دراسات


كتب فاطيمة طيبى
8 أكتوبر 2019 2:03 م
-
6 محطات للقمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان

6 محطات للقمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان

  

اعداد ـ فاطيمة طيبي 

انعقدت القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، ست مرات متتالية على فترات مختلفة   لتظهر حرص الزعماء الثلاثة على إجراء تلك اللقاءات المتجددة بشكل دوري لتعزيز العلاقات والعمل على توثيقها في مختلف المجالات وزيادة سبل التعاون، بخاصة بعد أن حققوا نتائج متميزة منذ تدشين هذه الآلية المشتركة التي تهدف إلى تحقيق صالح الشعوب بالبلدان الثلاثة والإقليم، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في شرق المتوسط الذى يشهد اضطرابات وحالة من عدم الاستقرار

واستضافت القاهرة القمة الأولى في نوفمبر 2014، والثانية خلال شهر أبريل 2015 في نيقوسيا، والثالثة في ديسمبر 2015 في أثينا، فيما انعقدت القمة الرابعة في أكتوبر 2016 بالقاهرة، والخامسة في نيقوسا نوفمبر 2017، والسادسة أكتوبر 2018 فى جزيرة كريت باليونان..

- القمة الأولى: القاهرة 8 نوفمبر 2014

 أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره القبرصي نيكوس انستاسياديس، ورئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس، "إعلان القاهرة"، الذي تضمن شرحًا لأسباب القمة والمبادئ التي تعتمد عليها، ونص على تأكيد إدراكهم للتحديات الكبيرة التي تواجه الاستقرار والأمن والرفاهية في منطقة شرق المتوسط، والحاجة لتنسيق ردود الفعل الجماعية.

وتضمن الإعلان، المبادئ العامة للمشاركة الثلاثية، وهي:

ـ  احترام القانون الدولي

ـ احترام الأهداف والمبادئ التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة.

ـ  الالتزام بالعلاقات الودية، والسلام والأمن الدوليين.

ـ احترام المساواة بين الدول في السيادة.

ـ استقلال الدول والحفاظ على وحدة أراضيها.

ـ  حل الخلافات الدولية بالسبل السلمية.

ـ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

ـ  الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، على أن تؤهلها لأن تصبح نموذجا لحوار إقليمي أشمل، عن طريق التنسيق الوثيق والتعاون بين كل الأطراف، بجهود  تصب في اتجاه دعم العلاقات بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي. وأظهر زعماء الدول الثلاث تصميمهم على المضي قدما في تعزيز الشراكة الاستراتيجية جليا، خلال قمتهم الأولى، والتي ركزت على مختلف جوانب التعاون وسبل الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية للدول الثلاث.

واتفقت مصر واليونان وقبرص على أهمية السياحة والصناعة البحرية كمكونات حيوية لاقتصادياتها، كما اتفقت حكومات الدول الثلاث، التي وقعت على مذكرة للتعاون المشترك  فى 29 أكتوبر 2014، على مواصلة العمل معا بشكل وثيق بهدف تعزيز التعاون   بمشروعات مشتركة من بينها تنظيم برامج سياحية ورحلات بحرية مشتركة، وتعزيز النقل البحري.

- القمة الثانية : نيقوسيا 29 أبريل 2015

كانت في العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث اتفق زعماء الدول الثلاث على العمل على تعزيز العلاقات التي تشهد نموًا ملحوظًا في كل المجالات. وأصدر الزعماء "إعلان نيقوسيا" الذي تضمن التأكيد على مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تنمية واستقرار منطقة شرق المتوسط، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب، ايضا كشف مصادر الدعم المالي والسياسي الذي تحصل عليه الجماعات الإرهابية، والاستفادة من الاحتياطيات الهيدروكربونية في منطقة شرق المتوسط، مع تعزيز التعاون في مجالات السياحة والملاحة البحرية لنقل الركاب والبضائع، وتناول الإعلان عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك والتي جاء في مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن والعراق.

- القمة الثالثة: أثينا 8 ديسمبر 2015

كانت في أثينا اليونانية، تم خلالها الاتفاق على الارتقاء بمستوى التعاون من أجل تنفيذ مشروعات مشتركة بقطاعات الصناعات البحرية والسياحة، وتعزيز الربط البحري، وتفعيل دور القطاع الخاص لدفع الشراكة الاقتصادية، وإنشاء آلية مشتركة ودائمة للتعاون بين الدول الثلاث، بحيث تقوم بتحديد عدد من المشروعات المشتركة والعمل على تطويرها. وأكد خلالها الرئيس السيسي، أن هذا التعاون الثلاثي ليس موجها ضد أحد، ويفتح ذراعيه لأي دولة أخرى في المنطقة تريد أن تنضم لهذا التكتل، وأنه يخدم مصالح المنطقة والشعوب، وفقًا لمبادئ القانون الدولي، واحترام الاتفاقيات الدولية.

- القمة الرابعة: القاهرة 11 أكتوبر 2016

كانت و للمرة الثانية بالقاهرة، ومن أبرز نتائجها تحديد آلية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستقرار والسلام بالمنطقة، والقضايا  ذات الاهتمام المشترك مع العمل معا لترسيخ السلام والاستقرار والأمن والرخاء في منطقة البحر المتوسط، في ضوء الوضع غير المستقر في المنطقة، وتم الاتفاق على أهمية إقامة تعاون أوثق بجموعة من السياسات على درجة عالية من التنسيق.

واتفق القادة على أهمية علاج أزمة المهاجرين، والتحرك السريع لحماية البيئة، فضلا عن ترحيبهم بنتائج "مؤتمر رودس للاستقرار والأمن"، الذي انعقد في رودس في الثامن والتاسع من سبتمبر 2016، كوسيلة لتعزيز الحوار والتعاون بشأن المسائل المتعلقة بالأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، فضلًا عن ضرورة استكشاف كل الإمكانات، لتعزيز أوجه التعاون الاقتصادى الهدف منه خلق بيئة اقتصادية أكثر إيجابية للنمو للتصدي لتحديات الوضع الاقتصادي الدولي المتغير بسرعة، والاستفادة المشتركة من الفرص الاقتصادية المتاحة.

- القمة الخامسة: نيقوسيا، 20 نوفمبر 2017

كانت و للمرة الثانية بنيقوسيا، ركزت على تناول نتائج القمة الرابعة السابقة، مع سبل تعزيز العلاقات بين مصر واليونان وقبرص في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ايضا تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، و متابعة برامج ومشروعات التعاون بين الدول الثلاث، ايضا مناقشة عدد من القضايا الإقليمية.

هذا اللقاء كان بمثابة مرحلة جديدة مهمة من الشراكة الاستراتيجية مع دول البحر المتوسط، هذه الاهمية تعود الى تنامي التهديدات الإرهابية والصراعات المسلحة في عدد من دول منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، لضرورة تعزيز التعاون في المحافل والمنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تعميق التعاون الثلاثي في مجالات عديدة مثل النقل والسياحة والطاقة والزراعة وتبادل الخبرات الاقتصادية وتدعيم الاستثمارات المشتركة.

- القمة السادسة: جزيرة كريت أكتوبر 2018

كانت بين الرئيس السيسي، والرئيس القبرصى "نيكوس انستسيادس"، ورئيس الوزراء اليونانى "أليكسيس تسيبراس" فى جزيرة كريت   باليونان، حيث اتفق الزعماء الثلاثة على إنشاء سكرتارية تنفيذية لآلية التعاون الثلاثى مقرها قبرص، بهدف التنسيق ومتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها. ايضا إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مقره القاهرة، ويضم الدول المنتجة والمستوردة للغاز ودول العبور بشرق المتوسط، بهدف تنسيق السياسات الخاصة باستغلال الغاز الطبيعى بما يحقق المصالح المشتركة لدول المنطقة، ويسرّع من عملية الاستفادة من الاحتياطيات الحالية والمستقبلية من الغاز بتلك الدول. كما تم الاتفاق من خلال المباحثات على استمرار التشاور والتنسيق إزاء مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية خاصة فى ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية. مع التاكيد على الالتزام بمحددات الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لاسيما أمن ممرات الطاقة بها، وتعزيز ركائز التعاون بينهم ،  تلبية لتطلعات شعوبها لتحقيق الاستقرار والأمن، مع تفاقم الجهود لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والتصدى لخطرهذه الظاهرة ، مع المزيد من الاهتمام للتعامل مع الأسباب الجذرية التى تؤدى إلى تدفقات الهجرة غير الشرعية.

 الذي يحدر الاشارة اليه ان القمة الثلاثية، فى نسختها السابعة، والتي تستضيفها القاهرة، اليوم الثلاثاء، الثامن من شهراكتوبر، تأتى في توقيت هام تشهد فيه المنطقة تهديدات وقلاقل مما يتيح تبادل الرؤى لتقديم إسناد للحل السياسي بشأن القضايا المطروحة على الساحة مثل قضية فلسطين وسوريا وليبيا والإرهاب والهجرة غير الشرعية وملف التعاون مع الاتحاد الاوروبي.مما يؤكد حرص قادة الدول الثلاث على انعقاد هذه الاجتماعات بشكل دوري أن هذه الدول تسعى لتحقيق أهداف الاطراف الثلاثة وفي مقدمتها أمن واستقرار البحر المتوسط.

هذه القمة التي تجمع  بين مصر وقبرص واليونان،  بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، تكتسب  أهمية خاصة، في ضوء التطورات التى شهدتها منطقة شرق المتوسط على مدى الفترة الماضية، فضلا عن البناء على ما اتفق عليه في القمم الست السابقة، إزاء تعزيز التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسى بين الدول الثلاث. كما تتيح القمة، الفرصة لاستعراض وتقييم التقدم الذي حقق حتى الآن في مجالات التعاون القائمة، مع التركيز بشكل خاص في مجالات الأمن والدفاع والطاقة والسياحة والاستثمارات والابتكار وريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحماية البيئة وحماية التراث الثقافي .

 



التعليقات