دراسات


كتب فاطيمة طيبى
26 سبتمبر 2023 12:32 م
-
رفض توقعات البنك الدولي ان 200 مليون شخص معرضون للهجرة بسبب التغيرالمناخي بحلول 2050

رفض توقعات البنك الدولي ان 200 مليون شخص معرضون للهجرة  بسبب التغيرالمناخي بحلول 2050

اعداد ـ فاطيمة طيبي

الراي الذي  كان موضع إجماع بين عدد من الخبراء الفرنسيين والدوليين جمعهم "معهد تقاربات الهجرات" في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر الحالي  في باريس. ان  فكرة  المناخ  قد  يصبح الدافع الرئيسي للهجرة في المستقبل باعتيار  ان التغير المناخي احد العوامل للنزوح السكاني في العالم، غير انه من  النادر ما  يكون هذا السبب المبرر الوحيد  لحركات الهجرة .

واتفق الخبراء خلال يوم علمي نظم حول هذه المسألة، على رفض التوقعات المقلقة الصادرة عن بعض المنظمات مثل البنك الدولي الذي حذر من أن تبعات التغير المناخي ستدفع أكثر من 200 مليون شخص إلى الهجرة بحلول عام 2050، موضحين أن عواقبه أقل وضوحا. وثمة اختلاف حول هذه المسألة كما حول الأفق المحدد مستقبلا، بحسب "الفرنسية".

ـ الهجرة الداخلية :

وقال فرنسوا جيمين والعضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة: "إن الهجرة المناخية تقدم بصورة منهجية على أنها ظاهرة مستقبلية. هذا يحجب واقع أن هناك منذ الآن ملايين النازحين نتيجة كوارث مناخية أو التبعات بطيئة الظهور للتغير المناخي". ومعظم هؤلاء النازحين لا يغادرون دولا فقيرة للانتقال إلى دول غربية، بل هم في أغلب الأحيان نازحون داخل بلدانهم.

ومن بين 60 مليون "نازح داخلي" أحصاهم في 31 ديسمبر 2022 المركز الدولي لمراقبة النزوح الذي تعد أرقامه مرجعية، نزح 32.6 مليون شخص بسبب حوادث طبيعية، ربعهم بسبب الفيضانات في باكستان وأكثر من مليون منهم بسبب موجات الجفاف في الصومال. وتظهر هذه الأرقام  في رأي أستاذ الجيوسياسة البيئية في معهد العلوم السياسية Sciences Po في باريس  أن "عدد النازحين الداخليين بسبب الكوارث الطبيعية يفوق عدد النازحين الداخليين بسبب النزاعات أو أعمال العنف".

لكن فرنسوا جيمين لفت إلى أنه من الصعب عزل العامل المناخي في حركات الهجرة عبر العالم، موضحا أن "البيئة تؤثر في قرار الهجرة وتندمج مع مختلف العوامل التي تدفع إلى الرحيل". وأضاف الخبير: "حين يتبين أن 70 % من الأسر في دول الساحل وحدها تعتمد على زراعة الكفاف التي تبقى إلى حد بعيد رهن التغيرات في معدل هطول الأمطار أو في درجات الحرارة، فمن المؤكد عندها أن لتدهور البيئة وطأة مباشرة على موارد العائلات. وفي هذه الحالات، تكون العوامل الاقتصادية والمناخية للهجرة هي ذاتها إلى حد ما". مشيرا إلى أن "مهاجرين مناخيين كما يصنفون" قد يكونون من بين الأشخاص الذين وصلوا أخيرا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

ـ تقلص تدفق النازحين الداخليين :

في مطلق الأحوال، عد إتيان بيجيه عالم الجغرافيا في جامعة نوشاتيل السويسرية أنه "لن يحصل تدفق مهاجرين مناخيين" على أوروبا، متوقعا أن يكون القسم الأكبر من المهاجرين نازحين داخليين أو بين دول الجنوب. وهذا ما يجعل هذه البلدان نفسها تنضم إلى موقف الغربيين في عدم تأييدها استحداث وضع "لاجئ مناخي"، وهو مفهوم طرح منذ بضعة أعوام، غير أنه استبعد على المستوى الدولي، ليبقى وضع اللجوء على ارتباط بالاضطهاد السياسي. ورأى فرنسوا إيران خبير الديموغرافيا المشرف على دراسات الهجرة في معهد كوليج دو فرانس، أن الهجرة في الوقت الحاضر "هي شكل من التكيف مع التغير المناخي، يعطي نتائج متباينة"، إذا حل الجفاف ببلد، فهو يقلص موارد الأفراد، ما يحد من إمكانية الهجرة".

وأكدت كاتي ميلوك الخبيرة في شئون الهجرة  أن "ارتفاع درجات الحرارة في الدول الأكثر فقرا يميل إلى الحد من الهجرة الدولية ويدفع الأشخاص المعنيين بظاهرة الهجرة إلى النزوح بالأحرى داخل بلادهم". وأقرت الخبيرة بعدم وجود إجماع علمي في الوقت الحاضر حول العلاقة السببية بين الهجرة والتغير المناخي. وهذا ما يجعل النقاش حول وضع "اللاجئ المناخي" مضللا، في رأي بيجيه، الذي يوضح أنه في ضوء تعدد الأسباب خلف هذه الظاهرة، إذ يتداخل المناخ تدريجيا مع النزاعات والفقر، من الأجدى طرح فكرة "لاجئ للنجاة".

ـ تدفقات على الحدود المكسيكية ـ الأمريكية:

وصل عشرات المهاجرين يوم 22  من شهر سبتمبر الحالي إلى الحدود الخاضعة لتدابير حماية مشددة بين الولايات المتحدة والمكسيك، بينما تعاملت شرطة الحدود رسميا مع 1.8 مليون من المهاجرين عند حدودها الجنوبية خلال الشهور الـ12 الماضية.

وفي أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشئ برنامجا لمساعدة اللاجئين. وخلال الشهر الماضي، عبر 23297 مهاجرا الحدود الجنوبية، في زيادة مقارنة بالأشهر السابقة . فيما تحاول إدارة الرئيس جو بايدن، بضغط من المعارضة الجمهورية التي تتهمها بتحويل الحدود الجنوبية إلى غربال يسمح بعبور اللاجئين، الحد من الهجرة غير الشرعية على الحدود، مع فتح مزيد من القنوات القانونية.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:08 منصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات