أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
10 مارس 2020 3:41 م
-
حرب انتقامية روسية لاسواق النفط نتيجة منع امريكا مد انبوب غاز الشمال نحو اوروبا

حرب انتقامية روسية لاسواق النفط  نتيجة منع امريكا مد انبوب غاز الشمال نحو اوروبا

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

وتفاقمت الخسائر في ضوء البيانات التي تؤكد استمرار تراجع الطلب جراء انتشار فيروس كورونا على نحو واسع ومدمر للطلب العالمي ومنذر بتباطؤ اقتصادي واسع، بينما رصد المحللون تنافسا على الحصص السوقية التى تقلصت بسبب ضعف الطلب الصيني بشكل خاص في مقابل زيادة المعروض في الأسواق.

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع حاد بلغ أكثر من 30 % وذلك بعد تعثر اتفاق المنتجين في "أوبك" وخارجها على الاستمرار في خطة خفض المعروض النفطي وإصرار روسيا على العودة إلى المستويات الإنتاجية السابقة، ما دفع "أوبك" إلى اتخاذ إجراء مماثل.

وصف خبير النفط الدكتور طلال البذالي، ما جرى من انهيار في أسواق النفط بأنه حرب أسعار ناشئة عن "الانتقام الروسي تجاه منع أميركا لأنبوب الغاز الشمالي المفترض أن يذهب إلى أوروبا". حيث هوت أسعار خام برنت القياسي العالمي 30% منذ إعلان روسيا انسحابها من اتفاق خفض الإنتاج النفطي، كما تكبدت أسعار النفط خلال تداولات التاسع من شهر مارس 2020  أكبر خسارة يومية لها منذ حرب الخليج الثانية في 1991.

مضيفا إن روسيا عبر انسحابها من اتفاق صيغة "أوبك بلاس" لخفض الإنتاج أرادت أن توجه "صفعة للولايات المتحدة، تستهدف قتل النفط الصخري الأميركي عبر الهبوط بالأسعار . كما أن تكلفة النفط الصخري، تتراوح بين 22-30 دولاراً للبرميل، ما يجعل الأسعار الحالية قاتلة لهذا القطاع الأميركي.

يأتي ذلك وفق البذالي رداً على منع أميركا لمد خط أنبوب غاز روسي إلى ألمانيا.

وقال إن الأسواق لم تتوقع انسحاب روسيا من الاتفاق، مثلما لم تتوقع أن ترفع السعودية إنتاجها، وأن تذهب الأمور إلى هذا المنحى. ولم يستبعد أن تدفع "حرب أسعار النفط في بيئة غير تنافسية، وفي ظل عدم وجود طلب عالمي، إلى نشوء أسوأ بيئة ربما تهبط بسعر البرميل إلى 15 دولارا إذا استمرت كل هذه الضغوط ومنها الركود العالمي، وتفشي فيروس كورونا .

ـ إغراق متوقع للسوق من روسيا ودول خارج "أوبك".

  هذا ويقول مختصون ومحللون نفطيون إن قرار روسيا الخروج من اتفاق خفض الإنتاج رفع حالة التوتر والقلق في الأسواق المثقلة بالفعل بأعباء كثيرة بسبب انتشار فيروس كورونا ودخول الاقتصاد العالمي إلى نفق التباطؤ والركود.

وتوقع المختصون أن يؤدي القرار الروسي إلى زيادة التقلبات وغياب الاستقرار في الأسواق، كما من المرجح أن تكون شركات النفط الأمريكية هي أكبر الضحايا بسبب تراجع الأسعار وتفاقم مشكلات الطلب وزيادة حدة المنافسة على أسواق باتت محدودة النمو.

وفى هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن استهلال الأسبوع على خسائر تعكس حجم المحنة التي يجتازها السوق، وذلك بعد أن كان يتأهب المنتجون في "أوبك" لإجراء تخفيضات أكثر عمقا بنحو 1.5 مليون برميل يوميا لامتصاص صدمة كورونا على السوق العالمي للنفط، كان ذلك قبل أن تقوم روسيا بالإخلال بالاتفاق.

كما أن روسيا دافعت عن مصلحتها بمعزل عن بقية مصلحة المنتجين وهو ما يتناقض مع مفهوم الشراكة والتعاون الذي تم تأسيسه في عام 2016 ورسخ لمبدأ المسؤولية المشتركة ومصلحة الاقتصاد العالمي بشكل عام.

من جانبه، أوضح   ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن أسعار النفط الخام دخلت بالفعل في دوامة ضغوط هبوطية هي الأعنف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وهو ما دفع بعض المحللين إلى توقع تهاوي سعر البرميل إلى 20 دولارا خلال العام.

وأوضح أنه لا يمكن تجاهل الصراعات الروسية  الأمريكية كخلفية للموقف الروسي الجديد الذي كان بمنزلة تحول صادم في مسار تعاون المنتجين، حيث من المؤكد أن الخطوة الروسية تهدف على الأرجح إلى مواجهة منتجي النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة والرد على الولايات المتحدة التي تعرقل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يربط بين روسيا وألمانيا.

من ناحيته، ذكر أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، أن السعودية من حقها تعديل سياساتها التصديرية وذلك بعدما تعثر العمل الجماعي للمنتجين في ضوء الموقف الروسي الأخير، لأن السعودية تحملت دوما العبء الأكبر وقامت بتخفيضات طوعية وحثت بقية المنتجين على الالتزام للوصول إلى سوق متوازنة ومستقرة وفوجئت بهذا التحول غير المبرر.

و من الطبيعي في ضوء الظروف الجديدة للسوق أن يحدث فيضان للإمدادات من كل المنتجين بعد رفع جميع قيود الإنتاج، خاصة مع إغراق متوقع للسوق من جانب روسيا ودول خارج "أوبك”.

بدورها، قالت   نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط وإفريقيا في الغرفة الفيدرالية النمساوية، إن السوق تجتاز بالفعل واحدة من أسوأ الانخفاضات السعرية في التاريخ وبالتحديد منذ الأزمة المالية العالمية ما دفع أسعار النفط إلى أدنى مستوى في أربعة أعوام في إطار حالة من عدم اليقين حول وضع الاقتصاد العالمي نتيجة انتشار الفيروس وفتح صنابير المنتجين بأقصى قدرات ابتداء من أول أبريل المقبل. ولفتت إلى تراجع الأسعار سيكون له تداعيات واسعة وقد يقود إلى إخراج منتجي النفط الصخري من حلبة المنافسة تماما على الرغم من الجهود الواسعة التي بذلوها في الأعوام الماضية لرفع الكفاءة وتقليل تكاليف التشغيل.

ـ الأسعار :

وفيما يخص الأسعار، تراجعت بنحو الثلث عقب رفض روسيا تنفيذ خفض كبير آخر للإنتاج اقترحته "أوبك" لتحقيق استقرار في أسواق الخام التي تضررت بفعل مخاوف من التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.

  تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 27 % بما يعادل 12.23 دولار إلى 33.04 دولار للبرميل، بعد أن نزلت في وقت سابق إلى 31.02 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى منذ 12 فبراير 2016. والعقود الآجلة لخام برنت في طريقها لتسجيل أكبر انخفاض يومي منذ 17  يناير 1991. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 29 % بما يعادل 11.88 دولار إلى 29.40 دولار للبرميل، بعد أن لامس مستوى 27.34 دولار وهو أيضا أدنى مستوى منذ 12 فبراير 2016. ويتجه الخام الأمريكي على الأرجح إلى أدنى مستوى على الإطلاق، ليتجاوز انخفاضا 33 %   في يناير 1991.

وينهي تفكك المجموعة المعرفة باسم "أوبك +"، التي تضم "أوبك" علاوة على منتجين مستقلين من بينهم روسيا، تعاونا استمر لما يزيد على ثلاثة أعوام لدعم السوق، ولتحقيق استقرار في الأسعار في الآونة الأخيرة في ظل تهديد من الأثر الاقتصادي الناجم عن تفشي فيروس كورونا. من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 48.33 دولار للبرميل السادس من شهر مارس 2020  مقابل 51.74 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، ، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث انخفاض له على التوالي وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة بآخر تعاملات شهرفبراير  2020 الذي سجلت فيه 50.16 دولار للبرميل. كما تراجعت ايضا أسعار النفط بشكل حاد في مطلع تعاملات 9 مارس 2020، ووصلت إلى مستويات متدنية، بعد فشل "أوبك بلس" في التوصل إلى اتفاق تعميق خفض إنتاج النفط وانسحاب روسيا من التحالف.

وفي مطلع تعاملات اليوم الاثنين تداول خام برنت عند مستويات 32.5 دولار، بعد تكبده خسائر بنسبة 28.5%، قبل أن يعود ويقلص الخسائر إلى 21.8%، عند مستويات 35.5 دولار. وقلص الخام الأميركي الخفيف خسائره إلى 22.78%، عند 31.8 دولار، وذلك بعد أن كانت الخسائر قد تجاوزت 30%؜ إلى مستوى 28.77 دولار. وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط أكثر من 20%؜، لأدنى مستوى لها منذ 2016 يوم الأحد عقب إخفاق محادثات أوبك مع روسيا في التوصل لاتفاق بشأن خفض الإنتاج.

  ارتفاع سهم "أرامكو" بعد إعلانها رفع الانتاج 300 ألف برميل يوميا في ابريل: وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أمين الناصر، في العاشر من شهر مارس 2020، إن الشركة سترفع إمداداتها النفطية، التي تشمل النفط لعملاء داخل وخارج المملكة، إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل2020. وأوضح الناصر، في ، أن إمدادات الخام ستزيد 300 ألف برميل يوميا عن الطاقة الإنتاجية المستدامة القصوى للشركة البالغة 12 مليون برميل يوميا وتابع الناصر أن الشركة اتفقت مع العملاء على تقديم تلك الكميات اعتبارا من أول أبريل الى 4% .

وبعد تصريحات "أرامكو"، قلصت مكاسب النفط من 7% مطلع الجلسة إلى نحو 4%. هذا كما أعلنت شركة أرامكو السعودية بأنها ستقوم بتزويد عملائها بـ 12.3 مليون برميل يوميا في شهر ابريل بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن الطاقة القصوى المستدامة البالغة 12 مليون برميل يوميا.


وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية أن الشركة اتفقت مع العملاء داخل وخارج السعودية على تقديم تلك الكميات اعتبارا من أول أبريل.

وكانت السوق المالية السعودية (تداول) قد علقت تداول سهم شركة "أرامكو" في السوق ابتداء من الساعة 11:48 اليوم بناء على طلبها، فيما عاد السهم بعد ذلك للتداول عند 30.95 ريال بارتفاع 8.9 %، يذكر أن السهم كان على ارتفاع قرب 6 % قبل قرار التعليق.


قال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان في 10 مارس 2020 إنه لا يرى حاجة لعقد اجتماع لمجموعة أوبك+ في الفترة من مايو إلى يونيو في غياب اتفاق على الإجراءات التي يجب اتخاذها للتعامل مع أثر فيروس كورونا على الطلب والأسعار.

وصرح الوزير ردا على تصريحات نظيره الروسي اليوم: "لا أرى مبررا لعقد اجتماعات في مايو -يونيو من شأنها فقط إظهار فشلنا في القيام باللازم في أزمة كهذه وتبني الإجراءات الضرورية". وقال: "في سوق حرة، يجب أن يبدي كل منتج للنفط قدرته على المنافسة ويحافظ على حصته في السوق ويعززها .

ورفع السعودية انتاجها النفطي بنسبة 25 %، بواقع 2.4 مليون برميل يوميا،   يتوقع منه أن تبلغ طاقته القصوى عند 12 مليون برميل يوميا، فيما بلغ انتاجها في يناير  9.6  مليون برميل يوميا حسب أحدث بيانات لمنظمة أوبك .

 

 

 

 

   

 

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
15 مايو 2024 4:05 مختام فعاليات مؤتمر"الاستثمار .. الصناعة .. التصدير ـ المثلث الذهبي"14 مايو 2024 1:45 م"البدو الرقميون".. مفهوم جديد للعمل عن بعد14 مايو 2024 12:53 مسوق الذكاء الاصطناعي واقع المستقبل القادم بقيمة 420.4 مليار دولار بنهاية 202514 مايو 2024 12:21 ممصر: دفع التعاون مع منظمة اليونيدو ومؤسسة التمويل الدولية والوكالة الفرنسية للتنمية14 مايو 2024 11:17 صالأردن نموذجا .. الطاقة الحرارية الجوفية في طور التقييم والاستكشاف14 مايو 2024 10:45 صالصين في علاقتها الخارجية لم تستخدم مواردها كورقة ضغط على أي اقتصاد24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

التعليقات