أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
23 فبراير 2020 1:50 م
-
من الرياض .. وزراء مالية "العشرين" يبحثون إصلاح النظام الضريبي العالمي

من الرياض .. وزراء مالية "العشرين" يبحثون إصلاح النظام الضريبي العالمي

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 خلال الاجتماع في السعودية، أول بلد عربي يترأس مجموعة العشرين، يأمل مسؤولو أكبر 20 اقتصادا في العالم أن يتوصلوا إلى إجماع بخصوص نظام ضريبي عالمي أكثر عدالة في العصر الرقمي.


يأتي هذا الاجتماع وسط تنامي القلق إزاء فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) مع قيام السلطات الصينية بعزل ملايين الأشخاص في منازلهم لمنع انتشار المرض، ما يؤدي إلى تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي.

ويناقش وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة العشرين في العاصمة السعودية أهم التحديات الاقتصادية العالمية، مع التركيز على توقعات النمو وقواعد جديدة لفرض ضريبة على الشركات الرقمية العالمية

وترأس الاجتماعات وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي التي تقوم بمهام المصرف المركزي، أحمد الخليفي. والسعودية هي أول بلد عربي يترأس المجموعة الاقتصادية العالمية الكبرى

هذه ونرى ان  توقيع أكثر من ستة آلاف اتفاقية تعاون ثنائي، تمثلت في أن السلطات الضريبية حول العالم تعمل على الاستفادة من التبادل التلقائي لآليات المعلومات، حيث تم تبادل المعلومات حول 50 مليون حساب مالي بنهاية 2019 بقيمة أكثر من خمسة مليارات يورو، وتم تحديد ما يقرب من 100 مليار يورو من العائدات الضريبية الإضافية بفضل آليات الالتزام الإداري والتحقيقات. هذا ما كشف عنه محمد الجدعان وزير المالية السعودي  من خلال ندوة "أولويات الضرائب الدولية"، والتي  عقدت في الثاني والعشرين من شهر فبراير ، في الرياض على هامش الاجتماع الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين تحت رئاسة السعودية.

ـ السعودية واستضافتها قمة العشرين:


 ألقى وزير المالية السعودي  كلمة رحب فيها بالجميع، مبينا أن المملكة فخورة باستضافتها قمة العشرين وتتطلع إلى العمل مع شركاء قمة العشرين لإيجاد الحلول للتحديات القادمة. وقال: "إن حدث اليوم يعطينا الفرصة لتقييم ما حققناه من شفافية ومناقشة طرق تحقيق مزيد من النجاح وسيقوم أيضا بإتاحة الفرصة لمناقشة إيجاد الحلول للمشكلات الضريبية الناتجة عن رقمنة الاقتصاد". مضيفا ان دعم دول مجموعة العشرين، حقق للمجتمع الدولي نجاحات كبيرة في محاربة التهرب الضريبي ونقل الأرباح  واليوم، أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي في دول العشرين والمنتدى العالمي للشفافية وتبادل المعلومات في الأغراض الضريبية يعملون معا لتطبيق المعايير المتفق عليها دوليا في الشفافية الضريبية .

وذكر أن هذه المعايير تمثل الحاجة إلى الوصول إلى معلومات للأغراض الضريبية والحاجة لحماية خصوصية دافعي الضرائب،  فأن الندوة تناقش أيضا التطورات في تبادل المعلومات للأغراض الضريبية وكيف يمكن أن تتطور معايير الشفافية الضريبية.

ـ التحديات الضريبية الناشئة عن رقمنة الاقتصاد:

 أكد وزير المالية  السعودي  أن الجميع يدرك أن الرقمنة تؤثر تأثيرا عميقا في الاقتصاد العالمي وطريقة ممارسة الأعمال التجارية، حيث أصبحت الشركات الآن قادرة على تكوين روابط اقتصادية كبيرة مع الدول دون وجود مادي وبالتالي دون وجود ضريبي، وجعلت هذه التطورات من الضروري تحديث وإصلاح النظام الضريبي الدولي.

مشيرا إلى أن قادة مجموعة العشرين في عام 2018 التزمت بمعالجة التحديات الضريبية الناشئة عن رقمنة الاقتصاد، حيث فوضوا   منظمة مجموعة العشرين للتعاون الاقتصادي الشامل وإطار التآكل والربح الأساسي لتقديم حل قائم على الإجماع لمواجهة هذه التحديات الضريبية.

كما أنه خلال هذا الحدث جرت محادثات بناءة حول كيفية المضي قدما وتحسين النظام الضريبي العالمي بطريقة عادلة ومسؤولة، على أن يكون هذا الحدث مثمرا وأن يقدم رؤى قيمة للعمل خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين.

ـ  العمل لحماية الاقتصاد العالمي:

  ناقش وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في دول المجموعة أيضا الأثر المحتمل لوباء فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي، حيث أكد برونو لومير وزير المالية الفرنسي، أن في صلب نقاشات الوزراء وضع خطة عمل لحماية الاقتصاد العالمي، الذي يواجه تباطؤا أساسا، من تأثيرات تفشي الوباء. مضيفا ان السؤال لا يزال مطروحا، هل سيتعافى الاقتصاد العالمي سريعا أم سيؤدي إلى تباطؤ مستمر في النمو العالمي؟  . وقال : " فرنسا تعمل مع السعودية على التأطير بشكل كبير للضرائب الرقمية مع شركائهم في قمة العشرين، وأنه في الطريق الصحيح لدعم السعودية في هذا الجانب، مبينا أنهم يعملون مع السعودية لإنجاح القمة بدعم من العلاقات العميقة بين البلدين. وأشار لومير، إلى أن السعودية تعمل بشكل جيد للتحضير لقمة العشرين التي تستضيفها العام الحالي،  فالصعوبات التي تواجهها الدول المنظمة للقمة على مختلف الأصعدة، من رأي  أن السعودية تجاوزت هذه الصعوبات بشكل كبير.


وحث وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي الشركات الفرنسية على الاستثمار في المملكة لما تملكه من رؤية مستقبلية تتمثل في رؤية المملكة 2030، التي هي متميزة في مجال الأعمال والتجارة، وستسهم في تطوير الاقتصاد السعودي والمنطقة بشكل كبير، حيث إنه من المهم للشركات الفرنسية أن تكون جزءا من التغيير الاقتصادي الذي تقوم به المملكة.

وقال لومير "هناك إجماع لدى أعضاء مجموعة العشرين على ضرورة إقرار هذا النظام الضريبي الدولي الجديد من أجل العدالة والكفاءة". مشيرا إلى إجماع بخصوص إطار عالمي لنظام دولي، وحض المسؤولين الماليين على التوصل إلى حل وسط بحلول نهاية العام.

من جانبه قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين خلال الاجتماع، "لا يمكن أن يكون في الاقتصاد العالمي أنظمة ضريبية وطنية مختلفة تتعارض مع بعضها بعضا". فيما دعا أنخيل جوريا أمين عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خوسيه إلى أنه ينبغي خفض التوترات التجارية العالمية. موضحا أن المنظمة قد تضطر إلى تخفيض توقعاتها للنمو العالمي بسبب فيروس كورونا المتحور.

  كما، قدمت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة للصندوق، توقعات في شأن تأثير فيروس كورونا في الاقتصاد، وقالت إن الفيروس الآخذ في الانتشار بسرعة، سيقلص على الأرجح النمو الاقتصادي في الصين هذا العام، إلى 5.6 %، نزولاً عن توقعاته في يناير 0.4 نقطة مئوية، والنمو العالمي 0.1 نقطة مئوية. لكنها قالت إن الصندوق ينظر في سيناريوهات أكثر حدة، إذا استمر التفشي لفترة أطول، وزاد انتشاره على نطاق عالمي وأبلغت رئيسة صندوق النقد الدولي  بأن تأثير الوباء قد يكون قصير الأجل  فيما يظل الاقتصاد العالمي "هشا  .

اما ليو تشيانغ نائب محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، قال في وقت سابق، إن الصين ستوجه أسعار الفائدة بالسوق بشكل عام، نحو مستويات أقل، وستحافظ على توفر السيولة بشكل ملائم، لمساعدة الشركات المتضررة من فيروس كورونا.

وأضاف في تصريحات إعلامية، أن تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد الصيني، سيكون قصير الأمد ومحدوداً، وأن بكين ستناضل من أجل تلبية الأهداف المختلفة في مجال الاقتصاد والتنمية الاجتماعية هذا العام.

ـ كورونا يهدد تحسنا متواضعا للاقتصاد العالمي:

توقع المسؤولون الماليون للاقتصادات العشرين الأكبر في العالم، تحسنا متواضعا للنمو العالمي في العامين الجاري والمقبل، لكن وباء فيروس كورونا قد يهدد ذلك، وذلك وفقا لمسودة بيان ختامي لاجتماع مقرر عقده

الأسبوع المقبل..  تقول المسودة : قبل اعتماد النسخة النهائية :

ـ بعد علامات استقرار في نهاية 2019، من المتوقع أن يتحسن النمو العالمي تحسنا متواضعا في 2020 و2021 

ـ هذا "التعافي مدعوم باستمرار الأوضاع المالية التكيفية وبوادر على انحسار توترات التجارة. 

ـ النمو الاقتصادي العالمي يظل بطيئا والمخاطر التي تشوب التوقعات تظل قائمة، بما في ذلك تلك الناشئة عن أثر تفشي فيروس كورونا الجديد والتوترات الجيوسياسية وضبابية السياسات .

هذا  وسيتبنى المسؤولون الماليون قرارات قمة مجموعة العشرين التي انعقدت العام الماضي،  2019 وسيسعون جاهدين من أجل "بيئة للتجارة والاستثمار تتسم بالحرية والعدالة عدم التمييز والشفافية وإمكانية التنبؤ والاستقرار . 

ـ  توقعات صندوق النقد النمو العالمي بعد كورونا:   

حذر صندوق النقد الدولي،   من أن فيروس كورونا أعاق بالفعل النمو الاقتصادي في الصين، وأن مزيدا من الانتشار إلى دول أخرى قد يعرقل تعافيا متوقعا لكنه "بالغ الهشاشة" للاقتصاد العالمي في 2020.

وفي مذكرة معدة لوزراء مالية دول مجموعة العشرين ومسؤولي بنوكها المركزية، وضع المقرض العالمي تصورا لمجموعة كبيرة من المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الانتشار السريع لفيروس كورونا وتصاعد التوتر التجاري الأمريكي الصيني من جديد، إلى جانب كوارث طبيعية مرتبطة بالمناخ.

وقال صندوق النقد إن توقعاته في يناير  لنمو 3.3% للاقتصاد العالمي هذا العام ما زالت قائمة، وهي التوقعات التي تنطوي على زيادة من 2.9% في 2019 والتي خضعت بالفعل لتعديل بالخفض بواقع 0.1 نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر .الا ان التعافي سيكون محدودا وإن مخاطر التراجع الاقتصادي تظل هي الأرجح.

وكتب الصندوق في المذكرة: "فيروس كورونا، وهو مأساة إنسانية، يعوق النشاط الاقتصادي في الصين في ظل توقف الإنتاج ومحدودية التنقل بالمناطق المتضررة.. الانتشار في بلدان أخرى وارد، على سبيل المثال عبر السياحة وسلاسل الإمداد وتأثيرات أسعار السلع الأساسية .

وقال إن تأثير الفيروس لا يزال يتكشف، وبينما يفترض التصور الحالي احتواء سريعا للفيروس وعودة الأمور لطبيعتها في وقت لاحق هذا العام، فقد يكون تأثير الوباء أكبر أو أطول أجلا.

كما أن التعافي العالمي على المدى القصير قد تعرقله الهجمات الإلكترونية أو تصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط أو انهيار في مفاوضات التجارة بين الصين والولايات المتحدة.

وناشد الصندوق صناع السياسات مواصلة الدعم المالي والنقدي. وقال إن هبوط التضخم يقتضي بأن تظل السياسة النقدية تيسيرية في أغلب الاقتصادات.           

ـ إندونيسيا تحذر العالم من التهاون بفيروس كورونا في اجتماع "العشرين":


حذرت إندونيسيا دول العالم من التهاون بفيروس كورونا المستجد ودعت إلى تحرك عالمي لمواجهة الفيروس سريع الانتشار.

وقالت سري مولياني اندراواتي وزيرة المالية في إندونيسيا إن بلادها تدعم أي تحرك عالمي لمواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وحذرت صناع السياسات من التقليل من خطورة الموقف.

وجاءت تصريحات الوزيرة في لقاء مع تلفزيون "بلومبرج" في الرياض، الثاني والعشرين من يناير  حيث تشارك في اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الأعضاء في مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات العالمية،  كما على صناع السياسات في العالم ضمان التزامن بين التوقيت الصحيح والإجراءات الصحيحة .

هذا و تستعد إندونيسيا لإطلاق حزمة إجراءات مالية لتعزيز معدلات الاستهلاك المحلي، بسبب تداعيات تفشي كورونا على السياحة وقطاع التصنيع في البلاد. كما ستزيد جاكرتا التحويلات إلى الأسر محدودة الدخل، وقد تخفض الضرائب على الشركات إذا ما ازداد الموقف سوءا.

وتراجعت صادرات إندونيسيا ووارداتها في شهر يناير 2020، ويكافح القطاع الصناعي من أجل استيراد السلع الرأسمالية والمواد الخام من الصين.

ومن المتوقع أن يزيد العجز في الميزانية العامة للبلاد هذا العام عن نسبة 1.7% التي وافق عليها البرلمان، ولكنه لن يتجاوز نسبة 3% المنصوص عليها قانونا.

 ـ البيان الختامي لمجموعة العشرين بالرياض يتضمن إشارة لتغير المناخ:

قال مصدر دبلوماسي من دول مجموعة العشرين إن المسؤولين الماليين لدول المجموعة اتفقوا خلال اجتماعهم بالرياض في الثالث والعشرين من شهر فبراير 2020  على صياغة بيان ختامي يتضمن الإشارة إلى تغير المناخ.

وجاء الاتفاق بعد التوصل إلى صياغة توافقية للتغلب على اعتراضات الولايات المتحدة على مسودة سابقة أشارت إلى "مخاطر الاقتصاد الكلي المتعلقة بالاستدامة البيئية.

وللاشارة  عقد قمّة القادة ما يزيد عن 100 اجتماع ومؤتمر، وتشمل اجتماعات وزارية واجتماعات لمسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل، وهي:

ـ مجموعة الأعمال (B20) .

ـ  مجموعة الشباب (Y20).

ـ مجموعة العمال (L20).

ـ  مجموعة الفكر (T20).

 ومجموعة المجتمع المدني (C20).

ـ  مجموعة المرأة (W20).

ـ مجموعة العلوم (S20).

ـ ومجموعة المجتمع الحضري (U20).

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
15 مايو 2024 4:05 مختام فعاليات مؤتمر"الاستثمار .. الصناعة .. التصدير ـ المثلث الذهبي"14 مايو 2024 1:45 م"البدو الرقميون".. مفهوم جديد للعمل عن بعد14 مايو 2024 12:53 مسوق الذكاء الاصطناعي واقع المستقبل القادم بقيمة 420.4 مليار دولار بنهاية 202514 مايو 2024 12:21 ممصر: دفع التعاون مع منظمة اليونيدو ومؤسسة التمويل الدولية والوكالة الفرنسية للتنمية14 مايو 2024 11:17 صالأردن نموذجا .. الطاقة الحرارية الجوفية في طور التقييم والاستكشاف14 مايو 2024 10:45 صالصين في علاقتها الخارجية لم تستخدم مواردها كورقة ضغط على أي اقتصاد24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

التعليقات