دراسات


كتب فاطيمة طيبى
19 أغسطس 2019 1:17 م
-
كيف تواجه بريطانيا السيناريو السلبي في حال "بريكست دون اتفاق"

كيف تواجه بريطانيا السيناريو السلبي في حال "بريكست دون اتفاق"

كتبت ـ فاطيمة طيبي

التقرير الذي أعدته وزارة شؤون مجلس الوزراء حددت  فيه الآثار الأكثر ترجيحا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، وليس أسوأ السيناريوهات هذا ما أفادت به صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية بحسب "رويترز"  هذا وأظهرت وثائق حكومية مسربة في الثامن عشر من شهر اغسطس الحالي  أن بريطانيا ستواجه نقصا في الوقود والغذاء والدواء إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق انتقالي، إذ ستتسبب هذه الخطوة في تكدس في الموانئ وإقامة حواجز حدودية في إيرلندا.


مايكل جوف الوزير المسؤول عن تنسيق الاستعدادات للخروج من دون اتفاق رفض ذلك، قائلا "الوثائق تمثل السيناريو الأسوأ، والحكومة سرعت  من وتيرة التخطيط للخروج في الأسابيع الثلاثة الأخيرة". في حين أشارت الصحيفة إلى أن ما يصل إلى 85 % من الشاحنات التي تستخدم الطرق الرئيسة العابرة للقنال الإنجليزي "قد لا تكون جاهزة" لدفع رسوم جمارك فرنسية، ما يعني أن الاضطرابات في الموانئ قد تستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر قبل أن تتحسن حركة نقل البضائع. كما أضافت الصحيفة " ايضا ان الحكومة تعتقد أن من المرجح إقامة حواجز بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، هذا ما تثبته  الخطط الحالية لتجنب عمليات التفتيش الموسعة أنها غير قابلة للاستمرار".

بحسب الصحيفة البريطانية، فإن الملف الذي "أعدته وزارة شؤون مجلس الوزراء هذا الشهر باسم "العملية يلوهامر" أعطى لمحة نادرة عن التخطيط السري الذي تقوم به الحكومة لتجنب انهيار كارثي للبنية التحتية للبلاد". ولفت إلى أن "الملف الذي يحمل تصنيف "رسمي- حساس"، بما يعني أن الاطلاع عليه يتطلب تصريحا أمنيا، مهما للغاية، لأنه أكثر التقييمات شمولا لمدى استعداد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق". فيما رد جوف عبر "تويتر" على أحد الصحافيين الذين كتبوا المقال في "صنداي تايمز" قائلا، "يلوهامر" هي السيناريو الأسوأ..  اذ اتُخذت خطوات كبيرة للغاية في الأسابيع الثلاثة الماضية لتسريع وتيرة التخطيط للخروج من الاتحاد الأوروبي".

هذا وذكر مكتب بوريس جونسون رئيس الوزراء أنه لا يعلق على الوثائق المسربة، فيما ارجع مصدر حكومي باللامة في ان التسريب قد يرجع الى وزير سابق  أراد بذلك التأثير في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي". كما ترجع هذه الوثيقة إلى وقت كان الوزراء يعرقلون فيه ما ينبغي عمله للاستعداد للخروج ولم تكن الأموال متوافرة، لهذا تعمد وزير سابق تسريبها في محاولة للتأثير على المناقشات مع زعماء الاتحاد الأوروبي".

وأوضح كواسي كورتن وزير الطاقة لمحطة سكاي نيوز لدى سؤاله عن وثائق "يلوهامر"، قال "أعتقد أن هناك كثيرا من يهمه نشر الذعر، وكثير من الناس يلعبون على وتر مشروع الخوف، علينا أن نستعد للخروج من دون اتفاق، سنكون مستعدين تماما للانسحاب من دون اتفاق في 31 أكتوبر".

وترى حكومة منطقة جبل طارق التابعة لبريطانيا أن التحذيرات الواردة في الوثائق بخصوص قدرتها على التأقلم مع خروج البلاد من التكتل من دون اتفاق خاطئة وعفا عليها الزمن.

وأوضح فابيان بيكاردو رئيس وزراء جبل طارق في بيان "لقد تعاملنا مع كل المسائل المتعلقة بتدفق البضائع والمواد الغذائية والمخلفات والأدوية، وحركة تنقل الأفراد والمركبات عبر الحدود".هذا وكتبت مجموعة مؤلفة من أكثر من مائة نائب لجونسون تدعوه إلى الإعلان عن استدعاء عاجل للبرلمان للانعقاد لمناقشة الموقف.  وجاء في الخطاب "نواجه حالة طوارئ وطنية، ينبغي استدعاء البرلمان في هذا الشهر من  أغسطس وإبقائه في حالة انعقاد دائمة حتى 31 أكتوبر، ليتسنى سماع أصوات الشعب  والرقابة على حكومتكم كما ينبغي".

ومن المقرر أن يتقابل جونسون هذا الأسبوع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه ليس بوسع البرلمان البريطاني وقف خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، وأن على الاتحاد الأوروبي التفاوض والاتفاق على صفقة جديدة إذا أراد تجنب انسحاب بريطانيا من التكتل من دون اتفاق.

ويتعرض جونسون لضغوط من الساسة من مختلف الأطياف السياسية في بريطانيا لمنع انسحاب البلاد من دون ترتيبات، وتعهد جيريمي كوربين زعيم المعارضة قبل أيام بالإطاحة بحكومة جونسون أوائل سبتمبر لتأخير خروج البلاد من التكتل.

ويأمل كوربين، إذا نجح في الإطاحة بجونسون، أن يصبح رئيسا للوزراء بالوكالة ليطلب بصفته هذه تأجيلا جديدا لموعد مغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبالتالي تجنب خروجها من دون اتفاق، ثم يدعو إلى انتخابات تشريعية مبكرة. وأشار كوربين، إلى أن "ما نحتاج إليه هو حكومة مستعدة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، حتى لا يكون لدينا خروج كارثي في 31 أكتوبر، من الواضح أن الحكومة برئاسة جونسون لا تريد أن تفعل ذلك".

غير أن استطلاعا للرأي أجراه معهد يوجوف أظهر أن كوربين لا يتمتع بتأييد أكثرية البريطانيين، ووفقا للاستطلاع الذي أجري في  15-   16  الماضيين على عينة تتمثل من 1968 بريطانيا، قال 48 % ممن شملهم الاستطلاع إنهم يفضلون أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق على أن يصبح كوربين رئيسا للوزراء، في المقابل ذكر 35 % ممن شملهم الاستطلاع أنهم يؤيدون تولي كوربين رئاسة الحكومة وتنظيم استفتاء جديد حول خروج أو بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. أما النسبة الباقية ممن شملهم الاستطلاع  17 %  رفضت الإدلاء برأيها في هذا الموضوع، وردا على سؤال عن خروج لبريطانيا من الاتحاد بلا اتفاق، عدّ 49 % ذلك مخرجا غير مقبول، مقابل 38%   يرون عكس ذلك.

 وكشف استطلاع لصحيفة "الإندبدنت" أن البريطانيين يرفضون بشكل حاسم تهديد جونسون لإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق، ما يقوض ادعاءه بحصوله على تفويض منهم للقيام بالخطوة الدرامية.  وأوضح الاستطلاع أن 34 % فقط من الناخبين يريدون من رئيس الوزراء إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة في 31 أكتوبر إذا لزم الأمر، في حين يحثه 49 % على التأخير أو إلغاء الخروج من الاتحاد الأوروبي بالكامل أو إجراء استفتاء جديد.                      كما يكشف الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "بي إم جي" للأبحاث أن الجمهور يشعر بالغموض حيال فرص جونسون في التفاوض على صفقة جديدة مع الاتحاد الأوروبى، مع اعتقاد 19 %  فقط أنه سيفعل ذلك. ويفضل الناخبون أيضا منح أعضاء البرلمان تصويتا نهائيا على نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يتم إقصاؤهم عن العملية، كما تنوي الحكومة، بنسبة 42 % إلى 39 %   

 

 

 

 

 

 



التعليقات