دراسات


كتب فاطيمة طيبى
1 ديسمبر 2019 11:59 ص
-
الأمم المتحدة : تراجع في الصادرات وارتفاع في الأسعار على المستهلك الأمريكي

الأمم المتحدة : تراجع في الصادرات وارتفاع في الأسعار على  المستهلك الأمريكي

اعداد ـ فاطيمة طيبي

الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة تضر باقتصاد البلدين، في ظل تراجع الصادرات وارتفاع الأسعار على المستهلكين. هذا ما قالته الأمم المتحدة في دراسة اخيرة نشرتها في اوائل شهر نوفمبر الماضي.

كما أظهرت دراسة الأمم المتحدة، ايضا أن حرب التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم  كانت من نتائجها تراجع ملحوظ في واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية مما تسبب في رفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين.

هذا وتفيد الدراسة الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، أن واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية الخاضعة للرسوم تراجعت إلى 95 مليار دولار بين  شهر يناير و شهر يونيو 2019 من 130 مليار دولار في الفترة ذاتها من 2018.


وأفادت مؤشرات رسمية أمريكية، في الخامس من شهر نوفمبر 2019 ان، تراجع العجز التجاري الأمريكي وصل الى  4.7% اي  ما يعادل  52.5 مليار دولار في سبتمبر ، حيث سجلت البلاد أول فائض بترولي لها، الا ان الواردات والصادرات انخفضت تحت وطأة ارتفاع الرسوم وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

وتقلص عجز تجارة السلع مع الصين بواقع 100 مليون إلى 31.6 مليار دولار، ونزلت الصادرات إلى 800 مليون دولار في سبتمبر  والواردات من الصين اي ما يعادل  مليار دولار. وصرحت باميلا كوك هاملتون رئيسة قسم السلع في المنظمة في بيان أن "الحرب التجارية الخاسرة للجانبين تضر ليس بالبلدين المتنافسين فحسب، بل تهدد كذلك استقرار الاقتصاد العالمي والنمو المستقبلي  كما إن الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين تضر بالبلدين اقتصاديا على حد السواء . والذي كان نتيجة تبادل البلدان فرض الرسوم الجمركية على سلع بمليارات الدولارات في إطار الحرب التجارية بينهما.

من جهة اخرى كانت الشريحة الأشد تضررا من الرسوم الأمريكية واردات الولايات المتحدة من الأجهزة المكتبية ومعدات الاتصالات الصينية، والتي تراجعت 15 مليار دولار. مما اسفر عنه مع  مرور الوقت، ان حجم فاقد الصادرات الصيني يتزايد بموازاة تنامي الرسوم، حسبما ذكرته الدراسة. في غضون ذلك، تقدمت دول أخرى لملء الفراغ الذي تركته الصين. وتذكر الدراسة ان  تايوان كأكبر مستفيد من "تحول مسار التجارة"، حيث حيث عملت على زيادة  صادراتها إلى الولايات المتحدة الى 4.2  مليار دولار في النصف الأول من 2019. وتركزت تلك الزيادة على  معدات المكاتب والاتصالات خاصة .

من جانب اخر زادت المكسيك أيضا صادراتها إلى الولايات المتحدة بمقدار 3.5 مليار دولار، خاصة  معدات الزراعة والنقل والكهرباء كما رفع ايضا الاتحاد الأوروبي صادراته 2.7 مليار دولار، معظمها من المعدات، وفقا لنتائج الدراسة.

وصرح اليساندرو نيكيتا الخبير الاقتصادي في "اونكتاد" للصحافيين في جنيف، أنه خلال المرحلة الأولية من النزاع الاقتصادي نجد ان "المستهلكين والشركات الأمريكية تحملت معظم تكاليف الرسوم الجمركية في وقت نجد فيه إن المصدرين الصينيين خفضوا فيه أسعار السلع الخاضعة للرسوم الجمركية في محاولة منهم على ما يبدو للحفاظ على حصتهم في السوق الأميركية.

وتعهّد الرئيس الصيني "شي جين بينغ" بمزيد من الانفتاح في الاقتصاد الصيني، معلنا أن على دول العالم أن "تهدم الجدران" فيما بينها، جاء ذلك في كلمة القاها خلال افتتاح معرض تجاري جديد  في شنغهاي. وقالت مصادر مطلعة على سير المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين إن بكين تضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلغاء مزيد من التعريفات الجمركية التي فرضها في سبتمبر 2019، وذلك في إطار اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين يمثل "مرحلة أولى".

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن 5 مسؤولين مطلعين على المناقشات القول إن البيت الأبيض يدرس إسقاط هذه الرسوم بهدف تعزيز فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين لإنهاء الحرب التجارية الدائرة بين البلدين. وتخوض الصين والولايات المتحدة منذ  2018 مواجهة تجارية تتمثل في تبادل فرض رسوم جمركية على سلع تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من التبادل التجاري بين البلدين.

وقالت وزارة العمل الأمريكية في الثالث عشر من نوفمبر الماضي إن مؤشرها لأسعار المستهلكين ارتفع بنسبة  0.4 % في شهر اكتوبر 2019، إذ دفعت الأسر مبالغ أكبر مقابل منتجات الطاقة والرعاية الصحية والأغذية ومجموعة من البضائع الأخرى. وهذه أكبر زيادة للمؤشر منذ مارس  والتي ،  تأتي في أعقاب قراءة مستقرة في سبتمبر.  وفي الاثني عشر شهرا قبل ذلك حتى أكتوبر، ارتفع المؤشر 1.8 % بعد زيادة بلغت 1.7 % في سبتمبر

من جانب اخر توقع  اقتصاديون  ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الى 0.3 % في أكتوبر و1.7 %على أساس سنوي وباستبعاد مكوني الأغذية والطاقة متقلبي الأسعار، كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الى 0.2 % بعد زيادة وصلت الى 0.1 % في سبتمبر. وارتفع  ما يعرف باسم المؤشر الأساسي لأسعار المستهلكين في ظل قفزة في تكاليف الرعاية الصحية بأعلى وتيرة في أكثر من ثلاث سنوات. وكانت هناك أيضا زيادات في أسعار السيارات المستعملة والشاحنات والترفيه والإيجارات  وفي الاثني عشر شهرا حتى أكتوبر، ارتفع المؤشر الأساسي لأسعار المستهلكين 2.3 % بعد أنارتفع الى 2.4 % في سبتمبر الماضي .

 

 

 



التعليقات