أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
13 ديسمبر 2022 2:51 م
-
مخاوف من الركود العالمي وحالة القلق لاستقرار المعروض النفطي يؤثران سلبا على الطلب

مخاوف من الركود العالمي وحالة القلق لاستقرار المعروض النفطي  يؤثران سلبا على الطلب

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 تلقت أسعار النفط دعما من مخاوف شح الإمدادات النفطية بعد إغلاق خط أنابيب "كيستون" الذي يربط كندا والولايات المتحدة إلى جانب تأثيرات حالة عدم اليقين بشأن عواقب سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع على صادرات النفط الروسية.

ـ حالة عدم الاستقرار :

هذا كما استمرت حالة عدم الاستقرار في سوق النفط في بداية الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر  بين الهبوط والارتفاع، حيث ارتفع خام برنت بنحو 3 %، بينما ارتفع  خام "الأمريكي" 4 % بعد أن تراجع خلال التعاملات.

ويعد الدافع الأكبر للانخفاضات الأسبوعية الماضية هو الخوف من الركود العالمي، ما قد يؤثر سلبا في الطلب، فيما زادت حالة القلق بشأن استقرار المعروض النفطي بعد إعادة تأكيد روسيا أنها لن تصدر النفط إلى جهات توافق على تطبيق الحد الأقصى للسعر، بينما سادت حالة نسبية من التفاؤل بعد إعادة فتح الصين بعد تراجع قيود جائحة كوفيد.

وقال محللون نفطيون إن قيود العرض تزداد إحكاما ورغم ذلك لم تستجب الأسعار باستئناف المكاسب بوتيرة مستقرة ومتصاعدة، لافتين إلى تأكيد وكالة "أرجوس" أن إنتاج النفط في "أوبك +" انخفض إلى 38.29 مليون برميل يوميا في نوفمبر الماضي 2022.

وأكد روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن السوق تواجه اضطرابات جديدة بعد إغلاق خط أنابيب "كيستون" الكندي الأمريكي بعد اكتشاف تسرب في نبراسكا وزاد القلق في السوق مع عدم تقديم الشركة المسؤولة جدولا زمنيا لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط، وهو ما فاقم من المخاوف بشأن الإمداد في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن خط أنابيب "كيستون" ينقل نحو 600 ألف برميل يوميا من الخام الكندي إلى الولايات المتحدة، وبالتالي يسهم بنصيب وافر في التجارة النفطية بين البلدين، معتبرا أن ارتفاع الأسعار في بداية الأسبوع ولو بشكل مؤقت يعود إلى استمرار إغلاق خط الأنابيب وأيضا إلى تخفيف قيود الصين المرتبطة بجائحة كوفيد إلى جانب المخاوف من أن تخفض روسيا الإنتاج من النفط الخام.

ـ الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي :

من ناحيته، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام الروسي وسقف أسعار النفط الخام الروسي - الساري منذ 5 ديسمبر – يؤدي بالفعل حاليا إلى زيادة الشحنات غير المشروعة من النفط إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع التي لم تنضم إلى ما يسمى بسقف السعر.

وأشار إلى أنه باستخدام أساليب تحايل مختلفة قد يقوم بعض منتجي النفط الخام الخاضع للعقوبات وبائعوه خاصة من روسيا وإيران وفنزويلا بعرض إنتاجهم على المشترين الذين يرغبون في الحصول على النفط الخام بخصم كبير، موضحا أن شركات التكرير الصينية المستقلة تستهدف في الأساس شراء النفط الخام منخفض السعر وتحقيق أرباح جيدة من تكريره.

من جانبه، ذكر ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أن بدء آلية الحد الأقصى للأسعار التي تبنتها مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي منذ الأسبوع الاول من ديسمبر الحالي  تستهدف الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق الدولية مع تقليل عائدات روسيا من هذا النفط، ولكن روسيا ترفض هذا السقف وتحذر من المشاركة فيه وتعيد توزيع صادراتها النفطية إلى أسواق آسيوية رئيسة مثل الهند والصين غير مشاركة في هذا السقف السعري.

وأوضح أن المشكلة الأكبر في تطبيق هذا السقف حاليا هي أن النفط الخام لا يتم تداوله بأسعار ثابتة، وهو ما يسبب بالفعل مشكلات في هذا القطاع، حيث قد يكون من المستحيل في كثير من الأحيان الامتثال للحد الأقصى حتى على افتراض أن روسيا يمكن أن توافق على البيع لمؤيدي الحد الأقصى، ما يهدد جانب العرض في معادلة النفط العالمية.

بدورها، قالت ليزا إكسوي، المحللة الصينية ومختص شؤون الطاقة، إن المخاوف تسود السوق النفطية وتنال كثيرا من معنوياتها في هذه المرحلة التي تهمين فيها حالة عدم الاستقرار، مبينة أن السقف السعري الجديد للنفط الروسي قد يظهر في الأيام المقبلة مزيدا من الصعوبات في تطبيقه، حيث يمكن أن تتأخر الشحنات أو لا تصل أبدا إلى وجهتها، نظرا لإلغاء الصفقة لانتهاكها الحد الأقصى.روأضافت أن هناك بالفعل اضطرابا في السوق بسبب وضع الشحنات في تركيا، حيث بدأت تركيا في طلب إثبات التأمين لجميع الناقلات التي تمر عبر مضيق البوسفور والدردنيل ولأن شركات التأمين رفضت حتى الآن تقديم الوثائق التي تزعم أنها لم تكن بحاجة إلى القيام بذلك من قبل فهناك أكثر من 20 ناقلة عالقة في المضائق التركية تحمل أكثر من 20 مليون برميل من النفط الخام.

ـ اسعارالنفط ترتفع مع زيادة حالة ضبابية الإمدادات بعد إغلاق خط أنابيب في أمريكا:

فيما يخص الأسعار، ارتفع النفط بما يزيد على دولارين في الثاني عشر من ديسمبر  بفعل مخاوف متعلقة بالإمدادات مع إغلاق خط أنابيب رئيس بالولايات المتحدة وتهديدات روسيا بخفض الإنتاج، رغم ارتفاع توقعات الطلب على الوقود مع استمرار الصين في تخفيف قيود مكافحة كوفيد - 19.

وبحسب بعض الوكالات الاعلامية  ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.38 دولار أو 3.1 % إلى 78.48 دولار للبرميل خلال التعاملات 12 ديسمبر ، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.88 دولار أو 4.1 % إلى 73.90 دولار للبرميل. وتراجع  خام برنت وغرب تكساس الوسيط الأسبوع الاول من ديسمبر  إلى أدنى مستوياتهما منذ ديسمبر 2021 وسط مخاوف من أن يؤثر الركود العالمي في الطلب على النفط.

وقالت شركة تي.سي إنرجي الكندية الأحد إنها لم تحدد بعد سبب تسرب النفط من خط أنابيب كيستون الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة بينما لم تقدم أيضا جدولا زمنيا لموعد استئناف تشغيل خط الأنابيب. ويعد خط كيستون شريانا مهما لنقل الخام الكندي الثقيل من ألبرتا إلى مصافي التكرير الأمريكية.

وقال برايان مارتن ودانييل هاينس المحللان لدى إيه.إن.زد ريسيرش في مذكرة للعملاء "ارتفع النفط الخام بعد أن طغت مشكلات العرض على مخاوف ضعف الطلب".

وظهرت مخاوف بشأن إنتاج النفط الروسي بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا قد تخفض الإنتاج.وقال محللون من هايتونج فيوتشرز "رفع القيود سيسهل من تعافي الطلب على النقل الداخلي والسفر".لكنهم حذروا أيضا من أن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في المدن الصينية الكبرى ما زال يسيطر على معنويات السوق وهناك حاجة إلى إشارات أكثر وضوحا على تعافي الطلب لتقديم دعم قوي لأسعار النفط.

ـ الصين وسياستها الصارمة:

واصلت الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تخفيف سياستها الصارمة "صفر كوفيد" لمكافحة فيروس كورونا، ومع ذلك ظلت الشوارع في العاصمة بكين هادئة وبقيت متاجر كثيرة مغلقة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال محللون في شركة يو.بي.إس للخدمات المالية في مذكرة "من المرجح أن تظل أسواق النفط متقلبة على المدى القريب وسط الضبابية بشأن تأثير الحظر الأوروبي على الإنتاج الروسي، وأنباء سياسة مكافحة فيروس كورونا في الصين، وقرارات البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا".

 

 

   

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 17 ساعةتحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات