أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
30 نوفمبر 2020 12:12 م
-
توجه دول "أوبك +" نحو الموافقة على تأجيل الزيادات الإنتاجية في العام 2021

توجه دول "أوبك +" نحو الموافقة على تأجيل الزيادات الإنتاجية في العام 2021

اعداد ـ فاطيمة طيبي

تعود المكاسب السعرية للنفط في جانب منها إلى آمال إقرار تحفيز مالي ضخم في الولايات المتحدة لدعم أكبر اقتصاد مستهلك للوقود في العالم في تخطي الأضرار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا وهو ما قاد الأسعار إلى تسجيل ثالث مكسب أسبوعي على التوالي.

هذا وقد هيمنت التقلبات السعرية على أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الاخير من شهر نوفمبر 2020 وإن كانت قد تعافت نسبيا بسبب التفاؤل باللقاح الجديد لفيروس كورونا، الذي يراهن عليه الكثيرون في القضاء على الجائحة وإنعاش الطلب على النفط الخام مرة أخرى، ويتزامن مع ذلك توجه دول "أوبك +" نحو الموافقة على تأجيل الزيادات الإنتاجية في العام 2021 للمساعدة على عدم اتساع الفجوة بين العرض والطلب خاصة مع بقاء مستوى الإصابات مرتفعا وتنامي الإغلاق الاقتصادي على نطاق واسع في أوروبا.

ـ تخوفات :

من جانب آخر، أكدت منظمة "بلاتس" أن الإدارة الأمريكية القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن قد لا تحظر التكسير الهيدروليكي لآبار النفط والغاز تماما - كما كان يخشى البعض خلال الحملة - لكنها قد تجري تغييرات تنظيمية صغيرة قد تؤثر في عمليات مثل الضرائب والوصول إلى رأس المال والوقت اللازمين للموافقة على المشروع.

وذكر التقرير أن موقف إدارة بايدن المقبلة ما زال بشأن تفاصيل اقتراحه بحظر التصاريح والتكسير في الآبار الجديدة الموجودة على الأراضي الأمريكية حيث يحذر معهد البترول من أن القضايا الرئيسة قد تكون فقدان الإنتاج والوظائف.

ونقل التقرير عن محللين دوليين توقعهم أن الإنتاج الأمريكي قد يفقد بضعة ملايين برميل نفط يوميا من الإنتاج ونتيجة لذلك تخسر البلاد 700 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2023، لافتا إلى توقع استمرار تسجيل خسائر كبيرة في الوظائف وهو ما يقرب من مليون وظيفة في جميع الاقتصاد بحلول عام 2022.

ودعا إلى مزيد من الاستثمارات في الطاقة النظيفة على أراضي الولايات المتحدة، لافتا إلى تحديد الإدارة الأمريكية الجديدة أولويات موجهة نحو المناخ تشمل اعتماد معيار الطاقة النظيفة ومعايير جودة الهواء المحيط ومعايير الكفاءة في استهلاك وقود المركبات.


ولفت إلى تشكيك شركات دولية في توجه إدارة بايدن نحو فرض حظر كامل على عمليات التكسير الهيدروليكي أو إقرار السياسات التي من المحتمل أن تضرب بقوة وعمق لهذه الصناعة في المدى القريب مشيرا إلى أنه خلال جعل العمليات والأعباء التنظيمية الأكثر صعوبة يمكن التأثير في البنية التحتية وإمدادات الغاز الطبيعي والنفط الخام.

ـ إمدادات أقل من النفط الخام بحلول عام 2023:

 نقل التقرير  توقعات بعض من المحللين دوليين  قبل ان تظهر النتيجة النهائية للانتحابات الرئاسية الامريكية  تأكيدهم بأنه بحلول عام 2023 قد نرى إمدادات أقل من النفط الخام بمقدار مليون برميل يوميا مقارنة بـالحال إذا كان قد تم إعادة انتخاب إدارة الرئيس دونالد ترمب.

وفي هذا الإطار، أكدت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن ارتفاع أسعار النفط الخام في نهاية الأسبوع الثالث من نوفمبر 2020 جاءت بعد ورود أنباء عن إمكانية توفر جرعات لقاح كورونا الأولى بحلول نهاية العام الجاري 2020 ، لكن رد الفعل تضاءل بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أمريكا الشمالية وأوروبا وتنامي الخوف من التجمعات العائلية خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن عطلة العيد في الولايات المتحدة أدت إلى تصعيد أزمة الوباء.

وقال أحدث تقارير الوكالة أن أسعار النفط الخام حققت مكاسب أسبوعية هي الثالثة على التوالي بسبب التفاؤل بشأن اللقاحات، لكن التوقعات على المدى القريب ستمنع على الأرجح أي تحركات كبيرة إلى أعلى مع تزايد احتمال حدوث مزيد من الإغلاق.

وذكر أن أنظار السوق تتجه إلى منظمة أوبك حيث إن هناك تفاؤلا مستمرا في أن مجموعة "أوبك +" ستختار تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى عام 2021 ومع ذلك لا تزال "أوبك" تشهد ارتفاعا في أحجام الإنتاج مع زيادة ليبيا للإمدادات النفطية بعد اتفاق السلام الأخير بين الفصائل المتحاربة. وأشار التقرير إلى توقع بعض المحللين أن تحالف "أوبك +" قد يقرر بدلا من ذلك تقليل مستوى تخفيضاتها إذا استمرت أسعار الخام في الارتفاع قبل اجتماعها في ديسمبر المقبل مرجحا أن أخبار اللقاح قد تحدث تغييرا في اللعبة بالنسبة للتوقعات.

ولفت إلى بيانات لشركة "ريستاد إنرجي" الدولية تؤكد أن مزيجا من قيود "أوبك +" الإنتاجية والتفاؤل بشأن اللقاحات ساعد في ارتفاع أسعار النفط الخام على الرغم من أنها لم تصعد بعد بشكل أكثر جدية، مشيرا إلى أن هذه القفزة الأقوى في الأسعار يمكن أن تأتي في عام 2021 عندما يبدأ الطلب في الانتعاش بعد تجاوز ضغوط الجائحة.

وذكر التقرير ايضا  أنه حتى نهاية   العام 2020  سيظل الطلب العالمي على النفط مكبوتا بسبب المدى المتزايد لحظر التجول والإغلاق العالمي حيث لا تزال أوروبا مركز القيود، وأن كثيرا من الأمريكيين تجاهلوا توصية مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإلغاء خطط الاحتفال بالأعياد وهو ما سيبقي أسواق الطاقة مستعدة لمزيد من الإغلاق في جميع أنحاء الولايات المتحدة طوال شهر  ديسمبر  2020 .

ـ تفاؤلا طويل الأجل بشأن أسعار النفط الخام:

ولفت إلى أن هناك تفاؤلا طويل الأجل بشأن أسعار النفط الخام والطلب ومن المتوقع أن يسجل خام غرب تكساس الوسيط في الشهر المقبل أعلى سعر مستقر له منذ 2 (سبتمبر) 2020 فيما لا تزال العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أقل بقليل من 43.50 دولار للبرميل في 11 شهرا.

وسلط التقرير الضوء على قيام شركة " فايزر" العالمية للدواء وشريكتها الألمانية "بيونتك" الجمعة بطلب للحصول على موافقة طارئة لبدء تقديم جرعات لقاح كورونا بحلول نهاية  ديسمبر  المقبل على الرغم من أن طرحا أكبر بكثير سيستمر حتى عام 2021، ولا سيما أن هذا الإعلان يأتي بعد وقت قصير من إعلان الشركتين أن اللقاح فعال 95 %، في الوقاية من مرض كورونا بكل درجاته من الخفيف إلى الشديد وتبدأ هذه الخطوة على مدار الساعة لإتمام عملية الموافقة في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

وذكر أن أعداد الحالات اليومية سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في الولايات المتحدة، كما عادت مطالبات البطالة إلى الارتفاع، لافتا إلى إحراز بعض الدول الأوروبية مزيدا من التقدم في إبطاء الحالات المتزايدة بتأثير من تنفيذ عمليات إغلاق اقتصادي أكثر صرامة ما أضر بالطلب على النفط. وأشار إلى أنه في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تظل محادثات حزمة التحفيز معلقة بما في ذلك معارضة بولندا والمجر في الاتحاد الأوروبي.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر 2020 ، ارتفعت أسعار النفط خلال التداولات لكن الخام الأمريكي قلص المكاسب التي سجلها في وقت سابق بينما حافظ "برنت" على ارتفاعه.

وأعلن مسؤولون في الحزبين الجمهوري والديمقراطي استئناف المحادثات المرتبطة بحزمة التحفيز المالي الثانية لمواجهة تداعيات كورونا، ومع ذلك، كشف وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوتشن" في قرار عشرين من شهر نوفمبر 2020  ، عن وقف برامج تمويل ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

 

 


أخبار مرتبطة
 
15 مايو 2024 4:05 مختام فعاليات مؤتمر"الاستثمار .. الصناعة .. التصدير ـ المثلث الذهبي"14 مايو 2024 1:45 م"البدو الرقميون".. مفهوم جديد للعمل عن بعد14 مايو 2024 12:53 مسوق الذكاء الاصطناعي واقع المستقبل القادم بقيمة 420.4 مليار دولار بنهاية 202514 مايو 2024 12:21 ممصر: دفع التعاون مع منظمة اليونيدو ومؤسسة التمويل الدولية والوكالة الفرنسية للتنمية14 مايو 2024 11:17 صالأردن نموذجا .. الطاقة الحرارية الجوفية في طور التقييم والاستكشاف14 مايو 2024 10:45 صالصين في علاقتها الخارجية لم تستخدم مواردها كورقة ضغط على أي اقتصاد24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن

التعليقات