دراسات


كتب فاطيمة طيبى
23 يونيو 2019 2:17 م
-
الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" أكبر تكتّل تجاري بقيادة الصين"

الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" أكبر تكتّل تجاري بقيادة الصين"

 

إعداد – فاطيمة طيبي

وسط نزاع تجاري حاد بين الولايات المتحدة والصين من اجل  التصميم على الدفع بأكبر اتفاق تجاري في العالم نحو تطورات ايجابية مستقبلية  ، ليؤثر في آفاق اقتصاداتهم التي تعتمد على التصدير  والذي تم مناقشته في اجتماع قادة عدد من دول جنوب شرق آسيا في بانكوك في الثاني والعشرين من شهر يونيو الحالي ولمدة يومين.


 وبحسب "الفرنسية"، ان هذه القمة لدول جنوب شرق آسيا "آسيان" والتي تعقد برئاسة تايلاند  تسلط  الضوء على الخلافات في بحر الصين الجنوبي واضطهاد بورما للمسلمين الروهينجا وتلوث البحار بالبلاستيك مع احتلال التجارة الحيز الأكبر، إذ يحرص قادة "آسيان" على تسريع توقيع اتفاق تجاري الذي صاغته الصين، ليشمل قرابة نصف سكان العالم.

اي نحو 3.4 مليارات نسمة، وسيكون عند توقيعه أكبر اتفاق للتبادل الحر في العالم.  من المتوقع أ  أن يشمل نحو ربع الصادرات في العالم. ويعد الاتفاق آلية للصين لوضع قواعد التجارة في منطقة آسيا  المحيط الهادئ، في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة.  هذا وفيما أدى تبادل فرض رسوم جمركية بين أكبر اقتصادين في العالم إلى فرار عدد من المصنعين من الصين إلى ملاذات أكثر أمانا في دول الرابطة،  مما يراه خبراء الاقتصاد أن الصورة الكبيرة للنمو العالمي قاتمة.

وفي هذا السياق، أفاد ويراشون سوكوندا باتيباك المتحدث الحكومي التايلاندي للصحافيين بأن اتفاق "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة أساسي لزيادة حجم التجارة"  هذا ومن جهته، قال مارتن إم. أندنار، وزير الاتصالات الفيليبني للصحافيين، إنه  "كلما تم تسريع تطبيقه كان ذلك أفضل  فالتجارة الحرة هي حتما ما نريده هنا في هذه المنطقة"، لأن النزاع التجاري الأمريكي الصيني تسبب في جعل العالم بأسره يواجه صعوبات كبيرة . كما ان  التقدم بشأن الاتفاق في الأشهر القليلة الماضية يبعث على تخوف الهند من أن تغرق السلع الصينية الرخيصة سوق الاستهلاك الضخم فيها.

وأثارت أستراليا ونيوزيلندا مخاوف بشأن نقص تدابير الحماية الخاصة بالعمل والبيئة، وكثيرا ما توجه انتقادات لرابطة "آسيان" بأنها منبر ضعيف غالبا ما تتغلب فيه اللياقة الدبلوماسية على التحرك الفعال حيال مشكلات ملحة.

 هذا ويبدو أن الاتفاق المعروف باسم "الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة" الذي تقوده الصين ويستثني الولايات المتحدة، سيصبح أكبر اتفاق تجاري في العالم اذ  يكرس سيطرة بكين في التجارة الآسيوية الذي يهدف إلى كسر الحواجز التجارية وتعزيز الاستثمار لمساعدة الاقتصادات الناشئة في اللحاق بركب باقي العالم الذي يجدر الاشارة اليه الى ان هذا الاتفاق ...

1 ـ  وهو اتفاق تجاري بين الدول العشر الأعضاء في رابطة "آسيان" إلى جانب الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا والهند. والذي أطلق عام 2012

2 ـ  يربط الاتفاق نحو 3.4 مليار نسمة، وسيكون عند توقيعه أكبر اتفاق للتبادل الحر في العالم، ومن المتوقع أيضا أن يشمل نحو ربع الصادرات في العالم.

3 ـ  يستهدف الاتفاق كسر الحواجز التجارية وتعزيز الاستثمار لمساعدة الاقتصادات الناشئة على اللحاق بركب باقي العالم.

4 ـ  أهميته الرئيسة أنه لا يشمل الولايات المتحدة، خاصة أنه بقيادة بكين، ويقول المراقبون إن الاتفاق سيكرس هيمنة الصين على جوارها، حيث لا منافسة تذكر من أمريكا بعدما انسحب الرئيس دونالد ترمب؛ من اتفاق تجاري منفصل عُرف باسم "الشراكة عبر المحيط الهادئ"، وكان سيصبح أكبر اتفاق تجاري في العالم لولا انسحاب واشنطن بذريعة أنه يسلب الوظائف الأمريكية.

5 ـ  تقول الولايات المتحدة حاليا إنها تركز على اتفاقات ثنائية مع دول آسيوية وتؤكد عدم انسحابها من المنطقة، لكن فيما تخوض الولايات المتحدة وبكين نزاعا تجاريا محتدما، فإن مؤيدي اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، يأملون في إنجازه في وقت قريب.

6 ـ  هناك بضع نقاط شائكة، فأستراليا ونيوزيلندا تدافعان عن قواعد "عالية النوعية" بشأن إجراءات حماية العمل والبيئة.

7 ـ  ثمة مسألة شائكة أخرى تتصل بتعزيز شروط الملكية الفكرية، والهند من ناحيتها تخشى أن يتسبب الاتفاق في إغراق أسواقها بالسلع المصنوعة في الصين؛ ما سيلحق ضررا بالمصنعين المحليين.

8 ـ  تم إنجاز سبعة من فصول الاتفاق وعددها 18 حتى الآن، وتضغط تايلاند لإبرامه هذا العام، وتسعى دول رابطة "آسيان" لإنجاز الاتفاق هذا العام، لكن مع تواصل المفاوضات منذ 2013، فإن بعض المحللين يشككون في احتمال إبرامه قبل نهاية العام.

وبحسب مسودة البيان الختامي، فإن الرابطة مستعدة للموافقة على إعلان "لمنع وخفض" النفايات البحرية "بدرجة كبيرة" بينها البلاستيك في أنحاء المنطقة.

ورغم أن البيان هو الأول من نوعه للمنطقة المسؤولة عن ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية في المحيط كل عام، يخشى النشطاء من أن النص لا يفعل ما يكفي لوقف استخدامات البلاستيك لمرة واحدة ومن جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية التايلاندية أن دول جنوب شرق آسيا، أحرزت تقدما جيدا فيما يتعلق بصياغة مسودة مدونة سلوك للمفاوضات المتعلقة ببحر الصين الجنوبي، ومن المرجح أن تنهي هذه الدول القراءة الأولى لها بحلول نهاية هذا العام.

وتقول الصين إن لها الحق في السيادة على أغلب مناطق الممر المائي وتنازعها في تلك المطالبات دول أخرى في المنطقة. وأنشأت الصين جزرا صناعية عسكرية في بحر الصين الجنوبي، كما تتصدى للسفن، التي تدخل المنطقة وهي تصرفات تعطي أهمية عاجلة لجهود رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" للتفاوض بشأن المنطقة.

وتأسست الرابطة قبل أكثر من 50 عاما، لكنها تكافح مع التحديات التي تواجه المنطقة، نظرا لأنها تعمل فقط بآلية توافق الآراء وتعزف عن التورط في أي قضية تعد شأنا داخليا لأي دولة من الدول الأعضاء.

وأشارت بوسادي سانتيبيتاكس المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايلاندية إلى أن وزراء خارجية دول آسيان اجتمعوا قبلها لمناقشة الخلافات بشأن بنود مدونة قواعد السلوك للمفاوضات المتعلقة ببحر الصين الجنوبي. وان المسودة المتعلقة بالتفاوض تخضع حاليا للنقاش والتفاوض بين آسيان والصين.. نتوقع أن تنتهي القراءة الأولى لتلك المسودة هذا العام".

وهناك مطالبات بالسيادة في الممر المائي، الذي يعد من بين الأكثر ازدحاما في العالم، من الفلبين، وفيتنام، وماليزيا، وبروناي، وإندونيسيا، إضافة إلى الصين وتايوان، ما يجعله نقطة ساخنة قد يتفجر فيها الصراع. وجاءت تصريحات بوسادي وسط شكوك بشأن مدى التقدم، الذي يمكن لرابطة آسيان، التي تضم عشر دول إحرازه  بهذا الأمر.

ويقول مارتي ناتاليجاوا وزير خارجية إندونيسيا السابق، إنه  من المشجع أن نرى استئناف محادثات "آسيان" والصين بشأن مدونة قواعد السلوك.. لكن هناك خطرا حقيقيا من أن تتجاوز وتيرة التطورات على الأرض، أو بالأحرى في البحر، تقدم المفاوضات، ما قد يجعلها منبتة الصلة بالواقع.

 خلص التقرير إلى أنه «في غياب تركيز أوضح وأكثر استدامة وأكثر تشدداً على تقليل عدد ونطاق الآليات غير التعريفية الحالية والقضاء على الحواجز غير التعريفية، لن تحقق دول الآسيان أهداف 2025 ولن يكون النمو مرتفعاً كما يجب أن يكون في الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا، وسيضيع الكثير من الوعود المتضمنة في ممارسة الرابطة .



التعليقات