أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
26 فبراير 2020 2:28 م
-
"كورونا الجديد".. خطر مقلق ومأساة إنسانية على الاقتصاد العالمي

"كورونا الجديد".. خطر مقلق ومأساة إنسانية على الاقتصاد العالمي

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

ارتفعت حصيلة الوفيات الناتجة عن "فيروس كورونا المستجدّ" في الصين حتى 24 فبراير 2020 إلى 2592 حالة بعدما سجّلت  خلال الساعات الأربع والعشرين التي قبلها 150 وفاة بالفيروس، جميعها  باستثناء حالة وفاة واحدة   في مقاطعة هوباي، بؤرة الوباء في وسط البلاد. وتمثّل هذه الحصيلة ارتفاعاً كبيراً بالمقارنة مع تلك المسجّلة الأحد حين توفيّ 97 شخصاً بالفيروس.


وقالت لجنة الصحة الوطنية في تحديثها اليومي لحصيلة الوفيات والإصابات إنّ عدد الإصابات المؤكّدة بالفيروس 24- فباير ارتفع في البرّ الرئيسي للصين (باستثناء هونغ كونغ وماكاو) إلى أكثر من 77 ألف إصابة بعدما سجّلت في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 409 إصابات جديدة، غالبيتها في هوباي.

  ـ الصين تؤجل اجتماعاتها :

أعلنت الصين تاجيل انعقاد الاجتماعات السنوية للمجلس التشريعي الصيني، الذي كان مقررا أن يبدأ مطلع مارس 2020. وأعلنت مدينة ووهان الواقعة في وسط الصين والبالغ عدد سكّانها حوالى 11 مليون نسمة تخضع عملياً منذ 23 يناير لحجر صحّي بعدما قطعت السلطات الصينية كل المواصلات المؤدّية منها وإليها في محاولة للسيطرة على انتشار الوباء الذي ظهر لأول مرة في سوق لبيع الحيوانات البرية في المدينة في أواخر ديسمبر وانتشر إلى سائر أنحاء الصين وإلى أكثر من 25 دولة ومنطقة حول العالم.

 ـ أسبوع الموضة في إيطاليا... عروض من دون جمهور:

 اختتم أسبوع الموضة في ميلانو 23 فبراير بعرض مجموعة خريف وشتاء 2020-2021 لدار جورجو أرماني في صالة من دون جمهور.

وأوضح المصمم الإيطالي أن هذا القرار يندرج في إطار تدابير الحكومة الإيطالية لتجنب التجمعات في مواجهة الانتشار السريع للفيروس في شمال البلاد  . وقد قدّمت عارضات الأزياء ملابس الدار أمام كاميرات كانت تبث مشاهد مباشرة على الشبكات الاجتماعية والموقع الإلكتروني للعلامة التجارية الإيطالية.

ولتقديم تحية للصين، الغائبة الكبرى عن أسبوع الموضة، اختتمت دار أرماني عرضها بتقديم 12 نموذجا من الأزياء الراقية المنتجة بين العامين 2009 و2019 وكلها مستوحاة من هذا البلد الآسيوي. كذلك، عرضت الدار الإيطالية لورا بياجوتي مجموعتها من دون جمهور قبل ساعات قليلة من عرض أرماني، فيما أبقت "دولتشي إيه غابانا" على عرضها الأحد.

وكان مدخل دار "متروبول" القديمة للسينما التي تستضيف كل العروض الإيطالية، أقل ازدحاما من المعتاد.

لكن جمهورا صغيرا جدا من المتابعين الشباب المخلصين لأسبوع الموضة في ميلانو حضروا إلى المكان متسلحين بالهواتف لتصوير العروض 

وحول المنصة، كان الحضور متفرقا والمقاعد فارغة بمعظمها إذ قرر بعض الصحافيين والمشترين الخروج من المكان في وقت مبكر خوفا مواجهة بعض المعوقات في طريقهم أو إلغاء رحلات جوية.

ولم يرغب المصممان دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا الإدلاء بتصريح رسمي حول أزمة فيروس كورونا المستجد في إيطاليا وفضّلا التعبير من خلال مجموعتهما المكرسة للتقليد الحرفي الإيطالي لـ"فاتو مانو" (مصنوع يدويا).

وقد استعرضت مئات القطع التي تكرّم العاملين والعاملات في التطريز والحياكة والدانتيل وصناعة الأحذية وربطات العنق الذين يشكلون أساس مهارات الصناعة الإيطالية في هذا المجال.

 ـ  تأجيل انطلاق دوري كوريا الجنوبية للقدم بسبب كورونا:

قالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إن رابطة دوري كرة القدم المحلية قررت تأجيل انطلاق الموسم الجديد للبطولة بسبب تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا  . واتخذ قرار تأجيل جميع المباريات خلال اجتماع طاريء لمجلس إدارة الرابطة عقد في العاصمة سول.

وقالت يونهاب أيضا إن الرابطة طلبت من ممثلي كوريا الجنوبية الأربعة في دوري أبطال آسيا إقامة مبارياتهم خلف أبواب مغلقة وبدون جمهور.

وأعلنت كوريا الجنوبية عن 161 حالة عدوى جديدة بالفيروس ليصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة فيها إلى 763 إصابة. وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية إن الفيروس تسبب في وفاة سبعة مواطنين 

وتسبب فيروس كورونا، الذي أصاب نحو 77 ألف شخص وأدى إلى وفاة أكثر من 2500 في الصين منذ ظهوره، في إلغاء وتأجيل الكثير من الأحداث والأنشطة الرياضية في آسيا أيضا. وقالت يونهاب إن مدينة بوسان التي تبعد بنحو 450 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من سول "تفكر جديا" في تأجيل بطولة العالم لتنس الطاولة المقررة فيها في الشهر المقبل بسبب الفيروس أيضا.

ـ أمريكا: لا نتوقع تأثيرا لفيروس كورونا على اتفاق التجارة مع الصين:


قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إنه لا يتوقع أن يكون لفيروس كورونا تأثير مهم على اتفاق المرحلة واحد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ولكن قد يتغير الوضع مع ورود المزيد من البيانات في الأسابيع المقبلة.

وحذر منوتشين في من القفز إلى استنتاجات بشأن أثر ما وصفه "بمأساة إنسانية" على الاقتصاد العالمي أو قرارات الشركات حيال سلاسل التوريد وقال إن من السابق لأوانه معرفة ذلك بكل بساطة. وتابع أن الصين تركز في الوقت الحالي على الفيروس ولكن واشنطن لا زالت تتوقع أن تفي بكين بالتزاماتها بشراء المزيد من السلع والخدمات الامريكية بموجب الاتفاق، لا أتوقع أن يكون لذلك تأثير على المرحلة واحد. استنادا إلى كل ما نعرفه الآن وما وصل إليه الفيروس. لا أتوقع أن يكون هناك تأثير مهم".مضيفا   قد يتغير ذلك مع تطور الوضع. في غضون الأسابيع القليلة المقبلة سيكون لدينا تقييم أفضل مع توافر بيانات أكثر عن معدل انتشار الفيروس".

ـ تاثير اقتصاد اليابان بفيروس كورونا:

لحقت اليابان باقتصادات عديدة تأثرت بتفشي فيروس كورونا في الصين، وقال فوميو كيشيدا، رئيس المجلس السياسي بالحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، إن تفشي فيروس كورونا القاتل سيؤثر على الاقتصاد الياباني، حيث سيلحق الضرر اولا  بالسياحة.والذي  أدى بالفعل إلى عمليات إلغاء متتابعة ، ما يؤثر على صناعة السياحة .


ويشكل الفيروس تحديا لهدف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي المتمثل في زيادة عدد الزوار الأجانب إلى 40 مليون زائر في 2020، عندما تستضيف طوكيو دورة الألعاب الأولمبية. ودرّت السياحة الصينية 40% من إنفاق السياح الأجانب في اليابان 2019، وفقا لوكالة أنباء بلومبرج الأمريكية.

ـ "كورونا الجديد" خطر مقلق لأوروبا  :

 قال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز ليناركيتش إن الفيروس الجديد الذي ظهر في الصين يخلق وضعا "مثيرا للقلق" ستتم مناقشته خلال اجتماع خاص لوزراء الصحة بالتكتل الأوروبي،   وتابع أن أكثر من 500 أوروبي قد أعيدوا إلى القارة منذ اندلاع الفيروس، وخصصت مفوضية الاتحاد الأوروبي 10 ملايين يورو الشهر الماضي لبحث مكافحة الفيروس الجديد.


ـ "كورونا"يزيد متاعب شركات الطاقة الأمريكية ويثير مخاوف التباطؤ:

 تعكس النتائج الضعيفة التي أعلنتها شركات الطاقة الأمريكية العملاقة إكسون موبيل، وشيفرون، وكاتربيلر اخر فبراير ، ضعفا في أسواق السلع، الذي يرجح أن يتفاقم ضعفه بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين.

وبحسب "الفرنسية"، تغطي النتائج الربع الماضي في 31  ديسمبر ، وهي الفترة التي أثرت فيها حالة عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الاقتصاد العالمي، ولكن قبل أن تؤثر حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا على الطلب في الصين وتثير المخاوف من زيادة التباطؤ.

ومع توقف الشركات عن الإنتاج وإلغاء الرحلات الجوية، قال محللون إن الروابط القوية مع الصين تعني أن تأثير هذا الفيروس من المحتمل أن يتسبب في تأثير أكبر من تفشي مرض سارس في عام 2003.

وأعلنت شركة إكسون موبيل انخفاض أرباحها، حيث أثر تسعير المواد الكيميائية والمنتجات المكررة في النتائج، في حين أنهت منافستها شيفرون الربع الرابع لعام 2019 بخسارة فادحة بعد أن خفضت قيمة أصولها من النفط والغاز بمقدار 10.4 مليار دولار.

وفي الوقت نفسه، حققت شركة كاتربيلر زيادة متواضعة في الأرباح حيث أدت تدابير خفض التكاليف إلى التعويض عن انخفاض الإيرادات.

لكن الشركة التي تبيع الآلات لصناعات البناء والموارد والنقل، قدمت نظرة مخيبة للآمال أبرزت حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

وتراجعت أسعار النفط بنحو 15 % في  يناير،   كما انخفضت أسعار النحاس والمعادن الصناعية الأخرى. 

أما بالنسبة لقطاع النفط فقد أثر انتشار المرض في الطلب على وقود الطائرات وبدرجة أقل في الطلب على البنزين والديزل، وربما يكون انتشار فيروس كورونا أشد وطأة من انتشار سارس في 2003 لأن حركة النقل الصينية "أعلى بشكل لا يضاهى"، حسبما ذكر تقرير لشركة وود ماكينزي للاستشارات.

ووفقا للتقرير الذي توقع انخفاض الطلب الصيني على النفط بمقدار 250 ألف برميل يوميا، فإن "تفشي فيروس كورونا المستمر وتدابير الحجر الصحي الواسعة النطاق الناجمة عن ذلك، تشكل خطرا اقتصاديا كبيرا على الصين وخارجها".


وأشار بنك جولدمان ساكس الأمريكي إلى أن الفيروس "كان له بالفعل تأثير ملموس على الطلب على المعادن كما أن تأثير الفيروس الجديد قد يكون أشد من تأثير سارس بسبب زيادة روابط النقل. ولم يناقش الرؤساء التنفيذيون في شركة إكسون موبيل الفيروس خلال مكالمة جماعية لمناقشة الأرباح، لكنهم أشاروا إلى ضعف الطلب بشكل عام على معظم السلع المرتبطة بالنفط. ووصف دارين وودز الرئيس التنفيذي للشركة الطلب على عديد من المنتجات الرئيسة بأنه "قوي"، لكنه ذكر أن هوامش الربح انخفضت بسبب زيادة العرض.

وعلى الرغم من أن وودز ألمح إلى أن بعض الاستثمارات قد تتأخر إذا استمر التراجع، إلا أن الشركة لن تلغي المشاريع ودافع عن الاستثمارات المستمرة، مضيفا: "نعلم أن الطلب سيستمر في النمو مدفوعا بارتفاع عدد السكان والنمو الاقتصادي".

وبلغت أرباح "إكسون موبيل" في الربع الأخير 5.7 مليار دولار، بانخفاض 5.2 % عن الفترة نفسها من 2019، بعد انخفاض 6.6 %   في الإيرادات إلى 67.2 مليار دولار.

وتعززت الأرباح من خلال المكاسب غير المتكررة التي بلغت 3.7 مليار دولار من بيع حصة إكسون في 20 حقلا نفطيا لشركة فار إنرجي النرويجية.

كما حققت شركة شيفرون أرباحا أقل في عمليات التكرير، ولكن كانت النتيجة الأكبر في أعمال الاستكشاف والإنتاج، حيث أدت خطوة أعلن عنها سابقا لتخفيض قيمة الأصول بأكثر من عشرة مليارات دولار إلى دفع النتائج إلى الهبوط.

وأعلنت الشركة خسارة قدرها 6.6 مليار دولار، مقارنة بأرباح بلغت 3.7 مليار دولار في الفترة نفسها من 2019، وانخفضت الإيرادات 14.2 %   إلى 36.4 مليار دولار.

أما شركة كاتربيلر فحققت أرباحا بقيمة 1.1 مليار دولار في الربع الرابع، بزيادة 4.9 % عن الفترة نفسها من 2019 بتراجع 8.4 % في الإيرادات إلى 13.1 مليار دولار.

وأعلنت الشركة تراجع مبيعاتها في جميع أقسام الأعمال الرئيسة الثلاثة، لكن جيم أومبلي الرئيس التنفيذي اعتبر أن ارتفاع الأرباح خلال الفترة يشير إلى أن "التحكم القوي في التكاليف يعوض بشكل كبير عن طلب المستخدم النهائي الذي كان أقل من المتوقع".

و "نتوقع أن تواصل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي في الضغط على المبيعات للمستخدمين في عام 2020 وتؤدي بالتجار إلى تقليل المخزونات".

ـ من هم المستفيدون من انتشار فيروس كورونا .؟:

مع انتشار فيروس كورونا عالميا في الأسابيع القليلة الماضية،   هناك بعض القطاعات المستفيدة من هذا الوباء الذي حصد أرواح 304، بينما ارتفع إجمالي المصابين به في الصين إلى أكثر من 14 ألف شخص.

وتعد شركات تصنيع الأقنعة والقفازات الطبية في طليعة المستفيدين من تفشي الفيروس القاتل، وذلك مع توافد المستهلكين على شراء الأقنعة التي اختفت من على أرفف المتاجر في أماكن مختلفة من العالم.

وانعكس الإقبال على الأقنعة والقفازات على سهم شركة Alpha Pro Tech الكندية التي تبيع الأقنعة في الصين، والذي ارتفع بنسبة 70 %   خلال يناير، بينما زادت القيمة السوقية لشركة 3M بنحو مليار و400 مليون دولار في الفترة من بداية العام حتى 24 يناير.

وتمتد الاستفادة لشركات الأدوية خصوصا التي تعمل على أبحاث الأمصال المضادة لفيروس كورونا، مثل شركة Novavax التي قفز سهمها 72 %   خلال يناير، وسهم Inovio الذي ارتفع 25 %، ثم سهم MODERNA 5% في الفترة نفسها.

كما أن شركات الاتصالات قد تستفيد أيضا، مع تزايد استخدام تطبيقات الرسائل والاتصالات، بالإضافة إلى تطبيقات التجارة الإلكترونية مع تجنب الأفراد الاتصال الشخصي لتسيير الأعمال، أو الشراء من المتاجر.

ويعني عدم الذهاب إلى المتاجر بقاء وقت أطول في المنزل، وهنا تأتي استفادة شركات الترفيه، مثل نتفليكس وغيرها التي تقدم الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت.

 



أخبار مرتبطة
 
15 مايو 2024 4:05 مختام فعاليات مؤتمر"الاستثمار .. الصناعة .. التصدير ـ المثلث الذهبي"14 مايو 2024 1:45 م"البدو الرقميون".. مفهوم جديد للعمل عن بعد14 مايو 2024 12:53 مسوق الذكاء الاصطناعي واقع المستقبل القادم بقيمة 420.4 مليار دولار بنهاية 202514 مايو 2024 12:21 ممصر: دفع التعاون مع منظمة اليونيدو ومؤسسة التمويل الدولية والوكالة الفرنسية للتنمية14 مايو 2024 11:17 صالأردن نموذجا .. الطاقة الحرارية الجوفية في طور التقييم والاستكشاف14 مايو 2024 10:45 صالصين في علاقتها الخارجية لم تستخدم مواردها كورقة ضغط على أي اقتصاد24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

التعليقات