أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
9 نوفمبر 2022 1:48 م
-
مدبولي: التضامن أقصر الطرق وأقلها تكلفة للوصول إلى نجاح جهود مواجهة تغير المناخ

مدبولي: التضامن أقصر الطرق وأقلها تكلفة للوصول إلى نجاح جهود مواجهة تغير المناخ

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فعاليات "يوم التمويل"، الذى تنظمه وزارة المالية بالجناح المصري بالمنطقة الزرقاء، ضمن اجتماعات قمة المناخ التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجارى بمدينة شرم الشيخ.

ـ الحضور في الجلسة:

وحضر الجلسة الافتتاحية الدكتور محمد معيط وزير المالية،  ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي،  كريستالينا جورجييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي،  زينب أحمد، وزير مالية نيجيريا،  الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة،  مارك كارني، المبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل والتمويل المناخي،  أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وآخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وعدد من المعنيين بقضايا تمويل المناخ.


ـ   خيارالتعاون لجميع الأطراف :

وفي مستهل كلمته، رحب رئيس الوزراء بالحضور في مدينة شرم الشيخ، التى تعد أول مدينة خضراء في مصر، مشيرا إلى أن هذا التجمع فى  "يوم التمويل" يأتي على هامش اجتماعات قمة تغير المناخ، والتي تعد دليلا على الترابط بين السياسات المالية وقضايا المناخ، والتي تؤثر بدورها على موارد الدول، وخاصة النامية منها، وبالتالي على مستوى الموارد المالية المتاحة للحكومات، مضيفا أنها أصبحت عاملا حاسما لدعم جهود تغير المناخ على كل من مستويى: التخفيف والتكيف.

وأوضح مدبولي، أن التضامن بين جميع الأطراف أضحى خيارا لا يمكن الاستغناء عنه، حيث إن التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية، في مسار متكامل ومتناسق، هو أقصر الطرق وأقلها تكلفة للوصول إلى نجاح الجهود لمواجهة تغير المناخ.

وأعرب رئيس الوزراء عن أن "يوم التمويل" يكتسب أهمية ملحوظة باعتباره أحد الأحداث الموازية لمؤتمر المناخ، مؤكدا على حرص مصر كرئيسة للمؤتمر على الإعداد الجيد لاجتماعات من خلال برنامج مكثف يتضمن

ـ مناقشات حول موضوعات مختلفة تتعلق بمبادرات التمويل الإبداعي.

ـ  وتشجيع القطاع الخاص على التحول إلى اقتصاد أخضر.

ـ وتحقيق انتقال عادل يحقق الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، لكى تعطى جهود التنمية الأولوية لرفاهية الإنسان، وهو هدف جميع الحكومات في جميع أنحاء العالم.

وأضاف مدبولى أن هذه الجهود لا ينبغي أن تضيف المزيد من الأعباء على المواطنين خاصة في الدول النامية، الذين لا يتحملون أي مسؤولية عن الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، ونأمل أن يدرك شركاؤنا في الدول المتقدمة تماما ضرورة الوفاء بالتزاماتهم السابقة في هذا الصدد.

وقال مدبولي في كلمته: يشهد عالمنا سلسلة غير مسبوقة من الأزمات العالمية ذات الآثار المتعددة، فمنذ عام 2019 ، واجهت البشرية تفشي فيروس كورونا، تلتها الصدمة الاقتصادية بسبب الصراع الروسي الأوكراني، وزيادة أسعار الغذاء والطاقة، وما ترتب على ذلك من ارتفاع معدلات التضخم، في جميع اقتصادات العالم، مما أدى إلى التباطؤ الملحوظ في النمو الاقتصادي العالمي، وزيادة المشاكل الإنسانية والأزمات التي طال أمدها، لذلك، فإن إيجاد مخرج من هذا الوضع يتطلب تضامنا عالميا يضع مصلحة الإنسانية فوق أي اعتبارات أخرى.

وتابع مدبولي كلمته: من هذا المنطلق، يعتمد نجاح مناقشات اليوم التاسع من نوفمبر على القدرة الجماعية على تقديم مبادرات جادة وفعالة وقابلة للتنفيذ.

وأعلن عن تعاون وزارة المالية المصرية مع الشركاء لصياغة مبادرتين، تمت مناقشتهما في 9 نوفمبر ، تتعلقان بتسهيل مبادلة الديون لتغير المناخ وخفض تكلفة الاقتراض الأخضر، بما يتماشى مع اتفاقية باريس ونتائج جلاسكو، وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بتمويل التكيف، موضحا أن مصر تأمل أن تترجم هذه المبادرات إلى التزامات جادة، إلى جانب الأفكار الأخرى التي قد يطرحها المشاركون، للتأثير بشكل إيجابي والمساعدة فى توفير موارد إضافية للدول النامية، وخاصة الأفريقية، التي تستضيف مصر المؤتمر نيابة عنهم.

ـ المستقبل الاقتصادي للكوكب في خطر كبير:

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه أصبح من الواضح أن المستقبل الاقتصادي للكوكب في خطر كبير ما لم نتمكن من ضمان استجابة جميع الاقتصادات بشكل متناغم ضد التغيير المستمر الذي نشهده في مناخنا، موضحاً ما تشير له التقديرات من أن حوالي 4% من الناتج الاقتصادي العالمي السنوي يمكن أن يٌفقد بحلول عام 2050 ، مع احتمال أن تواجه البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى هذه الخسائر.

ونوه إلى أن هناك حاجة إلى موارد مالية كبيرة للحد من آثار تغير المناخ على كوكبنا، ويمكن أن يزداد هذا الرقم إذا لم يتم التحرك وتنفيذ التدابير والسياسات اللازمة للتخفيف من أزمة المناخ.

وتابع مدبولي: على الرغم من هذه الحقائق، والجهود المبذولة على مر سنوات من التعهدات والوعود وكذلك الأطر والآليات، لم يكن التمويل المناخي كافيا من ناحية الكم والنوع، مع التعهدات التي لم تتحقق في الأوقات التي تحتاج فيها الاقتصادات إلى وصول أفضل وأسهل للتمويل اللازم للتخفيف من أزمة المناخ التي يواجهها عالمنا والتكيف معها.

وأشار إلى أن البلدان الأفريقية على وجه الخصوص تواجه تحديات هائلة في هذا المجال، خاصة مع استمرار الأزمة الاقتصادية، فأسعار الفائدة المرتفعة، والوصول المحدود إلى أسواق الاقتراض الدولية؛ تجعل من الصعب على البلدان الأفريقية جمع التمويل اللازم لحماية بيئتها وحماية اقتصاداتها من خطر تغير المناخ، مؤكداً استعداد مصر الجاد لمناقشة جميع الأفكار والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق قفزة في جهود تمويل المناخ، بما يتماشى مع قيادتنا للعمل المناخي الدولي كرئيس المؤتمر.

واختتم رئيس الوزراء كلمته، مؤكدا أن التمويل هو حجر الزاوية للوفاء بالالتزامات الوطنية نحو الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وإن الوضع الحالي للأزمة الاقتصادية العالمية والتحديات التي تطرحها هي نقاط رئيسية يجب أن يتم مناقشتها وإيجاد حلول لها، بما في ذلك ضرورة تحقيق التوازن بين التكيف والتخفيف، لافتا إلى أنه شهد بالأمس التوقيع على عدد من اتفاقيات التمويل ضمن منصة "نوفي" والتي تضمنت عددا من المشروعات في مجموعة من القطاعات المختلفة، حيث تعتبر المنصة خطوة مهمة نحو البدء في تنفيذ التعهدات نحو العمل المناخي، وكذا ضمن الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية.

ـ مناقشات في"يوم التمويل":

من جانبه أوضح الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن يوم التمويل تجمع فيه مصر عددا من مؤسسات التمويل الدولية والبنوك العالمية وغيرها من الجهات المعنية بقضايا تمويل المناخ، حيث من المقرر أن يناقش المشاركون في "يوم التمويل" استحداث أدوات ونظم التمويل المبتكر والميسر من أجل خفض تكلفة التحول للاقتصاد الأخضر، على نحو يسهم في تسهيل التصدي لآثار  تغير المناخ  خاصة بالدول الأفريقية والنامية.

وأضاف معيط أن التغير المناخي خطر يهدد العالم أجمع، ولا يمكن للدول أن تعمل بنجاح في العمل المناخي بدون العمل الجماعي، وذلك على مستوى الدول وكذا مؤسسات التمويل الدولية، وشركاء التنمية، لافتاً إلى أنه لا يوجد وقت لإضاعته، حيث يجب علينا أن نعمل معاً على تنفيذ تعهداتنا نحو قضايا المناخ.

ـ ملء الفجوة الموجودة لتنفيذ المشروعات المستدامة:

من جانبه أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل والتمويل المناخي على أهمية مشاركة التمويل من مؤسسات التمويل الخاص لملء الفجوة الموجودة لتنفيذ المشروعات المستدامة.

وتحدث الدكتور محمود محيي الدين، خلال الجلسة الافتتاحية فأشار إلى أن قمة المناخ COP27 هي الفرصة الملائمة لبناء المصداقية نحو العمل على تنفيذ الالتزامات العالمية نحو التحول المناخي وخفض الانبعاثات الكربونية، مؤكداً أن الخطوة الأهم الان هي ملء الفجوة الحالية لتمويل المشروعات التي نطمح لتنفيذها.

ـ تنفيذ التعهدات :

وفي كلمتها، أوضحت كريستالينا جورجييفا ضرورة تنفيذ التعهدات الخاصة بالعمل المناخي فيجب أولاً العمل على خفض مزيد من الانبعاثات الكربونية وتخصيص معدل اعلى من الاستثمارات في المجالات المستدامة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. واضافت: يجب ان نعمل معا من اجل مستقبل افضل لابنائنا .. فعندما تنظر إلى صورة طفلك الصغير يجب عليك ان تفكر جيدا فيما يجب ان تفعل من اجل حمايته، في اشارة إلى ضرورة حماية كوكبنا من اجل الأجيال القادمة.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات