تقارير


كتب فاطيمة طيبى
16 يناير 2023 10:15 ص
-
ارتفاع مشكلة المخلفات الإلكترونية مع توقعات مضاعفتها بنسبة 40% بحلول 2030

ارتفاع مشكلة المخلفات الإلكترونية مع توقعات مضاعفتها بنسبة 40% بحلول 2030

اعداد ـ فاطيمة طيبي

يتم شحن الهواتف والأجهزة الإلكترونية القديمة المتهالكة إلى دول أخرى، حيث يعكف عمال بؤساء على تفكيكها يدويا لاسترجاع القطع الثمينة التي تصلح لإعادة الاستخدام منها، ثم يحرقون أو يدفنون الأجزاء المتبقية، ويتسببون، في الوقت ذاته، في أخطار صحية وبيئية جسيمة، سواء بالنسبة إلى أنفسهم أو إلى المجتمعات التي يعيشون فيها.

وتكمن المفارقة في أنه في الوقت الذي تنبعث فيه أبخرة المواد السامة من الهواتف والأجهزة الإلكترونية القديمة أثناء إحراقها للتخلص منها، تجد عمال المناجم ينهبون الأرض في بقاع أخرى من العالم، بحثا عن معادن وعناصر أرضية نادرة، بغرض استخدامها في إشباع نهم شركات الإلكترونيات، من أجل تصنيع أجهزة وهواتف أخرى جديدة وحديثة.

يقول بابلو دياز المهندس المتخصص في إدارة المخلفات الإلكترونية في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني في أستراليا "إن مشكلة المخلفات الإلكترونية تزداد خطورة"، موضحا أنها "أسرع مصادر المخلفات نموا على الإطلاق".

وبحسب "المشروع العالمي لمراقبة المخلفات الإلكترونية" الذي يدعمه معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث، فقد تخلص البشر من 53.6 مليون طن متري من المخلفات الإلكترونية عام 2019، ومن المتوقع أن تزيد هذه الكمية بنسبة 40 %  تقريبا بحلول 2030.

وفي تصريحات للموقع الإلكتروني "ساينتيفيك أمريكان" المتخصص في التقارير العلمية، يقول أولاديل أوجونستان الباحث في مجال الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا إيرفين الأمريكية "إن الأمور بدأت تتغير فيما يتعلق بمشكلة المخلفات الإلكترونية".

وقال "لقد أحدثنا قدرا من الصخب، بحيث لم يعد بمقدور المصنعين أن يتجاهلوننا بعد الآن"، مشيرا إلى أن المجال أصبح متسعا في الوقت الحالي لإعادة تدوير صناعة الإلكترونيات، حيث بات من الممكن إعادة استخدام المعادن الثمينة والنادرة داخل الأجهزة الإلكترونية بوتيرة غير نهائية، وابتكار تقنيات جديدة لاسترجاعها من داخل الأجهزة القديمة والبالية، ما يقلل الحاجة بشكل كبير إلى تعدين هذه المواد من الأرض.

من جهتها، أكدت كلارا سانتاتو الكيميائية المتخصصة في المواد الكهربائية في كلية مونتريال للعلوم التطبيقية في كندا أن "هناك فرصة للتوقف عن التفكير في هذه الأجهزة الإلكترونية باعتبارها مخلفات"، لكن المسألة تتطلب تطوير الصناعة بشكل عام، فضلا عن طريقة تفكير المستهلك الذي يتوق بشدة دائما إلى الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

بينما يوضح جيف كيتل مهندس الإلكترونيات من جامعة جلاسكو البريطانية في تصريحات لموقع ساينتفيك أمريكان أن المخلفات الإلكترونية تحتوي على 69 عنصرا كيميائيا مختلفا، مضيفا "لقد فحصنا لوحات الدوائر الإلكترونية المطبوعة داخل عشرة هواتف ذكية مختلفة، ووجدنا اختلافات كبيرة في تركيب المواد بينها".

ويذكر أن عناصر البناء الأساسية داخل الهواتف والأجهزة الإلكترونية عادة ما تتكون من السيليكون والحديد والنحاس، إضافة إلى عناصر أخرى أكثر ندرة، من بينها معادن ثمينة موصلة للكهرباء مثل البلاتين والذهب، وكذلك عناصر أرضية نادرة مثل النيوديميوم الذي يتميز بخواص مغناطيسية وكهربائية فريدة. وتحتوي بعض الأجهزة على معادن ثقيلة مثل الرصاص والكادميوم، التي تنطوي على خطورة كبيرة بالنسبة إلى صحة الانسان والبيئة.

ويؤكد إيكينا نيلباديم الباحث في علم المواد في مختبر إيمس الوطني في ولاية أيوا الأمريكية أن "المخلفات الإلكترونية تحتوي على عناصر يتعذر أن نجدها بوفرة، وإذا ما استخرجت من الأجهزة القديمة، فإنها ستكون مثل منجم للذهب"، مضيفا أن "هذه العناصر والمعادن التي تتم استعادتها تكون أيضا مضمونة الجودة، لأنها استخدمت بالفعل من قبل وثبتت كفاءتها للاستخدام داخل الأجهزة الإلكترونية".

وقال المرصد العالمي للمخلفات الإلكترونية "إنه بدءا من 2019، لم يتم تدوير سوى 17 % من إجمالي المخلفات الإلكترونية في العالم بشكل صحيح، في حين تعذر متابعة مصير النسبة الباقية من هذه المخلفات، التي يفترض أنه انتهى بها المطاف داخل مستودعات النفايات المحلية في دول العالم، ما أهدر كميات هائلة من المواد الثمينة وتسبب في حدوث أضرار بيئية جسيمة".

وأوضح نيلباديم أن هناك أسبابا عديدة تحول دون إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية في الولايات المتحدة، حيث إنه "من الناحية الاقتصادية يصعب تحقيق أرباح طائلة من هذه الصناعة، كما أن هناك كثيرا من القوانين البيئية التي تمنع المصانع من تفكيك وصهر هذه المواد"، كما أن كثيرا من المناطق تفتقر إلى الآليات التي تسمح بوجود منظومات فاعلة للتجميع واستعادة المخلفات الإلكترونية من المنازل، وبالتالي ينتهي المطاف بهذه المخلفات في دول مثل غانا والبرازيل وفيتنام وغيرها، حيث يعكف عمال على تفكيك هذه الأجهزة وإعادة تدوير مكوناتها بشكل غير رسمي.

ويقول دياز "يتم استرجاع المكونات الثمينة مثل لوحات الدوائر الإلكترونية والأقراص الصلبة ووحدات الذاكرة يدويا، ثم شحنها مرة أخرى إلى الدول الغنية للاستفادة منها، أما الأجزاء الباقية، فيتم حرقها أو تكديسها على الأرض لتتسبب في كارثة صحية متواصلة".

ويؤكد أن جزءا من حل هذه المشكلة يقع على عاتق المستهلك، مشيرا إلى أن هذه المسألة تتطلب قدرا من تفتح الذهن والوعي البيئي، مضيفا "من الممكن أن نقتني هاتفا جيدا يعيش أربعة أو خمسة أعوام في حالة جيدة، وليس من الضروري أن نستغنى عن أجهزتنا الإلكترونية بمثل هذه الطريقة التي نعتقدها".

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 10:59 صالماوردي: نتطلع إلى مشاركة 10 آلاف شركة مصرية بمعرض الصين للاستيراد23 أبريل 2024 1:51 مباستثمارات 297 مليون دولار شين فينج الصينية تنشئ مصنعا لإنتاج الحديد المدرفل بالسخنة23 أبريل 2024 11:51 صهيئة الاستثمار تبحث جذب استثمارات صينية جديدة لمدينة العلمين الجديدة22 أبريل 2024 4:04 مالتضخم وارتفاع الفائدة والانتخابات مخاطر رئيسة تهدد الاستقرار المالي للاحتياطي الفيدرالي22 أبريل 2024 1:39 مواشنطن : مباحثات المشاط لدفع التعاون الثنائي مع المملكة المتحدة وهولندا21 أبريل 2024 1:34 مالوزراء: الدولة تسعى إلى توطين مختلف الصناعات محليا بمشاركة القطاع الخاص21 أبريل 2024 12:32 مالخارجية: 7 مليارات دولار قيمة التبادل التجاري مع تركيا في 202317 أبريل 2024 1:01 مالمالية: نتطلع أن يستحوذ القطاع الخاص على أكثر من 70% من حجم الاقتصاد المصري17 أبريل 2024 11:31 صمؤشرات الصحة العامة تتراجع بالدول الأفريقية بسبب نقص التمويل والغذاء16 أبريل 2024 2:13 مملفات الديون والتغيير المناخي على طاولة اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين

التعليقات