دراسات


كتب فاطيمة طيبى
14 يناير 2020 2:46 م
-
وكالة "بلاتس الدولية" : اتفاق التجارة بين واشنطن وبكين يعزز توقعات الطلب في 2020

وكالة "بلاتس الدولية" : اتفاق التجارة بين واشنطن وبكين يعزز توقعات الطلب في 2020

     اعداد ـ فاطيمة طيبي

 في الوقت الذي سجل فيه النفط أول خسارة أسبوعية منذ  نوفمبر 2019 بعد انحسار مخاوف التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها في استقرار الإمدادات النفطية، الأسواق النفطية تترقب اتفاق التجارة بين واشنطن وبكين خلال الأسبوع  الثاني من يناير، ما يعزز توقعات الطلب في 2020 

 هذا وقد تراجع خام برنت 5.3 %، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط 6.4 % على أساس أسبوعي. ويعد السبب الرئيسي وراء تراجع الأسعار، صدور بيانات جديدة تؤكد تسجيل نمو مستمر في مستوى المخزونات الأمريكية، علاوة على توقعات قوية باتساع وفرة المعروض من الإمدادات خلال الربع الأول، وهو ما محا المكاسب السعرية القياسية السابقة التي تحققت على خلفية التوترات الجيوسياسية.

ويقاوم الانخفاضات السعرية خطة "أوبك+" في تقليص المعروض النفطي من خلال الخفض الجاري لمستويات الإنتاج بشكل أعمق بالتزامن مع تطورات إيجابية مرتقبة في احتواء النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما عزز توقعات النمو الاقتصادي خلال العام الجاري.


ـ تقرير حديث :

وفي هذا الإطار، أكدت وكالة "بلاتس الدولية" للمعلومات النفطية أنه من المتوقع توقيع الصين والولايات المتحدة "المرحلة 1" من اتفاقهما التجاري الأربعاء المقبل في البيت الأبيض، على الرغم من الظروف الدقيقة، التي تجتازها السوق، خاصة فيما يتعلق بزيادة العقوبات الأمريكية على طهران، والوضع الحالي للصين كأكبر مستورد للخام ومكثفات النفط من إيران.

وأوضح تقرير حديث للوكالة، أن الولايات المتحدة تؤكد إيجابية الوضع في السوق، بالرغم من المخاطر التي يراها كثيرون، مشيرا إلى تأكيد ستيفن منوشين وزير الخزانة الأمريكي أن الصين خفضت فعليا مشترياتها من الخام الإيراني إلى الصفر، لافتا إلى أن الشركات الحكومية الصينية لا تشتري الخام الإيراني. وأضاف أن العقوبات الأمريكية تزداد بثقل بالغ على الاقتصاد الإيراني خاصة بعد التوترات الأخيرة، وهناك تحركات قوية نحو إزاحة الصين عن مكانتها كأكبر مشتر للخام الإيراني، والتي كانت في فترات سابقة تحاول تحدي العقوبات الأمريكية.

وأشار تقرير بلاتس إلى أن متوسط صادرات النفط والمكثفات الإيرانية إلى الصين سجلت نحو 225 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2019، مقارنة بـ 400 ألف برميل يوميا في النصف الأول.

ونوه إلى تأكيد وزير الخزانة الأمريكي أن الولايات المتحدة واصلت العمل مع الصين وغيرها من مشتري النفط الإيرانيين لفترة طويلة لوضع حد لواردات الخام الإيراني المحتملة، مشيرا إلى أن واشنطن تجري محادثات مع بكين، ومع أي طرف آخر لمنع التهرب من العقوبات.

ونقل التقريرعن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية تأكيدهم أن الولايات المتحدة لا تفكر في تخفيف العقوبات على صادرات الخام الإيراني، في مقابل الحصول على تنازل تجاري من بكين، أو أي إجراء آخر لا يفي بالغرض، حيث تعتزم الولايات المتحدة فرض عقوبات على أي نشاط يخضع للعقوبات في الصين أو غيرها، خاصة واردات النفط الإيراني.

وفي سبتمبر  2019، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ستة كيانات صينية وكبار المسؤولين التنفيذيين فيها، بما في ذلك شركتان معنيتان بتجارة النفط مع إيران بسبب انتهاك العقوبات الأمريكية، كما سبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة التجارة الصينية المملوكة للدولة على أثر خرق تجارة النفط مع إيران.

ونقل التقرير عن وزارة الخزانة الأمريكية أن "المرحلة 1" من اتفاق التجارة الجديد مهمة للغاية لتنظيم التجارة في مجالات حيوية مثل الزراعة والتكنولوجيا وقضايا الملكية الفكرية.

ـ الإنتاج الأمريكي من النفط:

وفيما يخص الإنتاج الأمريكي، ذكر تقرير وكالة "بلاتس" أن الزيادة الكبيرة في الإنتاجية، التي شوهدت في الأيام الأولى من طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة تتضاءل حاليا، لكن من المحتمل ألا تنتهي، وفقا للمحللين الذين يتوقعون أن ترتفع الكفاءة في عديد من الاستثمارات إلى أعلى مستوى في 2020.

وأشار إلى توقعات ارتفاع الإنتاجية على الرغم من تباطؤ أنشطة الحفر، ومن المتوقع أن تتباطأ مكاسب إنتاج الصخري على الرغم من أن التكنولوجيا مكنت من تدفق النفط والغاز إلى السطح بشكل أسهل وأسرع بينما يدعي بعضهم أن الإنتاجية قد اتخذت خطوة إلى الوراء، على الأقل في بعض المناطق الإنتاجية التي كانت واعدة في السابق.

وذكر التقرير أنه في عام 2014   الذي شهد الانهيار الحاد في أسعار النفط  اضطر المشغلون إلى الابتكار بسرعة لمكافحة الانخفاض الحاد في الأسعار من 100 دولار للبرميل إلى نصف هذا المستوى بالكاد بنهاية 2014، ومنذ ذلك الحين شهدت الصناعة قفزة كبيرة بنحو 50 % ارتفاعا في معدلات إنتاج الآبار الأولية، خاصة حقل برميان الرئيس. وكانت أسعار النفط قد تراجعت دون 65 دولارا للبرميل في ختام الأسبوع الاول من شهر يناير 2020، متكبدا أول خسارة أسبوعية منذ أواخر  نوفمبر 2019، ما محا علاوة المخاطر،في الوقت الذي يركز فيه المستثمرون على ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة ومؤشرات أخرى على وفرة الإمدادات.

لكن الأسواق ما زالت تراقب المخاطر الأطول أجلا للصراع، كما، تلقت الأسعار الدعم لفترة وجيزة 10 يناير 2020، وانخفض خام القياس العالمي برنت 39 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 64.98 دولار للبرميل، وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 52 سنتا ليغلق عند 59.04 دولار. وقال فيل فلين محلل النفط لدى "برايس فيوتشرز جروب" في شيكاغو، إن "مع تراجع إيران هناك إحساس بأن إمدادات النفط آمنة تماما، لكن في الوقت الحالي ومع فرض العقوبات، وهذا التقرير الذي يقول إن سفينة روسية تصرفت بعدوانية تجاه سفينة أمريكية، هذا يسبب القليل من الخوف مجددا في السوق".

وفي الأسبوع الاول من يناير 2020، تكبد برنت خسارة 5.3 %، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 6.4 %، والخامان القياسيان أقل حاليا من المستويات، التي سجلاها في الثالث من  يناير . لكن ليس هناك أي تعطل في إنتاج الشرق الأوسط نتيجة لتنامي التوترات وأفادت مؤشرات أخرى بوفرة الإمدادات.حيث خفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد الحفارات النفطية العاملة للأسبوع الثالث على التوالي في الوقت، الذي يواصل فيه المنتجون تنفيذ خطط لخفض الإنفاق على أنشطة الحفر الجديدة للعام الثاني على التوالي في 2020.

ـ  تقريربيكر هيوز لخدمات الطاقة:

وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقريرها، الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن شركات الحفر خفضت عدد الحفارات النفطية بمقدار 11 حفارا في الأسبوع الاول من يناير 2020، في أكبر تراجع منذ   أكتوبر ، ليصل إجمالي عددها إلى 659 حفارا وهو أقل عدد منذ  مارس2017، وكان عدد الحفارات العاملة 873 في الأسبوع ذاته قبل سنة .

وفي 2019، تراجع عدد الحفارات النفطية، وهو مؤشر مبكر للإنتاج في المستقبل، بواقع 208 حفارات مع قيام شركات التنقيب والإنتاج المستقلة بخفض الإنفاق على أعمال الحفر الجديدة مع سعي المساهمين إلى عوائد أفضل في ظل وضع تنخفض فيه أسعار الطاقة. وتوقعت سابقا إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من الخام إلى 12.3 مليون برميل يوميا في 2019، وأن يزيد إلى 13.2 مليون برميل يوميا في 2020 عن المستوى القياسي البالغ عشرة ملايين برميل يوميا في 2018.

ومنذ بداية 2020، بلغ إجمالي عدد حفارات النفط والغاز العاملة في الولايات المتحدة في المتوسط 789، وتنتج معظم منصات الحفر النفط والغاز. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الاول من يناير. وزادت مخزونات الخام 1.2 مليون برميل على مدار الأسبوع  ي إلى 431.1 مليون برميل، بينما توقع المحللون انخفاضها 3.6 مليون برميل. وانخفضت مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما 821 ألف برميل، حسبما ذكرته إدارة المعلومات.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة تراجع استهلاك الخام بمصافي التكرير 386 ألف برميل يوميا، ونزل معدل تشغيل المصافي 1.5 نقطة مئوية في الأسبوع الماضي. وقالت الإدارة إن مخزونات البنزين صعدت 9.1 مليون برميل إلى 251.6 مليون برميل، في حين توقع المحللون في استطلاع أن ترتفع 2.7 مليون برميل. ونمت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 5.3 مليون برميل إلى 139 مليون برميل، مقابل توقعات لزيادة قدرها 3.9 مليون برميل. وزاد صافي واردات الولايات المتحدة من النفط 1.78 مليون برميل يوميا الأسبوع الاول من يناير .

وتوقع فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن تتلقى الأسواق العالمية إمدادات جيدة في 2020 وأن نمو الطلب قد يظل ضعيفا، ما سيكبح الأسعار.

وقال بيرول "نتوقع نمو الطلب أقل قليلا من مليون برميل يوميا"، مضيفا أن النمو قد يظل ضعيفا، مقارنة بمستوياته التاريخية. وأضاف أن هناك فائضا مفترضا بمليون برميل يوميا من النفط، ما سيكفل تلقي السوق العالمية إمدادات جيدة. ويرى بيرول أن "إنتاج غير "أوبك" قوي جدا، ما زلنا نتوقع أن يأتي الإنتاج، ليس من الولايات المتحدة فحسب، بل ومن النرويج وكندا وجيانا ودول أخرى، وبالتالي، يمكنني أن أقول إن الأسواق في رأيي، مزودة جيدة جدا بالنفط، ونتيجة لذلك، نتوقع أن تبقى الأسعار عند 65 دولارا للبرميل".

 

 

 



التعليقات