دراسات


كتب فاطيمة طيبى
4 أكتوبر 2020 3:22 م
-
أمريكا: تفشى البطالة يرجع الى تباطؤ نمو الوظائف أكثر من المتوقع في سبتمبر2020

أمريكا: تفشى البطالة يرجع الى تباطؤ نمو الوظائف أكثر من المتوقع في سبتمبر2020

اعداد ـ فاطيمة طيبي

أظهر إحصاء لوزارة العمل أن معدل البطالة تراجع في سبتمبر على الرغم من أنه مبني على بيانات تم الحصول عليها قبل عمليات التسريح التي تمت خلال شهر سبتمبر 2020، والبالغة 837 ألفا. بحسب "الفرنسية".


يأتي التقريرالأخير قبل أن يواجه الرئيس دونالد ترمب منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات  نوفمبر2020 ، في وقت يجد فيه الاقتصاد الأمريكي نفسه عند مفترق طرق بعد ستة أشهر من تفشي الوباء.

وبدأت قطاعات أساسية التعافي من صدمة فيروس كورونا المستجد، وإن كانت التسريحات لا تزال أمرا معتادا، لكن مع وصول النواب في واشنطن إلى طريق مسدود بشأن زيادة الإنفاق لتحفيز الاقتصاد، وتباطأ نمو الوظائف الأمريكية أكثر من المتوقع في سبتمبر إذ انحسر التعافي من تراجع مدفوع بكوفيد - 19 في ظل نفاد أموال حكومية واستمرار الجائحة، ما يترك كثيرين مهددين بأن يصبحوا عاطلين عن العمل لوقت اطول

وفي آخر تقرير شهري للتوظيف قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر2020،  قالت وزارة العمل الأمريكية في الثاني من شهر اكتوبر 2020 :"إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 661 ألفا الشهر الماضي بعد أن ارتفعت 1.489 مليون في أغسطس. مع توقعات سابقة  لخبراء اقتصاد في ان تكون نسبة  الزيادة 850 ألف وظيفة في سبتمبر. وبلغ نمو التوظيف ذروته في يونيو حين قفز عدد الوظائف بوتيرة قياسية قدرها 4.781 مليون وظيفة. هذا وقد انخفض معدل البطالة إلى 7.9 % في سبتمبر من 8.4 % في أغسطس ، وبينما انخفض معدل البطالة من ذروته في أبريل عند 14.7 %، فإنه تأثر نزولا جراء أشخاص صنفوا أنفسهم خطأ أنهم "يعملون، لكنهم متغيبون عن العمل".


ـ تقديم مساعدات مالية:

 علق روبرت فريك الخبير في اقتصاد الشركات من اتحاد القوات البحرية الائتماني على التقرير المرتبط بالتوظيف قائلا "حتى من دون تحفيز، يمكننا تحقيق مكاسب أفضل مما يتوقعه الناس"، بحسب  "الفرنسية". وأدت تدابير الإغلاق التي بدأت في مارس  لوقف تفشي كوفيد - 19 إلى ارتفاع معدلات البطالة إلى 14.7 % في أبريل، على الرغم من أنها تراجعت. وأسهم إقرار الكونجرس حزمة مساعدات بقيمة 2.2 تريليون دولار "قانون كيرز" في مارس في الحد بعض الشيء من الخسائر.

وقالت المضيفة كريستين لامبيريس، الموظفة في شركة الخطوط الجوية المتحدة "يونايتد إيرلاينز" والعضو في نقابة مضيفي الطيران، لا أريد أن أعيش على مساعدات البطالة ولا أريد أن آخذ الأموال من أشخاص آخرين". ومُنحت شركات الطيران التي تضررت بشكل كبير من تراجع الطلب على السفر مساعدات، مقابل مواصلة دفع رواتب الموظفين حتى نهاية سبتمبر.

كما دعم قانون كيرز إنفاق المستهلكين عبر تقديم مساعدات مالية قدرها 600 دولار إضافية كل أسبوع إلى الموظفين العاطلين عن العمل، وهي مساعدة مالية كبيرة للموظفين ذوي الدخل المنخفض. الا ان فشل الكونجرس وإدارة ترمب في الاتفاق على تمديد الدفوعات الإضافية التي انقضت مهلتها نهاية يوليو، خفض المساعدات التي كان يحصل عليها اقل عامل إلى 160 دولارا في الأسبوع، وهو مبلغ يكاد يكفي لتسديد الفواتير .

واستأنف الديمقراطيون والجمهوريون مفاوضاتهم هذا الأسبوع، لكن يبدو ذلك متأخرا كثيرا بالنسبة إلى شركات الطيران التي راقبت مرور مهلة 30 سبتمبر دون الحصول على المساعدات التي سعت إليها من الكونجرس. وأعلنت الخطوط الجوية الأمريكية سابقا أنها ستسرح 19 ألف موظف بينما أعلنت الخطوط الجوية المتحدة قرارها تسريح 13 ألفا.

ويحذر محللون من أن الجمود الذي طرأ على خطة التحفيز سيؤثر في الاقتصاد الأمريكي في نهاية المطاف. وأظهرت بيانات وزارة العمل أنه تم تسجيل 837 ألف طلب جديد للحصول على مساعدات بطالة الأسبوع الماضي، وهو رقم لا يزال أعلى من ذاك الذي سُجل في أسوأ أسبوع مر على الأزمة المالية 2008ـ 2010.

 ـ البيانات وعمليات التزوير الإلكترونية:

  اتخذت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا أحاديا باستدعاء رؤساء "فيسبوك" و"جوجل" و"تويتر" للرد على استفسارات بشأن الأخبار الكاذبة والبيانات وعمليات التزوير الإلكترونية وغيرها من المواضيع المرتبطة بمنصات الإنترنت، التي تتهمها السلطات باستمرار بالتقصير في أداء واجباتها. وصوت أعضاء اللجنة لمصلحة استدعاء جاك دورسي "تويتر" ومارك زاكربرج "فيسبوك" وسوندار بيشاي "ألفابت المجموعة الأم لجوجل" بصورة إلزامية.

وتخضع الشبكات الأمريكية الثلاث، مع مجموعتي "أمازون" و"أبل" لتحقيقات مختلفة على المستوى الفيدرالي للولايات الأمريكية التي تأخذ عليها خصوصا عدم الإشراف بالشكل اللازم على المضامين الإشكالية، وأيضا اعتماد ممارسات مخالفة لقوانين مكافحة الاحتكار.

كذلك ترغب اللجنة في فهم الطريقة التي تسحب فيها المنصات المضامين التي تشجع على التطرف والعنف، والتعمق في الخوارزميات السرية التي تستخدمها، ومن شأنها التلاعب بالمستخدمين ودفعهم إلى استخدامات سلبية للإنترنت خصوصا لدى الفئات الشابة.

وفي نهاية   يوليو ، خضع رؤساء مجموعات الإنترنت الأربع الكبرى المعروفة بـ"جافا"، "جوجل، أبل، فيسبوك، وأمازون" لاستجواب تخلله كثير من الانتقادات على مدى ساعات أمام لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي.

ـ اقتصاد منهك:

وتباطأ نمو التوظيف في الولايات المتحدة بشكل كبير في يوليو2020، مما يعكس تباطؤا محتملا في التعافي الاقتصادي. وقالت وزارة العمل  إن الوظائف غير الزراعية زادت بمقدار 1.8 مليون وظيفة الشهر الماضي، مقارنة مع زيادة قياسية بواقع 4.8 مليون وظيفة في يونيو 2020. وقال المستهلكون إن متوسط الاحتمالات المتوقعة لفقدان وظائفهم خلال العام 2021  ارتفع إلى 16% في يوليو  من 15% في يونيو2019، وهو أعلى من متوسط عام 2019 البالغ 14.3%، وفقا لمسح بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي.

ووفقا للتوقعات يرتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة مرة أخرى في يوليو  بعد انخفاضه لثلاثة أشهر متتالية من أعلى مستوى له البالغ 50.9%، في مارس2020. وقدر المستهلكون الاحتمالات عند 39.3% في يوليو ، ارتفاعا من 35.1% في يونيو 2020.

وارتفعت توقعات التضخم بشكل طفيف في يوليو ، مع ارتفاع متوسط التوقعات للعام المقبل إلى 2.9% من 2.7% في يونيو2020. وزاد متوسط توقعات التضخم للسنوات الثلاث المقبلة إلى 2.7% في يوليو  من 2.5% في يونيو .

ـ  ركود اقتصادي أكبر قادم في الولايات المتحدة:

 حذر باول كروجمان، كاتب عمود في صحيفة  نيويورك تايمز من أن الولايات المتحدة في طريقها نحو ركود أكبر مقارنة بالأزمة المالية لعام 2008، في وقت لا يزال فيه كوفيد-19 مستشريا. وقال كروجمان في مقال رأي بعنوان  القادم، ركود أكبر ، إن "تعليق المزايا الفيدرالية (لدعم البطالة)، سيحدث ضررا مماثلا تقريبا للآثار الاقتصادية المرعبة لفيروس كورونا الجديد".


في عام 2008، كان كروجمان هو الحائز الوحيد على جائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية، تقديرا لعمله في نظرية التجارة الدولية. وقال كروجمان:"ما لم يحدث هو جولة ثانية كبيرة من فقدان الأعمال مدفوعة بانخفاض طلب المستهلكين"، و"فقد ملايين العمال لدخولهم العادية؛ وبدون المساعدة الفيدرالية، سيضطرون إلى خفض الإنفاق، ما يتسبب بفقدان ملايين آخرين لفرص عملهم".

وقال كروجمان إن الديمقراطيين عرضوا خطة قبل أشهر، مع انتهاء خطة المساعدة الخاصة، "لكن الجمهوريين لا يستطيعون حتى الاتفاق فيما بينهم على عرض مقابل". وأضاف كروجمان أن مجموعة الدخل المنخفض التي لا تتمتع بمزايا (الدعم) الفيدرالية لا يمكنها تخفيف التأثير عن طريق السحب من المدخرات أو الاقتراض مقابل الأصول، وبالتالي فإن إنفاقها سينخفض.

وأشار إلى أن "الدلائل على الآثار الأولية للمساعدات الطارئة تشير إلى أن نهاية مزايا الدعم ستدفع الإنفاق الاستهلاكي بالمجمل، وهو المحرك الرئيسي للاقتصاد، إلى الانخفاض بأكثر من 4%. وفي إشارة إلى أن مرض فيروس كورونا الجديد هو صدمة ظهرت فجأة، قال كروغمان "ما نتطلع إليه الآن قد يكون صدمة أخرى، نوعا من موجة اقتصادية ثانية، تكون تقريبا مماثلة للأولى من الناحية النقدية". وحذر هذا الخبير من أنه "في الوقت الحالي، يبدو أننا نتجه نحو ركود أكبر، أي انخفاض أسوأ من 2007-2009، مضاف عليه الركود (الناجم عن) فيروس كورونا الجديد .

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:08 منصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات