أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
19 أغسطس 2020 1:10 م
-
اجتماع "أوبك +" يعقد للشهر الثالث على التوالي لمواكبة التوترات اقتصادية لاستمرار تداعيات الجائحة

اجتماع "أوبك +" يعقد للشهر الثالث على التوالي لمواكبة  التوترات اقتصادية لاستمرار تداعيات الجائحة

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 تنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الـ21 للجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج برئاسة السعودية وروسيا عبر الإنترنت لبحث تطورات وضع السوق وبيانات العرض والطلب والمخزونات في ضوء ما تم من تخفيف قيود خفض الإنتاج ابتداء من الشهر الجاري اغسطس 2020.


وعقب تقديرات أولية لـ"أوبك +" تفيد بأن المنتجين حققوا مستوى امتثال مرتفعا في تخفيضات الإنتاج في وقت مالت أسعار النفط الخام إلى الاستقرار النسبي بعد مكاسب جيدة  بينما يقاوم المكاسب السعرية استمرار الإصابات الواسعة بجائحة كورونا وتأثيرها السلبي الواسع في الطلب العالمي على الوقود.

ـ الاجتماع الشهري الثالث:

 قال مختصون ومحللون نفطيون، إن منتجي "أوبك +" يدخلون اجتماعهم الشهري الثالث على التوالي وهم أقل توترا بعدما نجحوا في رفع مستوى الامتثال لتخفيضات الإنتاج  ما مكنهم من إجراء زيادات نسبية في العرض موجهة في الأساس إلى السوق المحلية وهو ما يعكس صواب رؤيتهم للسوق حيث لم تؤد هذه الزيادات الإنتاجية إلى الأضرار بتوازن السوق أو انهيار الأسعار.

وأضاف المختصون أن منتجي"أوبك +" في معنويات أفضل بشأن الطلب على الرغم من تسارع وتيرة الإصابات بالوباء في الولايات المتحدة وعديد من دول العالم ولكن من الواضح إصرارهم على مواصلة عملية التوازن بنجاح خاصة بعد نجاح السعودية في الحصول على تعهدات من العراق ونيجيريا بإجراء تخفيضات إنتاجية إضافية لتعويض التعثر السابق.

وقال سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن منتجي "أوبك +" يواصلون التنسيق المشترك وتعميق شراكتهم بقيادة السعودية وروسيا على نحو جيد ومؤثر حيث استعادوا بالفعل بعض الكميات من النفط الخام التي توقفت خلال بلوغ أزمة فيروس كورونا أعمق مستوياتها، مبينا أن الزيادات جاءت محسوبة بدقة ومتوائمة مع انتعاش تدريجي مقابل ارتفاع مستويات الطلب حيث سجلت الأسعار أعلى مستوى لها في خمسة أشهر.

وأضاف أن اجتماع "أوبك +" يعقد للشهر الثالث على التوالي لمواكبة ظروف اقتصادية متوترة في كل العالم بسبب استمرار تداعيات الجائحة، لافتا إلى أن المنتجين يركزون في هذا الاجتماع على حماية ما تحقق من نجاحات في السوق على الرغم من وضع الصناعة والاقتصاد العالمي البالغ في التأزم خاصة مع تأثير الجائحة الواسع في حركة الطيران وتدمير الطلب العالمي على وقود الطائرات.

من جانبه، أوضح روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن منتجي "أوبك +" في حالة يقظة مستمرة لتطورات وضع الطلب خاصة مع تباين التقديرات الدولية بشأن موعد عودة الطلب إلى مستويات ما قبل الجائحة حيث اتفق الأغلبية على أن الأمر قد يحتاج إلى بضعة أعوام لتجاوز الأزمة الراهنة وغير المسبوقة في تاريخ الصناعة.

وذكر أن التخفيضات القياسية التي طبقها المنتجون في "أوبك +" قبل عدة أشهر والبالغة 9.7 مليون برميل يوميا أو ما يمثل نحو 10 % من الإمدادات العالمية عدّت بمنزلة تضحيات قوية سرعان ما أدت إلى نتائج إيجابية حيث تعافت الأسعار إذ يتم تداول العقود الآجلة لخام برنت حول 45 دولارا للبرميل وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف مستويات أواخرأبريل  2020.

من ناحيته، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن الحفاظ على التخفيضات الواسعة هو التزام راسخ لـ"أوبك +" ولذا ستحافظ على خفض إنتاجي بنحو 7.7 مليون برميل يوميا وربما أكثر حتى نهاية العام الجاري، لان تأكيد السعودية أن الزيادات الحالية تستخدم لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء في الصيف بدلا من شحنها إلى عملاء في الخارج.

وأشار إلى أنه بالرغم مما تحقق من نتائج إيجابية حتى الآن إلا أن المنتجين يتطلعون إلى مزيد من المكاسب السعرية حيث إن المستويات الحالية أقل من احتياجاتهم لتعزيز الموارد في ضوء ارتفاع الإنفاق الحكومي خاصة مع ارتفاع العجز المالي وتخفيضات قيمة العملة بسبب الجائحة، مثمنا دور السعودية في حث أعضاء "أوبك +" الآخرين للوفاء بالتزاماتهم نحو اتفاق خفض الإنتاج وهو بالتأكيد محور اجتماع المنتجين الجديد.


ـ قطاع الطاقة الأمريكي في أزمة :

بدورها، ذكرت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، أن أزمات قطاع الطاقة الأمريكي تتوالى مع تصاعد تداعيات الجائحة، حيث أوقف المنتجون مزيدا من منصات الحفر في الولايات المتحدة منتصف اغسطس 2020  بسبب أسعار النفط الراكدة والركود الواسع والتاريخي في الصناعة، حيث انخفض عدد تصاريح الحفر في يوليو إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2010.

كما أن تعافي قطاع النفط الصخري الأمريكي قد يمتد إلى النصف الثاني مع العام المقبل مع تسجيل تراجع بنحو الخمس بنهاية العام الجاري 2020،   لأن عدد الحفارات يعد مقياسا تتم مراقبته من كثب لأنه منذ فترة طويلة يعد مؤشرا على إنتاج النفط الخام في المستقبل، لافتة إلى أن الإنتاج الأمريكي بشكل عام أكثر مرونة وتفاعلا مع تطورات الأسعار حيث يتم إيقاف تشغيل الآبار الموجودة استجابة لتحركات الأسعار.

وفيما يخص الأسعار، حافظ النفط في الثامن عشرمن اغسطس على معظم مكاسب اليوم الذي قبله بعد أن قالت مجموعة "أوبك +" إن الأعضاء التزموا التزاما شبه تام بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها لدعم الأسعار وسط تراجع في الطلب على الوقود بسبب جائحة فيروس كورونا.هذا وقد بلغت نسبة الالتزام بتخفيضات إنتاج "أوبك +" نحو 97 % في يوليو ، حسبما قال مصدران في التحالف لـ"رويترز". وقلص منتجو النفط الإنتاج تقليصا غير مسبوق لخفض المخزونات العالمية، في ظل انهيار الطلب جراء الجائحة.

وفي أغسطس ، بدأت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة "أوبك +"، تقليص تخفيضات الإنتاج المتفق عليها إلى 7.7 مليون برميل يوميا من 9.7 مليون برميل يوميا. وبدأت أسعار النفط ترتفع في الأشهرالأخيرة، ما حدا بـ "بي. إتش. بي بيلتون" الأسترالية للتعدين وإنتاج النفط إلى إبداء نبرة متفائلة عندما أعلنت أرباحها  .

وقالت "بي. إتش. بي"، "نرى أن معظم المخاطر الكبيرة في سوق النفط  الحاضرة قد انقضت. والأسعار قد تواصل الصعود بعد تعافيها في الآونة الأخيرة، إذا استمر تحسن حركة النقل عالميا. كما ان وتيرة المكاسب قد تكون متواضعة في ضوء الرياح المعاكسة التي تثيرها عودة الإمدادات".  

ـ تحسن الطلب مع بدء الفتح التدريجي:

موجة الارتفاعات الأخيرة مدفوعة بتحسن الطلب مع بدء الفتح التدريجي للاقتصادات حول العالم وتخفيف قيود مواجهة "كورونا"، إضافة إلى تقلص المعروض مع إعلان تخفيضات طوعية من السعودية بمقدار مليون برميل يوميا.


وكانت أسعار النفط صعدت الأسابيع الثلاثة الماضية، بفضل بدء دول تحالف "أوبك +" بتنفيذ الاتفاق، الذي يقضي بخفض تاريخي بواقع 9.7 مليون برميل يوميا، مباشرة بعد التراجعات الحادة لأسعار النفط، ولم تنتظر بدء التطبيق الذي كان مقررا له الأول من مايو2020

ودعم الارتفاع عامل آخر في جانب الطلب، وهو عودة عديد من الدول إلى فتح اقتصاداتها بشكل تدريجي، بما يعني تفاؤلا بتحريك الطلب على النفط. علاوة على عامل طمأنة السعودية الأسواق عندما تراجعت الأسعار، بأنها مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية لإعادة الاستقرار إليها. ولاحقا يتم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى أبريل  2022.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أخيرا، تراجع الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميا خلال 2020. كما توقعت تراجعا قياسيا للمعروض في أسواق النفط بنحو 12 مليون برميل يوميا في  مايو  بعد اتفاق خفض الإنتاج. وتوقع صندوق النقد الدولي تراجع الاقتصاد العالمي 3 % العام الجاري 2020 . وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول من 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيا.

وتداول النفط خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس. وجاءت التراجعات في الربع الأول مع زيادة المخاوف من ركود عالمي بفعل فيروس كورونا، وبالتالي تضرر الطلب على النفط بشكل كبير.

وتأثرت الأسعار خلال الربع الأول بزيادة إمدادات النفط عالميا، بعد فشل اتفاق "أوبك +" على خفض إضافي للإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بسبب الرفض الروسي، ما دفع السعودية لإعلان رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يوميا وصادراتها إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا، كما رفعت الإمارات إنتاجها أيضا حينها.

 

 


أخبار مرتبطة
 
15 مايو 2024 4:05 مختام فعاليات مؤتمر"الاستثمار .. الصناعة .. التصدير ـ المثلث الذهبي"14 مايو 2024 1:45 م"البدو الرقميون".. مفهوم جديد للعمل عن بعد14 مايو 2024 12:53 مسوق الذكاء الاصطناعي واقع المستقبل القادم بقيمة 420.4 مليار دولار بنهاية 202514 مايو 2024 12:21 ممصر: دفع التعاون مع منظمة اليونيدو ومؤسسة التمويل الدولية والوكالة الفرنسية للتنمية14 مايو 2024 11:17 صالأردن نموذجا .. الطاقة الحرارية الجوفية في طور التقييم والاستكشاف14 مايو 2024 10:45 صالصين في علاقتها الخارجية لم تستخدم مواردها كورقة ضغط على أي اقتصاد24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

التعليقات