أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
20 مارس 2022 2:37 م
-
الطاقة الدولية : عدم اليقين بأسواق الطاقة تستوجب تقليل الطلب لمواجهة نقص بالعرض يلوح في الأفق

الطاقة الدولية : عدم اليقين بأسواق الطاقة تستوجب تقليل الطلب لمواجهة نقص بالعرض يلوح في الأفق

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي 

حذر التقرير الذي أصدرته "ريج زون" المتخصصة في مجالات النفط والغاز والطاقة في الثامن عشر من شهر مارس 2022، من تفاقم التقلبات وسط مخاوف بشأن الإمدادات، وفي ظل الأخبار المتضاربة في محادثات السلام، التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط بأكبر قدر خلال 16 شهرا، مشيرا إلى تأكيد وكالة الطاقة الدولية أن أسواق النفط في "حالة طوارئ" ويمكن أن تزداد سوءا بعد أيام من إعلانها في تقريرها الشهري أن الخسارة المحتملة لصادرات النفط الروسية لا يمكن التقليل من شأنها.

كما أكد التقريرايضا أن استمرار التقلبات الشديدة والمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة والمؤثرة بقوة على الأسواق العالمية، دفعت أسعار النفط لتسجيل ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، وذلك لأول مرة منذ  ديسمبر  2021.

ـ ارتفاع أسعار النفط  تزيد من مخاوف التضخم:

وتعاني الأسواق توترات حادة منذ نشوب الأزمة الروسية - الأوكرانية، حيث بلغ الخام منذ ما يقرب من أسبوعين أعلى مستوياته في 14 عاما، وسجلت الأسعار ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، بينما أغلقت تعاملات الأسبوع على ارتفاع، حيث تراجع كل من خام برنت والخام الأمريكي بنحو 4 %. وأعقب ذلك تراجعات واسعة بسبب موجات البيع لجني الأرباح، خاصة مع بدء مفاوضات وقف إطلاق النار بين الجانبين.

ونقل التقرير عن محللين دوليين أن هناك ما لا يقل عن 20 دولارا من العلاوات الجيوسياسية المسعرة حاليا، مشيرا إلى أن التفشي المتجدد للجائحة في الصين أدى إلى زيادة القلق على الطلب، حيث فرضت البلاد بعضا من أشد القيود المتعلقة بالفيروسات منذ أوائل 2020. مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط إلى جانب السلع الأخرى، التي تصدرها روسيا أدى إلى تأجيج مخاوف التضخم، حيث تحاول الحكومات تشجيع النمو بعد الوباء، منوها إلى رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا الأسبوع لمعالجة أسرع مكاسب للأسعار في أربعة عقود.


وأوضح التقرير أنه يجري التعامل مع الخام الروسي بحذر شديد من قبل المشترين القلقين من تعرضهم للعقوبات، موضحا أنه منذ الأزمة في أوكرانيا قالت أغلب شركات تكرير النفط في جميع أنحاء أوروبا، إنها ستقلص مشترياتها من موسكو.

 ـ زيادة الإنتاج  في إفريقيا بسبب نقص الاستثمار:

ومن جانبه، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أن مستويات إنتاج النفط الخام في مجموعة "أوبك +" ما زال أقل من الهدف المحدد في الاتفاقية، حيث بلغ عجز الإنتاج في  فبراير  الماضي 2022  أكثر من مليون برميل يوميا دون الحصة الجماعية، وقفز معدل الامتثال إلى 136 %.

وأوضح التقرير أن معدل الامتثال الإجمالي لدى منتجي "أوبك +" في  يناير  الماضي 2022  بلغ 129 %، ما يشير أيضا إلى أن أعضاء الاتفاقية لم يتمكنوا من ضخ حصصهم الجماعية، بينما ارتفع معدل الامتثال بشكل مطرد في الأشهر الأخيرة حيث بلغ معدل الامتثال 117 % في نوفمبر 2021.

وأشار إلى أن نقص الاستثمار وصعوبات الإنتاج لدى بعض أعضاء المجموعة جعل "أوبك +" تضيف بالفعل كميات أقل إلى السوق كل شهر، مسلطا الضوء على كفاح أعضاء "أوبك" في إفريقيا - ومعظمهم من كبار المنتجين مثل أنجولا ونيجيريا - لزيادة إنتاجهم بسبب نقص الاستثمار، لافتا إلى أن المنتجين الآخرين لن يقوموا بزيادة الإنتاج أكثر من اللازم أيضا.

ولفت التقرير إلى موافقة تحالف "أوبك +" في 2  مارس  الجاري على الالتزام بزيادة محدودة مجدولة للإنتاج تبلغ 400 ألف برميل يوميا لشهر أبريل  المقبل 2022 ، حيث يرى التحالف عدم وجود نقص في الإمدادات النفطية، بينما طالبت وكالة الطاقة الدولية المنتجين الذين يمتلكون طاقة فائضة كبيرة بسرعة الاستفادة من احتياطياتهم.

ونوه إلى عودة أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار بعد تدهور المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، حيث تنتشر حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة، بينما تقترح وكالة الطاقة الدولية أنه سيتعين على المستهلكين معرفة كيفية تقليل الطلب لمواجهة حالة من النقص في العرض تلوح في الأفق.

وأشار إلى تصاعد وتيرة التدخل في أوكرانيا بسرعة، وهو ما ينعكس بسرعة على مسار الطاقة العالمية مع تصاعد الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية على روسيا مع تلاشي الآمال في أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى نوع من الاتفاق خلال المجموعة الأخيرة من المحادثات هذا الأسبوع، ما أدى إلى عودة أسعار النفط إلى ما فوق عتبة 100 دولار للبرميل.

 كما نبه التقرير إلى تأكيد وكالة الطاقة الدولية أن أزمة الطاقة الحالية قد تتفاقم في الأسابيع المقبلة، ما يشير إلى أن المستهلكين سيتعين عليهم تحمل وطأة أزمة إمدادات تبلغ ثلاثة ملايين برميل يوميا إذا لم تنه روسيا العملية العسكرية في أوكرانيا.

ونوه التقرير إلى تحذير وكالة الطاقة الدولية من أن روسيا قد تفقد ثلاثة ملايين برميل يوميا من الإنتاج بسبب العقوبات الغربية المشددة، حيث يأتي 1.5 مليون برميل يوميا من تقلص فرص تسويق النفط الخام ومليون برميل أخرى من تراجع صادرات المنتجات، مشيرا إلى موافقة البيت الأبيض على زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، حيث سمحت إدارة الرئيس جو بايدن بصادرات إضافية من الغاز الطبيعي المسال، ما سهل تدفقات خارجية تصل إلى 0.7 مليار قدم مكعبة يوميا إلى البلدان، التي ليس للولايات المتحدة معها اتفاقية تجارة حرة، حيث يشهد النفط والغاز الأمريكيان طلبا أوروبيا قويا.

ـ أسعار النفط:

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، أغلقت أسعار النفط على ارتفاع في جلسة الثامن عشر من مارس ، لكنها سجلت الخسارة الأسبوعية الثانية لها على التوالي بعد أسبوع تداول متقلب وسط صعوبة في إيجاد بديل للنفط الروسي في سوق تعاني شحا. وأغلقت العقود الآجلة لخام برنت على زيادة 1.29 دولار بما يعادل 1.2 % إلى 107.93 دولار للبرميل بعد يوم من صعودها نحو 9 % في أكبر مكسب يومي بالنسبة المئوية منذ منتصف 2020.

وأغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على ارتفاع 1.72 دولار أو 1.7 % عند 104.70 دولار للبرميل، وهو ما يضاف إلى قفزة بلغت 8 % في الجلسة السابقة.

وأنهى كلا العقدين القياسيين الأسبوع على انخفاض بنحو 4 % بعد أن تحركت الأسعار في التعاملات داخل نطاق 16 دولارا. فقد وصلت الأسعار منذ ما يقرب من أسبوعين إلى أعلى مستوياتها في 14 عاما، ما شجع على موجات بيع لجني الأرباح منذ ذلك الحين.

وبعد يوم رابع من المحادثات مع أوكرانيا، قالت روسيا إنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق، وظهرت بعض بوادر التقدم في وقت سابق من الأسبوع.

ـ انخفاض في عدد الحفارات النفطية:

ومن جانب آخر، ذكر تقرير شركة "بيكر هيوز" الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر الأمريكية أنه لم يتغير إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع حتى مع تداول خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 104 دولارات للبرميل. ولفت التقرير إلى بقاء إجمالي عدد الحفارات عند 663 هذا الأسبوع - 252 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.

وأشار التقرير إلى تسجيل انخفاض في عدد الحفارات النفطية بمقدار ثلاثة حفارات إلى 524 حفارا في حين ارتفع عدد منصات الغاز بمقدار 2 إلى 137 بينما ارتفع عدد الحفارات المتنوعة بمقدار 1 إلى 2. وأضاف التقرير أنه في حين أن نشاط الحفر قد انتعش في الولايات المتحدة على مدى الأشهر القليلة الماضية، فإن إنتاج الولايات المتحدة - نتيجة طبيعية لمنصات الحفر ولكن مع شهور من التأخير - لم يحدث. كما نوه التقرير إلى بقاء الإنتاج الأسبوعي للولايات المتحدة من النفط الخام على حاله للأسبوع السادس على التوالي عند 11.6 مليون برميل يوميا، وذلك وفقا لأحدث إدارة معلومات الطاقة للأسبوع الماضي في 11 من مارس 2022 ، كما لم يتغير عدد الحفارات في حوض بيرميان   الأسبوع  الثالث من مارس عند 316.

ـ صدمة في إمدادات النفط:

قالت وكالة الطاقة الدولية ، إن أي زيادة في إمدادات النفط "لن تنجح في تخفيف الضغوط القائمة"، داعية الحكومات إلى تطبيق إجراءات فورية لخفض الاستهلاك العالمي في غضون أشهر على وقع المخاوف المرتبطة بالأزمة الروسية - الأوكرانية. وبحسب "الفرنسية"، حذرت الوكالة من أن العالم يواجه أكبر صدمة في الإمدادات "منذ عقود".

وأفاد فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في بيان بأنه "نتيجة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، قد يواجه العالم أكبر صدمة في إمدادات النفط منذ عقود، مع انعكاسات هائلة على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا". وقال بيرول في مؤتمر صحافي لعرض خطة لخفض الطلب إنه يبحث عن "بعض الرسائل الجيدة، التي يمكن أن تساعد على تخفيف الضغط على أسواق النفط".

وأفادت الوكالة بأن المقترحات العشرة، التي وردت في تقريرها في إمكانها خفض الاستهلاك في الاقتصادات المتقدمة "بـ2.7 مليون برميل يوميا خلال الأشهر الأربعة المقبلة". وبناء على تقديراتها، يمكن للإجراءات، التي اقترحتها الوكالة بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية، خفض الاستهلاك في أوساط هذه الدول بـ2.7 مليون برميل يوميا، علما بأن الدول المعنية تستهلك حاليا بين 44 و45 مليون برميل يوميا.

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 21 ساعةتوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 202325 مارس 2024 12:20 معقود مشروعات لإزالة المخلفات بتكلفة 565 مليون جنيه23 مارس 2024 1:51 مالمالية: نستهدف دورا أكبر للقطاع الخاص فى منظومة التأمين الصحي الشامل

التعليقات