دراسات


كتب فاطيمة طيبى
8 أكتوبر 2023 1:39 م
-
ما قيمته 410 مليارات دولار ارتفاع سوق تربية الأسماك بحلول 2030

ما قيمته 410 مليارات دولار ارتفاع سوق تربية الأسماك بحلول 2030

اعداد ـ فاطيمة طيبي

يوجد أكبر تجمع لأسماك السلمون في بلدان الشمال الأوروبي و كندا والولايات المتحدة الا انه حاليا  ،الا انها  تراجعت كثيرا في الأنهار والجداول المائية في مناطق وجودها التقليدية . وتشير بعد التقديرات إلى أن المعروض من سمك السلمون الأطلسي ارتفع بنسبة 500 % منذ عام 1995، واعتبر اليوم ثاني أكثر الأسماك استهلاكا بعد التونة .

ولكثرة الاستهلاك وجد ما  يعرف بالاستزراع السمكي.  يمثل استهلاك المأكولات البحرية 17 % من استهلاك البروتين في العالم، وفي بعض أجزاء آسيا وإفريقيا يصل تقريبا إلى 50 %، بسبب النمو السكاني المتزايد مع ارتفاع الدخل، ومن المتوقع أن يصل استهلاك الأسماك إلى 180 مليون طن بحلول عام 2030 مقابل 158 مليون طن في 2020.

وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن 90 % من مصائد الأسماك الطبيعية في البحار والمحيطات حول العالم يتم الصيد فيها اعلى من طاقتها وبما يتجاوز المسموح به  يقول :" ك. سي أندروا المهندس الزراعي من شركة مزارع البحر الاسكتلندية المحدودة" ان هذا النوع من الزراعة يستلزم  التدخل البشري في العملية الإنتاجية لتعزيز الإنتاج، فبسبب ارتفاع الطلب على البروتين، دفع بالتوسع بتربية الأسماك، واستحداث زراعة الأعشاب البحرية .

وحول نمو سوق تربية الأسماك، يضيف "من المتوقع أن يصل حجم سوق تربية الأسماك إلى 410 مليارات دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.4 %، الا ان حجم سوق تربية الأسماك العالمية في2021  وصل الى  269 مليار دولار اذ تسيطر آسيا والمحيط الهادئ على السوق بأكبر حصة نمو تبلغ 6.4 %.

ـ المصادر الأساسية من احتياجات المجتمع في الغذاء:

ما ساهم في ارتفاع حجم إنتاج الأسماك بشكل كبير، كونه يعد الوجبة الغذاء الرئيسة لعديد من الدول ويؤكد بعض من الخبراء أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تسيطر على سوق الاستزراع السمكي خاصة كونها صناعة مربحة. وتشهد دول مثل فيتنام والصين وإندونيسيا والفلبين وأستراليا تطورا كبيرا في تلك الصناعة بسبب الطلب المحلي الكبير ما دعى بعض من الشركات الدولية بالاستثمار في  هذا المجال لانخفاض تكاليف العمالة والمبادرات الحكومية الداعمة للمزارع السمكية.

يكشف الازدهار الراهن في الاستزراع السمكي في الصين الأهمية التي توليها البلاد إليه باعتباره أحد المصادر الأساسية لإمداد المجتمع باحتياجاته من الغذاء. فالصين تعد المستورد الرئيس لمسحوق الأسماك في العالم، وعلى الرغم مما أدى إليه ذلك من مشكلات في بعض البلدان الإفريقية مثل السنغال حيث يتم تحويل الأسماك الصغيرة التي كان يستهلكها الناس إلى مسحوق سمك ليصدر لاحقا إلى الصين، فإن قطاع الاستزراع السمكي الصيني يواصل التطور بمعدلات سريعة للغاية.

من جهته، يقول الباحث ريتشارد كاري المتخصص في المصايد البحرية في جامعة بريتون "يتضح النمو المتواصل لقطاع الاستزراع السمكي في الصين من المخطط الذي نشرته وزارة الزراعة الصينية لتنمية مصايد الأسماك حتى عام 2025، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج المأكولات البحرية السنوي من نحو 66 مليون طن في عام 2020 إلى 69 مليون طن، وسيظل الحد الأقصى للصيد في المياه الساحلية الصينية عند حدود عشرة ملايين طن وسيتم خفض عدد سفن الصيد الكبيرة ومتوسطة الحجم، وهذا يعني أن الصين ستزيد إنتاجها من الصيد في المياه البعيدة ومن الاستزراع السمكي".

ويضيف.. "لكن بالنسبة إلى الصيد في المياه البعيدة فإن الهدف أن يزيد الإنتاج من مليوني طن إلى 2.3 مليون طن، ولذلك التركيز سيكون على الاستزراع السمكي في الأساس، وفي عام 2020 كان إنتاج تربية الأحياء المائية أربعة أضعاف الصيد في المياه الساحلية الصينية".ويرى الباحث ريتشارد أن نمو الاستزراع السمكي في الصين وحول العالم قد يكون مفيدا للأمن الغذائي، إلا أنه ليس بالضرورة خبرا جيدا للبيئة، على حد قوله.

الدكتورة جودي ماكس الاستشارية في معهد الدراسات البحرية تتفق مع وجهة النظر تلك، وترى أن زيادة المزارع السمكية أو الاستزراع السمكي ترافق حالة من الارتجال تركت كثيرا من الآثار البيئية السلبية التي تضرب الصناعة من حين إلى آخر وتصيبها بكثير من الخسائر.

وتقول "إن الأفكار الأولية للمزارع السمكية ظهرت في النرويج في سبعينيات القرن الماضي من خلال حفظ سمك السلمون في حظائر مفتوحة في الخلجان وإطعامه بانتظام ثم صيده وبيعه في الأسواق، واعتبرت تلك الطريقة نظيفة ومستدامة لإنتاج البروتين بكميات كبيرة والأهم تخفيف الضغط على المخزونات الطبيعية الموجودة في الأنهار والبحار والمحيطات، الفكرة امتدت إلى كندا وتشيلي واسكتلندا والولايات المتحدة وكلها أماكن رحبت فيها الحكومات ومجتمعات الصيد التي تعاني ضغوطا شديدة في الاستثمار وتوفير الوظائف بالأساليب الجديدة".

وتضيف "لاحقا امتدت عمليات استزراع الأسماك إلى جميع الدول والمجتمعات، بما في ذلك كثير من البلدان التي لا توجد لديها منافذ بحرية، بصفة عامة تم التوسع في الصناعة دون الأخذ في الحسبان التداعيات البيئية التي يمكن أن تؤدي إليها نفايات الأسماك التي تلوث المحيطات، كما تتطلب المزارع السمكية في كثير من الأحيان تدفقات مستمرة من المياه العذبة من الأنهار أو الآبار، ما يمثل مصدرا تنافسيا مع أولئك الذين يرغبون في شربها أو استخدامها في الزراعة، وتربية الأسماك أيضا في أماكن قريبة من بعضها بعضا يؤدي إلى تفشي الأمراض والطفيليات التي تجتاح المياه المفتوحة".

ـ المخاوف البيئية:

وبالفعل فقد أشارت تقارير دولية إلى أن مزارع الأسماك في بحيرة فيكتوريا تعرضت أواخر العام الماضي لكارثة أدت إلى نفوق الأسماك نتيجة ارتفاع مياه القاع إلى السطح ما تسبب في استنزاف الأكسجين من الماء ونفوق الأسماك، وقد أرجع الخبراء ذلك إلى التلوث، بينما أدى استحواذ تربية الأسماك على أكثر من 30 % من السواحل الصينية من ثمانينيات القرن الماضي إلى عام 2014، إلى تفتيت التربة وتقليص المستنقعات المالحة في دلتا النهر الأصفر بنسبة 80 %.

إلا أن تلك المخاوف البيئية لا يجب أن تقف، من وجهة نظر جيمس ووالف الباحث في المجال التكنولوجي، عقبة أمام مواصلة الاعتماد على الاستزراع السمكي بوصفه مصدرا مهما للإمدادات الغذائية للأعداد المتزايدة من البشر.

ويقول :"إن هناك عديدا من المشكلات البيئية المرافقة للاستزراع السمكي، لكن التقنيات الحديثة مثل أنظمة الاستزراع المائي المعاد تدويرها عبر تربية الأسماك على الأرض في خزانات يتم تنظيف مياهها وإعادة تدويرها باستمرار، تضمن التغلب على تلك التحديات، بل بات متوافرا الآن بعض التقنيات المستخدمة في مزارع الأسماك يمكنها رفع الإنتاجية بنسبة 20 % مع الاعتماد على البيئة الطبيعة، وحتى إذا كانت التكلفة المالية لتلك التكنولوجيا مرتفعة في الوقت الراهن، فإن أسعارها ستتراجع مع مرور الوقت".

ويضيف "كما يمكن للحكومات، عبر تقديم دعم قوي لمزارعي الأسماك، تشجيع أصحاب تلك المزارع خاصة صغيرة منها للاعتماد على مزيد من التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاج والحفاظ على البيئة في آن واحد، خاصة مع الزيادة العالمية المتواصلة في الطلب على السمك والمأكولات البحرية".

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:08 منصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات