تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
15 مايو 2022 11:25 ص
-
بقاء المخاوف بشأن أمن الطاقة نتيجة للحرب الروسية ـ الأوكرانية المستمرة

بقاء المخاوف بشأن أمن الطاقة نتيجة للحرب الروسية ـ الأوكرانية المستمرة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

توقع محللون نفطيون، استمرار تقلبات أسعار النفط خلال الأسبوع الاخير من ابريل ، بعد خسارة 5 %   بسبب رفع أسعار الفائدة الأمريكية وتوقعات صندوق النقد الدولي لضعف النمو الاقتصادي خلال العام الجاري 2022 ، علاوة على استمرار إغلاق المدن في الصين لمكافحة انتشار وباء كورونا مجددا.

ـ تراجعات الاسعار:

وأكد محللون أن التراجعات التي حصلت في أسعار النفط جاءت بدعم من الإفراج الضخم عن الاحتياطات النفطية الاستراتيجية في الولايات المتحدة والدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية، بهدف تهدئة وتيرة ارتفاع الأسعار وذلك بعد تفاقم الضغوط التضخمية نتيجة اندلاع الحرب في أوكرانيا. في المقابل، تتلقى أسعار النفط الخام دعما صعوديا من العقوبات الأوروبية على النفط الروسي وتوقعات تشديد المعروض في ضوء انقطاعات الإمدادات من ليبيا وشح الإنتاج الروسي تأثرا بالعقوبات إلى جانب كفاح تحالف "أوبك +" لإجراء زيادات محدودة في الإنتاج، إضافة إلى تراجع المخزونات النفطية.

ولفت المحللون إلى ارتفاع صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى أعلى مستوى أسبوعي لها على الإطلاق عند 10.6 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع الثالث من شهر ابريل 2022 ، حيث فاقت صادرات البلاد وارداتها أكثر من أي وقت مضى.

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي، العضو المنتدب لشركة كيو إتش إيه لخدمات الطاقة، إن حالة عدم اليقين ما زالت مؤثرة في السوق النفطية وتدعم توقعات استمرار تقلبات الأسعار، خاصة مع بقاء المخاوف بشأن أمن الطاقة نتيجة للحرب الروسية - الأوكرانية المستمرة، التي تحول دون توسيع القدرات وتنويع إمدادات النفط والغاز.

وأوضح، أن نقص الاستثمار يحول دون نمو الإمدادات النفطية وزيادة الإنتاج خاصة من جانب تحالف "أوبك +"، مشيرا إلى أن أسعار النفط المنخفضة التي حدثت في فترة اندلاع الوباء أدت إلى تركيز منتجي المنبع على ما يسمى بالمشاريع قصيرة الدورة، التي وفرت مردودا سريعا نسبيا، والمشاريع الباهظة الثمن وذات الدورة الأطول، التي تستغرق أعواما يمكن أن تعود أيضا، لأن التعطش لتنوع الإمدادات والأمن أصبح من الأولويات الرئيسة لمنتجي المنبع.

ويرى، دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أن ارتفاع أسعار الخام يضغط بشدة على اقتصادات دول العالم خاصة دول الاستهلاك، إلى جانب عوامل أخرى مثل الإغلاق في الصين وصعود الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام.

ولفت إلى أن زيادة ملحوظة في الإنتاج الأمريكي وفي أنشطة الحفر تم رصدها استجابة لمكاسب الأسعار، التي اتسعت مع وقوع الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الاستثمارات الجارية قصيرة المدى في الولايات المتحدة ويقودها منتجون من القطاع الخاص يمثلون محليا أكثر من 60 % من عدد الحفارات البرية في البلاد، وهذا الحجم ينمو وسط زيادة تدريجية.

ـ التقلبات السعرية :

من ناحيته، يقول بيتر باخر، المحلل الاقتصادي والمختص في الشؤون القانونية للطاقة، إن التوترات والتقلبات السعرية تهيمن على السوق النفطية مع دخول الأزمة الأوكرانية شهرها الثالث، حيث تعاني أسواق النفط غياب الاستقرار وصعوبة التوازن في ظل مخاوف واسعة تحيط بالعرض والطلب على السواء.

وأشار إلى أن أسعار النفط الخام أصبح لها علاقة راسخة بالتقلبات المتلاحقة، حيث إن السوق تواجه قدرا كبيرا من عدم اليقين بشأن التدفقات النقدية، خاصة في ظل بيئة تتميز بالتوترات الجيوسياسية، موضحا أن المستثمرين يتوقعون استمرار غياب الاستقرار على المدى القصير، بينما تظل التوقعات على المدى الطويل أكثر إشراقا وثباتا. وتضيف، أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، أن توجه الاتحاد الأوروبي لحظر النفط الخام الروسي يعزز التقلبات ويزيد المخاوف من شح المعروض، موضحة أنه على الرغم من كل الإشارات المتضاربة عن وضع السوق النفطية في الفترة المقبلة لا يزال تجار النفط متفائلين إلى حد كبير، حيث إن هناك أسبابا أكثر للشروع في الاتجاه الصعودي أكثر من الاتجاه الهبوطي.

ولفتت إلى أن الثقة في استعادة الاستقرار في السوق، أدت إلى صعود ملحوظ في أسعار العقود الآجلة للنفط والغاز في الولايات المتحدة، وأن التقارير الدولية رصدت تسجيل صادرات الطاقة الأمريكية بالفعل مستويات قياسية، حيث تواصل الدول في جميع أنحاء العالم العمل على استبدال الإمدادات النفطية الروسية بالإمدادات الأمريكية منذ وقوع الحرب.

ـ اسعار الخام :

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الثالث من ابريل ، تراجعت أسعار النفط الخام 22 ابريل  وسجلت خسارة أسبوعية بنحو 5 %، متأثرة بتوقعات ضعف النمو الاقتصادي العالمي ورفع أسعار الفائدة وقيود مكافحة كوفيد - 19 في الصين التي أثرت سلبا في الطلب، رغم أن الاتحاد الأوروبي يدرس حظر واردات النفط الروسية.

وانخفض خام برنت 1.68 دولار أو 1.6 %، عند التسوية إلى 106.65 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.72 دولار أو 1.7 %، إلى 102.07 دولار للبرميل عند التسوية. هذا، وخفض صندوق النقد الدولي   من توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، بينما قال جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي، إن زيادة بنصف نقطة في سعر الفائدة ستكون خيارا مطروحا في الاجتماع المقبل للبنك في مايو .

يذكر أن سعر برنت قد وصل إلى 139 دولارا للبرميل في مارس  في أعلى مستوى منذ 2008، لكن الخامين القياسيين سجلا خسائر أسبوعية بنحو 5 %، لكل منهما. من جانب آخر، ذكر تقرير "بيكر هيوز" الأسبوعي عن أنشطة الحفر الأمريكية .

  ارتفاع إجمالي عدد الحفارات إلى 695 هذا الأسبوع - 257 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021 وأعلى عدد منذ أبريل 2020 وقد انتعش الحفر بشكل كبير منذ الحرب الروسية، مضيفا 45 منصة في الأسابيع الثمانية الماضية. ولفت التقرير إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بواقع 1 منصة لتصل إلى 549، بينما ارتفعت منصات الغاز بمقدار 1 إلى 144

ونوه التقرير إلى بقاء عدد الحفارات في حوض بيرميان على حاله هذا الأسبوع عند 334، بينما ارتفع عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار 1. وأوضح التقرير، أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفع إلى 11.9 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 15  أبريل ، وفقا لأحدث إدارة معلومات الطاقة - بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميا منذ الحرب الروسية على لأوكرانيا.

 

 

 



التعليقات