دراسات


كتب فاطيمة طيبى
27 فبراير 2023 1:12 م
-
بالعمل المتواصل نجح الاقتصاد الروسي بتجاوز العقوبات وتحقيق نتائج أفضل من المتوقع

بالعمل المتواصل نجح الاقتصاد الروسي بتجاوز العقوبات وتحقيق نتائج أفضل من المتوقع

اعداد ـ فاطيمة طيبي

بعد فرض القيود الغربية توقع القادة في الدول الغربية انهيار الاقتصاد الروسي وتراجع العملة الروسية إلى 200 روبل للدولار، لكن رهان الغرب على توقف عجلة الاقتصاد الروسي لم ينجح، إذ يستحيل حدوثه عندما يكون النظام الاقتصادي المستهدف صاحب المركز الـ12 في قائمة أقوى الأنظمة الاقتصادية حول العالم.

كما أظهرت بيانات رسمية أن الاقتصاد الروسي سجل أداء في العام 2022 أفضل من المتوقع على الرغم من العقوبات غير المسبوقة التي فرضت بذريعة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. هذا ما خلص إليه عدد من الخبراء عند تقييمهم لأداء الاقتصاد الروسي في العام الماضي 2022 ، وأشاروا إلى أن الاقتصاد الروسي نجح في التكيف مع القيود الشديدة التي تم فرضها في 2022 بفضل الخبرة المكتسبة منذ 2014 في مواجهة العقوبات، التي يبلغ عددها أكثر من 14 ألف قيد.

ـ الخبرة المكتسبة من قيود 2014 ساعدت روسيا في تجاوز العقوبات الشديدة:

وقالت الأستاذة المساعدة في قسم الإحصاء بجامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد أولجا ليبيدينسكايا، إن "تجربة العقوبات في 2014 سمحت لروسيا من نواح كثيرة بالتكيف بسرعة مع الظروف الجديدة. نتيجة ذلك لم يكن التباطؤ الاقتصادي عميقا كما كان متوقعا في الأصل".

وأضافت أن "إجراءات البنك المركزي حافظت على الاستقرار المالي في البلاد، بالإضافة إلى ذلك فإن الميزان الإيجابي للحساب الجاري لميزان المدفوعات ومراقبة الحكومة لأسعار السلع ذات الأهمية الاجتماعية أدى إلى استقرار التضخم". وأشارت إلى أن التدابير التي اتخذتها الحكومة الروسية ساهمت في تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الكلي وفي الصناعة.

ووجهة نظرة ليبيدينسكايا يشاركها الباحث في المدرسة العليا للاقتصاد، جيورجي أوستابكوفيتش، ووفقا له فإن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي الروسي لم تسمح للروبل بالانهيار لفترة طويلة كما أن الحكومة الروسية قدمت دعما كبيرا لقطاع الأعمال مما كان له أثر إيجابي على الاقتصاد ككل.

كذلك أكد خبراء أنه على الرغم من فرض أشد العقوبات على روسيا إلا أن خيار العقوبات في المواجهة مع موسكو لن يكون سلاحا فعالا لتنوع روافد اقتصاد روسيا وعلاقاتها التجارية مع اقتصادات كبرى. وحذروا من أن القيود ستنعكس على فارضيها، وكمثال على ذلك تمت الإشارة إلى معدلات التضخم المرتفعة في الدول الغربية.

وفي الواحد والعشرين من شهر فبراير الحالي  أعلنت هيئة الإحصاء الروسية "روس ستاتا"، أن الاقتصاد الروسي تراجع بنسبة 2.1% العام الماضي 2022، مسجلا بذلك نجاحا في استيعاب العقوبات الغربية بشكل أفضل مما كان متوقعا.

ووفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، التي خيبت آمال الغرب، فقد سجل الاقتصاد الروسي تراجعا في العام 2022 بنسبة 2.2% بعد توقعات أن يهبط بخانة العشرات ووسط توقعات أن ينعود إلى النمو العام الجاري، إذ يتوقع نموا بنسبة 0.3% وفي العام القادم 2024 بنسبة 2.1%.

ـ العوامل التي ساعدت في دعم الاقتصاد الروسي:

وقال الخبير الاقتصادي أليكسي بوبروفسكي في حديث لمصادر صحفية روسية ، إن السلطات الروسية اتخذت مجموعة من الإجراءات بعد فرض الغرب عقوبات على روسيا، ومنها فرض المركزي الروسي قيود وضوابط على حركة رؤوس الأموال وهذه أولى الإجراءات التي ساهمت في تحقيق استقرار سعر الصرف.

وأضاف أنه بحلول نهاية العام الماضي تم تحقيق الاستقرار بفضل الإجراءات الحكومية، وأشار إلى صندوق النقد الدولي توقع في منتصف 2022 أن يسجل الاقتصاد الروسي تراجعا بنسبة 8% لكنه بعد ذلك أصدر توقعات أكثر تفاؤلا.

ويرى الخبير أن زيادة المعروض النقدي بنحو 20% في نهاية العام يعد أحد العوامل الرئيسية التي دعمت الاقتصاد الروسي. وأكد أنه على السلطات والحكومة الروسية مواصلة العمل والمثابرة لتخفيف أثر العقوبات وتحفيز النمو الاقتصادي.

ـ تسجيل معدلات نمو اقتصادية:

تشير بيانات روسية إلى أنه تم تسجيل معدلات نمو عالية في مجالات مثل الزراعة والغابات وصيد وتربية الأسماك والبناء  في العام 2022، كذلك تمت ملاحظة ديناميكية إيجابية في أعمال الفنادق والمطاعم (ارتفاع 4.3%) وفي الأنشطة المالية والتأمينية (ارتفاع 2.8   % ) .

فيما تراجعت في العام 2022 قطاعات اقتصادية مثل تجارة الجملة والتجزئة بنسبة 12.7% والصناعة التحويلية بنسبة 2.4%، ويتوقع الخبير ألكسندر أبراموف أن تصبح القطاعات المتراجعة في 2022 محركات للانتعاش الاقتصادي في 2023.

وقال: "تمكن قطاع الأعمال من إيجاد أسواق جديدة وموردين لمنتجاتها، أي أن الشركات لم تتوقف عن إنتاج السلع بسبب العقوبات، بالإضافة إلى ذلك تأثر الاقتصاد بشكل إيجابي بنمو الاستثمار العام في مشاريع البنية التحتية والتشييد. علما أن روسيا حصلت على عائدات كبيرة من تصدير موارد الطاقة، إذ ظلت أسعار الخام حتى نهاية عام 2022 تقريبا عند مستويات مرتفعة".

بدوره يرى الباحث جيورجي أوستابكوفيتش أن صناعة الدفاع، التي تعمل على تلبية احتياجات العملية الخاصة، تقدم أيضا مساهمة كبيرة في الناتج المحلي الإجماليكما انه وفي وقت سابق، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن نتائج 2022 الاقتصادية كانت مفاجئة لأولئك الذين يحاولون خلق مشاكل لروسيا، مشددا على أن النظام المالي والصناعة وجميع الصناعات الخدمية في تواصل دون إخفاقات.

 

 


أخبار مرتبطة
 
منذ 7 ساعاتنصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات