أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
7 أكتوبر 2020 1:20 م
-
بعد ارتفاع منسوب النيل. هل يمثل الفيضان تهديدا لمصر.؟

بعد ارتفاع منسوب النيل. هل يمثل الفيضان تهديدا لمصر.؟

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

فيضان النيل وصل إلى مصر بالفعل في 1 أغسطس 2020، ومن المقرر أن يستمر حتى أكتوبر  وقد يمتد إلى نوفمبر 2020. هذا ما قالته وزارة الموارد المائية والري المصرية.


وقال المتحدث باسم الوزارة، محمد السباعي، إن "الأحداث التي شهدها السودان جعلت الناس تتصور أن هذا من الممكن أن يحدث في مصر، ولكن بمشيئة الله مصر بعيدة عن كل تلك المشاهد، لأن المياه يتم حجزها خلف السد العالي كما  إن الفيضان التي تتعرض له بعض دلتا مصر ليس من حصة مصر المائية ولكنه فائض من مخزون السد العالي.

ـ ما حقيقة الفيضان:

  الفيضان القادم ليس فيضانا بالمعنى المفهوم ولكنه فيضان صناعي خارج من السد العالي. كما سيكون  له فوائد كثيرة أهمها غسل فرع رشيد ، الفرع الأكثر تلوثا في نهر النيل بالكامل، لأن هذا  الفرع المصرف الوحيد الذى تأتي إليه كل مخلفات الصعيد وتصب في الفرع. كما أن رحلة مياه الفيضان من السد العالي إلى فرع رشيد ستستغرق من 10 إلى 12 يوما وأمام المزارعين فترة للابتعاد عنه وحصد محاصيلهم. هذا ما قاله الدكتور نادر نور الدين، خبير الري أستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة.

وطمأن نادر نور الدين، المصريين من الفيضان قائلا:  الفائدة عظيمة جدا لأننا نغسل التلوث الموجود بفرع رشيد ولن نرى اذن  نفوق أسماك في فصل الصيف الحالي نتيجة غسيل الفرع من التلوث والله قد أكرمنا بفضيان عالٍ، الذي بغسيله ينضف تلوث سنين ماضية مما سينتج عنه حتما   محاصيل وغذاء نضيف .كما ان الفيضان ليس من حصة مصر المائية ولكن هذا فيضان من فضل الله قد قمنا بملء بحيرة السد العالى والباقي نغسل به وهذا ما يشكل بالفعل عنصر تجديد لشباب النهر

وانتاب المصريين قلق من أن تلحق الأضرار بمعايشهم ومنازلهم جراء الفيضان، معتقدين أنه قد يشبه المأساة التي حدثت في السودان، خلال الأسابيع الماضية.

 الا ان الخبراء يرون أن الوضع في مصر مختلف كثيرا عن السودان نظرا لوجود عدد من السدود والمفيضات، التي قد تخفف من تأثير الكميات الزائدة من المياه، ورغم الاستعدادات الجارية ورفع حالة الطوارئ، إلا أنه لا توجد خطة للاستفادة من تلك المياه في الفترات القادمة بدلا من ضياعها في البحر.

ـ ـ  هل يشكل الفيضان خطرا على مصر كما حدث في السودان.؟

ـ خطورة الفيضان:


أكد رئيس قطاع مياه النيل المصري الأسبق، عبد الفتاح مطاوع، أن زيادة  منسوب نهر النيل في مصر يرجع إلى أن الفيضان ما زال في مرحلة الذروة في البحيرات الإثيوبية التي تغذي منابع النيل، وحتى إن انخفضت تلك المناسيب في السودان فإنها اتجهت إلى السد العالي، مما رفع مناسيب المياه في بحيرة ناصر.

كما عندما يرتفع منسوب المياه عن المعدل الطبيعي تضطر إدارة السد إلى تصريف المياه عبر البوابات وليس التوربينات، وهو ما يزيد كميات المياه في مجرى النيل عما هو معتاد ويرفع منسوبها، الأمر الذي قد يتسبب في غرق مساحات طرح النهر على جانبي النيل والمباني المخالفة على النهر 

كما أن هناك مناطق منخفضة في الدلتا قد تغمرها المياه، لكن خطورة الفيضان الآن تحكمه العديد من القناطر والسدود، وقد طالبنا منذ فترة طويلة بضرورة الاستعداد ورفع حالة الطوارئ تحسبا للفيضان الذي ضرب دول حوض النيل .

ـ منسوب النيل الأزرق الأعلى مستوى منذ سنوات طويلة:

وأوضح رئيس قطاع مياه النيل الأسبق عبد الفتاح مطاوع أن  ما يحدث في السودان من واقع الأرقام الصادرة عن إدارات مياه النيل أو الدفاع المدني في الخرطوم تؤكد أن تلك الأمطار غزيرة جدا وأن المناسيب في النيلين الأزرق والأبيض عالية  ، وخرائط الأمطار تؤكد هطول كميات كبيرة جدا على إثيوبيا".

كما ان الأمطار التي هطلت بغزارة في إثيوبيا تحركت نحو النيل الأزرق وعطبرة ونهر السوباط في جنوب السودان والأرصاد الخاصة بالمحطات تقول على سبيل المثال إن منسوب النيل الأزرق وصل لأعلى مستوى منذ سنوات طويلة، حيث بلغ   17.32، وكان أعلى منسوب للفيضان، الذي تم تسجيله في السابق 17.26، ومن واقع تلك الأرقام يتبين لنا أن تلك المستويات غير مسبوقة، ويوم 30 أغسطس  2020 كان منسوب النيل الأزرق عند مدينة الخرطوم 17.48، وكان وارد النيل الأزرق   967 مليون متر مكعب في اليوم وهو رقم غير مسبوق، وكذلك كانت المناسيب عالية جدا في نهر عطبرة وأعلى من العام الماضي 2019  "الفيضان أعلى من المتوسط"، وأيضا النيل الأبيض يصب في الخرطوم .

ـ هضبة البحيرات الاستوائية:

 أما بالنسبة للمياه الواردة من هضبة البحيرات الاستوائية، فقد بلغت مناسيب بحيرة فيكتوريا أعلى من أي مناسيب أخرى تم رصدها خلال القرن الماضي، وبناء عليه، وبالتالي سوف يظل النيل الأبيض يدفع بمياهه حتى نهاية العام وربما للسنة القادمة، لأن الأمطار التي سقطت على هضبة البحيرات الاستوائية أدت إلى إنهم يقومون بتشغيل محطة كهرباء خزان أوين وامتداد محطة كيرا، وعملت المفيضات المخصصة لمثل تلك الظروف لتصريف المياه، لأنها وصلت لمناسيب الخطر في منطقة هضبة البحيرات الاستوائية".

وأشار مطاوع إلى أن "الأمطار المباشرة التي سقطت على المحافظات السودانية التي لها علاقة بنهر النيل مثل القضارف والشمالية والنيل الأزرق، كل تلك المناطق سقطت عليها الأمطار المباشرة مما عقد المشهد على الأرض،  وعندما تقل مناسيب هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية فمن المفترض أن تقل مناسيب المياه في النيل الأزرق أو الرئيسي وبناء عليه فإن كل المياه التي نراها في الخرطوم تعود الآن لنهر النيل من جديد و تسير في اتجاه مصر وبحيرة ناصر خلف السد العالي".


ـ إستعدادات ضرورية:

 وجه مطاوع نداء إلى مصر  بضرورة الاستعداد وتفريغ جزء من مياه بحيرة ناصر إلى مفيض توشكي وتطهير البواغيز الموجودة في نهاية فرع رشيد وفرع دمياط قبل الوصول للبحر المتوسط ، لأنه "يجب أن تكون :

ـ محطات الصرف الزراعي بحالة جيدة جدا لأنها يمكن أن تغرق لأننا سنقوم بعملية صرف المياه في نهر النيل ومنها إلى البحر المتوسط .

 ـ معديات النقل النهري والنقل الجماعي يجب أن تكون بحالة جيدة نظرا لتيارات المياه العالية التي ستكون في نهر النيل.

ـ  أجهزة الحكم المحلي يجب أن تكون متيقظة طوال الوقت.

ـ  وحدات إدارة الأزمات بالمحافظات يجب أن تكون جاهزة من الآن ولا تتواكل بأن الأمر في السودان وليس في مصر وأن السد العالي يمثل حاجزا، فلو كانت بحيرة السد فارغة لا تكون هناك مشكلة، إنما البحيرة ممتلئة الآن

ـ تحذيرات:

 ضرورة إعلان حالة الطوارىء في:

ـ المصالح والوزارات والهيئات ذات الصلة بمياه نهر النيل .

ـ  يتم متابعة جميع محطات مياه الشرب والري التي تعتمد على النيل.

ـ   يجب الأخذ في الاعتبار ما تسببه الفيضانات من جلب الطمي خلف السد العالي، هذا الأمر تكرر كثيرا خلال السنوات الماضية.

ـ التفكير في طريقة للاستفادة من تلك المياه الزائدة بدلا من إهدارها في الصحراء أو البحر الأبيض المتوسط.

وهناك دراسات عديدة لمعالجة هذه الأمور،  بعمل دراسة في عام 1999 حول ضرورة عمل سد عالي جديد خلف السد العالي الحالي وعلى مسافة 135 كم والغرض منه تزويد السعة التخزينية لبحيرة ناصر بدلا من هدر تلك المياه الزائدة، فإذا كانت السعة الحالية للبحيرة 90 مليار متر مكعب، فإننا بإنشاء هذا السد يمكن أن نزيد تلك السعة بمقدار 30 مليار.

ـ اجتماع وزير الموارد المائية والري:

أكد وزير الموارد المائية والري، محمد عبد العاطي، في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر 2020  أنه  تم إرسال تحذيرات لمختلف المحافظات التي قد تتعرض بعض أراضي طرح النهر بها للغرق نتيجة ارتفاع مناسيب المياه من جراء فيضان النيل ، مشيرا إلى أن هذه الأراضي مخالفة  وطالب الوزير، خلال اجتماع مع القيادات التنفيذية بالوزارة ورؤساء الإدارات المركزية للجهات والهيئات المختلفة في المحافظات،  باتخاذ كل الإجراءات الاحتياطية للتعامل مع ارتفاع المناسيب بما لا يؤثر على الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة . 

وقال عبد العاطي إنه "جرى حصر جميع المساكن المخالفة التي تتأثر بارتفاع منسوب المياه والمطلوب إخلائها، واتخاذ كل الإجراءات بشأنها وكذلك مراعاة أية تأثير قد يحدث على الجزر النيلية وإعداد تقرير يومي بالأراضي والمباني المتأثرة بارتفاع مناسيب المياه".

من جانبه، علق رئيس الوزراء  ، مصطفى مدبولي، بأنه  تم اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي حتى يتمكن هؤلاء المواطنون من اتخاذ كافة الاحتياطيات، ويدركوا الخطرالمتوقع ، مؤكدا أن "الحكومة تبادر بالتحذير المبكر، للتقليل من أي خسائر قد تحدث، رغم أن هؤلاء المواطنين مخالفون ومتعدون على حرم النيل، لكن هدفنا هو الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم".

وتكثف الأجهزة المعنية في منطقة الدلتا شمالي مصر استعداداتها، لمواجهة ارتفاع منسوب المياه  ، خاصة في المناطق المحيطة بفرع النيل المتجه إلى مدينة رشيد، المصب الغربي للنهر في البحر المتوسط.

وكانت محافظة البحيرة، التي تنتمي إليها رشيد، من المحافظات التي أرسلت مخاطبات رسمية لرؤساء الوحدات المحلية، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية بشأن ارتفاع منسوب النيل خلال الأيام المقبلة، مما قد يؤدي إلى غرق مناطق مختلفة متاخمة للنهر.

وعقد محافظ البحيرة هشام أمنة اجتماعات مع القيادات التنفيذية، للوقوف على درجة الاستعداد الخاصة بارتفاع منسوب مياه نهر النيل في المحافظة، وتضمنت المخاطبات تكليف الوحدات المحلية بإخلاء المنازل والمباني وحظائر المواشي والأقفاص السمكية الموجودة على أراضي الدولة بشكل مخالف، لتفادي وقوع أضرار قد تنتج عن غرق الأراضي الزراعية، وحفاظا على أرواح المواطنين، كما نبهت إلى ضرورة نقل أي محاصيل أو متعلقات يمكن أن تتعرض للتلف نتيجة الغمر بمياه النيل، مع ارتفاع مناسيب النهر.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
15 مايو 2024 4:05 مختام فعاليات مؤتمر"الاستثمار .. الصناعة .. التصدير ـ المثلث الذهبي"14 مايو 2024 1:45 م"البدو الرقميون".. مفهوم جديد للعمل عن بعد14 مايو 2024 12:53 مسوق الذكاء الاصطناعي واقع المستقبل القادم بقيمة 420.4 مليار دولار بنهاية 202514 مايو 2024 12:21 ممصر: دفع التعاون مع منظمة اليونيدو ومؤسسة التمويل الدولية والوكالة الفرنسية للتنمية14 مايو 2024 11:17 صالأردن نموذجا .. الطاقة الحرارية الجوفية في طور التقييم والاستكشاف14 مايو 2024 10:45 صالصين في علاقتها الخارجية لم تستخدم مواردها كورقة ضغط على أي اقتصاد24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

التعليقات