تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
12 ديسمبر 2022 1:31 م
-
جيروم باول: الاحتياطي الفيدرالي شدد سياسته النقدية للغاية من خلال زياداته لأسعار الفائدة

جيروم باول: الاحتياطي الفيدرالي شدد سياسته النقدية للغاية من خلال زياداته لأسعار الفائدة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أظهرت بيانات التضخم في الولايات المتحدة عن ارتفاع طفيف خلال شهر أكتوبر  الماضي 2022 ، ورغم ذلك ان هذا لا يهدد التضخم بمزيد من الارتفاع في أسعار الفائدة.

ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة، بنسبة 0.2% خلال أكتوبر الماضي 2022، مقارنة بشهر سبتمبر الذي قبله ، وعلى أساس سنوي ارتفع المؤشر الذي يصفه جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي بأنه مقياس أكثر دقة لاتجاهات التضخم، ليصل إلى 5% خلال أكتوبر، مقابل 5.2% في سبتمبر الماضي 2022.

وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الإجمالي بنسبة 0.3% للشهر الثالث، وبنسبة 6% عن العام الماضي 2021، ليظل أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2%، كما زاد الإنفاق الشخصي بنسبة 0.5% في  اكتوبر، بعد تعديله وفقا للتغيرات في الأسعار، مسجلا بذلك أكبر زيادة منذ بداية العام، وبما يعكس إلى حد كبير الزيادة في الإنفاق على السلع والبضائع.

وكانت توقعات الخبراء تميل إلى تسجيل زيادة شهرية بنسبة 0.3% في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، و0.4% زيادة في المؤشر العام.

وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، الأربعاء الثلاثين من شهر اكتوبر 2022 ، خلال لقاء له في معهد بروكينجز بواشنطن، إن المجلس "شدد سياسته النقدية للغاية" من خلال زياداته في أسعار الفائدة، لكنه لن يحاول تحطيم الاقتصاد بمزيد من الزيادات الحادة لمجرد السيطرة على التضخم بشكل أسرع.

وتابع باول "أعتقد أننا تحركنا بسرعة كبيرة كما كان يجب علينا فعله، والآن نبطئ ونصل إلى المكان الذي نعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون فيه، وبالمناسبة، هناك قدر كبير من عدم اليقين حيال ذلك".

ـ الفيدرالي الامريكي وموجة التضخم:

قد تشير بيانات التضخم الأمريكية في أكتوبر  إلى ارتفاع طفيف أقل من المتوقع، ولكنها في الوقت نفسه مؤشر على أن معدلات التضخم في الولايات المتحدة لا تزال في المنطقة الحمراء، وبعيدة تماما عن هدف 2% الذي يسعى له رئيس الفيدرالي وفريق عمله.

وبحسب تلميحات باول غير المباشرة نحو تقليص رفع الفائدة بدءا من العام المقبل 2023 ، وظهور مؤشرات بأن الزيادة المرتقبة خلال الشهر الجاري ديسمبر 2022  ستكون بنحو 50 نقطة أساس (0.50%)، إلا أن بطء تعافي الاقتصاد الأمريكي من التضخم قد يجبر باول على زيادة الفائدة بواقع 75 نقطة أساس للمرة الخامسة على التوالي خلال عام 2022.

وقد يتسبب الإضراب من قبل عمال السكك الحديدية في الولايات المتحدة يوم 9 ديسمبر الجاري، والذي حاول بايدن منع حدوثه، من خلال توقيع اتفاق بشأن عمال السكك الحديدية، ليصبح قانونا ساريا، ما يمنع العمال من تنظيم إضراب قبل موسم العطلات المزدحم، في ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير ما يدفع رئيس الفيدرالي الأمريكي إلى الاستمرار في سياسة رفع سعر الفائدة على الدولار.

وهددت النقابات المعترضة بالإضراب عن العمل اعتبارا من 9 يناير  أو حتى من الخامس من الشهر نفسه، إذا لم يتم الأخذ بمطالبها. وحتى إذا أضربت نقابة واحدة عن العمل فإن بقية النقابات ستحذو حذوها وبالتالي سيشل القطاع بأسره.

ولكن بموجب قانون العمل بالسكك الحديدية لعام 1926، يتمتع الكونجرس بسلطة إجبار النقابات وشركات السكك الحديدية على التحكيم الملزم وهو ما يعني "منع أو وقف" أي إضرابات في السكك الحديدية.

وينص الاتفاق الذي وقع عليه بايدن بمباركة من الكونجرس الأمريكي على زيادة في أجور العاملين بالسكك الحديدية نسبتها 24% خلال السنوات الخمس من 2020 إلى 2024 مع زيادة الرواتب بنسبة 14.1% فورا، بالإضافة إلى خمس مكافآت سنوية تبلغ قيمة كل منها ألف دولار . .

وقال ايضا رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، جيروم باول، في الثاني من شهر نوفمبر الماضي 2022  ، إنه من المرجح أن يكون المستوى الأقصى لسعر الفائدة للمجلس أعلى مما كان متوقعا في السابق.

وفي تصريحات خلال مؤتمر صحفي أعقب إعلان البنك المركزي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي، قال باول إن هناك "قدرا كبيرا من الضبابية" حول مستوى أسعار الفائدة اللازم لخفض التضخم لكن لا يزال أمامنا بعض الأشواط ينبغي أن نقطعها.

 هذا وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن التضخم في الولايات المتحدة سيشهد تراجعا كبيرا في عام 2023. وأعتقد أنه بحلول نهاية العام المقبل سترون تضخما أقل بكثير إذا لم تكن هناك مفاجأة غير متوقعة .  وبسؤالها عن احتمال حدوث ركود، قالت يلين "هناك خطر حدوث ركود. ولكن بالتأكيد، في رأيي، ليس شيئا ضروريا لخفض التضخم" بحسب وكالات اعلامية محلية .

 

 



التعليقات