أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
29 مايو 2023 11:57 ص
-
محللون.. التوصل لاتفاق مبدئي برفع سقف الدين الأمريكي وتقليص الإنفاق انفراجة للأسواق المالية

محللون.. التوصل لاتفاق مبدئي برفع سقف الدين الأمريكي وتقليص الإنفاق انفراجة للأسواق المالية

اعداد ـ فاطيمة طيبي

لانهاء أزمة استمرت شهورا.توصل الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي إلى اتفاق من حيث المبدأ لرفع سقف دين الحكومة الاتحادية البالغ 31.4 تريليون دولار . ويشكل الاتفاق الذي أبرم السابع والعشرين من مايو انفراجة للأسواق المالية التي لم تشهد حركة ذعر جراء هذه القضية بعد أن كاد صبرها ينفد.

ومع ذلك تم الإعلان عن الاتفاق دون أي مراسم احتفال وبمصطلحات تعكس المضمون المرير للمفاوضات والمسار الصعب الذي سيخوضه الاتفاق في الكونجرس قبل أن تعجز الولايات المتحدة عن سداد ديونها في مطلع  يونيو.

ـ على تويتر:

  كتب مكارثي على تويتر "أنهيت اتصالا هاتفيا مع الرئيس منذ قليل. وبعد أن أضاع الوقت ورفض التفاوض لأشهر، توصلنا إلى اتفاق من حيث المبدأ يستحقه الشعب الأمريكي". ووصف بايدن الاتفاق في بيان بأنه "خطوة مهمة للأمام"، مضيفا "الاتفاق يمثل توافقا وهو ما يعني عدم حصول الجميع على ما يريدون، هذه هي مسؤولية الحكم".

ـ  الاتفاق يشمل المزيد من العمل :

يرفع الاتفاق سقف الدين لمدة عامين ويقلص الإنفاق خلال الفترة نفسها. كما يشمل استرداد الأموال التي كانت مخصصة لمكافحة جائحة كوفيد - 19 ولم تستخدم وتسريع عملية منح الموافقات لبعض مشاريع الطاقة وبعض شروط العمل الإضافية لبرامج المعونة الغذائية للأمريكيين الفقراء.

وأجرى بايدن ومكارثي اتصالا هاتفيا استغرق 90 دقيقة أمس الأول 27 مايو  لمناقشة الاتفاق. وقال مكارثي للصحافيين في مقر الكونجرس "ما زال لدينا مزيد من العمل لوضع اللمسات النهائية على نص (الاتفاق)". وتابع "يشمل تخفيضات تاريخية في الإنفاق وإصلاحات لاحقة من شأنها أن تنقل الناس من الفقر إلى القوة العاملة.. لا توجد أي ضرائب ولا برامج حكومية جديدة".

وقال مصدر مطلع إن المفاوضين اتفقوا على الإبقاء على مستوى الإنفاق غير الدفاعي عند مستوى العام الحالي لعام آخر وزيادته بنسبة 1% في 2025. وإذا تم تمرير الاتفاق في الكونجرس قبل أن تعجز وزارة الخزانة عن تدبير المال اللازم لتغطية جميع التزاماتها فستتجنب البلاد تخلفا عن سداد الدين يزعزع الاستقرار الاقتصادي. وحذرت وزارة الخزانة من أن ذلك قد يحدث ما لم يتم رفع سقف الدين قبل الخامس من  يونيو .

ـ "اتفاق مبدئي" :

التوصل إلى "اتفاق مبدئي" لرفع سقف الدين يبعد شبح تخلف الولايات المتحدة عن السداد الذي كان على مسافة أيام قليلة. ويصوت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون الأربعاء على الاتفاق وفق ما أوضح ماكارثي، على أن يقدم مجلس الشيوخ على ذلك لاحقا.

ورحب ماكارثي المسؤول المحافظ بـ"التخفيضات غير المسبوقة" في الإنفاق العام التي نص عليها الاتفاق وكانت تشكل المطلب الرئيس للجمهوريين. وقال جو بايدن من جهته إن الاتفاق يشكل "تسوية، ما يعني أن أحدا لن يحصل على كل ما يريد"، مشددا على أن النص "يخفض النفقات فيما يحمي البرامج العامة الرئيسة".

ورأى الرئيس الديمقراطي أن الاتفاق مع المحافظين "نبأ سار" لأنه "يمنع ما كان يمكن أن يكون تخلفا كارثيا عن السداد يؤدي إلى ركود اقتصادي وتدمير حسابات التقاعد وفقدان ملايين الوظائف". وستعتمد قواعد جديدة للوصول إلى بعض برامج المساعدات الفيدرالية، لكن المصدر أشار إلى أن الاتفاق يحمي قانون خفض التضخم وخطة تخفيف ديون الطلاب، التي وقعها بايدن.

ولولا رفع هذا السقف لواجه أكبر اقتصاد عالمي احتمال التخلف عن السداد، ما يجعله عاجزا عن دفع مستحقاته من من أجور ومعاشات تقاعد وصولا إلى تسديد ديونه.وعلى غرار الاقتصادات الكبرى في العالم، تعتمد الولايات المتحدة على الاقتراض.

لكن خلافا للدول النامية الأخرى، تواجه الولايات المتحدة بانتظام عائقا قانونيا يتمثل بسقف الدين أي المستوى الأقصى لاستدانة السلطات الأمريكية الذي ينبغي للكونجرس رفعه. ويجعل الجمهوريين الذين لديهم الأغلبية في مجلس النواب منذ يناير، من هذا الإجراء التشريعي الروتيني أداة ضغط سياسي.

ـ شيك على بياض للرئيس الديمقراطي :

ورفض الجمهوريون ما أسموه منح "شيك على بياض" للرئيس الديمقراطي واشترطوا لرفع السقف المحدد حاليا بـ31400 مليار دولار، حصول اقتطاعات في الميزانية.ورفض بايدن المرشح لولاية ثانية في 2024، لفترة طويلة إجراء مفاوضات معهم متهما المعارضة بأخذ الاقتصاد الأمريكي "رهينة" بمطالبتها بهذه الاقتطاعات. بعد اجتماعات عدة في البيت الأبيض بين الرجلين، عقدت فرق بايدن وماكارثي جلسات مفاوضات طويلة جدا. وغالبا ما يتم التوصل إلى تسوية في اللحظة الأخيرة في ملفات كهذه.

وكانت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" وضعت تصنيف الولايات المتحدة وهو "أيه أيه أيه" تحت المراقبة معتبرة ان الفشل في التوصل إلى اتفاق "سيوجه إشارة سلبية على صعيد الحوكمة". وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستينا جورجييفا إن الاقتصاد العالمي الذي يعاني أساسا "عدم يقين كبير"، "بغنى" عن هذه المداولات المتوترة. وينبغي أن يوافق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ومجلس النواب حيث للمحافظين أغلبية ضيقة، على الاتفاق.

وهدد بعض التقدميين في الحزب الديمقراطي فضلا عن برلمانيين في الحزب الجمهوري بعدم المصادقة على الاتفاق أو تأخير ذلك قدر المستطاع في حال انطوى على تنازلات كثيرة لمصلحة المعسكر الخصم.

وقال النائب الجمهوري بوب جود السبت إن "أي برلماني ينتمي إلى المعسكر المحافظ لا يمكنه تبرير تصويت إيجابي" استنادا إلى ما أطلع عليه في الاتفاق المبرم. بينما قال رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي   إنه يتوقع أن يحظى اتفاق سقف الديون الذي أبرمه مع البيت الأبيض بتأييد أغلبية من الأعضاء الجمهوريين في المجلس. وأضاف مكارثي في حديث لشبكة فوكس نيوز أن أكثر من 95 % من الجمهوريين في مجلس النواب متحمسون للغاية للاتفاق الذي يتضمن قيودا على إنفاق الإدارة الأمريكية.

ـ  الاتفاق بشأن سقف الدين في طريقه إلى الكونجرس لإقراره:

 هذا وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي الأحد 28 مايو  أن الاتفاق الذي أبرم بين الحزبين الرئيسين بشأن رفع سقف الدين بات في طريقه إلى الكونجرس الذي يتوجب عليه إقراره قبل نفاد أموال الحكومة. وتوفر التسوية بين الديموقراطيين والجمهوريين بعد أسابيع من المفاوضات مخرجا للطرفين للتراجع عن حافة الهاوية، لكن الخطر لا يزال ماثلا بانتظار إقرار الاتفاق قبل 5 يونيو موعد عجز الحكومة عن دفع مستحقاتها في حال لم يرفع سقف الدين.

وقال بايدن في كلمة قصيرة أمام وسائل الإعلام في البيت الأبيض"أعتقد أنها خطوة مهمة جدا إلى الأمام"، مضيفا أن الاتفاق "يزيل التهديد بحدوث تعثر كارثي". وأضاف أن الاتفاق "يرفع التهديد بحدوث تخلف كارثي عن السداد ويحمي انتعاشنا الاقتصادي التاريخي الذي بذلنا الكثير للوصول إليه". وقال البيت الأبيض إن بايدن ومكارثي تحادثا في وقت سابق لتفادي بينما كانا يعملان على تجنب كارثة تهدد بخسارة ملايين الأشخاص لوظائفهم وبانهيار مالي عالمي .

ـ سلسلة انتصارات تاريخية:

من جانبه، أعرب مكارثي عن تفاؤله بإمكانية إقرارالحزبين للاتفاق في الكونجرس على الرغم من شكوك بعض النواب من الجانبين. وفي بيان صدر في وقت لاحق، وصف مكارثي وقادة جمهوريون آخرون في الكونجرس الاتفاق بأنه "سلسلة انتصارات تاريخية" بحسب الفرنسية.

واستدعى مكارثي النواب إلى واشنطن للتصويت على الاتفاق الأربعاء 31 مايو ، قبل إرساله في وقت لاحق إلى مجلس الشيوخ. وبحلول مساء الأحد 28 مايو ، تم نشر الاتفاق المكون من 99 صفحة ليصبح متاحا للتدقيق من قبل المشرعين والعامة على حد سواء قبل التصويت. دعا زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل إلى "إقرار الاتفاق بسرعة دون تأخير لا داعي له". وقال مصدر مطلع على المفاوضات، إن الاتفاق بين السلطة التنفيذية والمعارضة يرفع سقف الدين العام للولايات المتحدة لمدة عامين، أي حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية في 2024.

غير أن المصدر ذاته أشار إلى أن الاتفاق لم يتضمن التخفيضات الكبيرة التي يريدها الجمهوريون، رغم أن الإنفاق غير الدفاعي سيظل تقريبا من دون تغيير العام المقبل 2024 ، وسيزيد اسميا فقط في 2025. إضافة إلى ذلك، ستعتمد قواعد جديدة للوصول إلى بعض برامج المساعدات الفيدرالية، ولكن المصدر أشار إلى أن الاتفاق يحمي قانون خفض التضخم وخطة تخفيف ديون الطلاب، التي وقعها بايدن. ولولا رفع هذا السقف لواجه أكبر اقتصاد عالمي احتمال التخلف عن السداد في الخامس من يونيو، ما يجعله عاجزا عن دفع مستحقاته من أجور ومعاشات تقاعد وصولا إلى تسديد ديونه.

وعلى غرار الاقتصادات الكبرى في العالم، تعتمد الولايات المتحدة على الاقتراض. لكن خلافا للدول النامية الأخرى، تواجه الولايات المتحدة بانتظام عائقا قانونيا يتمثل بسقف الدين أي المستوى الأقصى لاستدانة السلطات الأمريكية الذي ينبغي على الكونجرس رفعه. ويجعل الجمهوريون الذين لديهم الغالبية في مجلس النواب منذ يناير، من هذا الإجراء التشريعي الروتيني أداة ضغط سياسي .

 

 



التعليقات