقود الطائرات بسبب إلغاء آلاف الرحلات، ولكن إجمالا لا يزال الاقتصاد العالمي ينمو وسيواصل الارتفاع في العام 2022 والمقبل 2023 .

ـ ثبات سعر خام البرنت :

 توقع التقرير نقلا عن بنك جولدمان ساكس أن يظل خام برنت عند نحو 85 دولارا للبرميل في عامي 2022 و2023 لكنه يرى إمكانية العودة إلى 100 دولار للبرميل، لافتا إلى توقعات بأن ينمو الطلب على النفط بمقدار 4.6 مليون برميل يوميا، وهو أبطأ قليلا من التعافي المتوقع سابقا والبالغ 4.9 مليون برميل يوميا.

وأشار التقرير إلى تعثر السفر الجوي في معظم الأسواق الرئيسة بسبب قيود أوميكرون، كما أن التباطؤ في الحجوزات المستقبلية قد يضعف الطلب على وقود الطائرات خلال الأسابيع المقبلة، منوها إلى ارتفاع سعة الخطوط الجوية العالمية المجدولة الأسبوعية 0.4 % في الأسبوع الاخير من ديسمبر 2021، حيث عوضت الزيادات في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية تراجعا في أمريكا الشمالية وشمال إفريقيا، وذلك بحسب أحدث بيانات شركات الطيران.

وتوقع التقرير تحسنا طفيفا فقط في الطلب الأوروبي على وقود الطائرات خلال النصف الأول من 2022، مقارنة بمستويات 2019 مع بقاء هذا الطلب كأحد أكثر القطاعات ضعفا في أسواق المنتجات المكررة الأوروبية، موضحا أن وقود الطائرات يلعب دورا مهما هذا العام في قيادة الطلب العالمي، ومنوها إلى أن مستويات الطلب الحالية لا تزال منخفضة نسبيا، ولكن لديها مجال للتعافي.

ورجح التقرير أن يحقق وقود الطائرات أعلى نسبة مئوية وحجم مكاسب لجميع المنتجات النفطية في 2022 بنسبة 31 % أو 1.7 مليون برميل يوميا، كما من المتوقع أن يتعافى الطلب العالمي على الطائرات والكيروسين إلى 6.9 مليون برميل يوميا في المتوسط في 2022 ارتفاعا من 5.3 مليون برميل يوميا في 2021، ولكن لا يزال أقل من 8.1 مليون برميل يوميا، الذي سجل في 2019 مرجحا أن يتعافى بالكامل ويتجاوز مستويات 2019 في 2024.

ـ الأسعار :

 من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الاخير من ديسمبر ، تراجعت أسعار النفط الخام عند التسوية  ، حيث تأثرت السوق بمخاوف حول الإمدادات بفعل اضطرابات كازاخستان وانقطاعات الإنتاج في ليبيا بجانب صدور تقرير التوظيف الأمريكي الذي جاء دون التوقعات وتأثيره المحتمل في سياسة المجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وانخفضت العقود الآجلة لمزيج برنت 24 سنتا توازي 0.3 % لتبلغ عند التسوية 81.75 دولار للبرميل. وتراجعت  كذلك العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي 56 سنتا توازي 0.7 % لتبلغ عند التسوية 78.90 دولار للبرميل. والخامان بصدد تسجيل زيادة تقترب من 5 % في الأسبوع الأول من العام 2022  مع بلوغ الأسعار أعلى مستوياتها منذ نهاية  نوفمبر2021  مدفوعة بالمخاوف بشأن الإمدادات.

 وتراجع إنتاج ليبيا إلى 729 ألف برميل يوميا، من إنتاج مرتفع بلغ 1.3 مليون برميل يوميا العام الماضي 2021 ، فيما يرجع جزئيا إلى أعمال صيانة خط أنابيب. وارتفع المؤشران دولارا في وقت سابق من الجلسة، لكن سوق النفط إلى جانب أسواق الأسهم ومؤشر الدولار، تعرضت لضغوط بعد أن جاءت أرقام التوظيف الأمريكية أقل مما كان متوقعا. في الوقت نفسه، لا تواكب زيادات الإمداد من مجموعة "أوبك+"، نمو الطلب.

ـ  ارتفاع إنتاج "أوبك" في ديسمبر:

 ارتفع إنتاج "أوبك" في  ديسمبر70 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق، وهو ما يقل كثيرا عن الزيادة المسموح بها بموجب اتفاق "أوبك+" البالغة 253 ألف برميل يوميا، الذي أعاد الإنتاج الذي تم خفضه في 2020 عندما انهار الطلب في ظل إغلاقات كورونا. ومن جانب آخر، ارتفع عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 2 بداية الأسبوع الاول من يناير ، ما أبقى إجمالي عدد الحفارات عند 588، حيث ظلت أسعار النفط قوية على الرغم من الموجة الجديدة من حالات Covid-19 التي جلبها البديل الجديد من فيروس كورونا وسط عديد من الاضطرابات النفطية حول العالم بما في ذلك ليبيا والإكوادور وكازاخستان.

وذكر تقرير بيكر هيوز الأمريكي الأسبوعي عن أنشطة الحفر أن عدد الحفارات في الأسبوع الاخير من ديسمبر لم يتغير وهو 586، مقارنة بالأسبوع السابق. ولفت التقرير إلى أن إجمالي عدد الحفارات النشطة كان 228 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021، مشيرا إلى ارتفاع عدد الحفارات التي تعمل بالنفط بمقدار 1 إلى 481، بينما ارتفعت الحفارات التي تعمل بالغاز بنسبة 1 إلى 107.

ونوه التقرير إلى تسجيل إنتاج النفط في الولايات المتحدة الأسبوع   الأسبوع الأخير من 2021- 11.8 مليون برميل يوميا للأسبوع الثاني على التوالي وفقا لإدارة معلومات الطاقة، ما يمثل ارتفاعا من 11 مليون برميل يوميا في بداية 2021. وذكر التقرير أنه لا يزال الإنتاج الأمريكي في اتجاه تصاعدي، حيث يظل المنقبون عن النفط حذرين في خطط نمو الإنتاج الخاصة بهم وأكثر تركيزا على إعادة الأموال النقدية إلى المستثمرين.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 11 ساعةوزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 202325 مارس 2024 12:20 معقود مشروعات لإزالة المخلفات بتكلفة 565 مليون جنيه

التعليقات