دراسات


كتب فاطيمة طيبى
2 ديسمبر 2019 2:06 م
-
الجمعة السوداء.. موسم انتعاش مبيعات الشركات التجارية

الجمعة السوداء.. موسم انتعاش مبيعات الشركات التجارية

اعداد ـ فاطيمة طيبي

يوم "الجمعة السوداء" أو الـ"Black Friday"، موسم سنوي يمتد لأيام محدودة يشتعل خلالها هوس الناس الراكضين خلف العروض والتخفيضات التي تتجمع كلها في هذا اليوم الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر. وجرى اعتماد التقليد الحديث نسبياً بعد عيد الشكر من الولايات المتحدة، حيث قُدِّر ما يقرب من 70% من الأمريكيين  164 مليون شخص  يخرجون للتسوّق في الجمعة السوداء، وفقاً للاتحاد الوطني للتجزئة.

تاريخيا التسمية جاءت بسبب الأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة في القرن 19 والذي يعود  لستينيات القرن الماضي، حين بدأت شرطة فيلاديلفيا باستخدامه لكثرة خروج الناس فيه للتسوق ولكثرة الحوادث. وبعد عدة سنوات، وتحديداً عام 1966، أطلقت شرطة فيلاديلفيا هذا الاسم بشكل رسمي على أول جمعة بعد أعياد الميلاد؛ حيث استُخدم على باصات الشرطة لتوجيه الناس ولحثهم على الهدوء وعدم افتعال المشاكل.ويقول خبراء الاقتصاد إن استخدام فكرة التخفيضات ترجع إلى عام 1869 نتيجة ركود اقتصادي وتضخم أثر على قيمة العملة والأسهم، بسبب زيادة العرض وانخفاض الطلب.


 وقالت مؤسسة كونفرنس بورد، إن مؤشرها  لثقة المستهلك انخفض إلى 125.5 في نوفمبر 2019، من قراءة معدلة بالزيادة عند 126.1 في أكتوبر ، مسجلا المؤشر 125.9 في سبتمبر.وتوقع الاقتصاديون، أن يرتفع المؤشر إلى 127 في نوفمبر . حيث تراجعت ثقة المستهلكين عن ذروتها المسجلة حديثا عند 137.9 في أكتوبر2018.

وتراجع المؤشر الفرعي للأوضاع الحالية، المستخلص من تقييم المستهلكين لأوضاع الشركات وسوق العمل، إلى 166.9 نوفمبر من 173.5 في أكتوبر الا ان مؤشر التوقعات، ويقوم على نظرة المستهلكين للدخل وأوضاع الشركات وسوق العمل في المدى القصير، ارتفع إلى 97.9 من 94.5 شهر اكتوبر.

كما تزدهر مبيعات الأسلحة الخفيفة في الولايات المتحدة بحلول موسم "الجمعة السوداء" في كل عام، وسط مخاوف المستهلكين من فرض الحكومات المحلية قيودا على امتلاك الأسلحة استغلالا للتخفيضات الكبيرة على الأسعار وفي 2017، حققت مبيعات الأسلحة رقما قياسيا في الجمعة السوداء، حيث تلقى مكتب التحقيقات الاتحادي "إف بي آي" أكثر من 200 ألف طلب فحص للخلفية الجنائية لشراء السلاح. وآنذاك قال "إف بي آي"، إنه أرسل 203 آلاف و86 طلبا، ليسجل أعلى مستوياته في يوم واحد؛ مقارنة بـ 185 ألفا و713 طلبا في العام 2016، و185 ألفا و345 طلبا عام 2015. وتمنح متاجر الأسلحة خصومات  10% على الأسلحة والذخائر والإكسسوارات.

كما سجلت المبيعات عبر الإنترنت في "الجمعة السوداء" (بلاك فرايداي) في الولايات المتحدة رقما قياسيا بلغ 7.4 مليار دولار في 2019، مع ارتفاع ملحوظ في عدد عمليات الشراء التي تتم بواسطة هواتف ذكية، وفقا لإحصاءات صدرت السبت عن شركة أدوبي أناليتيكس.وقالت الشركة إن هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 19.6 % مقارنة بالعام الماضي وثاني يوم من حيث حجم المبيعات عبر الإنترنت، أي أقل بقليل من الـ 7.9 مليار دولار التي أنفقها المستهلكون خلال يوم سايبر مونداي في 2018، وهو اليوم الذي يلي الجمعة السوداء   وتراقب أدوبي أناليتيكس تعاملات 80 من أكبر 100 شركة للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة. وهذا العام سُجل استخدام الهواتف الذكية لإجراء 39 % من عمليات الشراء عبر الإنترنت، اي بزيادة 21 % عن 2018.


وفي عام 2017، ارتفعت المشتريات عبر الإنترنت في "الجمعة السوداء" بنسبة 18.4% مقارنة بـ 2016، بحسب بيانات "أدوبي أناليتيكس" التي تهتم سنوياً بحصد أرباح الشركات العالمية من هذا اليوم.

وبحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الدولية، أصدرته عقب جمعة 2017 السوداء، فإنها أغدقت أرباحاً طائلة على جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة بيع التجزئة على الإنترنت "أمازون"، ما زاد ثروته متجاوزة عتبة الـ100 مليار دولار. وقالت الوكالة إن ثروة بيزوس ارتفعت من 2.4 مليار دولار إلى 100.3 مليار دولار، مع القفزة التي حققتها أسهم عملاق التجارة الإلكترونية "أمازون" بنسبة 2%، بسبب الجمعة السوداء.وعلى الرغم من أنه   2018   كان صعباً من الناحية الاقتصادية، بالنسبة للقدرة الإنفاقية في أغلب أنحاء العالم، فإن توقعات انتعاش المبيعات لا تزال مرتفعة.

وبحسب تقارير حديثة ، فإن الشخص أنفق في المتوسط 967.13 دولاراً في 2017، مقارنة بنحو 935.58 دولاراً للشخص لعام 2016، بإجمالي 682 مليار دولار في 2017، مقارنة بـ655.8 مليار دولار، وبمعدل زيادة يقترب من 4%. وفي عام 2016، بلغ عدد المتسوقين ما يقرب من 101.17 مليون شخص، مقارنة بنحو 74 مليون شخص في عام 2015، فيما تجاوز عدد المتسوقين في 2017 مستوى الـ 150 مليون شخص.

وعلى مدار السنوات الـ 15 الماضية، كان موسم التسوق خلال شهري نوفمبر وديسمبر منتعشاً ومتنامياً باستمرار، بمتوسط زيادة سنوية في المبيعات 2.5%، وقبل الأزمة المالية العالمية، بلغ متوسط الزيادة السنوية في 10 سنوات 3.5%. وعادة ما تبالغ مؤسسة الأبحاث الوطنية الأمريكية في تقدير المبيعات داخل البلاد، ففي عام 2015 توقعت المؤسسة تحقيق مبيعات بـ 630.5 مليار دولار، ولكن ما بيع بالفعل كانت قيمته نحو 626.1 مليار دولار فقط.

وأفادت دارسة استقصائية أجرتها المؤسسة أن المتاجر الأمريكية ستستأجر ما بين 500 إلى 550 ألف عامل موسمي في عام 2017، وهو أقل من الرقم القياسي الذي بلغ 764.750 عاملاً تم توظيفهم في 2013.في يوم الجمعة السوداء كانت أغلب الطلبات عبر الإنترنت، على الرغم من أن متاجر التجزئة شهدت أيضاً طوابير في جميع أنحاء البلاد. وشملت 81% من مشتريات الجمعة السوداء خدمة التوصيل إلى المنازل.


وحسب مركز توصيلات أمازون في المملكة المتحدة، فإن شاحنة ديزل تغادر المركز كل 93 ثانية في أوقات الذروة،  ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية فإن التسوّق عبر الإنترنت يسهم في التلوّث من خلال الديزل؛ حيث تبلغ الشاحنات الآن ما نسبته 10-12% من المركبات في المدن البريطانية.

كما أن التقديرات للتسوّق عبر الإنترنت في المملكة المتحدة بلغت ما يصل إلى 1.35 مليار جنيه إسترليني ليوم الجمعة وحده، وفقاً لمحللين في "إمرغ"، جمعية التجزئة البريطانية في المملكة المتحدة، فإن هذا الرقم يدعو للتساؤل حول: أين وكيف سيتم التعامل مع مخلفات هذه البضائع؟

ووفقاً لتقارير مختلفة تعتبر دولتا السعودية والإمارات أكبر سوقيّن من حيث إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية في المنطقة. وتمثل منطقة الخليج العربي مع مصر 80% من حجم التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط بمعدلات نمو سنوية تزيد عن 30%.كما تؤكد تقارير اخرى أنه من المتوقع أن ينمو حجم قطاع التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 28.5 مليار دولار بحلول عام 2022، مرتفعا من 8.5 مليار دولار عام 2017.

ولعل تلك الأرقام هي المُحفز الرئيسي لشركة "نون.كوم" للاستثمار المُوسع في الإمارات والسعودية وأخيراً مصر.وستدعم تلك الاستثمارات نون.كوم في أن تفتح مجالا واسعا في سوق العمل المصري لكل من يحظى بقدر حقيقي من الكفاءة، ليكون جزءا من كيان شركة نون.كوم، حيث عينت الشركة حتى الآن "ما يزيد عن 350 موظفا مصريا من مختلف التخصصات ونحو 120 موظفاً بنظام التعاقد المؤقت .

 

 

 

 



التعليقات