تقارير


كتب فاطيمة طيبى
23 أكتوبر 2023 4:02 م
-
النشاط الخفي لسوق النفط يزدهر مع تصاعد الصراعات الدولية ويؤثر على الإنتاج والأسعار

النشاط الخفي لسوق النفط  يزدهر مع تصاعد الصراعات الدولية ويؤثر على الإنتاج والأسعار

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

يمثل "نفط الظل" حصة مهمة من حجم التداولات الخفية، لسوق النفط في العالم، ويعتبر العديد من خبراء الطاقة ومحللي سلاسل الإمداد أن هذا النشاط الخفي يزدهر مع تصاعد الصراعات الدولية، وخاصة في ظل فرض القيود والعقوبات الاقتصادية على دول منتجة للنفط.

وخلال العقد الماضي، نشطت السفن الخفية المتربطة بالنفط الإيراني والفنزويلي بسبب عقوبات التصدير المفروضة من الولايات المتحدة على كل من الدولتين.

لكن الظاهرة تفاقمت بصورة آخذة في التصاعد منذ أن فرضت الولايات المتحدة وأوروبا، عقوبات متزايدة على روسيا في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا، وما تلا ذلك من قيود على قطاع النفط والغاز الروسي، وتحديد الاتحاد الأوروبي سعرا أعلى عند 60 دولارا لبرميل النفط الروسي.

وفي ظل هذه الوضعية الدولية، لاحظ العديد من محللي خطوط الشحن الدولي تزايد نشاط السفن الغامضة المرتبطة بنقل النفط باتجاه الموانئ الآسيوية، وخاصة نحو الصين والهند وماليزيا.

ـ نفط مجهول الهوية:

ونشرت "Financial Times" مؤخرا تحليلا لكبيرة محللي أسواق النفط والشحن في شركة ليدز "Lloyd" ميشيل وايز بوكمان، أشارت فيه إلى أن من أبرز العوامل التي زادت من ظاهرة ناقلات النفط الخفية، هو تحديد سقف أعلى لسعر النفط الروسي أقل بكثير من أسعار السوق.

وأكدت الخبيرة أن التحليلات خلال شهر سبتمبر2023 فقط، تظهر أن أسطولا خفيا من حوالي 120 ناقلة غير مؤمنة ومجهولة المصدر كان من بين حوالي 300 سفينة تم تتبعها لتحميل النفط من 8 موانئ تصدير روسية.

وقدر التقرير أن السفن المجهولة تشكل حوالي 15% من حركة الشحن العالمي، وهو ما يجعل القطاع الخفي نشاطا واسعا يستطيع أن يشكل خدمات شحن وسلاسل إمداد لنقل نفط الظل الذي ينشط خلال تصاعد الصراعات الدولية.

وفي أغسطس  كشفت "The Guardian" معلومات تفيد بأن الأسطول الروسي العامل في شحن "نفط الظل" يصل إلى نحو 500 سفينة، مشيرة إلى أن العديد منها ناقلات قديمة ذات ملكية غامضة وشركات تأمين خفية، مؤكدة أن هذا الأسطول يقوم بنقل الخام الروسي إلى الصين وموانئ عديدة أخرى في آسيا.

ـ أساطيل خفية بالمليارات:

وبحسب تقرير لـ"بلومبيرغ" فإن روسيا أنفقت نحو 2.2 مليار دولار على شراء أسطول من ناقلات النفط، للحفاظ على تدفق صادراتها من النفط الخام والوقود، في ظل العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة عليها.

وبحسب أرقام صادرة عن شركة "VesselsValue" المعنية بتتبع السفن، فإنه تم إنفاق أكثر من 850 مليون دولار خلال 2022 على زيادة "أسطول الظل" لناقلات الوقود، مشيرة إلى أنه تم بالإضافة إلى ذلك، استثمار نحو 1.4 مليار دولار في ناقلات النفط الخام.

ـ السبع الكبار والنفط الروسي:

ورغم مراجعة مجموعة السبع الكبار للحد الأقصى لإنتاج النفط الروسي، فإن موسكو وجدت طرقا عديدة لبيع النفط باستخدام السفن الخفية، ما يجعل من الصعب على الغرب فرض سقف الأسعار عند 60 دولاراً لبرميل النفط الروسي، نظرا لهذا الأسطول الخفي، إضافة إلى أن الشركات التي تسهل تجارة النفط مع روسيا تقع خارج نطاق اختصاصات الاتحاد الأوروبي وأميركا، ولهذا أصبح معظم الخام الروسي يتم تداوله فوق الحد المسموح به بسبب ارتفاع أسعار الخام العالمية.   

ـ تخفيضات كبيرة للأسعار:

وفي سبتمبر2023 ، قال تجار صينيون إن الخامين الإيرانيين الخفيف والثقيل يتم تداولهما بتخفيضات كبيرة تبلغ حوالي 13 و20 دولارا للبرميل على التوالي، على أساس ما يعرف بـ"التسليم خارج السفينة".

كما قال محللون وتجار في الصين إن الخام الإيراني لا تشتريه إلا مصافي مستقلة صغيرة تتركز في إقليم شاندونغ الساحلي. وأضافوا أن مصافي التكرير المملوكة للدولة ومصافي التكرير الخاصة الكبرى تتجنب هذه التجارة في العلن منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران .

وتضيف الوكالة أنه نادرا ما تكشف البيانات الصينية الرسمية عن أي واردات نفطية من إيران وتسجل عادة على أنها شحنات من ماليزيا أو دول أخرى من الشرق الأوسط.

وقالت مصادر تجارية إن العشرات من مصافي التكرير المحلية، التي أغرتها التخفيضات الكبيرة، تستورد معظم المواد الخام من دول تخضع لعقوبات غربية، مثل إيران وروسيا وفنزويلا، عبر وسطاء.

ـ جنة السفن الغامضة :

تعتبر جمهورية جزر مارشال، جنة ما يعرف بـ"السفن الغامضة"، وقد تم تسجيل ملكية ما يقرب من 40% من حوالي 535 ناقلة من الأسطول الخفي من خلال شركات شبه وهمية مسجلة في جزر مارشال، لكن الغريب أن العديد من هذه الشركات في تلك البلدان لديها مكاتب أو ممثلون في أوروبا والولايات المتحدة، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز".

يشار إلى أنه بموجب اللوائح البحرية الدولية، فإن جميع السفن التجارية، ملزمة ببث نظام آلي لتحديد الهوية وإعطاء بيانات تحديد الموقع إلى السفن الأخرى بموقعها. لكن العديد من المراقبين ومتتبعي السفن، لاحظوا أنه منذ بدء الحرب في أوكرانيا زاد عدد السفن التي تقوم بإيقاف تشغيل أجهزة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة لإخفاء هويتها.

 ـ "بابلو" تكشف الخطر:

كشفت حادثة انفجار ناقلة النفط الخفية المعروفة بـ"بابلو" قبالة السواحل الماليزية في السابع من مايو2023  عن الحالة المتهالكة لكثير من السفن التي تنقل "نفط الظل" والتي تعمل دون تأمين من شركات معروفة، ولحسن الحظ، كانت "بابلو" فارغة، من حمولتها التي تصل إلى 700 ألف برميل نفط، والتي أفرغتها في ميناء صيني قبل الحادثة بأيام.

ووفق بيانات من كبلر "Kpler" وهي شركة متخصصة في تحليل البيانات البحرية، فإن "بابلو" كانت تحمل زيت وقود ثقيل شديد التلوث يستخدم كوقود أو لتوليد الكهرباء، خاصة في آسيا.

وأشارت إلى أن السفينة بعد فترة طويلة من نقل زيت الوقود من إيران الخاضعة للعقوبات، جاءت بالشحنة الأخيرة على الأرجح من روسيا، بحسب "Le Monde"  التي أشارت إلى أن الناقلة تجاوزت عمرها الافتراض بسبع سنوات، وأن الكثير من السفن التي تنقل "نفط الظل" تعتبر خطرا حقيقيا بسبب حالاتها المتهالكة، ولكون الكثير منها يفتقر إلى التأمين والموثوقية.

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 10:59 صالماوردي: نتطلع إلى مشاركة 10 آلاف شركة مصرية بمعرض الصين للاستيراد23 أبريل 2024 1:51 مباستثمارات 297 مليون دولار شين فينج الصينية تنشئ مصنعا لإنتاج الحديد المدرفل بالسخنة23 أبريل 2024 11:51 صهيئة الاستثمار تبحث جذب استثمارات صينية جديدة لمدينة العلمين الجديدة22 أبريل 2024 4:04 مالتضخم وارتفاع الفائدة والانتخابات مخاطر رئيسة تهدد الاستقرار المالي للاحتياطي الفيدرالي22 أبريل 2024 1:39 مواشنطن : مباحثات المشاط لدفع التعاون الثنائي مع المملكة المتحدة وهولندا21 أبريل 2024 1:34 مالوزراء: الدولة تسعى إلى توطين مختلف الصناعات محليا بمشاركة القطاع الخاص21 أبريل 2024 12:32 مالخارجية: 7 مليارات دولار قيمة التبادل التجاري مع تركيا في 202317 أبريل 2024 1:01 مالمالية: نتطلع أن يستحوذ القطاع الخاص على أكثر من 70% من حجم الاقتصاد المصري17 أبريل 2024 11:31 صمؤشرات الصحة العامة تتراجع بالدول الأفريقية بسبب نقص التمويل والغذاء16 أبريل 2024 2:13 مملفات الديون والتغيير المناخي على طاولة اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين

التعليقات