دراسات


كتب فاطيمة طيبى
29 يوليو 2019 1:38 م
-
أوبك : توقعات زيادة 33 % في الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2040

أوبك : توقعات زيادة 33 % في الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2040

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

ترقب للمفاوضات التجارية في جولتها الجديدة بين الولايات المتحدة والصين من مختلف الأوساط المالية والنفطية في العالم  وسط ارتفاع سقف الطموحات في نزع فتيل الحرب التجارية، والتوصل الى تسويات فعالة تقدم دعما قويا للنمو الاقتصادي العالمي. وأشار المختصون إلى أن أسعار النفط الخام تتلقى دعما جيدا من تخفيضات الإنتاج التي تقودها دول "أوبك" وخارجها، إلى جانب تأثير العقوبات الأمريكية في كل من إيران وفنزويلا، في ظل توقعات حدوث انكماش في الإنتاج الصخري الأمريكي.

هذا وقد كشف تقرير حديث لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، أن فقر الطاقة ما زال قائما رغم التقدم الكبير في إمدادات مصادر الطاقة المتجددة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.


وأكد التقرير، أن إنتاج الغاز الطبيعي من المتوقع أن يتوسع أكثر على المدى الطويل، في حين أن مصادر الطاقة المتجددة الأخرى ستظل هي المورد الأسرع نموا، متوقعا أن يحتفظ النفط بأعلى حصة في العالم في "مزيج الطاقة". وكشف، أن ما يقارب 95 % من الزيادة في الطلب ستأتي من الدول النامية، بما في ذلك الصين والهند، مرجحا أن يزيد الطلب في كل من هذه البلدان بأكثر من 20 مليون برميل يوميا. وتوقع التقرير، أن الطلب الكلي على الطاقة سيزداد بمقدار 91 مليون برميل يوميا أو 33 % بين عامي 2015 و 2040 حيث يسجل مستوى 365 مليون برميل يوميا.

وأكدت "أوبك"، أنها تواجه عديدا من التحديات وأبرز العوامل والمخاطر الجيوسياسية، اذ تسعى المنظمة للبقاء بمعزل عن التدخلات السياسية وهو الأمر الذي يمثل سمة أصيلة في استراتيجية عملها منذ تأسيسها، وعلى مدار 60 عاما. وقال التقرير، نقلا عن محمد باركيندو الأمين العام لـ"أوبك"، بإنها تحافظ على هذا التوازن الدقيق بحذر شديد، مع التزام المنظمة بمواصلة السعي لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية على نحو يستفيد منه جميع أصحاب المصلحة، سواء المنتجين والمستهلكين والمستثمرين والاقتصاد العالمي ككل.

ونوه التقرير إلى تأكيد باركيندو، أن منظمة أوبك، واحدة من أقدم المنظمات السلعية في العالم، وبقاؤها على قيد الحياة لمدة ستة عقود متواصلة، في ظل صناعة متقلبة وعالم يتميز بالاضطراب الشديد والمتكرر، إنجاز هائل وعظيم.

وأشار إلى أن المنظمة، أنجزت عديدا من الأهداف والغايات النبيلة ضمن وظيفتها القانونية لتحقيق التوازن في سوق النفط على أساس مستدام، حيث نجحت في مرات عديدة في مواجهة ظروف محفوفة بالمخاطر، وتمكنت من التغلب على صعوبات جمة في إطار ست دورات اقتصادية صعبة، حتى توصلت من دعم استقرار سوق النفط بشكل جيد ومبهر للغاية.

ولفت التقرير، إلى أن تحديات مرحلة انتقال الطاقة تحتاج إلى جهود كل من المنتجين والمستهلكين معا، إضافة إلى كل أصحاب المصلحة في صناعة الطاقة من أجل الوصول إلى تطوير هذا التحول بأقل سلبيات ممكنة، حيث أن الجميع بحاجة إلى اتباع المسار الصحيح للوصول إلى مستقبل مزدهر من الطاقة المستدامة.كما أن هناك شيئا واحدا يمكن أن يتفق عليه الجميع، وهو أن العالم سيحتاج إلى قدر كبير من إمدادات موارد الطاقة المتنوعة في العقود المقبلة، مبررا ذلك بأن الحجم الكلي للاقتصاد العالمي في عام 2040 من المتوقع أن ينمو بنحو 214 % مقارنة بعام 2017.

وأوضح، أنه في الإطار الزمني نفسه من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 9.2 مليار نسمة بزيادة قدرها أكثر من 1.5 مليار عن التعداد الحالي، لأنه يجب ألا ننسى أن فقر الطاقة ما زال قائما، وهو ما يعد آفة عصرنا، على الرغم من ذلك هناك إشارة إلى تقدم كبير في هذا المجال بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية أخيرا. هذا لا يزال هناك ثلاثة مليارات شخص يفتقرون إلى سبل الوصول إلى وقود نظيف من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية، ومنها الطهي، و نحن بحاجة إلى الانتقال إلى عالم أكثر شمولية، حيث كل شخص لديه حق الوصول إلى الطاقة.

 وذكر تقرير "أوبك"، أنه في ضوء توقعات النفط العالمية للمنظمة لعام 2018، من المتوقع زيادة الطلب العالمي على الطاقة بنحو 33 % بحلول عام 2040.

وحول كيفية توقع تطور دور المنظمة، في السنوات المقبلة، أوضح التقرير أن "أوبك" ستواصل التركيز على دعم أساسيات السوق، وتحديدا توازن العرض والطلب، وتوفير كل الآليات التي تدعم الاستقرار في السوق.

وأضاف التقرير، أن حلم الآباء المؤسسين للمنظمة، هو استمرارية تنسيق السياسات، لافتا إلى أن هذا سيكون أسهل إذا قمنا بتوسيع التجارة والتنمية المشتركة، وتعزيز المشاريع بين الدول الأعضاء في "أوبك"، منوها إلى قول الأمين العام محمد باركيندو: "لدى بلداننا الكثير لتقدمه لبعضها البعض". وأنه من خلال "إعلان التعاون" بين دول "أوبك" وخارجها، تم بناء آلية مرنة وشفافة وفعالة بما وفرته الوسائل الفعالة لإدارة فترات من عدم الاستقرار في السوق لمصلحة كل الأطراف، وبما يدعم الاقتصاد العالمي. ولفت التقرير إلى تأكيد باركيندو أنه، "لم يحدث من قبل أن كان هناك مثل هذا التضامن والتصميم، ويمكن ملاحظة ذلك في أرقام المطابقة العالية باستمرار من قبل الدول المشاركة، خلال الفترة بأكملها.

وأشاد بإطلاق "أوبك" المرحلة الثالثة من مشروع البيانات الضخمة، الذي بدأته مع دولها الأعضاء في عام 2017، مشيرا إلى أن القرن الـ21 شهد طفرة هائلة في البيانات المتعلقة بالطاقة، وأن 90 % من جميع البيانات في العالم تم إعدادها على مدى العامين الماضيين، و سعي "أوبك" لتطوير بيانات كبيرة متطورة وحديثة وشاملة وسهلة الاستخدام ومتعددة الأبعاد.

واعتبر التقرير أن البيانات الضخمة، هي تعاون وثيق آخر ناجح بين الأمانة العامة والدول الأعضاء، وهو ما منح "أوبك" مكانة عالمية كبيرة في مجال البيانات وتوقعات النفط العالمية، مشيدا بحرص "أوبك" على تقديم صورة موضوعية عن توقعات الطاقة في الأجلين المتوسط والطويل بما في ذلك توقعات مفصلة عن تطورات الطلب والعرض والتكرير والتجارة. واختتمت أسعار النفط الخام نهاية يونيو، على مكاسب جيدة ربح فيها خام برنت 1.7 % والخام الأمريكي 1.2 %، مع زيادة الثقة بأمن الإمدادات في الشرق الأوسط وسط تعهدات دولية بتأمين الملاحة في مضيق هرمز. كما تتلقى الأسعار دعما من تخفيضات الإنتاج التي تنفذها دول "أوبك" وخارجها لتقليص المعروض النفطي العالمي بنحو 1.2 مليون برميل يوميا حتى مارس  2020، إضافة إلى تأثير العقوبات في إيران وفنزويلا وتراجع إمداداتهما على نحو واسع.

 وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الاخير من يوليو الحالي ، ارتفعت أسعار النفط  ، لتختم الأسبوع على صعود بعد بيانات أقوى وقال جون كيلدوف من "أجين كابيتال مانجمنت"، إن "البيانات كانت إيجابية في محصلتها، والناتج المحلي الإجمالي فاق التوقعات، وإنفاق المستهلكين اخترق السقف، لكن إنفاق الشركات كان سيئا بقدر ما كان إنفاق المستهلكين جيدا". وقد يتسبب تباطؤ اقتصادي أوسع نطاقا، ولا سيما في آسيا وأوروبا، في إضعاف الطلب على الخام خارج الولايات المتحدة وهو ما كبح مكاسب الأسعار.ومن جانبه، أوضح جين مكجيليان نائب الرئيس لأبحاث السوق لدى "ترادشن إنرجي" في ستامفورد في ولاية كونيتيكت، أن ثمة معركة في السوق حاليا بين من يعتقدون أننا سنرى تباطؤا اقتصاديا سيضر بالطلب، وآخرين، يركزون على، ما يحدث في الخليج العربي فضلا عن خفض الإنتاج".

وقال روس كيندي؛ العضو المنتدب لمجموعة "كيو اتش اي" لخدمات الطاقة، إن أسعار النفط الخام على الأرجح ستحقق مزيدا من الصعود في ضوء انحسار المخاوف على الطلب بعد بيانات جيدة للاقتصاد الأمريكي وجهود الاقتصاد الصيني للانتعاش مرة أخرى بزيادة الاستثمارات في مشروعات البنية التحتية. وأكد أن العوامل الجيوسياسية مازالت تلقي ظلالها بقوة على الأسعار رغم استبعاد احتمالات المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط، في ظل رغبة الأطراف كافة في الاعتماد على المفاوضات لتسوية الخلافات.

من جانبه، أوضح سيفين شيميل؛ مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، أن صعود الأسعار متوقع على نحو جيد في ضوء جهود تقييد المعروض التي يقودها تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها الذي يأتي بالتزامن مع توقعات تباطؤ وتيرة الحفر في الولايات المتحدة. كما ان حالة من هدوء وتيرة النمو قد تحدث  بحسب تقديرات شركات دولية عملاقة، مثل "هالبورتون" و"شلومبرجر"– بحلول الربع الرابع من العام الجاري متمثلا في انكماش إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري الزيتي.

من ناحيته، قال ماركوس كروج؛كبير محللي شركة"أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن مخزونات النفط التي مازالت مرتفعة قد تحد من تحقيق مكاسب سعرية أوسع، ولكن هناك مؤشرات إيجابية عن تسارع وتيرة السحب من المخزونات وتحركها صوب العودة إلى المستوى المتوسط في خمس سنوات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهو الهدف الرئيس الذي يسعى تحالف المنتجين الوصول اليه.



التعليقات