تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
13 يونيو 2022 12:52 م
-
محللون: استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام بسبب تخفيف قيود الإغلاق بالصين وتراجع المخزون

محللون: استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام بسبب تخفيف قيود الإغلاق  بالصين وتراجع المخزون

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 أوضح محللون نفطيون أن الامر الذي يكبح مكاسب الأسعار تعود الى زيادات الإنتاج من تحالف "أوبك +" والإفراج عن الاحتياطي الاستراتيجي في الولايات المتحدة، إضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم والركود حول العالم نتيجة أسعار الطاقة المرتفعة بشكل قياسي.

كما توقع المحللون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام للأسبوع الثامن، بعد سبعة أسابيع من المكاسب المتتالية، بسبب تخفيف قيود الإغلاق في الصين، وبدء موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة وتراجع المخزونات النفطية. كما اضافو أن السائقين الأمريكيين يجتازون فصل الصيف الباهظ في ارتفاع أسعار الوقود، حيث تكافح المصافي مع ارتفاع الطلب العالمي بعدما قفزت أسعار البنزين في الولايات المتحدة فوق مستوى خمسة دولارات للجالون.

وأوضح المحللون أن المصافي تعمل جاهدة لتلبية الطلب المتزايد خاصة بعد فترة الركود المرتبطة بفيروس كورونا، لافتين إلى أن ارتفاع أسعار الوقود في المضخات لم يعرقل نمو الطلب، حيث إن الطلب المكبوت على السفر في أمريكا الشمالية سيدعم استهلاك النفط على الرغم من تآكل القوة الشرائية للمستهلكين نتيجة التضخم المرتفع. وأشار المحللون إلى أن صعوبات الإنتاج لدى بعض منتجي"أوبك +" ستزداد في الفترة المقبلة خاصة في ظل تصاعد الضغوط على روسيا.

ويقول  في هذا الإطار، روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة، "إن العوامل الصعودية في السوق أكثر رسوخا، ولذا قد نشهد أسبوعا ثامنا من المكاسب المتوالية خاصة مع ارتفاع استهلاك الوقود صيفا"، موضحا أن ارتفاع الطلب يؤدي إلى استمرار وتيرة انخفاض المخزونات التي سجلت نسبة 10 % أقل من متوسط الأعوام الخمسة لهذا الوقت من العام. وأن تحالف "أوبك +" وافق على فتح صنابير النفط بشكل أسرع في أشهر الصيف، تقديرا منه للتحديات والمخاطر في السوق واستجابة لمطالب المستهلكين بتعزيز الإمدادات النفطية ومواكبة لتعافي الطلب للتخفيف من ارتفاع أسعار الطاقة الذي أضر بالاقتصاد العالمي خاصة منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

ـ مخاوف من شح المعروض:

من جانبه يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية "إن المخاوف من شح المعروض النفطي تراجعت نسبيا مع الثقة بقدرات الدول المنتجة التي تتمتع بفائض في الطاقة الاحتياطية والتي لديها قدرات أوسع من غيرها على زيادة الإنتاج".

وأشار إلى أن السوق النفطية، شهدت أخيرا وقبل الاجتماع الوزاري الأخير أنباء عن خروج روسيا من نظام حصص "أوبك +" تماما، لكن الاجتماع لم يشر إلى هذا الأمر، بينما انخفض إنتاج روسيا بالفعل بنحو مليون برميل يوميا منذ بداية الحرب، وقد ينخفض أكثر بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على مزيد من العقوبات على نفطه.

بدوره يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة "إن تحالف (أوبك +) يحافظ على تفاهماته وعمله المنسق على الرغم من كل ظروف الاقتصاد العالمي المضطربة"، لافتا إلى دعم روسيا قرار "أوبك +" الجديد الخاص بزيادة إنتاج النفط الخام بمقدار 648 ألف برميل يوميا في  يوليو  و  أغسطس 2022 ، وهو ما يزيد بنحو 50 % عن الزيادات التي شهدتها الأشهر الأخيرة.

وذكر أن الاتفاق على هذه الزيادات يعد إنجازا جيدا خاصة في الظروف الراهنة التي يكافح فيها المنتجون لتحقيق أهدافهم الإنتاجية، مشيرا إلى توقع عديد من المحللين أن الأحجام الإضافية التي ستصل إلى السوق بالفعل ربما تكون أصغر بكثير من الرقم الرئيس.

ـ الاضطرابات سببها المخاطر الجيوسياسية:

من جهتها تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية "إن السوق مزودة بشكل جيد، وإن الاضطرابات مرجعها المخاطر الجيوسياسية خاصة حرب أوكرانيا واستمرار تداعيات جائحة كورونا من وقت إلى آخر، ولكن بشكل عام يمكن التأكيد على عدم وجود نقص في إمدادات النفط الخام".

وأضافت أنه "سيتم تقسيم زيادة إنتاج (أوبك +) بالتناسب بين الأعضاء بالطريقة المعتادة، بينما ستظل الدول التي لم تتمكن من زيادة الإنتاج مثل أنجولا ونيجيريا وأخيرا روسيا لها حصص أعلى، ما يعني أن زيادة العرض الفعلية قد تكون أقل من الكمية الرسمية، كما كانت الحال غالبا في الأشهر الأخيرة".

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الاول من شهر يونيو الحالي ، تراجعت أسعار النفط الجمعة بعد ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع، وفرضت الصين إجراءات إغلاق جديدة لكورونا.

وتراجع خام برنت 1 % إلى 121.88 دولار للبرميل، وهبط خام غرب تكساس 0.8 % إلى 120.34 دولار للبرميل.

ـ تراجع النفط ومخاوف من التضخم العالمي والمزيد من الكساد:

تراجعت أسعار النفط أكثر من دولارين في الثالث عشر من شهر يونيو 2022 بعد أن أدى تزايد الإصابات بكوفيد-19 في العاصمة الصينية بكين إلى تبديد آمال حدوث زيادة سريعة في طلب الصين على الوقود في الوقت الذي أدت فيه المخاوف بشأن التضخم العالمي والنمو الاقتصادي إلى مزيد من الكساد في السوق.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.06 دولار أو 1.7 % إلى 119.95 دولار للبرميل  ، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 118.54 دولار للبرميل منخفضا 2.13 دولار أو 1.8 % حسب مصادر صحفية  كما تراجعت الأسعار بعد أن حذر المسؤولون الصينيون في 13 من يونيو من تفش "شرس" لكوفيد-19 في العاصمة وإعلانهم خططا لإجراء اختبارات جماعية في بكين حتى يوم الأربعاء السادس عشر من شهر يونيو. وأدت أيضا المخاوف من زيادة أسعار الفائدة بعد الارتفاع الحاد في بيانات التضخم الأمريكية إلى الضغط على الأسواق المالية العالمية.

 

 

 



التعليقات