مقال رئيس المركز


كتب فاطيمة طيبى
1 مارس 2023 2:20 م
-
الجنيه المصري وانضمام مصر لعملة بريكس الموحدة

الجنيه  المصري وانضمام مصر لعملة بريكس الموحدة

الجنيه  المصري وانضمام مصر لعملة بريكس الموحدة  

بقلم ـ  الدكتور خالد الشافعي

حينما تصل الحلول لاي من المشاكل الى ازمة يتعين البحث عن حل بديل لهذه المشاكل .. وهذا ما حدث بالفعل مع الاقتصادات العالمية وهيمنة الدولارعلى الاسواق وعمليات التبادل التجاري، فكان لابد من كسر اغلال هذه الهيمنة والعودة بالامور الى شكلها المنطقي والعملي، وما تلك الجهود الجبارة التي تبذلها كبرى الاقتصادات العالمية الهدف من ورائها طرح بدائل لتزعزع العملة الخضراء عن عرش العملات المتعامل بها دوليا

هنا تاتي  ما يطلق عليها بمجموعة "بريكس" ... هذه المجموعة غايتها  إنشاء عملة احتياط جديدة للتخلص من هيمنة الدولار الأمريكي، على تعاملاتهم التجارية، لاسيما أن روسيا والصين بدأت في التعامل بالعملتين الرئيسيتين  الروبل الروسي واليوان الصيني  هذه الخطوة الجريئة والتي اعتبرها المحللون ثورة في عالم التعاملات الاقتصادية  كأحد أبرزالخطوات خاصة بعد إعلان مجموعة غازبروم الروسية للطاقة أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلا من الدولار.

الذكاء في هذه الخطوة الجريئة أرى انها جاءت بالاساس لتفادي العقوبات الأمريكية بالدرجة الاولى ، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الاحتياطي النقدي الأجنبي عبر تخفيض مكونات الاحتياطي من الدولار الأمريكي في سلة العملات حول العالم. بالدرجة الثانية .

 وانضمام مصر كعضو مشارك سيعود عليها بمزايا كثيرة من الناحية الاقتصادية، أبرزها تحسين شروط التجارة الخارجية، وتوسيع حجم تصدير المنتجات المحلية وتعزيز تنافسيتها مع عدد من الدول من جهة ، وجذب الاستثمارات إلى القطاعات التي تستهدف الدولة تنميتها من جهة أخرى.

 رغم  أن الدولار مسيطر على الأسواق العالمية للأسهم وعلى أسواق السلع والودائع البنكية، والتمويل الإنمائي والاقتراض، الا ان انتعاش الصناعة في الاشهر الماضية  ساهم بدرجة ملحوظة في ارتفاع  انتعاش الناتج المحلي بالنسبة الصين والهند والبرازيل مقارنة بنظيره في امريكا  وهذا في حد ذاته مكسبا سيعود على الصين بالربح الوفير  بمضاعفة صادراتها مستقبلا .

هذا الانتقال الهام للعملتين سيكون في البداية صعبا قليلا لهيمنة الدولار الا ان المستقبل يتبئ بانفراجة اقتصادية خاصة بالنسبة لمصر والتي تربطها بتلك الدول مصالح وتبادلات تجارية ضخمة ومشاريع استثمارية اقتصادية .

 اليقين الاقتصادي بالنسبة لما يترجمه الواقع  هذا الواقع فسر إن روسيا تسعى جاهدة إلى فرض واقع جديد في التعاملات المالية الدولية.

الا انني ارى بداية لابد من ان  بعض الدول في العالم تبقي على اليوان كعملة للتسويات من قبل المشاركين في مجموعة بريكس اراها  طريقة أسرع من إنشاء عملة جديدة تعتمد على تراكمات من عملات دول المجموعة.

من جهة اخرى ان العملة الموحدة لدول البريكس اعتبرها تهديدا كبيرا لهيمنة الدولار، الذي طالما تصدر كل التعاملات التجارية الدولية، وهو ما يؤثر بالفعل على الاقتصاد الأمريكي، خلال السنوات المقبلة، واتوقع أن انضمام مصر لمجموعة البريكس من الناحية الاقتصادية، سوف يؤدي لاتساع الأسواق الخارجية التى تتعامل معها ومضاعفة القوى الاستهلاكية المستهدفة، لاسيما إضافة المزيد من الشركاء التجاريين الجدد مع عدد من الدول داخل القارة الأفريقية. 

وتضم مجموعة "بريكس"، 5 دول هي الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، وتمثل "بريكس" 23% من الاقتصاد العالمي، و18% من تجارة السلع، و25% من الاستثمار الأجنبي، وتعد قوة مهمة لا يمكن تجاهلها في العالم، وقد تشهد الفترة المقبلة ضم دول جديدة للتجمع من بينها الجزائر السعودية والإمارات.

 وتبقى الانظار تترقب انعقاد القمة الخامسة عشر لمجموعة بريكس في  أغسطس المقبل، والتي من المقرر عقدها بجنوب أفريقيا، من المنتظر أن تبحث إنشاء عملة موحدة ، وتبحث مشكلة  تغير المناخ، بالاضافة الى التجارة في السلع الزراعية، أهم البنود على جدول أعمال قمة بريكس 2023.

الارقام تفسر ان هناك تطورا ولو انه بطيئا الا انه يصنع بداية جديدة لانفراجة اقتصادية جديدة  بفكر جديد .

 

 

 

 

 



التعليقات