أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
15 ديسمبر 2022 3:34 م
-
العريان :"المركزي" الأميركي سيواجه خيارات غير سارة العام المقبل 2023

العريان :"المركزي" الأميركي سيواجه خيارات غير سارة العام المقبل 2023

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أن الإشارة إلى السعي وراء هدف بينما يتم الاتجاه بهدوء إلى اتجاه مختلف، هو تكتيك قديم في السياسة، وقرارات الفيدرالي الأميركي قد تضطره الآن إلى التفكير في مثل هذه المناورة الخادعة خلال عام 2023.  هذا ما صرح به الخبير الاقتصادي محمد العريان.

ويعد العريان من بين عدد قليل من الأشخاص الذين يفهمون الأسواق المالية أو البنوك المركزية بعمق، إذ عمل ككبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز ورئيس كلية كوينز بكامبريدج بالاضافة الى انه مؤلف العديد من الكتب، بما في ذلك  الذي اصدره مؤخرا "اللعبة الوحيدة في المدينة: البنوك المركزية وعدم الاستقرار والتعافي من انهيار آخر". وحتى عام 2014، كان المدير التنفيذي لشركة إدارة الأصول العملاقة  PIMCO ، وهي أكبر مدير سندات في العالم.

وكتب العريان في مقال لصحيفة "فايننشال تايمز"، أنه منذ عام 2012، التزم الاحتياطي الفيدرالي علنا وصراحة بهدف تضخم عند 2%، مشيرا إلى أن هدف 2% نشأ في نيوزيلاندا عام 1990 وانتشر تدريجيا في العديد من البلدان المتقدمة الأخرى. واعتبر أن الهدف مرتفعا بما يكفي للسماح بتعديلات الأسعار اللازمة لإعادة تخصيص الموارد المرغوبة للاقتصاد، مع تجنب فخ الحد الأدنى الصفري، لافتا إلى أنه كما كان يعتقد، لم يعد من الممكن خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد.

وقال العريان إنه لفترة من الوقت الآن، ظل التضخم يتخطى هدف الاحتياطي الفيدرالي بشكل ملحوظ، في حين أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو مقياس التضخم المفضل لديه، قد انخفض في الأشهر الأخيرة، إلا أنه ظل أعلى 3 أضعاف الهدف.

ووفقا لما كتبه العريان، فإن "ما يثير القلق أيضا تحول عملية التضخم، حيث لم تعد أسعار الطاقة والغذاء تهيمن عليها، بل إن دوافع التضخم تأتي بشكل متزايد من قطاع الخدمات".

ـ الوظائف الأميركية الشهرية :

وضمن هذا القطاع، أظهرت أحدث بيانات الوظائف الأميركية الشهرية ارتفاع الأجور بنسبة 0.6% في  شهر نوفمبر الماضي2022 ، وهو ضعف توقعات المتفق عليها سابقا ، ورفع المتوسط المتحرك لثلاثة أشهر المتزايدة باطراد إلى 6%  حيث ترافق هذا النمو المتسارع للأجور مع مكاسب وظيفية شهرية قوية.

كما لا تزال الوظائف الشاغرة مرتفعة باستمرار يفوق عدد العاطلين عن العمل بمعامل 1.7 وسط تراجع المشاركة في القوى العاملة. وبالاقتران مع تضخم أسعار المدخلات الذي ينخفض بشكل أبطأ من توقعات ما تم الاتفاق عليه ، فإن قطاع الخدمات وحده قلق من أن التضخم قد يستمر وقد  يتجاوز توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي التي تم تعديلها بالفعل باستمرار. وهناك أيضا أمور أخرى، بما في ذلك تغيير سلاسل التوريد العالمية، والطبيعة المتغيرة للعولمة وتحول الطاقة.

وبالطبع، لا يزال بنك الاحتياطي الفيدرالي يلعب دورا للحاق بالركب لترويض ارتفاع الأسعار بعد سوء وصفه الإجمالي المطول في العام الماضي 2021 للتضخم بأنه "مؤقت" وخطواته الخجولة في البداية لسحب التحفيز النقدي.

ـ خيارين غير سارين في 2023 :

وتوقع العريان، أنه بدلا من أن ينخفض التضخم إلى 2-3% بحلول نهاية 2023، فمن المحتمل جدا أن يستقر التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة عند حوالي 4% أو أكثر، مشيرا إلى أن هذا ما يحدث عندما يسمح بمرور لحظة تضخمية في النظام الاقتصادي.

ويواجه أقوى بنك مركزي في العالم الآن خيارين غير سارين في 2023، إما :

1 ـ سحق النمو والوظائف للوصول إلى هدفه البالغ 2% .

2 ـ  أو التوافق مع هدف تضخم أعلى والمخاطرة بجولة جديدة من التوقعات التضخمية غير المستقرة.

كما قال العريان مضيفا ، إنه بطبيعة الحال، فإن ملاءمة هدف التضخم البالغ 2% بحد ذاته يمثل مشكلة، مضيفا أنه ليس من الواضح على الإطلاق أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيختاره إذا بدأ من جديد حاليا.

وأوضح أنه من المرجح في نهاية المطاف أن يكون الهدف المتمثل في نسبة 3-4% أكثر احتمالا، بالنظر إلى سيولة جانب العرض، وتحول الطاقة، وإعادة تخصيص الموارد المطلوبة، وبالطبع التجربة مع الحد الأدنى الصفر للتضخم خلال العقد الماضي.

وتابع العريان أنه بالنظر إلى كل هذا، قد يكون من المغري لبنك الاحتياطي الفيدرالي أن يستمر في الإشارة إلى هدف تضخم بنسبة 2%، لكن من الناحية العملية، ينتهي الأمر بمتابعة هدف أعلى على أمل أن يقبله الجمهور بمرور الوقت على أنه هدف متفوق ومستقر بالفعل.

ويرى العريان، أن هذا بالطبع، بعيد كل البعد عن النهج الأمثل، حيث إنه من الصعب الانسحاب في منتصف الطريق، إذ ينطوي على قضايا أخلاقية حساسة قد تثير المزيد من الأسئلة حول مساءلة بنك الاحتياطي الفيدرالي ومصداقيته واستقلاليته.

ـ عدم اليقين الاقتصادي:

مع ذلك، نظرا لمدى عدم اليقين الاقتصادي والهشاشة المالية، فقد ينتهي الأمر بمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التفكير في أن هذا النهج السياسي بعيدا عن الكمال قد يكون أفضل مسار للعمل عليه.

وذكر العريان أن أحد أصدقائه أخبره ذات مرة أن مجموعة أولية من القرارات السيئة غالبا ما تجعل من الصعب جدا العودة بسرعة إلى المكان الأمثل على الرغم من النوايا الحسنة والجهود المبذولة للقيام بذلك. وقال: هذا هو الفخ الذي وقع فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس فقط بسبب أخطائه في السياسة 2021-22، لكن أيضا بسبب اعتماده المفرط على سياسات غير تقليدية في العقد الذي سبق ذلك. وأضاف "أنه لسوء الحظ بالنسبة لنا جميعا، لن يصبح الطريق من هنا أسهل كثيرا في أي وقت قريب على الرغم من انخفاض التضخم".

ـ  محللون .. ارتفاع حاد لعجز الموازنة الأمريكية في نوفمبر :

دهذا ومن جانب اخر قد  قالت وزارة الخزانة الأمريكية في الثاني عشر من ديسمبر الحالي إن عجز الموازنة قفز في نوفمبر بواقع 57 مليار دولار، أو 30%، على أساس سنوي ليبلغ 249 مليار دولار مسجلا رقما قياسيا للشهر، وذلك في ظل انخفاض الإيرادات وارتفاع حاد في الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية والفائدة على الدين العام. ايضا انخفضت الإيرادات 10% في نوفمبر أو 29 مليار دولار مقارنة مع مستواها قبل عام لتبلغ 252 مليار دولار، بينما ارتفعت النفقات 6% أو 28 مليار دولار إلى 501 مليار دولار مسجلة رقما قياسيا للشهرهي الأخرى.

وقاد التراجع في الإيرادات انخفاض نسبته 4% في حصيلة الضريبة من المنبع على الأفراد وارتفاع نسبته 64% في الضرائب المستردة للأفراد وتراجع بنسبة 98% في إيرادات الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) . كما قال مسؤول بوزارة الخزانة إن ارتفاع الإنفاق قادته زيادة بواقع 14 مليار دولار، أو 18%، في تكلفة برنامج الرعاية الصحية و11 مليار دولار، أو 94%، في نفقات التعليم نتيجة التغيرات في برامج القروض الدراسية المباشرة وإعفاء من قروض الخدمة العامة.

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 20 ساعةوزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 202325 مارس 2024 12:20 معقود مشروعات لإزالة المخلفات بتكلفة 565 مليون جنيه

التعليقات