تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
6 أبريل 2022 12:54 م
-
محللون: استغناء أوروبا عن الطاقة الروسية قد يحدث ربكة اقتصادية وفوضى تدفقات

محللون: استغناء أوروبا عن الطاقة الروسية قد يحدث ربكة اقتصادية وفوضى تدفقات

اعداد ـ فاطيمة طيبي

ألقت تطورات الصـراع الروسي - الأوكراني وتوقعات فرض حزمة جديدة من العقوبات الأوروبية والدولية على روسيا بظلالها على سوق النفط  في 5 ابريل 2022  كما تواجه السوق استمرار أزمة تجدد إصابات كورونا في الصين التي أدت إلى عودة إجراءات الإغلاق وتقلص حركة التنقل والعودة إلى العمل عن بعد.

وتلقت أسعار النفط الخام دعما من نمو الطلب وتراجع الدولار وفقا للعلاقة العكسية مع النفط، بينما يواصل تحالف "أوبك +" ضخ الزيادات الشهرية في الإنتاج لاستعادة الإنتاج المتوقف تدريجيا منذ اندلاع الجائحة قبل عامين، حيث أقر في ختام الشهر مارس إضافة 432 ألف برميل يوميا إلى المجموعة المكونة من 23 منتجا وذلك الى  مايو  2022.

ـ ارتفاع الاسعار :

 لفت محللون نفطيون إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط الخام لتستمر في وتيرة المكاسب القوية، حيث واصلت الأسواق تقدير احتمالية فرض حظر على واردات الطاقة الروسية على مستوى الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى فرض عقوبات جديدة تستهدف النفط الخام والفحم الروسيين.

وسلط المحللون الضوء على تصريحات سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي، التي أكد فيها أن مجموعة "أوبك +" تبذل قصارى جهدها لتوفير إمدادات موثوقة من الطاقة للأسواق العالمية، وأنه لكي يحدث ذلك تحتاج المجموعة إلى انتعاش الاستثمار مجددا وإلى فصل العوامل السياسية عن أمن ووفرة الطاقة.

وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية: "إن أسعار النفط الخام واصلت وتيرة المكاسب رغم الإفراج الضخم عن الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي بالتنسيق مع وكالة الطاقة الدولية، الذي يبلغ 180 مليون برميل في 6 أشهر تبدأ من مايو  2022 وتجيء المكاسب في إطار تفاعل السوق مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن البيت الأبيض يعمل على فرض عقوبات إضافية ضد روسيا".

وذكر أن خامي القياس ربحا من 3 إلى 4 % بسبب عوامل عديدة أبرزها المخاطر الجيوسياسية الحالية في السوق وعدم اليقين بشأن الفترة المقبلة خاصة ما يتعلق بحجم العقوبات الغربية على روسيا ومدى شمولها قطاع الطاقة، في ظل تباين وجهات النظر الأوروبية بشأن ضرورة استثناء النفط والغاز من تشديد العقوبات المرتقب.

من جانبه، يقول روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات: "إن السوق بحاجة في الفترة الراهنة إلى قرارات ومواقف تدعم الاستقرار والتوازن وامتصاص التأثير الواسع للمخاطر الراهنة، حيث من المرجح أن يؤدي أي حظر صريح من جانب الاتحاد الأوروبي على واردات الطاقة الروسية إلى حالة من الفوضى في التدفقات التجارية العالمية".

وذكر أن استغناء أوروبا عن الغاز والنفط الروسيين مهمة ليست سهلة، وقد يربك اقتصادات أوروبا والعالم، حيث يشكل الغاز الروسي نحو 45 % من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، وما يقرب من 40 % من إجمالي استهلاك الغاز، مشيرا إلى أنه بحسب إحصائيات العام 2021 تم تصدير نحو 2.7 مليون برميل يوميا من الخام الروسي إلى الاتحاد الأوروبي أو نحو ربع إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي قبل اندلاع حرب أوكرانيا.

ـ غياب الاستقرار:

من ناحيته، يقول ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز: "إن حالة غياب الاستقرار ستستمر وتهيمن على السوق في ضوء وجود خطط لفرض مزيد من العقوبات على روسيا"، مرجحا أن جهود تهدئة وتيرة الأسعار قد لا تفيد أو يكون تأثيرها محدودا ومنها السحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، وذلك في ضوء تصاعد المخاطر وتجدد المخاوف من تعطل إمدادات النفط لفترة أطول.

وأشار إلى أن سوق النفط تزداد ضيقا في المعروض مع استمرار تجنب المشترين للنفط الخام الروسي خوفا من تعطل الصفقات، ومن الوقوع تحت طائلة العقوبات الدولية، موضحا أن كل يوم تستمر فيه الحرب الروسية - الأوكرانية يعني مزيدا من التقلبات في أسواق الطاقة وتنامي المخاطر على الإمدادات النفطية.

بدورها، تقول نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية: "إن أوروبا وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة في ظل الحرب في أوكرانيا، وبات عليها ضرورة الإسراع في برامج تحول الطاقة، وأن تكثف الجهود بقوة نحو مستقبل أوسع من الاعتماد على الطاقة النظيفة، لكن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على حالة من القصور تعتري القدرات الأوروبية والدولية في تطوير مصادر الطاقة المتجددة".

ـ مهمة ليست سهلة:

وذكرت أن توجه الاتحاد الأوروبي إلى استبدال الغاز الروسي بواردات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إضافة إلى زيادة الاستثمار في مجالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مهمة ليست سهلة والجميع قلق من القدرة على الوفاء باحتياجات المستهلكين من الطاقة خاصة في موسم الشتاء المقبل، لذا سارعت الكثير من الدول الأوروبية إلى ملء الاحتياطيات خاصة من الغاز.من ناحية أخرى، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط تسليم  مايو 1.9 % إلى 105.23 دولار للبرميل في بورصة نيويورك التجارية. كما ارتفع خام برنت تسوية  يونيو 1.9 % إلى 109.57 دولار، وفقا لبيانات وكالة "بلومبيرج" للأنباء. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 106.23 دولار للبرميل الإثنين مقابل 104.90 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"  : "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، وإن السلة خسرت نحو سبعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الاخير من مارس الذي سجلت فيه 113.39 دولار للبرميل".

 

 

 



التعليقات