دراسات


كتب فاطيمة طيبى
31 ديسمبر 2019 3:35 م
-
الاقتصاد العالمي في 2019.. صراعات ،غموض سياسي وتوترات تجارية

الاقتصاد العالمي في 2019.. صراعات ،غموض سياسي وتوترات تجارية

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 

 أكد الخبراء أن الاقتصاد العالمي مر في 2019 بعام صعب وأن حرب التجارة التي تخوضها واشنطن وبكين منذ العام الماضي وتبادل فرض رسوم جمركية هي سبب تباطؤ الاقتصاد العالمي ما دفع منظمات الاقتصاد الدولية لتخفيض توقعاتها للنمو أكثر من مرة  متتالية

وأعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أحدث توقعاتها التي صدرت في نوفمبر 2019، أن الاقتصاد العالمي ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية مع إسناد الحكومات مهمة إعادة جذب الاستثمارات للبنوك المركزية. هذا و قد قالت المنظمة في سبتمبر من 2019 أنها تتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي في 2019 و 2020 وقد يصل الى  2.9% وهو الأقل في 10 سنوات. على غير ما كانت تتوقعه  في ان يصل الى  3% في 2020.


 كما توقعت المنظمة ايضا  من مقرها في  باريس ان نمو الاقتصاد قد يصل الى  3% في 2021 هذا وبالنسبة للولايات المتحدة، توقعت المنظمة نموا بنسبة 2.3%   بعد توقع 2.4% في سبتمبر2019. وتوقعت نموا 6.2% للصين، وهي غير عضو بالمنظمة، أي بوتيرة أسرع قليلا مقارنة بتوقع سبتمبر2019  البالغ 6.1%. ، وفي منطقة اليورو، توقعت المنظمة نموا 1.2% في 2019 و1.1% في 2020، وكلا التقديرين أعلى 0.1 نقطة مئوية من توقع في سبتمبر.وبالنسبة للعام 2021، توقعت ان يصل  النمو الى  1.2%.  

كما  زادت توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للنمو في بريطانيا خلال 2019  إلى 1.2%، بعدما توقعت 1% فقط في وقت سابق، في حين قدرت ان يصل  النمو الى 1%  أيضا في 2020 و1.2% في 2021.  وترى ايضا  المنظمة  أن تصاعد التوترات التجارية يؤثر بشكل متزايد على الثقة والاستثمارات ويزيد من حالة غموض السياسات ويزيد من مشاعر الخوف من المخاطرة في الأسواق المالية ويعرض احتمالات النمو المستقبلي للخطر. واعترف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، في منتدى مستقبل الاستثمار بالعاصمة السعودية الرياض: "ما من شك في أن الاقتصاد العالمي يتباطأ وإن لذلك بعض التأثير المعرقل بشكل متواضع على الاقتصاد الأمريكي".

 ـ آفاق الاقتصاد العالمي لصندوق النقد الدولي:

وبحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لصندوق النقد الدولي، الصادر في أكتوبر  2019، قال ان  الاقتصاد العالمي يشهد حالة تباطؤ متزامن؛ حيث انخفضت توقعات النمو في 2019، مرة أخرى إلى 3% مسجلة أبطأ وتيرة للنمو منذ الأزمة المالية العالمية. حيث يشكل هذا تراجعا خطيرا عن المعدل البالغ 3.8% في 2017 وقت  ان كان العالم في حالة انتعاش متزامن.

 من جانبها قالت رئيسة صندوق النقد الدولي الحالية  كريستالينا جيورجيفا، في أكتوبر 2019 إن الاقتصاد العالمي يمر في الوقت الحالي بمرحلة من التباطؤ المتزامن، مضيفة أنه من المتوقع أن يكون نمو الاقتصاد العالمي عام 2019 أيضا هو الأضعف منذ بدء العقد الجاري، بسبب استمرار النزاعات التجارية. كما أوضحت جيورجيفا أن الصندوق خفض تنبؤاته الرسمية للاقتصاد العالمي عامي 2019 و2020، ويتوقع هذا العام "نموا اقتصاديا أبطأ  في 90% من العالم 

وبحسب تقرير صندوق النقد، يرجع هذا النمو الضعيف إلى:

ـ تزايد الحواجز التجارية.

ـ  تصاعد عدم اليقين المحيط بالتجارة والأوضاع السياسية الجغرافية.

ـ عوامل متفردة تتسبب في ضغوط اقتصادية كلية في العديد من اقتصادات الأسواق الصاعدة.

ـ عوامل هيكلية، مثل نمو الإنتاجية المنخفض وشيخوخة التركيبة الديموغرافية في الاقتصادات المتقدمة.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتحسن النمو العالمي تحسنا طفيفا في 2020 ليصل إلى 3.4% بانخفاض قدره 0.2% عن توقعاتنا في شهر أبريل 2019  .

ـ معهد "إيفو" لأبحاث الاقتصاد بألمانيا:

بدوره أعلن معهد "إيفو" لأبحاث الاقتصاد في مدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا، في نوفمبر 2019، استمرار تراجع التوقعات بشأن مناخ الاقتصاد العالمي. مضيفا  أن مؤشر مناخ الاقتصاد العالمي الخاص به انخفض في الربع الأخير من2019، من سالب 10.1 إلى سالب 18.8 نقطة. وأوضح المعهد أن هذا المستوى هو الأقل منذ الربع الثاني منذ عام 2009، لافتا إلى تراجع كبير في تقييم الموقف الحالي والتوقعات بالنسبة للمستقبل

وقال كلمنس فوست، رئيس معهد "إيفو"  في نوفمبر 2019 ، إن الاقتصاد العالمي يواصل التراجع ، لأن المناخ الاقتصادي يتردى في جميع المناطق التي تم رصدها تقريبا. و  في ما يخص  الأسواق الناشئة تأتي حركة التراجع في الأساس من آسيا، وفي الأسواق المتقدمة تأتي بشكل رئيسي من الولايات المتحدة. وبحسب معهد "إيفو"، فإن إجمالي 1230 خبيرا من 117 دولة، شملهم استطلاع توقعوا تراجعا كبيرا  في نمو التجارة العالمية وفي الاستهلاك الخاص، وانخفاضا في النشاط الاستثماري.

وأشار المعهد أيضا إلى زيادة عدد الخبراء الذين وصفوا الطلب الاقتصادي الكلي والنشاط الابتكاري بأنهما غير كافيين، مقارنة بالعدد الذي ذكر ذلك الربيع الماضي. وقال يي قانغ محافظ البنك المركزي الصيني، في أكتوبر2019   ، أن احتمال تصاعد التوترات التجارية والغموض السياسي يمثلان عوامل الخطر الرئيسية التي تواجه الاقتصاد العالمي.

2019ـــ  .. عام التحولات الكبرى في المنطقة العربية:

نهاية عام ٢٠١٩   أحداث وتطورات وتحولات كبرى، كثيرة في المنطقة العربية. حيث أطل العام بحدث تاريخي بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية. وواصلت المنطقة العربية فورانها بموجة جديدة من الحراك الشعبي العربي، طالت السودان والعراق والجزائر ولبنان للمطالبة بتغييرات سياسية وإصلاحات اقتصادية، ورفضا لتدخلات أجنبية.

السودان ودع حكم الإخوان، ورحل عمر البشير، والجزائر أنهت حكم عبدالعزيز بوتفليقة، وتسلم عبدالمجيد تبون مقاليد الحكم، ولبنان أجبر سعد الحريري على الاستقالة من منصب رئيس الوزراء، والعراق أبعد عادل عبدالمهدي من رئاسة الحكومة. وعالميا ربما يكون الحدث الأبرز، هو اقتراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العزل بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس.

أحداث سجلت في صفحات التاريخ، لكن تبعاتها لم تنته بعد، لنستقبل عام ٢٠٢٠ برؤيا اكثر تفاءلا سياسيا واقتصاديا ..




التعليقات