تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
19 فبراير 2023 11:12 ص
-
مستقبل اكثر ضبابية في الذكرى الثالثة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

مستقبل اكثر ضبابية في الذكرى الثالثة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

في الذكرى الثالثة لانفصال المملكة المتحدة التاريخي عن الاتحاد الأوروبي التي حلت في الواحد والثلاثين من شهر يناير 2023  دافع ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، عن "بريكست" عادا أنه "فرصة هائلة"، وسط أجواء من الإحباط ما بين أزمة اجتماعية وندم متزايد.

وبحسب "الفرنسية"، أضاف صندوق النقد الدولي، خبرا جديدا لسلسلة الأخبار السيئة، معلنا - وفقا لآخر توقعاته - أن البلاد ستكون هذا العام الاقتصاد الرئيس الوحيد الذي سيعاني ركودا مع انكماش اقتصاده بنسبة 0.6 %. حتى روسيا التي هي في حالة حرب وتخضع لعقوبات ستسجل نموا.

أكد ريتشارد هولدن المسؤول الحكومي أن البلاد قادرة على تجاوز هذه التوقعات، كما سبق و ان فعلت. وقال جيريمي هانت وزير المالية، في بيان: "إذا التزمنا بخطتنا لخفض التضخم إلى النصف يفترض أن تسجل المملكة المتحدة نموا أسرع من ألمانيا واليابان في الأعوام القليلة المقبلة". كما ان ، صوفي لوند ييت - من جهتها ذكرت المحللة في هارجريفز لانسداون، أن "المملكة المتحدة تواجه مشكلات محددة" ولا سيما فواتير طاقة أعلى من أي مكان آخر "تؤثر في موازنة الأسر" أو حتى "مشكلة كبيرة في اليد العاملة تعود لـ "بريكست" لكنها تفاقمت بسبب وباء كوفيد.

منذ أشهر تسجل المملكة المتحدة تضخما تجاوز 10 % وتحركات اجتماعية. واليوم ستنظم إضرابات غير مسبوقة منذ عشرة أعوام، خصوصا في التعليم والنقل العام.

تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء على داونينج ستريت العام الماضي، وأيرلندا الشمالية مشلولة سياسيا، بينما تحاول لندن إقناع بروكسل بإعادة النظر في وضع الإقليم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. رغم الوعود بمراقبة الحدود والخطط المتتالية لمكافحة الهجرة، فإن عمليات العبور غير الشرعية للقناة تزداد باستمرار، بعد أن تجاوزت 45 ألف مهاجر العام الماضي. تبدو وعود مؤيدي بريكست باستعادة الحرية بعيدة، وباتت الآن مرحلة "بريجريت" (الندم على بريكست): الرأي العام المنقسم منذ فترة طويلة، يميل اليوم الى معارضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ـ الخروج لم يعط ثماره كما كان متوقعا :

وفقا لاستطلاع أجراه معهد إيبسوس الثلاثون من شهر يناير فيه يعتقد ان  45 %   من البريطانيين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يسير كما كان متوقعا - مقابل 28 % فقط في شهريونيو  2021. فيما يرى 9 % فقط عكس ذلك.

 سعى ريشي سوناك، رئيس الوزراء المحافظ الذي يصادف الخميس مرور 100 يوم على وصوله الى داونينج ستريت، رغم كل شيء للدفاع عن حصيلة بريكست. وقال في بيان "لقد أحرزنا تقدما كبيرا من خلال تسخير الحريات التي وفرها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لرفع تحديات الأجيال". وأضاف "أنا مصمم على أن تستمر فوائد بريكست في تمكين الأفراد والشركات في جميع أنحاء البلاد".

شدد البيان الصادر عن داونينج ستريت على "الفرصة الهائلة" للخروج من الاتحاد الأوروبي ولا سيما "لنمو الاقتصاد البريطاني". ويستشهد بإنشاء موانئ حرة ومناطق تعد خارج المنطقة الجمركية للبلاد وبالتالي تستفيد من الضرائب الميسرة والآفاق التي فتحت حسب قوله، بفضل بريكست. لم يتم التخطيط لاحتفال رسمي بمناسبة هذه الذكرى السنوية. في المقابل، في اسكتلندا، حيث يندد الانفصاليون في السلطة بـ"كارثة"، يتم التخطيط لمسيرة مؤيدة لأوروبا. في 31 من شهر يناير2020 أنهت المملكة المتحدة عضوية استمرت في الاتحاد الأوروبي 47 عاما، وبعد فوز بوريس جونسون الساحق في الانتخابات أسدل الستار على أربعة أعوام من الانقسامات السياسية التي أعقبت صدمة استفتاء عام 2016.

ثم بدأت فترة انتقالية من تسعة أشهر، مع التوصل في اللحظة الأخيرة لاتفاقية تجارة حرة وصفها بوريس جونسون بهدية عيد الميلاد. بعد ثلاثة أعوام، الأضرار الاقتصادية موجودة حتى لو أدت جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع إلى حد كبير.

نأت المملكة المتحدة بنفسها عن شريكها الاقتصادي الرئيس الذي تستورد منه جزءا كبيرا من الأغذية التي تستهلكها. وتفاقم النقص في اليد العاملة بسبب صعوبة استقدام عمال أوروبيين. ووفقا للهيئة العامة لتوقعات الموازنة، فإن بريكست سيقلل حجم الاقتصاد البريطاني بنحو 4 % على الأجل البعيد.

 

 



التعليقات